رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حكايات قلوب الفتيات المكسورة على أعتاب قاعات الزفاف

عروس - أرشيفية
عروس - أرشيفية


"جات الحزينة تفرح ما لقتلهاش مطرح".. أثبت ذلك المثل الشعبي صحته خلال أيام في عالم السوشيال ميديا، بانتشار قصة "مصطفى أبو تورتة" كالنار في الهشيم، بعدما ترك خطيبته في يوم خطبتها في القاعة وفر هاربًا بصحبة أسرته والتورتة بحجة أن خاله مريض –بحسب وصفها- ولم تجد نهال ملاذًا لها سوى السوشيال ميديا لتفضفض عما بداخلها، علها تجد من يهون عليها كسرتها التي تسبب فيها خطيبها، الذي أرسل لها رسائل متسائلًا فيها، إذا كانت نهال وعائلتها تعلموا الدرس المقصود أم لا.


وأطلق رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك هاشتاج "كلهم مصطفى أبو تورتة"، كناية عن أن كل الشباب غدارين مثله، ويبدو أنهم كانوا على حق –بحسب توصيفهم- لم تمر سوى أيام قليلة، وحلت قصة أحمد ونورا محل "أبو تورتة"، ولكن الأمر هذه المرة يختلف؛ فأحمد العائد بعد فترة اختفاء سنتين وثلاثة أشهر قرر ترك خطيبته نورا بعدما بحث عنه في كل أنحاء الجمهورية طيلة فترة غيابه، ورغم أن كلاهما لم يفصح عن الأسباب؛ إلا أن جيران مقربين أكدوا أنه تزوج وزوجته حامل وعاد ليخبر أهله، تأكد الخبر بعدما خرجت نورا فجر اليوم الثلاثاء في بث مباشر عبر حسابها على الفيسبوك، تؤكد أنها أفنت عمرها كله مع الشخص الخطأ، لاسيما وأن قصة حبهما بدأت منذ نعومة أظافرهما، وأصبحت البنات محتارين بين جملتي "كلهم مصطفى أبو تورتة" و"كلهم أحمد صابر".


ما لفظته السوشيال ميديا من حكايات البنات المغدور بهن جعل الجميع يتساءل، ماذا تغير بالمجتمع المصري، جعل الشباب لا يفطنون لقدسية الارتباط؟ وكيف تُحل الأزمة؟ وأخيرًا هل بات الأمر ظاهرة تشكل خطرًا على المجتمع المصري؟


حكايات البنات المكسورة قلوبهن لم ولن تنتهي أبدًا، يكشف هذا الملف بعض مآسي عاشتها فتيات كان أقصى طموحهن فقط تكوين أسرة مع من اختارته قلوبهن، ولكن "أتت الرياح بما تشتهيه السُفن"، ولمحاولة الوصول إلى حل لتلك الأزمة بعد الكشف عن أسبابها تم التواصل مع أخصائيي علم النفس وعلم الاجتماع، ويجيبون على كل التساؤلات المطروحة.


فرحة مريم اتكسرت وأم العريس السبب

مر شهران على كسرة قلب مريم هارون، التي تسبب  فيها أحب الأشخاص إلى قلبها، تتذكر مأساتها بكل تفاصيلها، كسرة قلب ودموع وصرخات مكبوتة لا تعرف كيف تخرجها للعلن، اتخذت ظُلمة غرفتها رفيقة لها، بعدما تركها خطيبها قبل الزفاف بيوم واحد، يُدمي قلبها وعوده الرومانسية التي لطالما أملها بها طيلة فترة خِطبتهما في ليال حالكة السواد، "أمي مش موافقة" وقعت على مسامعها تلك العبارة القصيرة وقع الصاعقة، وقلبت حياتها رأسًا على عقب حولتها من فتاة تعشق الحياة إلى كائن لا يؤمن بالعيش من الأساس "فكرت كثيرا في الانتحار وعارفة إنه حرام، ولكن أنا تعبت جدًا"، تمر أمام أعينها تفاصيل تجربتها المريرة، متلفحة بالأمل في الله علها تنسى ما حدث لها.


تسعة أشهر احتوت فيها مريم خطيبها وكانت له الحبيبة والأخت والأم، ولكنه لم يحفظ ذلك كله، "خناقة صغيرة بين والدتي ووالدته، خلته يستغنى عني"، الأمر لم يكن يستدعي فسخ الخِطبة، ولكن انحاز الشاب إلى صف والدته، "ما أقدرش على غضب أمي"، العبارة التي أنهى بها كل شيء، متوجهًا إلى قاعة الزفاف وألغى الحجز، بعدما أوقف كل ترتيبات ليلة العمر، التي لطالما حلمت بها مريم.


مع كل يوم مر عليها تزيد مرارة كسرتها، كلما تذكرت عش الزوجية الذي تشاركا في اختيار كل تفاصيله معًا، ولكن لاح الأمل من جديد في سماء مريم، والذي ما لبث لتكتشف أنه سراب، "حب يرجع الموضوع بعدها بيومين ما قدرش يقف قصاد أهله، واستسلم وقرر ينهي الموضوع خالص".


انهارت مريم تمامًا وانهزم ما تبقى لديها من أمل العودة، بعدما اختار خطيبها أسوء طريقة ينهي بها علاقتهما، "أنهى الموضوع بطريقة سخيفة، وطالبني بكل الهدايا اللي جابها"، جن جنون الفتاة التي لم تجد سببًا واحدًا لما فعله الشخص الوحيد الذي أحبته، وحاولت أن تصلح العلاقة بينهما، ولكن لا حياة لمن تنادي "ما كنتش عارفة أعمل إيه وفضلت أسبوعين أكلمه بانهيار على أمل أنه يرجع".


مأساة جديدة أُضيفت على فاجعة مريم الأولى، بعدم إرسالها مكتوب إلى منزل خطيبها عله يجيبها هذه المرة، ولكن لم يسر الأمر كما أرادت "حبيت أعرف سابني ليه، كتبت له ورقة وبعتها، قال لأهله، وقالوا له إني بعمل له سحر، والظروف كلها جاءت ضدي".


مع كل تصرف من عائلة مريم يُفسر بسوء نية من أهل خطيبها تزداد الأمور سوءًا، "بابا رفض يديه الشبكة في علبتها وغلفها بورق وادهاله، فأهله فهموه أننا عملنا له سحر تاني".


رغم أن معاملة أهل مريم لخطيبها كفيلة أنها تجعل إبليس يتراجع عن نية الغدر -بحسب وصفها- إلا أنه لم يبق على العشرة، "غدر بي وبأهلي وكسر فرحتنا، ومطلع نفسه مظلوم"، تتذكر مريم مأساتها بمرارة وحزن، تنهمر أعينها بالدموع، لأنها ما زالت تحبه، ورغم كسرتها فهو يرافقها حتى في أحلامها، رغم تحولها إلى شخص عديم الثقة بالآخرين، فأصبحت ترى الغدر في عيون كل من حولها.


طالق والشبكة من حقي مأساة مها مع شريك الحياة
إحدى الضحايا: حسيت قبل كتب الكتاب إنه عايز يكسرني وطلقني بعد 3 أيام

لم تكن تعلم مها أنها ستنضم إلى صفوف المُطلقات، وهي في أواخر العشرينات من عمرها وبعد ثلاثة أيام فقط من كتب الكتاب لأسباب تافهة، "هاسمي ولادي عبدالعال وبدرية والجزمة فوق رقبتك، ولا أقول لك: غوري أنت طالق، قولي لأبوكي إني هاجي أطلقك بكرة"، تسترجع مها اللحظة بكل تفاصيلها، صدمة كُبرى وألم بالقلب بعد نقاش لم يدم طويلًا بينها وبين زوجها "قلت له أسماء أمك وأبوك حلوة بس في زمانهم، والعيال فالمدرسة هيتريقوا على الأسامي دي، راح طلقني". 


لم يكن ذلك بداية مأساة مها؛ يمر شريط الأحداث أمام أعينها التي تملؤها الحسرة على ما ضاع من عمرها مع شخص لا يستحق وتجربة تركت لها آثارا نفسية سيئة، "كان دايمًا يقاوح، وشايف أنه ما بيغلطش، لما أقول بعض الأنبياء أخطأ، رده بيكون يغلطوا براحتهم، لكن أنا ما باغلطش".


مع كل خلاف بسيط يحدث طيلة فترة الخِطبة التي استمرت شهرين، كانت مها تريد إنهاء العلاقة، إلا أنه كان يُظهر لها تمَّسكه بها في كل مرة بحجة أنه كان يمزح، "كل مرة كان يحصل خلاف بينا وأحب أفسخ الخطوبة كان يقول لي أنا بهزر أنتى ما بتحبيش الهزار!".


راودتها شكوك بأن خطيبها يحاول أن يغدر بها، ولكنها تجاوزتها خشية أن تظلمه، "أنا حسيت من تصرفاته قبل كتب الكتاب أنه عايز يكسرني، ولكن خفت أكون ظلماه"، تأكدت ظنونها في أسود وأمر لحظة مرت عليها عندما طلقها زوجها، وتبدلت النظرة الحالمة بعش زوجية سعيد إلى نظرات كسرة، خالطها شعور بالضياع، ورد فعل لا يعدو أن كونه محاولة للتعلق بقشة للنجاة من الغرق في بحر الغدر "حرام عليك لما الناس تقول اتطلقتي بعد 3 أيام هاقول إيه، وشكلي هيبقى إيه؟".


كلمات مها لم تحرك ساكنا عند زوجها الذي كان ينوي أن يكسرها من البداية، لزعمه أنها تحاول السيطرة عليه "أنت كنت مفكرة نفسك هتسيطري علي بعد ما كتبنا الكتاب! أديني هطلقك، وبعدين كل اللي يهمك شكلك! طيب أنت طالق"، كان أثر تلك العبارة على قلب الفتاة يعادل شق قلبها بسكينة باردة، رغم أنها راعت ظروفه المادية "حسيت بمرارة إني وافقت على شخص مستواه أقل مني ووقف جانبه أنا وأهلي، وفي الآخر كانت دي النهاية".


مأساة الفتاة المغدور لم تؤثر بها وحدها، فدموع المأذون الذي عقد قرانهم انهمرت حينما جاء إليه الطرفان لإتمام إجراءات الطلاق بشكل رسمي بعد أسبوع واحد من كتب الكتاب، "المأذون عيط من الزعل وماكنش مصدق إن الطلاق يتم بالسرعة دي"، ورغم ذلك لم يكتف طليقها بالدرس الذي لقنه لها، بكسرة فرحتها التي كانت تستعد لها بعد شهر من عقد القران.


أعمى الطمع أعين طليقها عن وقفة مها وأهلها معه، وأراد أن يخرج من التجربة دون خسائر مادية أو معنوية، لتكون هي وأسرتها الخاسر الوحيد، وخطرت فكرة لم تكن تخطر على بال إبليس –بحسب وصفها- "هو كان اتصل بالمأذون وطلب منه يقطع قسيمة الزواج من الدفتر، وعدم تسجيلها في المحكمة"، ما فعله الشاب الثلاثيني كان يريد منه الحصول على الشبكة، ولكنه لم يستطع نيل مراده بعد رفض المأذون، الذي لقنه درسًا في الأخلاق "المأذون قال له الدفتر متسجل في المحكمة، ومش هينفع، وحتى وإن نفع، ما دمت حطيت إيدك في إيد أبوها وطلبت الزواج وكان فيه شهود، فهي مراتك رسمي".


جرح كبير تسبب فيه طليق مها، وأطفأ شمعة بهجتها لتودع شخصيتها المرحة، بأقسى تجربة مر عليها سنتان؛ والتي أسدل عليها الستار بأحد مشاهد الكوميديا السوداء بعدما كُسرت فرحتها وفرحة أهلها، "المشكلة إنه بعد ما اتجوز سمى بنته مريم، والمُضحك إني كنت عايزة اسمي بنتنا مريم"، تختم مها مأساتها بهذه الجملة مع ابتسامة ممزوجة بمرارة الكسرة.


علماء النفس والاجتماع يكشفون لـ«النبأ»: الأسباب والدوافع وراء ندالة الشباب

جمال فرويز: قلة التربية والسيكوباتية أساس الأزمة

طه أبو حسين: المجتمع تعرض لهزات عميقة في المبادئ والمُثل العليا

دموع الفتيات وأوجاعهن على أعتاب السوشيال ميديا، بسبب ندالة خطابهن –بحسب وصفهن- تشير إلى أن هناك أزمة حقيقية ضربت المجتمع المصري، استوجبت تفسير أساتذة علم النفس وعلم الاجتماع لها والوقوف على الأسباب لإيجاد حلول، لأزمة وصفوها بأنها مؤشر خطير على غياب النخوة، ووفقًا لأهل الاختصاص تختلف الأسباب بين النفسي والاجتماعي على رأسها خلل في التربية وسيطرة الأنا، وغياب القيم المجتمعية.


الأنانية

ترى أخصائي العلاج النفسي، أسماء عبد العظيم، أنه لا يُمكن وصف مثل هذه الحالات بالظاهرة، مُشيرة إلى أنها شهدت بعض حالات الطلاق في يوم الزفاف، بسبب خلافات بين الزوجين حدثت في القاعة.


"تكرار الحالات مؤشر خطير على غياب النخوة"، وفقًا لتفسير أسماء عبد العظيم لـ"النبأ الوطني"، مُشيرة إلى أن الشخص الذي يتعمد إهانة فتاة وأسرتها بحجة أن يعلمها درسًا هو شخص أناني لا يحب سوى نفسه، فهو لا يعبأ بالأعراف أو العادات أو التقاليد، فكل تفكيره يدور حول نفسه فقط ولا يحترم مشاعر الآخرين.


بينما تكمن الأسباب الحقيقة لتلك الأزمة وفقًا لأخصائي العلاج النفسي، في ترسخ الأنانية وعدم الشعور بالآخر والرغبة في التملك وضعف في الشخصية وعدم تحمل المسؤولية، فضلًا عن حب المادة بدليل أن أغلب الحالات كان تفكير الشباب فيها يتمحور حول الشبكة فقط، لافتة إلى أن الفتاة في كل الحالات هي الفائزة رُغم كسرة القلب إلا أنها لو كانت تزوجته كانت ستعيش معه في الجحيم.


وتابعت عبد العظيم، بأن استعداد الشخصية والأهل لعبوا دور كبير في تحول الشباب إلى الصورة الأكثر بشاعة التي تفشت في الفترة الأخيرة، بعدما باتوا يربون أبنائهم على إشباع الأنا لديهم فقط، ويذهب الجميع إلى الجحيم، لا سيما بعد تغير النظرة إلى المادة في كل طبقات المجتمع أدى إلى تربية الشباب على الندالة في سبيل المادة.


الغدر من الطرفين

حل الأزمة من وجهة نظر أخصائية علم النفس يتمثل في إعادة البناء القيمي عبر الإعلام وعبر مجموعة من الندوات ومحتوى هادف للسوشيال ميديا لتأسيس وتربية الشباب، وبالطبع لا نغفل دور الأزهر ووزارة الأوقاف الذي عليه أن يتقرب إلى الشباب ويتفاهم معهم بلغة يفهمها، فضلًا عن ضرورة وجود فترة تعارف كافية بين الطرفين، بعيدًا عن الكذب والزيف وبعيدًا عن البحث عن العاطفة وحسب.


واختتمت تصريحاتها بأنه وارد جدًا أن ما حدث لنهال ونورا وغيرها من الفتيات يحدث للشباب، فهناك بعض الفتيات تنهي العلاقة بأساليب غير لائقة، وتحتجز الشبكة بدعوى أنها من حقها.


شخصيات سيكوباتية

يتفق استشاري الطب النفسي، جمال فرويز، مع أسماء عبد العظيم، بشأن عدم توصيف ما يحدث بالظاهرة، مُستندًا إلى أنه لإطلاق هذا الوصف على أي شيء يحدث بالمُجتمع لا بد أن تصل النسبة من الفئة المستهدفة إلى 25%، وبالطبع لا يمكن أن يصل عدد الحالات التي تنهي العلاقة بطريقة غير مناسبة إلى هذه النسبة من إجمالي الأشخاص الذين يرتبطون سواء بعلاقة خِطبة أو زواج.


القاسم المُشترك في كل الحالات هو الانتقام، مما يشير إلى وجود اضطرابات شخصية مبالغ فيه، يعرف بالسيكوبات وفقًا لما أكده فرويز لـ"النبأ الوطني"، مُشيرًا إلى أن الشخص السيكوباتي، يتلذذ بالانتقام من الأشخاص من حوله لشعوره بالغدر من ناحيتهم أو ببعض الضغوط، وهذا يتفق تمامًا مع كل الحالات التي حدثت، فالإنسان السوي يعتذر عن الاستمرار في العلاقة بإسلوب لا يتسبب في إحراج الطرف الآخر.


"الوضع سيزداد سوءً خلال الفترة القادمة بسبب الانحدار الثقافي والأخلاقي"، اختتم فرويز تصريحاته بهذه العبارة، لافتًا إلى أن الحل يكمن في ضرورة أن تعمل الدولة على إيجاد آليات لرفع الوعي الثقافي بكل صوره في المجتمع المصري.


ضاعت قدسية العلاقات

يرى أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، طه أبو حسين، أن المسألة لها جذور عميقة هزت كيان المجتمع منذ فترة ليست قصيرة، مُشيرًا إلى أنه لم يُصبح هناك مكان للقيم والمبادئ والمُثل العُليا.


"انسلخ المجتمع من ضوابط الارتباطات الشرعية، فاستهان الشباب بقدسية تلك العلاقات"، يؤكد طه أبو حسين أن ذلك السبب الرئيسي للأزمة، لافتًا إلى أنه قديمًا كان من المُستحيل أن ينفرد الخطيب بخطيبته أو أن يخرجا معًا للتنزه لأوقات متأخرة، فكان هناك قدسية لمثل هذه العلاقات.



الكثير من الشباب يتمنى أن يرتبط بفتاة وفقًا لمشاعر فطرية طبيعية، إلا أنه يغفل المسؤوليات التي تقع على عاتقه، إضافة إلى انعدام القيم والمبادئ، لدى الكثير من الشباب، وفقًا لتصريحات أبو حسين لـ"النبأ الوطني".


واختتم أستاذ علم الاجتماع تصريحاته، بضرورة أن يسأل أهالي الفتيات عن الشاب الذي يتقدم لخطبة ابنتهم، ويقبلوا به وفقًا لوصية النبي التي تنص على "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه".