رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار وحكايات سيدة مصر الأولى (ملف شامل)

النبأ

عائشة هانم.. قرينة محمد نجيب واستقبلت زوجات الحكام وكبار المسئولين

تحية كاظم.. حرم الرئيس جمال عبد الناصر وظلت بعيدة عن الأضواء وظهورها كان محدودًا

جيهان السادات.. أول من حصلت على اللقب وهذه حقيقة خلافاتها مع «أم كلثوم»

سوزان مبارك.. ارتبط اسمها بـ«مشروع التوريث» الذى كان سببًا فى اندلاع ثورة يناير

نجلاء مرسى.. اعتبرت أنها ستكون خادمة مصر الأولى ولها العديد من النشاطات الخيرية والتعليمية 

إنتصار السيسي.. نادرة الظهور وتكتفي بالعمل الانساني واللقاءات البرتوكولية الرئاسية

«المهدى»: بعضهن تفضل البعد عن الأضواء ومعظم زوجات زعماء العالم يلعبن أدوار اجتماعية

«الحماقى»: أطالب انتصار السيسى بلعب دور أكبر فى الحياة العامة ودعم المرأة الفقيرة

«بباوى»: مشاركة حرم رئيس الدولة في العمل العام يتوقف على الظروف المحيطة بالبلد

منذ عام 1952، تعاقب على حكم مصر ثمانية رؤساء هم: محمد نجيب، جمال عبد الناصر، محمد أنور السادات، صوفي أبو طالب، محمد حسني مبارك، محمد مرسي، والمستشار عدلى منصور، وأخيرا الرئيس عبد الفتاح السيسي.


ولعبت زوجات هؤلاء الرؤساء أدوارا مختلفة في الحياة العامة المصرية، ومن أشهر زوجات الرؤساء اللاتي أثرن جدلا كبيرا، ولعبن دورا كبيرا ومؤثرا في الحياة العامة، السيدة جيهان السادات حرم الرئيس محمد أنور السادات، والسيدة سوزان مبارك حرم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وأطلق لقب «سيدة مصر الأولى» على زوجة رئيس الجمهورية.


وعلى مدار العقود الماضية، اختلفت طبيعة كل سيدة أولى عن غيرها، فهناك من طمحت إلى العمل العام وأخرى ارتضت البعد عن الأضواء.


وأثار خبر وفاة السيدة سوزان مبارك، الذي تحول إلى شائعة فيما بعد، الكثير من الجدل، وتحدث البعض عن الدور الذي قامت به زوجات رؤساء مصر، ومدى تأثير هذا الدور وأهميته بالنسبة للمجتمع.


عائشة هانم

"عائشة هانم" زوجة أول رئيس مصرى يحكم البلاد منذ فجر التاريخ الرئيس محمد نجيب الذى عاشت معه فترة حكم مصر، هى السيدة التى استقبلت زوجات الحكام وكبار المسئولين الذين زاروا مصر خلال فترة توليه رئاسة الجمهورية على مدار 19 شهرا من 18 يونيو 1953 حتى تاريخ إقالته فى 14 نوفمبر 1954، ولم يكن لها أي دور اجتماعي يذكر خلال تلك الفترة.


سيدة الظل

السيدة «تحية كاظم»، حرم الرئيس جمال عبد الناصر رحمها الله، ظلت بعيدة عن الأضواء، وظهورها كان محدودًا، يرتبط فقط باستقبال زوجات الحكام وكبار المسؤولين، ولم يكن للسيدة «تحية» أي اهتمامات سياسية أو اجتماعية كزوجة لرئيس الجمهورية، حيث إنها لم تظهر في لقطات المصورين بأي مناسبة مع زوجها، وفضلت زوجة الرئيس الراحل، أن تقوم بتربية ورعاية أبنائها بنفسها، دون الاستعانة بأحد، وكما ذكرت في مذكراتها، أنها قررت أن تكتفى بدور الزوجة والأم، راضية مرضية.


وعاشت السيدة تحية كاظم فى الظل، ولم يكن يعنيها طوال 18 عاما كان فيها زوجها ملء السمع والبصر إلا أنه "زوجى الحبيب.. أى لا رئاسة الجمهورية ولا حرم رئيس الجمهورية" كما تقول فى إحدى مذكراتها.


سيدة مصر الأولى

تعد السيدة جيهان السادات، أول من حصلت على لقب «سيدة مصر الأولى»، وأثار حصولها على هذا اللقب الكثير من الجدل، حيث ترددت بعض الشائعات في عز نجومية كوكب الشرق أم كلثوم، عن خلاف بينها وبين السيدة جيهان السادات، حرم الرئيس الراحل أنور السادات، حول أحقية أي منهما بلقب "سيدة مصر الأولى".


وروى الفنان سمير صبري في حوار تليفزيوني قصة هذه الشائعة قائلا (فى فترة ما انتشرت شائعة أن هناك نزاعا بين جيهان السادات وأم كلثوم على لقب السيدة الأولى فى مصر، وفى إحدى الحفلات واجه سمير صبري السيدة جيهان السادات بهذا الكلام فاقتربت من أم كلثوم واحتضنتها وقالت: من القادر على منع الهرم الرابع).


كما كذبت جيهان السادات، حرم الرئيس الراحل أنور السادات، ما يتردد عن خلافاتها مع كوكب الشرق السيدة أم كلثوم.


وقالت خلال حوارها مع حمدي رزق، في برنامج "نظرة" على فضائية "صدى البلد": "كنت بزورها دايما في الزمالك، وكنت من القلائل اللي بيروحولها، وكانت تحب أنور جدا".


وتابعت: "كانت بتجيلي في أوائل الثورة وتطلع خامس دور على رجليها، وكانت تعزمني عندها في بيتها أنا وأنور".


وكان لها أدوار اجتماعية وأنشطة داخل مصر وخارجها وكان لها حضورها القوي، فضلًا عن دورها فيما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية، إلى حد الذي جعل المعارضون، يطلقون عليه قانون جيهان».


وفي شهر أكتوبر 2011، تطرقت مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة CBC، إلى الفارق بينها وبين سوزان مبارك فقالت: «الفارق بيننا، أننى لم أتدخل فى العمل السياسى، باستثناء مرة واحدة فقط فى حياتى.. فحين نشب خلاف بين أنور السادات ومجموعة من المثقفين اليساريين فى الجامعة.. فضلت أن أدعوهم إلى المنزل واستضيفهم، ليسمعوا رؤية وطرح السادات.. أما زوجة مبارك فتوسعت فى العمل السياسى واتضح هذا فى كثرة الوزراء بجانبها».


وأضافت: «أعترف بأننى تدخلت لإصدار قانون الأحوال الشخصية، ولكنى لم أشرف على اللجنة التي أصدرته، والتى تشكلت من رجال علماء أفاضل واساتذة فى القانون، علاوة على أن القانون لم يكن مخالفا للشريعة.. ولم أغضب من تسمية القانون على اسمى (قانون جيهان) إطلاقا، بل فرحت لذلك».


وجيهان السادات، سياسية وباحثة وسيدة مجتمع مصرية، وكان لها مبادرات اجتماعية ومشاريع إنمائية، فقد أسست جمعية الوفاء والأمل وكانت من مشجعات تعليم المرأة وحصولها على حقوقها فى المجتمع المصرى فى ذلك الوقت.


وشاركت «جيهان» زوجها كل الأحداث المهمة التى شهدتها مصر بدءًا من ثورة 23 يوليو وحتى اغتياله عام 1981، وكان لها أدوار مهمة فى مصر ومشروعات لم تقام إلا على يد السيدة جيهان على رأسها مشروع تنظيم الأسرة، ودعم الدور السياسى للمرأة وتعديل بعض القوانين على رأسها قانون الأحوال الشخصية الذى لا يزال يعرف فى مصر حتى الآن بقانون جيهان.


لم يقتصر دورها على ذلك فحسب، بل امتد بعد رحيل زوجها، وحملت على عاتقها المسئولية الوطنية، ففى المرحلة الصعبة التى تمر بها البلاد، أعلنت دعمها للمشير عبد الفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة، وبررت ذلك بأنه يشبه الرئيس الراحل فى تدينه، وعلى حد قولها "هيراعى ربنا فى كل خطوة يخطوها"، مشيرة إلى أن ذلك أكبر ضمانة لديها يؤكد إخلاصه وتفانيه فى العمل من أجل مستقبل مصر.


سوزان مبارك.. مشروع التوريث

ارتبط اسم السيدة سوزان مبارك، حرم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بـ«مشروع التوريث» الذي كان السبب الرئيسي في اندلاع ثورة 25 يناير 2011، ولكنها كانت من أكثر زوجات الرؤساء نشاطا في المجال الاجتماعي والثقافي، وتفرغت للعمل الاجتماعي في مجال حقوق المرأة والطفل ومجال القراءة ومحو الأمية، وترأست المركز القومي للطفولة والأمومة، كما ترأست اللجنة القومية للمرأة المصرية، وتولت منصب رئيس المؤتمر القومي للمرأة.


وتعد سوزان مبارك المؤسس والرئيس لجمعية الرعاية المتكاملة التي تأسست عام 1977 بهدف تقديم خدمات متنوعة ومختلفة في المجالات الاجتماعية والثقافية والصحية لأطفال المدارس. 


كما ترأست جمعية الهلال الأحمر المصري.


كما دشنت مشروع مكتبة الأسرة من خلال مهرجان القراءة للجميع عام 1993، وهو مشروع بالتعاون مع الهيئة المصرية للكتاب بهدف طبع الكتب من جميع فروع العلم والأدب بأسعار زهيدة تبدأ من جنيه مصري واحد.


وكان لسوزان دور قوى فى العمل السياسى بخلاف مثيلاتها من زوجات الرؤساء السابقين، وقيل إنها أقنعت الرئيس مبارك بعزل مسئولين ووزراء، وأنها كانت السبب الرئيسى فى إقالة رئيس الوزراء كمال الجنزورى عندما شرع فى تقليص ميزانية رئاسة الجمهورية.


ليس ذلك فحسب بل قيل إنها كانت تختار بنفسها عددًا من الوزراء والمحافظين، حتى صار لها وزراء تابعون لها شخصيًا.


وفى ظل مدة حكم طويلة للرئيس الأسبق قاربت الــ30 سنة، وسعت من صلاحياتها وتعدى الأمر مجرد المبادرات والمشروعات المجتمعية.


نجلاء مرسى

أما نجلاء مرسي، زوجة الرئيس الأسبق محمد مرسى، فقد رفضت أن يطلق عليها لقب السيدة الأولى حيث اعتبرت أنها ستكون خادمة مصر الأولى ولها العديد من النشاطات الخيرية والتعليمية إلى جانب نشاطها فى الدعوة الإسلامية، ولم تظهر زوجة مرسى فى وسائل الإعلام إلا بعد عزله فى 3 يوليو 2013 فى ميدان رابعة العدوية، وظهرت بعد ذلك فى إحدى مسيرات الإخوان بمدينة الزقازيق، وهى ترفع شارة "رابعة" من شباك سيارتها الخاصة، أثناء المرور من أمام المسيرة، ولم يكن لها أي ظهور إعلامي، وعاشت فترة حكم مرسي بعيدة تماما عن الأضواء.


حرم المستشار

أما حرم المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية السابق، فقد ظلت طوال فترة حكم المستشار عدلي منصور، بعيدة تماما عن الأضواء، ولم يكن لها أي دور اجتماعي، لكنها ظهرت للمرة الأولى وهي تجلس بجوار المستشار عدلي منصور، في شهر مايو 2015، عندما نظمت مكتبة الإسكندرية احتفالا كبيرًا بمناسبة إطلاق الموقع الإلكتروني والكتاب الوثائقي للمستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقا، في إطار حملة توثيق رؤساء جمهورية مصر العربية التي تتبناها مكتبة الإسكندرية.


إنتصار الإنسانية

أما السيدة إنتصار السيسي، حرم الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهي نادرة الظهور، وتكتفي بالظهور أثناء البرتوكولات الرئاسية في استقبال زوجات الرؤساء والملوك الذين يزورن مصر، كما أنه يغلب على نشاطها  الجانب الإنساني، ففي عام 2014، قامت السيدة انتصار، بزيارة ضحية واقعة التحرش بميدان التحرير، كما أولت اهتماما خاصا بذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام، وقامت بزيارة دار رعاية الفتيات بالعجوزة، تابعت خلالها الأنشطة الفنية والرياضية للنزيلات، وكذلك تفقدت الحالة المعيشية للفتيات بالدار، مطالبة بضرورة توفير جميع سبل الراحة والإعاشة للنزيلات والاهتمام بتوفير الرعاية الطبية والاجتماعية لهن.


كما التقت السيدة إنتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية، طلاب مدرسة الأمل للصم والبكم .


وقالت على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": شرُفت بلقاء مجموعة من طلاب مدرسة الأمل للصم والبكم ، وأسعد دائماً بوجودي بصحبتهم، فهم نبت أصيل من تراب هذا الوطن ومصدر أمل وفخر لكل مصري.


كما قامت السسيدة انتصار السيسي، باستقبال ولقاء عدد من زوجات زعماء الدول، على رأسهن، الملكة رانيا العبد الله  قرينة العاهل الأردني الملك عبد الله.


كما استقبلت السيدة انتصار السيسي، ميلانيا ترامب قرينة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالصالة الرئاسية في مطار القاهرة ، في بداية زيارتها إلى مصر، حيث أشادت ميلانيا ترامب بـحسن الاستقبال وكرم الضيافة في مصر، معربة عن إعجابها وتقديرها للحضارة المصرية العريقة، واعتزازها بالصداقة بين الشعبين المصري والأميركي.


كما التقت السيدة انتصار السيسى، بوداد بابكر قرينة الرئيس السودان ى عمر البشير، بالعاصمة السودان ية الخرطوم.


كما تتفاعل في الكثير من المناسبات مع المصريين من خلال صفحتها الشخصية على الفيس بوك، أشادت في إحداها بجهود الأباء والأمهات وكل الأجيال السابقة، لصالح الارتقاء بهذا المجتمع، والعمل على بنائه بشكل سليم.


وقالت السيدة انتصار السيسي، على صفحتها على فيسبوك اليوم الثلاثاء، "في اليوم العالمي لكبار السن، علينا أن نشيد بفضل آبائنا وأمهاتنا وكل الأجيال السابقة، التي ندين لها بفضل عظيم لما قدموا لصالح الارتقاء بهذا المجتمع، والعمل على بنائه بشكل سليم، فشكراً لهم جميعاً"، كما عملت على تشجيع الصناعة المصرية والشباب المصري.


حمامة السلام

في شهر أغسطس 2017 تحدث الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، عن دور المرأة الأولى في مصر على مر التاريخ، مؤكدًا أن المصريين يهتمون دائمًا على مر التاريخ بزوجات الرؤساء.


وبدأ «الفقي» خلال لقائه ببرنامج «يحدث في مصر» الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر، ويُذاع على فضائية «إم بي سي مصر»، حديثه عن الملكة فريدة زوجة الملك فاروق، مشيرًا إلى أنها كانت تلعب دورًا اجتماعيًا بارزًا خلال زواجها بالملك فاروق.


وتحدث «الفقي» عن زوجة الزعيم الراحل، جمال عبدالناصر، مؤكدًا أنها كانت حاضرة معه، وأنها طالبت الطبيب أن يسمح لها بالجلوس بجوار جثته قائلة: «ماكنتش بلحق أقعد معاه».


وتطرق «الفقي» خلال حديثه إلى جيهان السادات، زوجة الرئيس الراحل أنور السادات، موضحًا، أنها كانت لها دور كبير في إصدار قانون الأحوال الشخصية ودخول المرأة البرلمان.


وقال «الفقي» إن جيهان السادات كانت من أبرز زوجات رؤساء مصر على مر التاريخ، وأنها لعبت دور «حمامة السلام» بين «السادات» والنخبة.


أفضل لقب «حرم الرئيس»

تقول الدكتور عالية المهدي، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الأسبق، وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني السابق، إن السيدة سوزان مبارك كانت لها أدوار متعددة على مستويات كثيرة، فعلى المستوى الاجتماعي كان لها دور يخص التعليم والصحة والطفولة والمرأة، وعلى مستوى التعليم اهتمت بالمكتبات العامة، واهتمت بمكتبة الأسرة، وأنشأت مكتبة الإسكندرية، ووفرت الكتب بشكل يكون في متناول كل المستويات والفئات الاجتماعية، وفي مجال الصحة كان لها دور كبير بتحسين الصحة وشجعت الهلال الأحمر المصري ودفعته للأمم، حتى في المناطق العشوائية قامت بتطوير حي زينهم، وهذا التطوير كان خرافيًا، وقد شاهدة ذلك بنفسي، وبالنسبة للمرأة كان لها دور مهم في قضايا المرأة وحقوقها وخاصة قضية الخلع ووجود المرأة في مناصب جديدة لم تكن موجودة فيها من قبل مثل القضاء وغيره، وإنشاء المجلس القومي للمرأة، وبالتالي قامت بأدوار كثيرة جدا. 


وأشارت إلى أن جامعة القاهرة منحتها الدكتوراه الفخرية عن جدارة واستحقاق، قبل أن يتم سحبها منها، وبالتالي السيدة سوزان مبارك كانت لها أدوار في مجالات كثيرة جدا، كانت ملموسة وجديرة بالاحترام.


وأضافت «المهدي»، أن السيدة سوزان مبارك لم يكن لها أي دور يذكر في موضوع التوريث، مشيرة إلى أن المعارضة هي التي اخترعت موضوع التوريث، مؤكدة أنها لم تسمع أبدا أثناء وجودها في الحزب الوطني أي حديث عن التوريث سواء من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك أو من سوزان مبارك أو حتى من جمال مبارك.


وعن الفرق بين الدور الذي مارسته السيدة سوزان مبارك ودور السيدة جيهان السادات، قالت «المهدي»، إن السيدة سوزان مبارك قامت بدور متعدد المحاور، وهذا الدور كان أكثر تأثيرا، وأهم بكثير من الدور الذي قامت به السيدة جيهان السادات. 


وتابعت: «رغم أن وجود سوزان مبارك في هذا المجال كان أطول من وجود جيهان السادات، إلا أنها مع وجود دور لزوجات الرؤساء في المجال الاجتماعي بعيدا عن التدخل في الحياة السياسية»، موضحة أن معظم زوجات الرؤساء والزعماء في دول العالم المتقدم يلعبن أدوارا اجتماعية وليس أكثر من ذلك.


وعن عدم وجود دور للسيدة تحية جمال عبد الناصر في الحياة العامة، قالت «المهدي»، إنّ القيام بهذا الدور يكون نابعًا من شخصية حرم رئيس الدولة، هناك زوجات يفضلن الوقوف وراء الزوج بعيدا عن الأضواء، وهناك نوع آخر يفضل لعب دور اجتماعي واضح وملموس، مشيرة إلى أنها لا تتابع جيدا الدور الذي تقوم به السيدة انتصار السيسي حرم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي شخصية لها كل الاحترام والتقدير، مؤكدا أنها ضد لقب «سيدة مصر الأولى»، وأنها تفضل لقب «حرم الرئيس»، وهذا يكفي.


كانت لها أيادٍ بيضاء

تقول الدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد، وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني السابق، إن السيدة سوزان مبارك كانت لها الكثير من الإيجابيات خلال مسيرتها، مثل مشروع القراءة للجميع، وهو من المشروعات الرائدة جدا، لأنه بسط الأدب، ونشر المكتبات، وممارسة الأطفال للأنشطة وتفتيح ذهنهم، وكان لها دور في مواجهة مشكلة العشوائيات مثل مشروع تطوير منطقة زينهم، وكان لها دور كبير في موضوع دعم المرأة، فكانت لها أيادٍ بيضاء ودور مهم جدا في موضوع قانون الخلع ودعمه ومساندته تطبيقا للشريعة الإسلامية، كذلك كان لها دور مهم في قضية منح الأم المصرية المتزوجة من أجانب الجنسية لأولادها، مؤكدة أنها لم تسمع طوال وجودها في الحزب الوطني أي دور للسيدة سوزان مبارك في موضوع التوريث، ولم ترى لها أي دور سياسي.


وأكدت «الحماقي»، أنها مع وجود دور لزوجات الرؤساء في الحياة العامة، وخاصة في العمل الاجتماعي، لأن مشاركة زوجات الرؤساء في الحياة العامة يعطى للعمل الاجتماعي قوة كبيرة جدا، لاسيما وأن زوجات الرؤساء يكون لديهن الرؤية والوعي الكامل والآليات المؤسسية التي تتيح لهن التأثير لصالح المجتمع، وبالتالي وجود زوجات الرؤساء في الحياة العامة يعطى للعمل الاجتماعي قوة كبيرة جدا في البلد.


وأوضحت «حماقي»، أن دور السيدة جيهان السادات كان واضحا جدا ومؤثرًا جدا، مشيرا إلى أن حرب 1973 أعطت للسيدة جيهان السادات ثقلا كبيرا جدا في العمل المجتمعي، بالإضافة إلى أنها كانت زوجة أسطورة لن تتكرر وهو الرئيس محمد أنور السادات. 


وعن تفسيرها لعدم وجود أي دور لحرم الرئيس جمال عبد الناصر في الحياة العامة، قالت «حماقي»، إن ذلك يعود إلى شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، مشيرة إلى أن رئيس الدولة هو الذي يعطى الضوء الأخضر لحرمه لممارسة هذا الدور، وبدون موافقته لن يكون لها هذا الدور، وبالتالي قد يكون سبب عدم وجود دور لحرم الرئيس جمال عبد الناصر هو رفض الرئيس جمال عبد الناصر بأن تقوم حرمه بأي دور سياسي أو اجتماعي.


وأضافت «حماقي» أنها تتمنى أن تقوم السيدة انتصار السيسي بدور أكبر في الحياة العامة الفترة المقبلة، كما تتمنى أن يكون لها دور في دعم المرأة الفقيرة، والتمكين الاقتصادي للمرأة، لأن دورها سيكون مؤثرا جدا على الأداء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وعلى الاستقرار والأمن القومي، لاسيما وكما عرفت وعلمت أنها دائما تستعين بالخبراء، وهذا اتجاه إيجابي، وبالتالي أتمنى أن أرى لها دورا أقوى الفترة القادمة، لاسيما أن مصر في حاجة إلى كل الأدوار.


وتعليقًا على قول البعض أن حرم الرئيس عبد الفتاح السيسي هي أول سيدة محجبة، قالت «حماقي»، «الحجاب علاقة شخصية بين العبد وربه، والدين الإسلامي دين أفعال وليس دين أقوال، ودين جوهر وليس دين مظهر، في عهد مبارك كثيرون كانوا يطلبون مني ارتداء الحجاب للحصول على مناصب قيادية، ولكنني كنت أرفض ولا أعير أي اهتمام لهذا الكلام، مشيرة إلى أن لقب «سيدة مصر الأولى»، موجود في كل دول العالم، وأن الخلاف بين أم كلثوم والسيدة جيهان السادات على لقب سيدة مصر الأولى كان خلافا شخصيا بعيدا عن الموضوعية، وكان نابعا من الغيرة، وهي طبيعة إنسانية موجودة في كل البشر.


واجهة اجتماعية للبلد

ويؤكد الدكتور نبيل لوقا بباوي، عضو مجلس الشورى في عهد مبارك، أن السيدة سوزان مبارك قامت بدور اجتماعي وثقافي بصفتها سيدة مسئولة وواجهة اجتماعية للبلد، وكانت لها إيجابيات وسلبيات، لكن حركتها الواسعة كانت في المحيط النسائي، وهي الآن مريضة وقد هدها المرض، بسبب الظروف التي مروا بها، وقد كانت فوق طاقة البشر، مشيرا إلى أن مشاركة حرم رئيس الدولة في الحياة العامة يتوقف على الجو والمناخ العام وعلى موقف رئيس الدولة وعلى الظروف المحيطة بالبلد، وهذا المناخ يختلف من فترة لأخرى.


وأضاف: كما أن دور سيدة مصر الأولى يختلف من سيدة لأخرى حسب شخصيتها وحسب متطلبات الرأي العام، لافتا إلى أن زوجة الملك فاروق كان لها دور في الهلال الأحمر، وهذا الدور كان يتلاءم مع الظروف والمناخ السياسي والاجتماعي السائد حينذاك، والسيدة جيهان السادات كان لها دور في قانون الخلع، مؤكدا أنه مع وجود دور اجتماعي وثقافي وتربوي لزوجات الرؤساء، بعيدا عن عالم السياسة. 


ولفت إلى أن السياسة لها رجالها، موضحا أن لقب سيدة مصر الأولى موجود في كل دول العالم، وبالتالي هو ليس ضد هذا اللقب، موضحا أن عدم قيام حرم الرئيس جمال عبد الناصر بأي دور اجتماعي أو ثقافي أو تربوي يعود إلى شخصيتها وشخصية الرئيس جمال عبد الناصر، مؤكدا أن الأساس هو أن يكون لحرم رئيس الدولة دور اجتماعي وثقافي وتربوي.