أسباب اشتعال غضب 30 ألف «بقال» ضد وزير التموين

تصاعدت حدة الصراعات بين الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، و«30» ألف بقال تمويني، خلال الفترة الحالية، بعد استمرار تدني هامش ربح السلع التموينية لمدة تزيد عن العامين والمقدر، وهو الربح المقدر بـ«25» قرشًا.

وجاء تدني هامش الربح، في الوقت نفسه الذي يعاني فيه «البقالين» من ارتفاع أسعار النقل و«المشال»، والعمالة والكهرباء والبنزين والمياه، وحياة المعيشية.

وطالب «البقالين» على مدار العامين الماضيين، بزيادة هامش الربح، دون وجود أية استجابة من وزير التموين.

وأثار هامش الـ25 قرشًا، حالة من الغضب بين تجار التموين؛ بسبب إصرار وزير التموين على تثبيته مع تغيير أسعار السلع التموينية سواء بانخفاض أو ارتفاع، بجانب ارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء مرتين.

وكان وزير التموين والتجارة الداخلية أصدر قرارًا اعتبارًا من أول ديسمبر الجاري بتخفيض أسعار 4 سلع تموينية أساسية، وسيكون سعر كيلو السكر بالبطاقات التموينية 8.5 جنيه بدلًا من 9.5 جنيه، وسعر عبوة زيت طعام واحد لتر خليط (صويا وعباد) 17 بدلًا من 19 جنيهًا، وسعر كيلو الأرز 8 جنيهات بدلًا من 9، وسعر كيلو الدقيق المعبأ بلاستيكيا 6.5 جنيه بدلًا من 6.75، ويأتى هذا في إطار السعي لتوفير السلع الغذائية على البطاقات التموينية.

كما وجّه الوزير بتكثيف الرقابة التموينية على الأسواق، وتشديد الرقابة على منافذ البيع وضبط الأسعار، وتعزيز دور القطاعات الرقابية وأجهزة حماية المستهلك لضمان توافر السلع المختلفة للمواطنين بجودة عالية، في إطار المساعي الحكومية لضمان وصول الدعم للفئات الأكثر احتياجا.

وعقب خفض أسعار السلع التموينية، حدد الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، هامش ربح البقالين التموينيين وأصحاب مشروع جمعيتي.

وبلغ هامش ربح «البقالين»، في السلع التموينية الأساسية كالتالي: «زيت خليط 1 لتر 0.25 قرش، وسكر معبأ 1 كجم 0.25 قرش، والأرز المعبأ 1 كجم  0.20 قرش».

وفي هذا السياق، عبر ماجد نادي، المتحدث باسم النقابة العامة لـ«بقالي التموين»، عن استيائه من انخفاض هامش الربح المقدر بـ25 قرشًا.

وقال في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، إن انخفاض هامش الربح تسبب في مشاكل عدة للتجار، خلال الفترة الماضية، لاسيما أنه ليست هناك نسبة وتناسب بين هامش الربح المحدد لكل سلعة في منظومة التموين.

وتساءل: «إزاي يكون سعر كيلو السكر 8.50 جنيه، وهامش ربحه 25 قرشًا، وسعر عبوة زيت طعام لتر 17 جنيهًا وهامش ربحها أيضًا 25 قرشًا».

وأشار «نادي» إلى أن هامش الربح في أي تجارة في العالم يحدد بناء على سعر السلعة نفسها، قائلًا: «ولكن في التموين لا توجد نسبة وتناسب بين سعر السلعة وهامش ربح التاجر».

وأكد أنه تم التواصل أكثر من مرة وإرسال مذكرات عدة لوزير التموين، وقيادات الوزارة ولكن دون جدوى، أو استجابة، متابعًا: «بقالنا أكتر من سنتين على الحال ده».

وأوضح المتحدث باسم النقابة العامة لـ«بقالي التموين»، أن انخفاض هامش الربح يتسبب في خسائر تقدر بالملايين شهريًا، مضيفًا: «كل بقال تمويني في المنظومة يخسر في كل طن سكر ألف جنيه، وفي كل طن أرز ألف جنيه، وفي كل كرتونة زيت 24 جنيهًا».

ولفت «نادي» إلى أن استمرار هامش الربح عند 25 قرشًا، يهدد كثيرًا من البقالين بالإغلاق والحبس مع تراكم المديونيات والخسائر، قائلًا: «كثير من التجار يريدون الخروج من المنظومة».

ومن ناحيته، قال هشام الدجوي، مسئول لجنة التموين بالغرفة التجارية بالجيزة، إن هامش ربح التجار منخفض جدًا، لا سيما أنه يتم صرفه في عمالة و«مشال» وكهرباء.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن الغرف التجارية بقيادة إبراهيم العربي رئيس اتحاد الغرف، وعادل ناصر رئيس غرفة الجيزة، يتواصلون مع الشركة القابضة للصناعات الغذائية خلال الفترة الحالية، لتعديل هامش الربح، لافتًا إلى أنه تم إعداد مذكرة وإرسالها لوزير التموين باسم الغرف التجارية لحل أزمة البقالين.

وأشار «الدجوي»، إلى أن وزارة التموين تحركت عندما ارتفعت أسعار المحروقات وتم تعويض أصحاب المخابز بفروق الأسعار، ولكن لم يحدث نفس الأمر مع البقالين بالرغم من ارتفاع جميع أسعار السلع والخدمات على التجار.

وأوضح مسئول لجنة التموين بالغرفة التجارية بالجيزة، أنه تم المطالبة خلال المذكرة برفع هامش ربح البقال التمويني بنسبة تتراوح بين 3% إلى 5% بدلًا من 1%؛ ليتواكب مع الظروف المعيشية وموجة الغلاء التى يشهدها التجار.