رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسامة شعث: صفقة القرن ستحول الفلسطينيين «عبيدًا».. والتطبيع العربي مع إسرائيل «طعنة» فى ظهرنا (حوار)

محررا النبأ فى حوارهما
محررا النبأ فى حوارهما مع أسامة شعث

المصالحة بين فتح وحماس هى المسمار الأول فى «نعش» الخطة الأمريكية للسلام 

العرب ليسوا خونة ولا متواطئون.. و«ثورات الربيع» أضعفت الموقف الفلسطينى

«ترامب» يريد شراء القدس بأموال عربية ولا يدفع هو والكيان الصهيونى «فلسا واحدا»

محمود عباس رجل مؤمن لا يخشى مصير «عرفات».. ولن ينهى حياته بخيانة

خمسة أسباب تؤكد حتمية موت خطة ترامب في مهدها

لا أحد من العرب والمسلمين يملك حق التنازل عن ذرة من تراب فلسطين

الشعب الفلسطيني لا يراهن إلا على ثباته وصموده وإرادته وكفاحه

أسباب كثير وراء عدم اعتراف «أبو مازن» بيهودية دولة إسرائيل

«داعش» لا علاقة له بنا.. وعناصره تتلقى العلاج من جيش الاحتلال

بفضل صمودنا وكفاحنا حولنا فلسطين من قضية إنسانية إلى دولة معترف بها 

المصالح سبب دعم تركيا وقطر وإيران لحركة حماس


قال الدكتور أسامة شعث، المناضل والسياسي الفلسطيني المعروف والمستشار في العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية، إن العرب ليسوا خونة أو متواطئين مع أمريكا وإسرائيل كما يزعم البعض، ولكنهم ضعفاء ويتعرضون لضغوط شديدة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف «شعث» في حواره لـ«النبأ» أن صفقة القرن ستحول الفلسطينيين إلى عبيد، وأن التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني طعنة خنجر في ظهر الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن ترامب يريد شراء القدس بأموال عربية، لافتًا إلى أن ثورات الربيع العربي أضعفت الموقف الفلسطيني، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لا يراهن إلا على ثباته وصموده وإرادته وكفاحه للوقوف في وجه صفقة القرن، وأن هناك أسبابًا كثيرة وراء عدم اعتراف «أبو مازن» بيهودية إسرائيل.

وأكد السياسي الفلسطيني البارز، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رجل مؤمن لا يخشى مصير الرئيس ياسر عرفات، وأكد أنه لن ينهي حياته بخيانة، مشددا على أن داعش والجماعات الإرهابية لا علاقة لها بفلسطين وعناصرها تتلقى العلاج من جيش الاحتلال. وإلى تفاصيل الحوار:


لماذا يرفض الفلسطينيون صفقة القرن التي أعلن عنها ترامب؟

أولًا هذه ليست «صفقة» وإنما خطة صهيوأمريكية لا علاقة للشعب الفلسطيني بها لا من قريب ولا بعيد، وثانيا لا يوجد فيها كلمة واحدة تعطينا الأمل بنيل جزء من حقوقنا الوطنية المشروعة؛ فهي تعتبر القدس المحتلة عاصمة موحدة للاحتلال، وهذا سبب كافٍ جدا لرفضها فلسطينيا وعربيا وإسلاميا، ثم ألغت حق العودة للاجئين وتضم المستوطنات والأغوار لداخل حدود الكيان الإسرائيلي ودولة فلسطينية مقطعة الأوصال بلا سيادة ولا سيطرة على المعابر ولا حدود بحرية ولا غيره، وأسباب كثيرة تجعلنا نرفض كل كلمة فيها، وباختصار يريدوننا أن نتنازل عن كل شيء، يريدوننا أن نستسلم ونصبح عبيدا لهم ونرفع الراية البيضاء، وهذا لن يكون.


ما تقييمكم للموقف العربي الرسمي من الصفقة؟ 

الموقف العربي تاريخيا مع فلسطين لأنها قضية العرب الأولى منذ 1947م والأمة العربية تدعم الشعب الفلسطيني بكل طاقاتها، لكن كما تعلم وترى أخي هناك دول وأنظمة تهدمت بفعل الحروب والصراعات الداخلية والإقليمية، وهناك دول ضعيفة لا تستطيع اتخاذ قرار متعارض مع أمريكا لأنها تحت الحماية الأمريكية.


هل بعض العرب متواطئون مع أمريكا وإسرائيل كما يزعم البعض؟

تقصد مشاركة بعض الدول العربية في مؤتمر ترامب!.. لا أعتقد أن هناك تواطؤا.. هذه برأيي دليل ضعف؛ لذلك شاركت بعض الدول في مؤتمر ترامب لكنها لا تستطيع  فعل شيء.


هل يمارس الحكام العرب ضغوطًا على الرئيس محمود عباس للقبول بصفقة القرن كما يتردد؟

لا أعتقد ذلك، قلت لكم العرب مع فلسطين حكاما وشعوبا، وكما تابعتم مجلس وزراء الخارجية العرب، قرر بالإجماع رفض ما تسمى بخطة صفقة القرن قطعيا، وأكد على الدعم الكامل للرؤية والحقوق الفلسطينية، قبل ذلك قمة الظهران التي أطلق عليها الملك سلمان قمة القدس، وكذلك قمة تونس وجميع القرارات العربية والإسلامية موقفها واضح وثابت، ترفض خطة ترامب وتؤكد على دعم فلسطين، هذا ليست مجاملة، ارجع إلى كلمات الملوك والرؤساء في القمم السابقة خرجت بيانات داعمة لفلسطين وسيادة الرئيس ذهب لمجلس الأمن متسلحا بقرارات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي وعدم الانحياز والبيان الأوروبي والعديد من دول العالم للتأكيد على أن العالم كله معنا ضد خطة ترامب. 

 

مستشار الرئيس ترامب جاريد كوشنير جاء للمنطقة مرات عديدة.. كيف ترى ذلك؟

باعتقادي أن كوشنير جاء وعاد خالي الوفاض وكل الذين التقي بهم قالو له كلمة واحدة: لا سلام إلا بإقامة دولة فلسطينية استنادا للشرعية الدولية.


إلى أي مدى يؤثر التطبيع العربي مع إسرائيل على حل القضية الفلسطينية؟

التطبيع العربي مع الكيان هو طعنة خنجر كبيرة في ظهرنا، وهذا بكل تأكيد يضعف الموقف الفلسطيني، لكن يجب علينا أيضا التمييز بين الاتصالات والتطبيع، فالاتصالات أحيانا تكون لاعتبارات اضطرارية سياسية أو أمنية كالوساطة المصرية للتهدئة ووقف العدوان، أما التطبيع فهو انفتاح ثقافي واجتماعي ورياضي وفني، وهذا بكل أسف يبدو أنه بدأ يظهر  مؤخرا، وهذا محدود جدا ومنبوذ، لكن الغالبية العظمى من أبناء أمتنا ترفض التطبيع.


هل تعتقد أن فلسطين ما زالت هي قضية العرب الأولى أم أنها تراجعت؟

الحقيقة أن القضية الفلسطينية تظل هي القضية المركزية لدى العرب رغم تراجع الاهتمام بها منذ ٢٠١١، بسبب انكفاء الأشقاء العرب في مشاكلهم وصراعاتهم الداخلية والإقليمية، ما أثر على ترتيبها ضمن الأولويات، لكن مع هذا ظلت مواقف الجميع مع فلسطين.


هل ثورات الربيع العربي السبب الرئيسي في إعلان ترامب عن صفقة القرن كما يزعم البعض؟

الشعوب العربية لها كل الحق بالمطالبة بحقوقهم الطبيعية كمواطنين، لكن هناك قوى خارجية وظفت هذه المطالب لتدمير الدول العربية وهدمها، هذا الهدف كان معلنا ومخططا له من سنوات سابقة بفكرة "الفوضى الخلاقة" التي ذكرتها كونداليزا رايس في تصريحاتها، وطبعا أدى ذلك الى إضعاف وإنهاك العرب وتمزيقهم وبالتالي إضعاف الموقف الفلسطيني.


برأيكم هل الصفقة سوف تمر أم سيكون مصيرها الفشل؟

أنا واثق تماما أن هذا المخطط لن يمر وسيكون مصيره الفشل كغيره من المشاريع التصفوية للقضية، والتي انتهت إلى غير رجعة بانتهاء أصحابها.


على ماذا يراهن الشعب الفلسطيني للوقوف في وجه ترامب وإسقاط الصفقة في ظل الموقف العربي الضعيف؟

الرهان بالأساس على شعبنا وعلى إرادتنا وعقيدتنا الوطنية وإيماننا الراسخ بأننا أصحاب الأرض نتوارث النضال جيلا بعد جيل، عندما تأسست الثورة الفلسطينية ١٩٥٧م، أقصد حركة فتح  بقيادة ياسر عرفات ورفاقه ومنهم الرئيس أبو مازن.. كان من أهم أهدافها أن تتولى السواعد الفلسطينية زمام المبادرة لاستعادة الهوية الفلسطينية واستقلالية القرار  الفلسطيني، وكانت أغلب الدول العربية خاضعة للاستعمار، حيث كان العرب ضعفاء، ليسوا فاعلين في النظام الدولي، وهم منذ ١٠٠ عام في موقع المفعول به وما زالوا باستثناء حرب ١٩٧٣م، لهذا لا نطلب منهم إلا الإسناد السياسي والثبات على دعم الموقف الفلسطيني فقط، وشعبنا قادر على الصمود والثبات والانتصار.


موازين القوى الدولية ليست في صالح الشعب الفلسطيني ماذا ستفعلون؟

منذ متى كانت موازين القوى الدولية لصالحنا؟ هل تعلموا أن كل الثورات العالمية التي حاربت الاستعمار من شرق الأرض لغربها كانت الأضعف وموازين القوة ليس في صالحها ومع ذلك انتصرت الشعوب ونالت استقلالها، قبل انطلاقة الثورة الفلسطينية حركة فتح ١٩٦٥ لم يكن لنا أي كيان سياسي أو  قانوني بفعل موازين القوى الدولية التي ظلت لعقود خلت تدعم الاحتلال وتتنكر لوجودنا السياسي، كانت قضية فلسطين قضية إنسانية لإغاثة اللاجئين فقط، اليوم بفعل إصرارنا وصمودنا وكفاحنا الطويل والمعقد أصبحت دولة فلسطين حقيقة تاريخية وسياسية وقانونية قائمة ومعترف بها من قبل ١٤٠ دولة وانضمت إلى أكثر من ١٢٠ منظمة ومعاهدة دولية.


كيف ترى المقاومة في ظل مطالبة الرئيس عباس بالمفاوضات والسلام؟

المفاوضات وسيلة نضالية كغيرها من وسائل المقاومة، الرئيس أبو مازن والقيادة معه يقود معارك ضارية في الحلبة الدولية ونجح بامتياز في تسديد الضربة تلو الأخرى حتى أضحت فلسطين دولة بالمعنى القانوني والسياسي، وكذلك يقود الرئيس معركة الوجود الفلسطيني على الأرض بتعزيز صمود شعبنا والاستمرار في دعم أسر الشهداء والجرحى، أيضا خطابه أمام مجلس الأمن الدولي هو للتأكيد على أننا شعب ينشد السلام ولا نريد سوى السلام الحقيق العادل، أيضا المقاطعة الاقتصادية للاحتلال كما تتابعون بدأت الحكومة الفلسطينية تخوض معركة الاستقلال والانفكاك الاقتصادي من التبعية للاختلال، وسنظل نقاوم بكل الوسائل المتاحة حتى إقامة دولة فلسطين وتحقيق السلام العادل، إذا بهذا المنطق المفاوض الفلسطيني وقبله العربي هو مناضل ومقاوم وعندما فاوض الاحتلال كان لهدف استرداد وطنه.


ألا يخشى الرئيس محمود عباس من مصير ياسر عرفات في حال وقوفه في وجه ترامب ونتنياهو؟

أولا الرئيس أبو مازن رجل مؤمن ولا يخشى أي تهديد رغم تعرضه لتهديدات عديدة من الاحتلال والأمريكان وأعلن أكثر من مرة أنه لن ينهي حياته بخيانة، وثانيا يجب التوضيح أن رئيس فلسطين وأي من قادتها ووزرائها لا يملك أيا من مظاهر الرفاهية الطبيعية كغيره من قادة الدول، لأن قيادة ورئاسة دولة فلسطين أصعب من أي دولة في العالم لأنها أرض مباركة، أرض الأديان والرسالات والأنبياء والشهداء والإسراء والمعراج، أولى القبلتين ومهد سيدنا المسيح عليه السلام وأرض الرباط لذلك شعبها مرابط فيها إلى يوم الدين ولا يملك أحد التنازل عن ذرة من ترابها، فلسطينيا كان أو عربيا أو حتى إسلاميا، لا أحد يملك ذلك.


هل صفقة القرن مرتبطة ببقاء ترامب في السلطة؟

خطة ترامب أو ما تسمى صفقة القرن ستفشل سواء كان باقيا أو غادر البيت الأبيض لأسباب، أولها أن الشعب الفلسطيني باقٍ ولن يسمح بتمريرها، وثانيا ترامب أعلن عن خطته إرضاء للوبي الصهيوني في أمريكا لدعمه ومساندته في الانتخابات الأمريكية القادمة، وثالثا لدعم نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية في مارس القادم، كما أنه خرج عن الإجماع الأمريكي المألوف وتجاوز القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية وأسس عملية السلام وتعهدات الإدارات الامريكية السابقة بحل الدولتين على أساس حدود ١٩٦٧م، ورابعا صدور قرار الكونجرس مؤخرا الذي يؤكد رفض خطة ترامب وتأييده لحل الدولتين بتأييد كبير من جميع أعضاء الحزب الديمقراطي وعدد من أعضاء الحزب الجمهوري، خامسا وأخيرا صدور القرارات العربية والإسلامية والإفريقية والأوروبية وغيرها كل ذلك يؤكد على حتمية موت صفقة ترامب في مهدها.


لماذا لا يعترف الرئيس محمود عباس بيهودية إسرائيل؟

لأن مصطلح الدولة اليهودية يعني تحويل الكيان الإسرائيلي إلى دولة لأصحاب الدين اليهودي فقط وحرمان الآخرين من الديانة الإسلامية والمسيحية من جميع حقوقهم المدنية والسياسية، فضلا عن ذلك الأمم المتحدة رفضت الاعتراف بالدولة اليهودية في عام ١٩٤٧م، وقرار التقسيم ١٨١ نص على وجوب احترام الأقليات والمساواة في كافة الحقوق، وعند إعلان الكيان الإسرائيلي في ١٩٤٨م قام الرئيس الأمريكي بشطب كلمة الدولة اليهودية وكتب دولة إسرائيل الديمقراطية، إضافة إلى أنه اقرار بعدم عودة 6 ملايين لاجئ فلسطيني لوطنهم، لذلك هذا مصطلح غير مقبول.


كيف ترى موضوع السلام الاقتصادي وهل يمكن أن يقبل الفلسطينيون التضحية بالقدس من أجل المال؟

هذا الطرح لا يمكن لأي إنسان عاقل القبول به، لأن السلام الاقتصادي هو فكرة بالأساس طرحها حزب الليكود المتطرف وتتمحور حول القبول بالسلام مقابل الاستثمار، والازدهار كما يصورونه، دون أي حقوق سياسية أو مدنية، وبالمناسبة خطة ترامب تقوم على الطلب من الدول العربية استثمار مبلغ بقيمة ٥٠ مليار دولار في دولة فلسطين على عدة مراحل خلال ١٠ سنوات، معنى ذلك أن ترامب يقدم عرضا لنا لبيع القدس والضفة بأموال عربية ودون أن يدفع هو أو الاحتلال فلسا واحدًا، هذا اسمه "مجنون القرن".


تقييمك للدور الذي تقوم به الجامعة العربية في حل القضية الفلسطينية؟

الجامعة العربية موقفها واضح بدعم وإسناد القضية الفلسطينية بشكل لا لبس فيه، لكن هي لا تملك القدرة على تنفيذ قراراتها بفعل عدم وجود إرادة من الدول الأعضاء فيها، ولهذا قراراتها بلا قيمة.


 داعش أعلن عن الجهاد ضد إسرائيل بعد الإعلان عن صفقة القرن.. كيف ترى ذلك؟

هذه الجماعات لا علاقة لها بفلسطين ولا بالقضية الفلسطينية وعندما جاءت للمنطقة اتجهت لتدمير الدول العربية واستهدفت الشعوب العربية وأزهقت أرواح الآلاف من شعوبنا ولم تطلق أي طلقة على الكيان الصهيوني، بل كانت عناصرها تتلقى العلاج والدعم اللوجستي من قبل جيش الاحتلال، وابحث عن المستشفى الأمريكي الصهيوني العسكري الذي أقيم على حدود الجولان.


 لماذا تدعم تركيا وإيران وقطر حركة حماس؟

مؤكد أن أي جهة أو طرف تدعم أطرافًا أخرى لها مصالح ودوافع خاصة بها، وكما تعلم أن تركيا وقطر والإخوان تمثل محورًا أيديولوجيًا واحدًا وكذلك حماس هي امتداد طبيعي لهذا المحور.


هل الموقف الأوروبي من صفقة القرن كان أفضل من الموقف العربي كما يقول البعض؟

الحقيقة أوروبا لديها موقف متقدم جدا وهي تساند الموقف الفلسطيني كشريك أساسي في عملية السلام وتعي أهمية تحقيق السلام العادل القائم على حل الدولتين استنادا لقرارات الشرعية الدولية، فضلا عن شعور أوروبا بأنها كانت سببا في هذا الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني، ولذلك أصدرت العديد من القرارات المساندة لفلسطين وقامت بإجراءات عديدة وخاصة ضد الاستيطان وغيره.


هل الموقف العربي الضعيف ناتج عن الضعف أم الخيانة كما يزعم البعض؟

الموقف العربي عموما مع فلسطين، لكن كما ذكرت لك مسبقا أن العرب في موقع المفعول به وليس بمقدورهم فعل شيء لأنهم ضعفاء الى الدرجة التي وصلت بالرئيس ترامب إلى الضغط عليهم للتأثير على القيادة الفلسطينية، تصور أخي أن الجامعة العربية أصدرت منذ شهر أبريل الماضي قرارا بتوفير شبكة أمان للسلطة بقيمة ١٠٠ مليون دولار شهريا، لكن للأسف لم يصل شيء؛ لأن الدول لم تف بتعهداتها المالية بسبب الضغوط الامريكية.


ما مصير المصالحة بين حركتي فتح وحماس.. وإلى أي مدى ستؤثر هذه المصالحة على القضية الفلسطينية؟

منذ أن أعلن ترامب خطته صفقة القرن رد الرئيس أبو مازن في خطاب متلفز بأن الوحدة الوطنية هى الرد العملي على الاحتلال وعلى هذه المؤامرة، ولذلك تحدث إسماعيل هنية معه واتفق على اللقاء في غزة وتعزيز الوحدة والمصالحة فورا، لكننا حتى اللحظة لم نلمس رغبة حقيقية من قيادات حماس، لا أعلم ما سبب ذلك، لكن حتى اللحظة حماس لم ترد رسميا بالموافقة على ذلك، وعلى كل حال لو تمت المصالحة فإنها ستكون المسمار الأول في نعش خطة ترامب أو صفقة القرن، لأن الرد العملي على ترامب هي الوحدة، الأمر الآخر ستكون الخطوة الأولى في بناء النظام السياسي الفلسطيني وبالتالي إقامة الدولة.


ما تقييمك للموقف المصري من صفقة القرن؟

الموقف المصري تاريخيا مع حقوق الشعب الفلسطيني، وهذا موقف واضح وصريح عبر عنه الرئيس المصري ووزير الخارجية في أكثر من مناسبة، وجاءت كلمة وزير الخارجية سامح شكري داعمة ومساندة للموقف الفلسطيني.


هل سيوافق الرئيس محمود عباس على أن ترعى أمريكا محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشكل منفرد؟

أمريكا تولت المفاوضات منذ ٣٠ عامًا ولم تقدم شيئًا، ومازال الصراع في أوجه، وأكثر من ذلك أمريكا تعهدت بالالتزام بوقف الاستيطان وعدم الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، ولكنها طيلة عمر المفاوضات ورعاية السلام لم تضغط على الاحتلال للانسحاب أو تنفيذ الالتزامات المتفق عليها، والآن جاءت إدارة ترامب لتنسف كل هذا، كيف يقبل الرئيس أبو مازن أو القيادة بالتفاوض أصلا بدون القدس أو بدون عودة اللاجئين، وكيف نقبل برعاية أمريكية لا تعترف بحقوقك أصلا؟، لذلك الممكن الوحيد هو رعاية دولية أو رعاية اللجنة الرباعية وأمريكا ضمنها، أما بشكل منفرد فهذا غير مقبول لأننا جربناها ثلاثة عقود من الوساطة والرعاية الفاشلة للمفاوضات.