رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

محامون لبنانيون ومصريون لـ«النبأ»: نحن أمام قصة سينمائية ونرفض صفة «زوج نانسى»

نانسي مع زوجها
نانسي مع زوجها


للوهلة الأولى تبدو القضية وكأنها مجرد دفاع شرعي عن النفس، حيث قام د. فادي الهاشم بالدفاع عن عائلته كأي رجل عندما وجد من يقتحم منزله وهو يحمل مسدس بيديه، لكن الأمور انقلبت على عقب بعد إعلان عائلة القتيل، أنه كان يعمل لديه وله مستحقات لم يتقاضها، وتدحرجت كرة الثلج بسرعة لتصنع تصورا لافتا، وهو اتهام د. فادي الهاشم بتزوير مقاطع الفيديو الخاصة بالاعتداء، لتتأرجح القضية ما بين بنود ومواد القانون اللبناني فيما يخص الدفاع الشرعي عن النفس وما بين القتل العمد.

نظرة بانورامية على القضية

تعرضت الفنانة نانسي عجرم، في لبنان، منذ أيام، لمحاولة سرقة عنيفة، على أيدي شاب مسلح، سوري الجنسية، وهو ما أدى إلى تدخل زوجها، فادي الهاشم، ليتبادل إطلاق النار مع اللص، ويرديه قتيلا، فيما أصيبت نانسي في ساقها.

سارق بسلاح خشبي

وتبين من التحقيقات أن القتيل محمد موسى الذي اقتحم منزل نانسي عجرم، أن المسدس الذي كان يمسكه "سلاح خشبي".

حيث ذكرت تقارير إخبارية أن هناك اشتباهًا فى وجود متورط آخر ساهم فى قتل الشاب مع فادي الهاشم، إذ إن الرصاص أطلق من الأمام والخلف.

لغز القضية.. 18 طلقة

وكان تقرير الطب الشرعي قد أثبت أن الشاب السوري تلقى 18 طلقة في جسده كانت كالتالي: طلقة واحدة في الساعد الأيمن، طلقتان في الكتف اليسرى، طلقة تحت الإبط الأيسر، 3 طلقات في الصدر، طلقتان في البطن، 7 طلقات في الجهة الخلفية من الجسم وعلى المؤخرة، وطلقة في الفخذ اليسرى.

رواية نانسي عجرم عن الواقعة

فور إطلاق سراح الدكتور فادي الهاشم، عقدت الفنانة نانسى عجرم، مؤتمرًا صحفيًا لسرد ما حدث معهم منذ بداية الواقعة، حيث قالت "مساء يوم السبت الموافق الرابع من شهر يناير، كنا نقيم حفل عشاء لعدد من أفراد أسرتنا، ومع الساعات الأولى من صباح يوم الأحد ذهبنا وخلدنا للنوم، ومع دقات الساعة الثانية صباحًا، شعرت بصوت جنزير يتحرك، فأخبرت زوجى فادي، فخرج من غرفتنا ليطلع على ما يحدث، وفى ذلك الوقت سمعت فادى يقول "سأنفذ ما تريده"، فعلمت وقتها بوجود لص فى منزلى، فأسرعت إلى الحمام فى حالة انهيار واتصلت بوالدى ثم حراس المنزل".

تضامن محامين لبنانيين وسوريين للدفاع عن القتيل

تبنى عدد من المحامين السوريين واللبنانيين قضية محمد موسى، وتوكلوا للدفاع عنه، بالتوازي مع ظهور تقرير الطب الشرعي، وطلب القضاء التوسع في التحقيقات بناء على الادعاء الشخصي من عائلة القتيل.

محامي فادي الهاشم: المسدس يطلق أوتوماتيك

وأوضح المحامى جابى جرمانوس، الوكيل القانونى لفادى الهاشم، "إنه ليس خبيرًا عسكريًا، بل هو شخص تعرض لوهلة لحالة عصبية، وأى شخص مكانه كان تصرف مثله، ولو كان معه 100 طلقة لكان أطلقها، إن تصرف الدكتور فادى مشروع، وأى شخص مكانه كان تصرف مثله لو كان مكانه، لو كان الشخص المقنع من أقرباء الدكتور فادى".

وأضاف "وحصلت ظروف مماثلة، لكان تصرف معه بنفس الطريقة، ونحن نتكلم فى الحادثة عن شخص مقنع أشهر مسدسه فى بيته، فكيف يمكن أن يتصرف معه؟"، وعما إذا كان المسدس الذى كان بحوزة فادى الهاشم، وقت الحادثة، أوتوماتيك أو يطلق طلقة طلقة، من نوع "جلوك"Glock ".

زوجة القتيل تفجر مفاجأة مذهلة

كشفت زوجة الشاب محمد موسى، أن زوجها كان يعمل في فيلا نانسي عجرم، وقبل قتله وعدوه بأجر 800 دولار شهريًا، بالإضافة إلى سكن لأسرته، لكنه لقي مصرعه برصاص زوج الفنانة.

وأضافت" زوجة القتيل" أنه توجد معرفة سابقة بين زوجها وزوج الفنانة، وأنه تردد على منزله مرات عديدة، وكان موعودًا بوظيفة حارس داخل الفيلا وبمعاش ومسكن عائلي.

والد القتيل: الفيديوهات المنتشرة مفبركة

أوضح والد القتيل محمد موسى أن اللقطات المأخوذة من قبل كاميرات المراقبة للحادث مفبركة، وهناك محاولات للتغطية على ما جرى، خلال لقاء تلفيزيوني له.

هذا التخبط والتضارب دفع "النبأ" للبحث عن إجابات من خلال عدد من المحامين من لبنان ومصر الذين أوضحوا العقوبات المنتظرة في كل حالة سواء كانت الدفاع عن النفس أو القتل مع سبق الإصرار والترصد، ومازالت التحقيقات مستمرة عقب استئنافها من جديد لوجود أكثر من رواية حول الواقعة.

 مارينا برو: القضية تحولت لقصة سينمائية

وتواصلت "النبأ" مع المحامية اللبنانية مارينا برو، والتي أوضحت لنا بعض النقاط ورأيها كمحامية في قضية الدكتور فادي الهاشم، وقالت "إن قضية مقتل محمد موسى الذي اقتحم منزل طبيب الأسنان فادي الهاشم تحولت من قضية عادية من لص مسلح وشخص دافع عن نفسه إلى قضية كفيلم سينمائي يحمل الكثير من التساؤلات والألغاز.

وأضافت "اتحدث كمحامية لبنانية تتوخى الدقة فيما تبليه من تصريحات وليست موكلة في الدعوى من أي من الخصوم ولاحترامي سرية التحقيقات سأكتفي بإبداء الرأي القانوني".

وتابعت مارينا "فالجريمة عبارة عن لص دخل ليلًا إلى منزل شخص ما وهو حامل لسلاح ناري، بالمقابل أي إنسان سيجد نفسه وعائلته أمام خطر الموت إذا كان بإمكانه حماية عائلته لن يتردد أبدا، فحتى الحيوانات بغريزتها تدافع عن أطفالها وطبيعي في حالة الخوف والانفعال والغضب الشديد لا مكان للتفكير بالفك من مجرم يمكنه أن يشهر مسدسه ويقتل زوجته وأطفاله".

وأوضحت أن هذه الحالة ينطبق عليها نص المادة 563 التي ذكرت وبوضوح حالات الدفاع عن النفس، والقضاء قد ترك الدكتور فادي وهنا لا أحب تسميته "زوج الفنانة نانسي عجرم" لأن القضية ليست الشهرة إنما العدالة وأي مواطن قد يجد نفسه يومًا في هذه الحالة، وبعيدًا عن القانون برأيّ هذه القضية قد تأخذ اتجاها آخر لأن التساؤلات كثيرة، وإذا ظهرت أدلة جديدة أعتقد أن القضاء لن يتوانى عن التوسع بالتحقيق وقد يصدر مذكرة توقيف "حبس" أمام قاضي التحقيق في حال يتبين أن هناك حالة قتل وسيناريو آخر خاصة أن هناك لغزا في الواقعة وخصوصا بعد إطلاق 17 عيار ناري وهناك روايات متعددة والبعض فسرها أنه بسبب الخوف الشديد من القتيل ومنهم من فسرها تفسيرات أخرى، ووالدة القتيل أثارت بعض الشكوك كي تفتح ملف القضية من جديد.

وقالت: "أكثر ما يعنينا في هذا الأمر هو تحقيق العدالة والفيصل فيها هو القضاء العادل، إما تغلق الستارة وسيتم حفظ التحقيقات لتوافر الدفاع الشرعي عن النفس، وإما يكون للواقعة شكل آخر، مثل الأفلام البوليسية وستتداول الدعوى لسنوات أمام المحكمة لحين إصدار حكم في الدعوى".

واختتمت بالقول: "وفي الختام أقول إن هذه القضية يجب أن تكون تحت عنوان "ماذا يفعل أي مواطن وجد نفسه بحالة الخطر أمام مجرم ما؟" هل تتم معاملته أمام القانون كقاتل أو كإنسان لم يجد وسيلة إلا القتل للدفاع عن النفس، وهنا فما هو إنسان دافع عن نفسه لذلك نظم القانون موضوع الدفاع عن النفس فالقضية حالة وليست موضوع فنانة".

جاد طعمة: القضية باتت قضية رأي عام

وقال المحامي اللبناني جاد طعمة: "ما زال الغموض يكتنف تفاصيل وفاة الشاب الذي قيل إنه كان يسرق منزل الفنانة نانسي عجرم وزوجها الطبيب فادي الهاشم.. فالروايات والروايات المضادة سيدة الموقف في قضية باتت قضية رأي عام.. فقد قيل إن القتيل تعرض لإصابات بطلقات نارية عددها ١٧ طلقة من الخلف والأمام.. فهل تعرض السارق لإطلاق نار من مصدرين مختلفين؟؟ وهل كان السارق يعمل لدى العائلة أم لا ؟؟ ولماذا الإصرار على حرب البيانات بين الوكلاء القانونيين في قضية باتت بعهدة القضاء المختص؟، من وجهة نظر قانونية يقتضي ترك الأمور بعيدا عن التداول الإعلامي وانتظار حكم القضاء الذي لا بد وأنه سيظهر كافة الحقوق ويزيل كافة مكامن الغموض".

شعبان سعيد: إذا تجاوز القاتل لحق الدفاع الشرعي ستصل عقوبته للسجن 15 عاما

وكان المحامي المصري شعبان سعيد قد شرح لـ "النبأ" في تصريحات سابقة، موقف فادي الهاشم، زوج النجمة نانسي عجرم، القانوني، من قتله اللص، موضحا أن الدفاع الشرعي عن النفس، يبيح للزوج قتل المعتدي، لكن بشرط أن يكون هذا المعتدي بحوزته سلاحا، ويمكن أن يترتب على استخدامه موت المجني عليه. 

وأشار إلى أن تطبيق حالة الدفاع الشرعي، على واقعة اقتحام منزل النجمة نانسي عجرم، تستدعي أن يتم أمام المحكمة، إثبات أن المعتدي كان يحمل سلاحا، وكذلك إثبات أن زوج الفنانة نانسي عجرم، لم يكن أمامه سوى قتل هذا اللص لمنعه من تهديد حياته وحياة زوجته.

 وأضاف: "لا يستطيع زوج الفنانة نانسي، التمسك بتوافر حالة الدفاع الشرعي، إذا ظهر من الأوراق أن المعتدي بمجرد مشاهدته له حاول الفرار هاربا، وأن فادي طارده وأصر على قتله، ففي هذه الأحوال، يعد ما اقترفه القاتل تجاوزا لحق الدفاع الشرعي، وبالتالي يعاقب على الجريمة وكأنها قتل عمد، وهي عقوبة تصل للسجن 15 عاما".

وتابع المحامي بالنقض: "حقيقة الأمور ستظهر من التحقيقات، ومن سماع الشهود، وأقوال زوج الفنانة نانسي عجرم، وكذلك تحريات الشرطة، وتقرير الطب الشرعي، إذ لا بد أن تتوافق نتيجة الطب الشرعي، مع الأقوال الثابتة والواردة بالأوراق، وإلا فسيواجه الزوج عقوبة قاسية".

واختتم بالقول: "إذا ثبت توافر حالة الدفاع الشرعي عن النفسي، فهذا يعد سببا من أسباب الإباحة، ويخلى سبيل الزوج، وتحفظ القضية، ويصدر أمر بأنه لا وجه لإقامة للدعوى الجنائية".