تفاصيل مخالفات خطيرة تهدد «عمارة المشاهير» بوسط البلد.. وهذا سيناريو تشريد السكان

تعد عمارة «الصفوة»، 10 شارع نجيب الريحاني، المكونة من 7 أدوار، أبرز العمارات القديمة في القاهرة الخديوية بوسط البلد والتي يتجاوز عمرها 81 عامًا لتقترب رويدًا رويدًا لتصبح أثرًا، وسكن فيها بعض المشاهير من نجوم مصر مثل الشاعر سيد حجاب وشقيقه الأديب والمخرج شوقي حجاب، فضلًا عن أن 30 أسرة مصرية تسكن بها، لكن صاحب العمارة يقوم بأعمال تخريبية وهدم متعمد وأعمال إنشائية جديدة بالمخالفة للقانون، فضلا عن تهديد السكان بإخلاء العقار وقطع المياه والغاز والكهرباء لمصالح شخصية، ما يعد تعديًا صارخًا. 

يأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة على تنفيذ تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي لمشروع الدولة المصرية الحديثة لإرجاع تراثية العاصمة، بتطوير القاهرة الخديوية والغرض منه إرجاع القاهرة إلى سيرتها الأولى والعمل على تطوير وإرجاع الشكل التاريخي اللائق بالعاصمة خصوصًا بعد اعتماد العاصمة الإدارية من خلال تجديد الشوارع والطلاء والأرصفة والميادين والحدائق التراثية ورفع التعديات والإشغالات مع إلزام المحلات والمنشآت التجارية بتجديد واجهتها بما يليق بالنسق الخاص بها وإضفاء الجانب التراثي عليها. 

وأجمع المتخصصون في التراث أن أفضل الطرق وأحدثها للحفاظ على المباني التراثية والمسجلة كطراز معماري متميز بمنطقة وسط البلد، يبدأ من إعادة استخدامها بعد ترميمها وتطويرها مع الحفاظ على طرازها المعماري، وإعادة إحيائها كمنطقة فريدة، واستغلالها بما يناسب طبيعتها الخاصة، وهو ما قامت به شركة الإسماعيلية في مبنى «لافينواز» على مدى سنوات، ليصبح «لافينواز» أول مبنى أخضر متعدد الاستخدامات في وسط البلد.

من ناحيته، يقول عمرو محمد حسين الشيمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد شاغلي عمارة «الصفوة»، إن وكيل ملاك العقار وأحد الورثة، حصل على قرار من حي الأزبكية بضرورة القيام بأعمال الترميم والتنكيس للعقار عقب حريق شب بالدور الثاني في العقار سنة 2015، وسعى لإصدار التراخيص والإجراءات اللازمة لإتمام الأعمال المطلوبة وهذا حقه، ولكن اتخذ إجراءات التراخيص اللازمة على أساس عرض أسعار خرافية وعقد مقاولات وهمي «هلامي» وأعمال خرافية أيضًا لا تمت للواقع بأي صلة بإجمالي "مقاولة" أعمال تتجاوز 3 ملايين جنيه في حين أن الأعمال لا تتعدى كونها "محارة وبياض" وصيانة مواسير الصرف الصحي وتغيير بعض درج السلم المكسورة أو المتآكلة من سوء الاستخدام.

ويضيف رئيس مجلس إدارة اتحاد شاغلي عمارة «الصفوة» لـ«النبأ»، أن وكيل ملاك العقار استغل الترخيص الممنوح له في أعمال تخريبية وهدم متعمد داخل العقار وأعمال إنشائية جديدة والتهديد بإخلاء العقار وقطع المياه والغاز والكهرباء من واقع تهديده بإرسال إنذارات بذلك للسكان على أساس المقايسة وأسعار المقاولة الخرافية المشار إليها، واصفا أياها بـ«المؤامرة» التى يسعى لتنفيذها وكيل الملاك، لذا انتفض السكان لتكوين اتحاد الشاغلين بالانتخاب للحفاظ على مصالحهم وحالة العقار الذي يسكنون به وتم الاتصال بشركة مقاولات متخصصة حيث قدمت لهم عرضا تفصيليا للمقاولة الخاصة بأعمال الترميم المطلوبة حسب أصول الصنعة والمواصفات المطلوبة نظرًا لما تتمتع به شركة المقاولات من سمعة حسنة، وبلغ إجمالي "المقاولة الحقيقية" 780 ألف جنيه.

ويؤكد «الشيمي» أنه حرر محضرا بذلك في قسم شرطة الأزبكية يحمل رقم 2191 لسنة 2019 إداري وآخر يحمل رقم 2464 لسنة 2019، مضيفًا أنه أرسل استغاثة أيضًا بذلك لحي الأزبكية تحمل رقم 49934 بتاريخ 27 مايو 2019 من وكيل الملاك لاتخاذ اللازم نحو إيقاف الترخيص أو أي أعمال تتم من قبل الوكيل لأنه يسعى ليكون أمرا واقعا وتوريط السكان ووضعهم تحت رحمته وسيطرته بهدف تحقيق أرباح بأرقام فلكية من دم السكان بل ورفضه التام لأي عروض أو أعمال تتم من خلال اتحاد الشاغلين بل يسعى إلى اصطناع المشاكل والعراقيل لفض الاتحاد والتشكيك في إجراءاته بالرغم من قانونية جميع الإجراءات.

ويطالب رئيس مجلس إدارة اتحاد شاغلين عمارة «الصفوة» الحي بمعاينة العقار الذى لا يحتاج إلا إلى إصلاحات عبارة عن محارة ودهانات وصيانة بشكل عام وليس الأعمال الخرافية المذكورة في مقاولة وكيل الملاك، مؤكدًا أن الحي أفاد بأنه لا مانع من إصدار الترخيص طالما أن وكيل العقار استوفى الإجراءات والرسوم المطلوبة بأي قيمة تم تقديمها وعلى المتضرر اللجوء للقضاء، متهمًا الإدارة الهندسية بالحي متمثلة في مدير الإسكان والمعاون له، بدعم المالك عن طريق التراخي في اتخاذ أي إجراءات ضد أحد الورثة من ملاك العقار مؤكدَا أن الإدارة الهندسية بالحي «متواطئة» مع وكيل الملاك.

وتؤكد «النبأ» أنها ليست مع طرف ضد آخر، ولا تتبنى وجهة نظر السكان، وتترك لمالك العقار حق الرد والتوضيح، فضلا عن أن محرر «النبأ» حاول التواصل مع وكيل ملاك العقار عبر الهاتف إلا أنه وجد هاتفه مغلقا.