رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أردوغان يتحدى العالم .. ردود الأفعال العربية والدولية على العملية التركية في سوريا

النبأ

بين الإدانة والشجب والرفض، عبرت الكثير من الدول العربية والغريبة عن موقفها من العملية العسكرية التركية، التي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن انطلاقها في شمال شرق سوريا، وأطلق عليها اسم «نبع السلام».

فرنسا

دعت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، تركيا لوقف عمليتها العسكرية في سوريا، واصفة إياها بـ "الخطيرة".

وقالت الوزيرة في تغريدة على موقع "تويتر"، اليوم الأربعاء، إن "هذا خطير على أمن الأكراد. وهذا خطير لأنه يفيد "داعش"، الذي قاتلناه لخمس سنوات".

وأضافت أنه "يجب وقف" العملية التركية.

الإمارات العربية المتحدة

أعلنت الإمارات عن إدانتها الشديدة للعملية العسكرية التي أطلقتها القوات التركية شمال شرق سوريا، واصفة هذا التحرك بأنه عدوان "خطير" و"اعتداء غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة".

وقالت الخارجية الإماراتية، في بيان أصدرته مساء اليوم الأربعاء، إن حكومة البلاد تدين "بأشد العبارات العدوان العسكري التركي على سوريا".

وأضافت الوزارة أن "هذا العدوان يمثل تطورا خطيرا واعتداء صارخا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي، ويمثل تدخلا صارخا في الشأن العربي".

وأكد بيان الوزارة "موقف دولة الإمارات الثابت والرافض لكل ما يمس سيادة الأمن القومي العربي ويهدد الأمن والسلم الدوليين"، محذرا "من تبعات هذا العدوان على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ومسار العملية السياسية فيها".

السعودية

دانت الحكومة السعودية العملية العسكرية التي أطلقتها القوات التركية شمال شرق سوريا، معتبرة أن هذا التحرك عدوان وتعد على سيادة الأراضي السورية وتهديد للأمن الإقليمي.

وقالت الخارجية السعودية، في بيان أصدرته على لسان مصدر رسمي، إنها تعرب "عن إدانة المملكة العربية السعودية للعدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا، في تعد سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية".

وأعرب المصدر عن "قلق المملكة تجاه ذلك العدوان، بوصفه يمثل تهديدا للأمن والسلم الإقليمي"، مشددا على "ضرورة ضمان سلامة الشعب السوري الشقيق، واستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها".

ونوه المصدر إلى أنه "بصرف النظر عن الذرائع التي تسوقها تركيا، فإن خطورة هذا العدوان على شمال شرق سوريا له انعكاساته السلبية على أمن المنطقة واستقرارها، خاصة تقويض الجهود الدولية في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي في تلك المواقع".

الناتو

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبيرغ، اليوم الأربعاء، إنه يأمل في أن تكون العملية التركية في سوريا محسوبة بدقة ومتناسبة.

وأفاد ينس ستولتنبيرغ بأن تركيا أوضحت أن عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا ستكون محدودة، مضيفا أن من المهم عدم زعزعة استقرار المنطقة بدرجة أكبر.

فرنسا وبريطانيا وألمانيا

من جهتها صرحت، إميلي دو مونشالان، وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي، إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا دعت لعقد جلسة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث الهجوم التركي على شمال سوريا.

وأضافت دو مونشالان أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، أن الدول الثلاث بصدد إصدار بيان مشترك "يندد بشدة" بالعملية التركية.

وتابعت بالقول إنه سيتم الاتفاق على بيان منفصل يصدر عن الاتحاد الأوروبي بعد أن توقع كل الدول عليه.

إلى ذلك، دعا رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، تركيا لضبط النفس ووقف عمليتها العسكرية في سوريا.

وأفاد يونكر، أمام البرلمان الأوروبي، بأنه "لدى تركيا مخاوف أمنية عند حدودها مع سوريا، وعلينا تفهم ذلك.. لكني أدعو أنقرة وغيرها من الأطراف الفاعلة لضبط النفس".

وتابع قائلا "إذا كانت خطط تركيا تتضمن إقامة ما يسمى بمنطقة آمنة عليها ألا تتوقع أن يدفع الاتحاد الأوروبي أي أموال في هذا الشأن".

كما دان وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، بقوة الهجوم التركي في شمال سوريا.

وصرح ماس بأن العملية التركية في سوريا ستؤدي إلى المزيد من الاضطراب وزعزعة استقرار في المنطقة ويساعد على عودة ظهور تنظيم "داعش".

وقال في بيان إن الهجوم التركي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة وأيضا تدفقات جديدة للاجئين.

إيطاليا

وندد رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، بالعملية التركية في سوريا، مشددا على أنها تهدد بزعزعة استقرار المنطقة وإلحاق الضرر بالمدنيين.

هولندا

كما استدعت وزارة الخارجية الهولندية استدعت السفير التركي بعد العملية العسكرية التي شنتها أنقرة على شمال سوريا.

وقال وزير الخارجية ستيف بلوك، في بيان، إن "هولندا تندد بالهجوم التركي على شمال شرق سوريا، وتدعو أنقرة إلى عدم مواصلة السير في الطريق الذي تسلكه".

أمريكا

أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن بلاده لا تدعم العملية التركية شمال شرق سوريا، واصفا هذا التحرك بـ "الفكرة السيئة"، وحمل تركيا المسؤولية عن عناصر "داعش" المحتجزين في المنطقة.

وقال ترامب، في بيان صدر عنه اليوم الأربعاء: "توغلت تركيا، التي تمثل عضوا في حلف الناتو، صباح اليوم في سوريا. الولايات المتحدة لا تدعم هذا الهجوم وأكدت بوضوح أن هذه العملية فكرة سيئة".

وأضاف ترامب: "باتت تركيا الآن تتحمل المسؤولية عن ضمان بقاء كل مسلحي داعش الأسرى في السجون وعدم بعث التنظيم بأي شكل من الأشكال".

وتابع الرئيس الأمريكي: "التزمت تركيا بحماية المدنيين والأقليات الدينية، بينها المسيحيون، وكذلك ضمان عدم اندلاع أي أزمة إنسانية، وسنلزمها بالتمسك بهذا التعهد. نتوقع من تركيا التمسك بكل التزاماتها وسنواصل متابعة الوضع عن كثب".

وأكد ترامب مع ذلك أن الولايات المتحدة سحبت كل قواتها التي كانت منتشرة في منطقة العملية العسكرية التركية لضمان أمن العسكريين الأمريكيين. 

مصر

دانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم الأربعاء، بأشد العبارات، "العدوان التركي" على الأراضي السورية، ودعت لاجتماع طارئ في جامعة الدول العربية.

وأضاف البيان أن "تلك الخطوة تمثل اعتداء صارخا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي".

وأكد البيان على "مسؤولية المجتمع الدولي، ممثلا في مجلس الأمن، في التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أي مساع تهدف إلى احتلال أراض سورية أو إجراء "هندسة ديمغرافية" لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا".

وحذر البيان "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية أو مسار العملية السياسية في سوريا وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254".

وفي هذا الصدد، فقد دعت مصر لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لـ"بحث تلك التطورات وسُبل العمل على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها".

في سياق متصل أكد مصدر مصري مسؤول أن مصر ترفض العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، موضحا أن أي توغل تركي يمثل تصرفا خارج نطاق الشرعية الدولية.

وأشار المصدر إلى أن تصريحات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بهذا الخصوص واضحة في رفض مصر لاقتطاع أي جزء من الأراضي السورية.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن أن عملية "نبع السلام" العسكرية شمال شرق سوريا قد بدأت اليوم الأربعاء.

وأكد الرئيس المصري، أمس الثلاثاء، أنه يؤكد رفض محاولات استخدام القوة، واستقطاع جزء من الأراضي السورية، وفرض أمر واقع جديد في المنطقة، فيما يعد انتهاكا للأعراف والقوانين الدولية.

جامعة الدول العربية

تعقد جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا، يوم السبت المقبل، على مستوى وزراء الخارجية لبحث "العدوان التركي" على الأراضي السورية.

وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، إنه "تقرر عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب، يوم السبت المقبل، بناء على طلب جمهورية مصر العربية وتأييد عدة دول، وذلك لبحث العدوان التركي على الأراضي السورية".

وأكد أن العملية العسكرية التركية تمثل "اعتداء غير مقبول على سيادة دولة عربية عضو بالجامعة، استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي".

وأضاف أن الاجتماع جاء بالتشاور مع وزير خارجية العراق رئيس مجلس الجامعة على المستوى الوزاري فى دورته الحالية.

 البحرين

دانت وزارة الخارجية البحرينية "بشدة" العملية العسكرية التركية بشمال شرقي سوريا، معتبرة إياها "انتهاكا مرفوضا لقواعد القانون الدولي واعتداء على سيادة سوريا ووحدة أراضيها".

وجاء في بيان للخارجية البحرينية، نقلته وكالة أنباء البحرين (بنا)، اليوم الأربعاء، أن الوزارة تؤيد الدعوة لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية "لاتخاذ موقف عربي موحد تجاه هذا العدوان".

وطالبت الخارجية البحرينية مجلس الأمن "بالإسراع في الاضطلاع بمسؤولياته في التصدي لهذا الهجوم، حفاظا على الأمن والسلم وضمان توفير الأجواء الداعمة لمواصلة الجهود الرامية للتوصل لحل سلمي في سوريا يستند إلى مبادئ بيان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن رقم 2254، وبما يحفظ ل‍سوريا سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها".

روسيا

دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، إلى تقييم تداعيات العملية التي تنوي تركيا شنها شمال شرق سوريا بشكل دقيق لمنع الإضرار بجهود تسوية الأزمة في البلاد.

وأفاد الكرملين، في بيان، بأن بوتين وأردوغان أجريا، اليوم الأربعاء، اتصالا هاتفيا "بمبادرة من الجانب التركي"، حيث واصلا خلال المكالمة "تبادل الآراء حول القضية السورية أخذا بعين الاعتبار الاتفاقات التي تم التوصل إليها في أنقرة خلال شهر سبتمبر خلال اجتماع لزعماء الدول الضامنة لعملية أستانا".

وذكر البيان أن "بوتين دعا الشركاء الأتراك، في ظل الخطط التي أعلنت عنها تركيا بشأن تنفيذ عملية عسكرية شمال شرق سوريا، إلى تقييم دقيق للوضع من أجل منع الإضرار بالجهود المشتركة الرامية إلى تسوية الأزمة السورية".

وقال الكرملين مع ذلك إن "كلا الجانبين أشارا إلى أهمية ضمان وحدة سوريا ووحدة أراضيها واحترام سيادتها".

وأضاف البيان أن بوتين وأردوغان بحثا كذلك "بعض القضايا الملحة للتعاون الثنائي" بين البلدين، متفقين على مواصلة الاتصالات على مستويات عدة.


وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أعلن، أن بلاده أطلقت الأربعاء عملية عسكرية باسم "نبع السلام" شمال شرق سوريا "لتطهير هذه الأراضي من الإرهابيين" في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ "حزب العمال الكردستاني" وتنشط ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" التي دعمتها الولايات المتحدة في إطار حملة محاربة "داعش".

 

وجرى إطلاق هذه العملية، التي تعتبر الثالثة لتركيا في سوريا، بعد أشهر من مفاوضات غير ناجحة بين تركيا والولايات المتحدة حول إقامنة "منطقة آمنة" شمال شرق سوريا لحل التوتر بين الجانب التركي والأكراد سلميا، لكن هذه الجهود لم تسفر عن تحقيق هذا الهدف بسبب خلافات بين الطرفين حول عمل هذه الآلية.

وبدأت تركيا تنفيذ عملياتها الجديدة بعد إعلان الولايات المتحدة، الاثنين، عن سحب قواتها من شمال شرق سوريا بقرار من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في خطوة انتقدها الأكراد بشدة.

المصدر: روسيا اليوم+ وكالات+ مواقع إخبارية