رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«بيزنس» تدوير الريش ومخلفات الدواجن والأسماك يُصيب المواطنين بأمراض قاتلة (صور ومستندات)

حملة على المصانع
حملة على المصانع المخالفة

أنشأ بعض الأشخاص مصانع لـ«تدوير الريش ومخلفات الدواجن والأسماك» فى قرية «حاجز غمازة الكبرى» بمركز الصف فى الجيزة لـ«صناعة مركزات الأعلاف»، بدون وجود مواصفات قياسية لهذه المصانع التى تعد كارثة تهدد حياة أهالى المنطقة.

وقال سامح سلامة، مساعد فى الجمعية المصرية لمساعدة صغار الصناع والحرفيين، وأحد أهالى قرية حاجز غمازة الكبرى، إن القصة بدأت بقيام سيدة ورجلين ليس من أهالى القرية بإنشاء ثلاثة مصانع؛ لإعادة تدوير المخلفات الحيوانية الناتجة عن الدواجن والأسماك من «ريش، عظام، بقايا من أجهزة الحيوانات» وغير ذلك، وهم مصنعى «البركة والنيل» الحاصلين على تراخيص من هيئة التنمية الصناعية دون إكمال بقية الأوراق المطلوبة والحصول على موافقة وزارة البيئة والزراعة، ومصنع «30 يونيو» الذى مازال يزاول نشاطه حتى الآن بدون ترخيص من خلال الحيل والألاعيب على وزارة البيئة ومجلس مدينة «الصف».

وأضاف «سلامة» أن هذه المصانع تسببت فى ظهور أمراض قاتلة مثل «ضيق النفس»، «حساسية الصدر»، فضلا عن شحوب الوجه على الأطفال والتلاميذ، وإصابتهم بالمرض ما يجعلهم لا يستطيعون مباشرة دراستهم بشكل طبيعى مثل بقية الأطفال.

وأكد أشرف فودة، موظف بالجامعة الألمانية فى مصر، وأحد قاطني القرية، أن هناك معاناة يومية مع روائح الأدخنة التي تتصاعد من هذه المصانع، لافتًا إلى أنه كوّن هو ومجموعة من «20» شابا آخر من أهالى القرية رابطة تهاجم هذه المصانع حتى الوصول بالشكاوى للمسئولين، لإغلاقها أو نقلها إلى أماكن فوق الجبل بالقرية؛ للتقليل من أضرارها، وذلك عن طريق رفع العديد من الاستغاثات إلى الجهات المسئولة.

وأكمل الموظف بالجامعة الألمانية حديثه قائلا: «شكوى أهالى القرية وجدت استجابة من وزارة البيئة، وشنّت عدة حملات من الوزارة وشئون المسطحات المائية والبيئية التى استهدفت هذه المصانع، والتى رصدت خلال حملتها الأخيرة مخالفات بمصنع البركة منها: عدم وجود سجل بيئى، عدم وجود سجل المواد والمخلفات الخطرة، وعدم وجود سجل التخلص من المخلفات الخطرة الناتجة عن النشاط الصناعى،  وعدم التخلص الآمن من المخلفات الصلبة، التخزين غير الآمن للمواد الخطرة، وعدم وجود مخازن خاصة بها فى المصانع، وعدم وجود موافقة بيئية للنشاط، وعدم وجود موافقة من وزارة الزراعة على المنتج، وصرف المياه الناتجة عن نشاط مياه الصرف الصناعى ومياه التبريد المختلط بالزيوت المعدنية على مصرف كوم أمبو الموجود أمام المصنع بدون الحصول على ترخيص من وزارة الرى، ووجود تراكمات من مخلفات الدواجن في حالة تعفن ومنبعث عنها روائح سيئة دون اتباع أى تدابير أو اشتراطات بيئية، عدم اتخاذ الشروط اللازمة للحد من انتشار الأتربة بمنطقة الطحن والتعبئة، عدم مطابقة مدخنة الغلاية للاشتراطات البيئية».

ولفت إلى أن حملة وزارة البيئة تمكنت من ضبط مخالفتين خلال معاينة مصنع «النيل» لمركزّات الأعلاف، وبالمرور على المصنع الثالث المعروف باسم «30 يونيو» المدار بدون ترخيص تبين أنه مغلقٌ، مؤكدًا إصدار قرارات بغلق مصنعى «بركة والنيل»، لكن المصنع الثالث لم يتم اتخاذ أى إجراء ضده.

وقال حمدى حميد، المدير التنفيذى لجمعية الوحدة السكنية بالصف، إن عدد العمالة فى المصنع 100 فرد، مقسمين إلى أشخاص يجمعون الريش ومخلفات وأحشاء الدواجن المذبوحة من المحلات والمجازر، وتوريدها للمصانع من خلال سيارات نصف نقل، وأشخاص آخرين فى المصنع يجرون المعالجة لهذه المخلفات الحيوانية.

وأضاف «حميد» أنه بعد الانتهاء من المعالجة والتفاعلات داخل غلايات المصنع تتم عملية التصفية وتعبئة الزيوت الناتجة عن التفاعلات فى «جراكن» بلاستيكية، والتى تباع بأسعار باهظة، وتوزع على مصانع «العلف النباتى».