رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«كبسولات الموت».. القاتل الصامت داخل «روشتة الطبيب» أحيانًا

أدوية
أدوية

زيادة أعداد المنتحرين من المراهقين أصبحت تمثل ظاهرة مقلقة وخطيرة، خاصة في السنوات الأخيرة، وكشفت هذه الظاهرة عن استخدام بعض أنواع الأدوية التي يتم تناولها بين الشباب بدون استشارة الطبيب، فى تلك الوقائع الوقائع الخطيرة. 

ويقول الدكتور صيدلي خالد عبد العزيز، إن أدوية الاكتئاب والأدوية المُخدرة تأتي على رأس قائمة الأدوية التي تدفع الشباب للانتحار، خاصة أن مريض الاكتئاب يحتاج إلى رعاية أثناء تلقيه العلاج من قبل الأسرة، وكذلك المُحيطين به في العمل، مشيرًا إلى أنّ أدوية الاكتئاب تعمل على تقليل الناقلات العصبية الموجودة في خلايا المُخ مثل "الدوبامين، والسيروتونين، والنورابينفرين».

ويُضيف أنّ مُعظم أدوية الاكتئاب من الممكن أن تتسبب في حدوث دوافع انتحارية في الأسابيع الأولى من استخدام الدواء خاصة لدى الأعمار الصغيرة تحت سن الـ 25 عامًا، بسبب فُقدان التوازن الذي حدث بين الناقلات العصبية، كاشفًا عن أنه من بين هذه الأدوية: أنافرانيل، ريميرون، بروزاك، سيروكسات، لوسترال سيبرالكس، ما يتطلب وضع المريض تحت رعاية وعناية ومُراقبة شديدة في الأسابيع الأولى من تلقيه العلاج، لمواجهة فكرة الانتحار التي تراوده خلال هذه الفترة من بدء العلاج. 

ويُشير إلى أن بعض أدوية الصرع مثل دواء "التجريتول" من الممكن أن تؤدي إلى حدوث أعراض انتحارية، ومن ضمن أعراضها الجانبية حدوث هلاوس، وكوابيس، وتغير في المزاج لأنها نفس أدوية الاكتئاب ولكنها أقل حدة.

ويُواصل الدكتور جميل صُبحي، استشاري الأمراض النفسية والعصبية، بأن أدوية مُضادات الاكتئاب لابد وأن يتم وصفها من خلال الطبيب المُختص، ولكن ما نراه أن الكثير من الأشخاص يتناولون هذه الأدوية المُضادة للاكتئاب بطريقة عشوائية وبكميات وجُرعات خاطئة، ما يؤدي إلى حدوث العديد من المشاكل الخطيرة من أهمها «الانتحار»، خاصة أن المرضى الذين يُعانون من مرض الاكتئاب هم أكثر الفئات عُرضة لهذه الواقعة الخطيرة.

ويقول «صبحى» إن مرض الاكتئاب ينشأ عادة بسبب عدم إفراز مادة «السيروتونين» التي يُفرزها مُخ الإنسان بصورة طبيعية والمسئولة عن الشعور بالسعادة، وكُلما تناول المريض أدوية مُضادات الاكتئاب بصورة مُتكررة وبدون استشارة طبيب يُصاب بما يُعرف بـ«ذهان الهوس» الذي يُسيطر على المريض في صورة هلوسة تُحرضهم على الانتحار مثل دواء «الترامادول»، إلى جانب جميع أدوية الإدمان التي يؤدي تناولها إلى حدوث هلوسة ثم الانتحار مثل دواء «باركينول» أيضًا الاستروكس المخلوط بمواد غير معروفة.

وتابع: «ومن الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب وذهان الهوس ما يدفع المريض إلى الانتحار، ما جعل شركات الأدوية تقوم بعمل تنبيه من خلال النشرة المرفقة بالعلاج بأن هذا الدواء قد يؤدي للانتحار حتى لا يقوم الأشخاص بتناوله بدون استشارة الطبيب، فالطبيب هو من يرى ما يُناسب مريض الاكتئاب من أدوية حتى لا يصل إلى مرحلة الانتحار». 

ومن ناحيته، أفاد الدكتور سمير نجم، استشاري الأمراض النفسية والعصبية أنه اُكتشف مؤخرًا أن أحد أدوية علاج الاكتئاب والمعروف باسم «البروزاك» وراء زيادة انتحار الشباب في الفترة بين 17 عامًا إلى 25 عامًا، لأنه يعمل على زيادة التوتر لديهم، على الرغم من أن هذا الدواء كان من أفضل الأدوية التي تُعالج مرض الاكتئاب في بدايته، أما الآن فهُناك تحذيرات حول مخاطر استخدام هذا الدواء من جميع الجهات المعنية مثل مُنظمة الدواء والغذاء، والصحية العالمية، والأطباء، وكذلك الأمر بالنسبة لدواء «التجريتول» الذي يُعالج مرض الصرع. 

ويستكمل أنه من المُمكن أيضًا أن يُقدم مريض الاكتئاب على الانتحار عقب أخذ "جلسات الكهرباء" لعلاج الاكتئاب، في بدايتها بعد الجلسة الثانية، أو الثالثة؛ لأن جلسات الكهرباء تعمل على تنشيط الجسم بعد الكسل والخمول لفترات طويلة، وفي هذه الحالة إذا لم يتم وضع المريض تحت المُلاحظة المُستمرة مع بداية جلسات الكهرباء من المُمكن أن ينتحر عن طريق شنق نفسه.

وتختتم الدكتورة عايدة نوفل، عضو الزمالة المصرية للطب النفسي، بأن أدوية الاكتئاب في بداية العلاج بها تُحدث نوعا من الشعور بالقلق خاصة في أول أسبوعين لأنها تُحدث نشاطًا زائدًا في الجسم، ما يعمل على حدوث الانتحار خاصة إذا كان المريض لديه أفكار انتحارية، فضلًا عن أنّ هناك بعض الأدوية المُنومة التي تُصرف بدون استشارة الطبيب ولها أعراض جانبية خطيرة مثل دواء «كلوزافكس، تربتزول، كيتابكس» إذا تم تناولهم بجُرعات عالية بدون استشارة الطبيب.