رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار استبعاد «8» آلاف إمام بـ«الأوقاف» من مكافأة السيسى

السيسي ومدبولى ووزير
السيسي ومدبولى ووزير الأوقاف وأخرون


تواجه وزارة الأوقاف أزمة حادة فى تنفيذ تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي الصادرة لـ«وزير الأوقاف» الدكتور محمد مختار جمعة، والخاصة بتحسين رواتب الأئمة من خلال موارد الوقف الخيري.


وتتمثل الأزمة في اعتراض «8» آلاف إمام؛ بسبب استبعادهم من زيادة الرواتب التي أقرها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة الأخيرة، فضلًا عن نشوب أزمة أخرى تتعلق باستبعاد الموظفين الإداريين من هذه الزيادة المقررة، الأمر الذى تسبب فى انفجار الغضب داخل وزارة الأوقاف. 

 

ووفقًا للمعلومات المتوفرة لـ«النبأ»، فإنّ الوزارة لم تنتهِ بعد من خطة تنفيذ تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن المقرر عرض خطة زيادة الرواتب بعد الانتهاء منها على المهندس مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، خلال أيام.


وتكشف هذه الخطة الخاصة بتحسين الرواتب على أن الزيادة يجرى صرفها للأئمة قبل نهاية العام، وستكون بحد أقصى 1000 جنيه، وأن توفير المبالغ المخصصة عن طريق فائض الريع السنوي للأوقاف الذي زاد من 92 مليون جنيه إلى مليار و300 مليون جنيه، ومن المقرر تخصيص 500 مليون جنيه.


وتشير المعلومات أيضًا، إلى أنه فضلًا عن زيادة رواتب الأئمة المقررة هذا العام 2019 وصرفها أيضًا، فمن المقرر أن يشهد العام المقبل 2020، زيادة ثانية في الغالب ستكون في شهر يوليو من العام المقبل. 


وتكشف المعلومات، عن أنّ الزيادة الجديدة التي طلبها الرئيس عبد الفتاح السيسي لن تكون مبلغًا محددًا كما كان في السابق، ولكن ستكون حسب الدرجة الوظيفية، بحيث سيختلف المبلغ الذي يصرف للإمام في الدرجة الثالثة عن الثانية عن الأولى عن كبير الأئمة، وهكذا.


كما سيكون المبلغ الذي سيصرف في المرحلة الأولى مجزيًا، ويقارب بدل صعود المنبر في بعض الدرجات الوظيفية والمقدر بـ250 جنيهًا، ولكنه سيكون أقل بالطبع في الدرجات الأدنى، ولكن سيزيد عن بدل صعود المنبر في المرحلتين الأولى 2019، والثانية 2020.


ووفقا لتقرير صادر عن وزارة الأوقاف، فإن الوزارة توفر بدل صعود المنبر للأئمة حتى العامين المقبلين من مواردها الذاتية، لافتًا إلى منح كل إمام مسجد 490 جنيهًا، مقسمة على 250 بدل صعود منبر، و100 جنيه بدل إعانة، و100 جنيه بدل تحسين دخل، و40 جنيهًا بدل إطلاع.


وأوضحت الوزارة، أن مرتب إمام الدرجة الثالثة المٌعين جديدًا ارتفع بنسبة 137%، وأصبح يتقاضى 2749 جنيهًا، بعدما كان يتقاضى 1160 جنيهًا، وإمام الدرجة الثانية ارتفع راتبه بنسبة 80%، وأصبح يتقاضى 4102 جنيه، بعدما كان يتقاضى 2279 جنيهًا، بينما إمام الدرجة الأولى ارتفع بنسبة 75%، وكان يتقاضى 2401 جنيه، وأصبح يتقاضى 4202 جنيه.


في الوقت نفسه، طالب خطباء المكافأة والبالغ عددهم ثلاثة آلاف، من ضمن 56 ألف إمام معينين بالأوقاف، بضرورة حصولهم على الزيادة التي أقرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة أن الهدف من الأوامر التي أطلقها الرئيس هو تفرغ الإمام للعمل الدعوى، وعدم العمل فى وظائف دنيوية أخرى، وهو الأمر الذي حذرت منه تقارير أمنية من تردي الأحوال المعيشية للأئمة وتخليهم عن العمل الدعوى وترك المساجد؛ للعمل في وظائف دنيوية مثل العمل على «التوك توك»، ما كان له أثر سلبي على ملف تجديد الخطاب الديني خلال الفترة الماضية. 


وذكر خطباء المكافأة على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعى، أنهم يقومون بسد العجز في المساجد وعدم تركها لغير الأزهريين، إلى جانب المطالبة بتحسين أحوالهم المعيشية خاصة أنهم يتقاضون في الوقت الراهن الذي يشهد غلاء في المعيشة من الأوقاف راتبًا 140 جنيها شهريًا، مع العلم أنهم يعولون أسرًا ولديهم أبناء في جميع مراحل التعليم المختلفة، ويعملون في مهن مختلفة لا تليق بهم وبرجال الدين، موضحين أن عدد المساجد 150 ألف مسجد، وعدد الزوايا 70 ألف زاوية، وعدد الأئمة 53 ألف، متسائلين: كيف تسيطر الوزارة على المساجد والزوايا وعدد الأئمة 53 ألفًا فقط ومنهم المعار لدول خارجية ومنهم من اقترب لسن المعاش ومنهم من خرج بالفعل إلى المعاش؟.


فى السياق ذاته، طالب الموظفون والإداريون بمديريات الأوقاف فى مختلف محافظات الجمهورية، بزيادة رواتبهم أسوة بأئمة وخطباء المساجد.


كما دخل أئمة ووعاظ مجمع البحوث الإسلامية التي تستعين بهم وزارة الأوقاف لخطبة الجمعة، وعدهم «5» آلاف واعظ على خط الأزمة؛ بسبب استبعادهم من الزيادة المقررة، حيث تعتبرهم الوزارة تابعون للأزهر، في حين أنهم يرون أنهم يسدون العجز بالمساجد ولابد من حصولهم على الزيادة.


في الوقت ذاته، شهدت صفحات الأئمة هجومًا حادًا اعتراضا على قرار الوزارة بجعل الزيادة في الرواتب على الدرجات، ووجهوا رسالة إلى من يهمه الأمر، قائلين: «علماء الأوقاف المصرية (أئمة ودعاة) جميعًا تخرجنا من الأزهر الشريف.. ونعمل تحت مظلة واحدة ألا وهي مظلة الأزهر التي خرجت أكابر العلماء والمجددين، إن مطالبنا مطالب مشروعة فنحن لا نريد أن نتقاضى أسوة بزملائنا في الكويت 500 دولار، ولا في بعض الوزارات الأخرى 7 آلاف جنيه.. إنما نريد المعيشة الكريمة.. تستطيع أن تقول إن مطالب الإمام تتركز فى عيشة كريمة.. ونقابه تدافع عن حقوقنا، حصانة للإمام».


وتابع الأئمة: «ولكن أن تُقرر الزيادة للأئمة على الدرجات فقط، فهذا يجعل الاستفادة تذهب للكبار، في حين أن صغار الأئمة هم من يحملون الدعوة وتجديد الخطاب الديني».


على الجانب الآخر، فمن المقرر قيام «وزارة الأوقاف» بوضع قائمة جزاءات بعد حصول الأئمة على الزيادة المقررة في الرواتب، حيث ستكون هناك مطالبة بتفرغ كامل للإمام، وتواجد طوال الوقت بالمسجد، ومن يثبت عمله في وظيفة أخرى قد يتعرض للفصل، والإحالة لعمل إداري، خاص أن تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي واضحة وهى أن تكون الزيادة مقابل التفرغ للعمل الدعوى كما وجه بمواصلة تنفيذ استراتيجية التصدي للفكر المتطرف وترسيخ الفهم الصحيح لجوهر الإسلام ومقاصده العليا وروحه السمحة.


من ناحيته، قال الشيخ جابر طايع، المتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف، إنّ العمل فى الفترة المقبلة سوف يشهد التركيز أيضا على الخطاب الدينى، مضيفًا أن هناك موارد ذاتية متعددة سيتم بحث توجيه جزء من مخصصاتها لتنفيذ التكليفات، ويوجد موارد ذاتية منها: عوائد اللجنة العليا للخدمات، وفائض «ريع الوقف».


وأكد «طايع» أن الزيادة المقررة فى الرواتب، خلال العام الجارى، ستكون الأكبر، وستجد استحسانًا من قبل الأئمة.