رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بث مباشر على «فيس بوك» يكشف فضائح الفنانات ووقائع القتل والانتحار (ملف شامل)

فضائح النجوم على
فضائح النجوم على البث المباشر



انتشرت في الآونة الأخيرة مظاهر غريبة على مجتمعنا المصري، أسماها البعض «فضائح على الهواء مباشرة»، ساهم في انتشارها بعض الفنانين، مما عرض البعض منهم للمساءلة القانونية، بسبب سقطات خارجة عن الآداب العام وظهورهم في «فيديو لايف» بشكل غير أخلاقي، بالإضافة إلى وقائع لحالات الانتحار تم بثها مباشر، فضلا عن بث عمليات العنف ضد الأطفال.

أحداث كثيرة لـ«فيديوهات لايف» انتشرت على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، التقطها أصحابها سواء كانت بقصد أو بدون قصد تحتوي على مظاهر إما عنفا أو خارجة عن الآداب العام تتضمن مشاهد غير أخلاقية، أحدثت ضجة في المجتمع وأثارت غضب الجميع.

هل تتذكرون أحدث واقعة نشر «فيديو لايف» للفنانة غادة عبد الرازق والتي ظهرت فيه أجزاء حساسة من جسدها وتحديدًا منطقة الصدر التي ظهرت عارية بالكامل، وأيضا الفنانة فيفي عبده التي رفعت ثدييها بيدها، وأنزلت الـ«توب» قليلا ثم تمايلت، في محاولة منها لإظهار أنوثتها أثناء ردها على أحد متابعيها علق عليها بأنها «عجوز»، بالإضافة إلى حالات الانتحار على الهواء مباشرة، فضلا عن بث مباشر لعمليات اعتداء الآباء والأمهات على الأطفال لتحقيق أعلى نسبة مشاهدة.

في هذا الصدد، نستعرض أبرز «فضائح تم بثها على الهواء مباشرة»، وكان لها صدى واسع وأحدثت ضجة في الشارع المصري، ونبرز الجانب النفسي للشخصيات مثيري الجدل وأسباب انتشار هذه المظاهر في مجتمعنا الشرقي وكيفية معالجتها من خلال الحديث لخبراء متخصصين في علم النفس والاجتماع ونسردها لكم في السطور التالية.


غادة عبد الرازق

في يونيو 2017، أثارت الفنانة غادة عبد الرازق حالة واسعة من الجدل، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وذلك بعد نشرها مقطع فيديو «بث مباشر»؛ للتواصل مع الجمهور، ظهرت فيه شبه عارية، ولم تكن في وعيها الكامل، وصدمت الفنانة الجمهور وروّاد الإنترنت بهذا الفيديو الذي أطلّت فيه عبر خدمة البث المباشر الخاص بموقع وتطبيق «انستغرام». 

وظهرت غادة عبد الرازق في الفيديو في السرير بوضعيات غريبة جدًا وكشفت عن القسم الأعلى من جسدها وتحديدًا منطقة الصدر التي ظهرت عارية بالكامل، وكانت تتلفظ ببعض الكلمات غير المفهومة، إلا أنها حذفته عقب نشره بدقيقة واحدة بعدما لاحظت ظهورها عارية وتعرضها للهجوم الشديد من قبل الجمهور.

وأحدثت «عبدالرازق»، بهذا الفيديو ضجة على مواقع التواصل الاجتماعى، والتقط العديد من متابعيها «سكرين شوت» للشكل الذي ظهرت به، وتصدرت قائمة الأكثر تداولًا عبر موقع التويتر، وقدّمت النجمة بعدها اعتذارها لمحبّيها عن الفيديو المتداول لها والذي انتشر على وسائل التواصل الإجتماعي ويظهر جزءا من جسمها، طالبة من جمهورها العفو، وأكّدت أنها لم تكن ثملة، وقالت «أنا بتعالج بقالي حوالي 22 سنة، وباخد أدوية»، وأضافت بأنّها يومها كانت طول اليوم متعبة، وقامت بتناول الأدوية التي تعالج بها مرضا نفسيا مشيرة إلى أنّ هذه الأدوية تسبّب نوعا من الهذيان.




الراقصة فيفي عبده

وتجددت موجة من الجدل خلال الشهرين الماضيين أثارتها الراقصة «فيفي عبده»، بسبب طريقة ردها على تعليق أحد متابعيها على «فيديو بث مباشر»، شاركته عبر حسابها الرسمي على موقع «سناب شات»، وانفعلت «النجمة» على المتابع، الذي علق بأنها «عجوز»، لترد عليه: «كل الأنوثة دي وعجوزة، أودي الأنوثة دي فين»، ثم رفعت ثدييها بيدها، وأنزلت الـ«توب» قليلا ثم تمايلت إلى الأمام، مطالبة المسؤول عن حساباتها على «السوشيال ميديا» الذي يقرأ لها التعليقات على البث المباشر، بعدم ذكر تلك التدوينات.

وخلال ساعات من نشر تلك الفيديو، تم تداول رد فعل الراقصة على نطاق واسع بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي «انستجرام» و«فيسبوك وتويتر»، وسط مئات التعليقات، كان أبرزها: «إيه اللي بتعمليه ده يا فوفة، عيب عليكي»، و«أكتر واحدة بتضحكني في الكوكب»، و«عيب على سنك الحركات المتصابية دي».




أحمد وزينب

لم تتوقف هذه المظاهر غير الأخلاقية عند هذا الحد بل تطور الأمر «بث مباشر» لعمليات تعذيب الأطفال على الهواء مباشرة، لاسيما الحادث الذي وقع الشهرين الماضيين لليوتيوبر «أحمد حسن وزوجته وزينب» والذي أحدثا ضجة على السوشيال ميديا وشن الكثير حملة هجوم عليهما واتهامهما باستغلال الطفلة الصغيرة «إيلين» في الحصول على المال من «يوتيوب»، حيث قدما أكثر من فيديو للصغيرة أثناء البكاء تارة وتارة أخرى أثناء قيامها بجلسة تصوير استمرت لفترة طويلة لا تناسب عمرها.

ونشر الزوجان فيديو آخر للطفلة وهي تبكي بشدة، مما أثار موجة غضب أخرى ضدهما، واعتبر الجميع أن ظهور رضيعة بهذا الشكل في مقطع فيديو هو محاولة للتربح والمتاجرة بها من جانب والديها، مع مطالبات بالتحقيق في الأمر، وانهالت البلاغات ضد «أحمد وزينب» بتهمة المتاجرة بالطفلة الصغيرة.




الطفولة والأمومة

وكشفت عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، عن أن المجلس استقبل عدة بلاغات وشكاوى بشأن الإساءة لطفلة حديثة الولادة، وذلك عبر الاتصال بخط نجدة الطفل 16000 أو على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمجلس.

وأعلن المجلس تحليل مضمون ومحتوى الفيديوهات، حيث وجد أنها بالفعل تتضمن إساءة للطفلة، بما يخالف القانون، وعلى إثرها قرر وقتها المستشار نبيل أحمد صادق، النائب العام الأسبق، تكليف نيابة استئناف القاهرة بفتح تحقيقات في البلاغ المقدم من المجلس القومي للطفولة والأمومة بشأن واقعة إساءة شاب وزوجته لطفلتهما وتعريضها للخطر، من خلال نشر فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.




بلاغ

وجاء في البلاغ قيامهما باستغلال ابنتهما حديثة الولادة، بتصوير فيديوهات لها وهى تبكى، وفيديوهات أخرى كانا يقومان بضربها حتى تبكى، وذلك لتحقيق أعلى نسب مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي ودفعهم للتواصل مع خط نجدة الطفل لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ الطفلة، حيث قام الاثنان بأفعال تتضمن إساءة للطفلة، بما يخالف المادة 96 من قانون الطفل المصري رقم 12 لسنة 1996، والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008 وهى المواد التي تتضمن حالات تعرض الطفل للخطر وتهدد سلامة التنشئة الواجب توافرها للطفل، حيث حددت هذه الحالات بـ«تعرض أمنه أو أخلاقه أو صحته أو حياته للخطر، أو إذا كانت ظروف تربيته في الأسرة أو المدرسة أو مؤسسات الرعاية أو غيرها من شأنها أن تعرضه للخطر أو كان معرضا للإهمال أو للإساءة أو العنف أو الاستغلال أو التشرد».



اعتذار اليوتيوبر واعتزاله

وعقب ذلك أعلن «اليوتيوبر» أحمد حسن وزوجته زينب اعتزال السيوشيال ميديا وموقع الفيديوهات يوتيوب، وذلك بعد الحالة اللذان أحدثاها بسبب استغلالهما طفلتهما الصغيرة في الترويج لنفسيهما، ونشرا فيديو عبر قناتهما الرسمية بعنوان «إحنا آسفين»، ليعلنا أنهما اعتزلا السوشيال ميديا، ولن ينشرا مقاطع أخرى بعد ذلك، وقدما الاعتذار لمتابعيها، قائلين: «إحنا وصلنا لحالة نفسية سيئة وصعبة.. وبقينا مش قادرين»، وأضافا: «شكرًا ليكم جدًا.. وإحنا مش هنبقى موجودين تاني على السوشيال ميديا ولا هننشر صور ولا فيديوهات ولا أي حاجة تاني.. سلام».

انتحار على أنغام الموسيقى في محافظة المنوفية الأمر كان مختلفًا تمامًا عن الحالات التي سبق ذكرها، حيث يظهر شاب يدعى «إسلام»، يبلغ من العمر 22 عاما، على خدمة «بث مباشر» عبر «فيسبوك» يوثق واقعة انتحاره شنقًا على أنغام الموسيقى وعقب الانتهاء من سيجارته؛ داخل منزله بقرية «كفر بلمشط» بمركز منوف، حيث صعد على كرسي ووضع حبل في سقف المنزل ولفه حول رقبته وعثر على جثته معلقة في السقف مفارقًا الحياة، وترك منشورًا قال فيه: «إنه لجأ إلى الانتحار بسبب سوء معاملة والده له مطالبًا أصدقاءه بمسامحته».



محاولة انتحار طبيب

وسادت حالة من الجدل، حول الدكتور مايكل هلال، نائب جراحة بمستشفى الشيخ زايد التخصصي، بعد قيامه ببث محاولة انتحاره عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، وما صاحبها من ردود فعل متباينة، خاصة بعد اتهامه لأفراد أسرته بمحاولة قتله والتخلص منه، بسبب سوء معاملتهم له – على حد تعبيره.

وكان الطبيب الشاب مايكل هلال، البالغ من العمر 32 عامًا والمقيم بمنطقة أرمنت الحيط جنوب غرب الأقصر، قد وصل إلى مستشفى أرمنت التخصصي مصابا بعدة جروح، بعد أن قام بقطع أوردة يديه وقدميه محاولا الانتحار وقام بنشر صور تلك العملية على الفيس بوك، ليقوم متابعيه بإرسال استغاثات للوصول إليه بداخل منزله وإنقاذه، وتم إسعافه، والسماح له بمغادرة المستشفى بعد مضي ساعات، نظرًا لكون الجروح سطحية، وحالته الصحية مستقرة، لتشتعل بعد ذلك حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بين متعاطف معه ومستنكرا لجوئه لمحاولة الانتحار أيا كان السبب الذي دفعه لذلك.




الاعتداء على مسن

ورصدت المتابعة بوزارة الداخلية تداول مقطع فيديو بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» يظهر خلاله شخصين يقومان بالتعدى بالسب على رجل مُسن وتهديده بالأسلحة البيضاء وذلك داخل شقة تُستخدم كـ«ورشة لتصنيع الأحذية»، أمكن تحديد شخصية الرجل المسن «62 سنة، مقيم بدائرة قسم شرطة أول بنها»، وبمناقشته قرر بأن تصوير ذلك المقطع وما تضمنه من مشاهد كان على سبيل المزاح، وأن الشخصين اللذين ظهرا معه (عامل، 21 سنه سابق اتهامه فى 8 قضايا «مخدرات، سرقة»، عامل، 22 سنه، مقيمان بدائرة قسم شرطة أول بنها) وأنهما قاما بتصوير ذلك المقطع داخل ورشة لإصلاح الأحذية ملك الثانى، وباستخدام الهاتف المحمول الخاص به.


وبسؤال الأول والثانى قررا بقيامهما بذلك على سبيل المزاح وبالعرض على النيابة قررت صرف الرجل المسن وإخلاء سبيل الأول والثانى بضمان محل إقامتهما.



استشاري طب نفسي

بدوره، أكد الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي وأمراض المخ والأعصاب، أن هناك جزء من هذه الشبكة شخصيات تميل إلى الاستعراض والبحث عن الشخصية، منهم شخصيات هستيرية يقومون ببث تلك الفيديوهات للبحث عن الليكات ومشاهدة الناس أثناء الحديث عنهم ولا يفرق معهم الأسلوب سوى «أنا حصلت على ليكات أو كومنتات قد أيه»، إلى جانب ذلك هو «أنا هكسب من وراه قد ايه»، فهذه شخصية سيكوباتية من يبحث عن المكسب المادي المباشر مثل «أحمد وزينب»، إذن «لو قلت لهما اطلعوا وانتم نائمون مع بعض هيطلعوا لأن كل ما يهمهما الحصول على الفلوس».

وأشار استشاري الطب النفسي وأمراض الخ وأخصائي الأعصاب، إلى أن الفنانة غادة عبد الرازق أو الطبيب الذي حاول الانتحار هما شخصيات هستيريا يميلان إلى الاستعراض، فالأولى بحكم شغلها كممثلة تحب مشاهدة الناس كيف تتحدث عنها كنوع من التواجد في الوسط الفني، وكذلك نفس الحال للحالات التي تنتحر تميل أيضًا إلى الاستعراض ليس أكثر من ذلك حتى وهو يموت يستعرض ويلفت الانتباه من أجل توصيل رسالة لحد معين ليحسسه بالذنب في اللي حصل.

وأوضح أن هذه الشخصيات ليست مرضا لمعالجتها فالاضطراب في الشخصية يكون ناتج عن الوراثة أو التربية أو الخبرات الحياتية، مثل الممثلة أو الراقصة لأن «عيشتهما لفت انتباه الناس».




علم نفس واجتماع

من ناحيتها، قالت الدكتورة سوسن فايد استاذ علم النفس السياسي والاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن البعد التجاري لهذه المظاهر حاضر مع الأسف؛ فكل ما كانت هناك مشاهدات أعلى، كل ما زاد العائد المادي، فالمشاهير منهم عنده حالة من حالات «الهوس»، ليكون دائمًا في بؤرة الاهتمام والانتباه يصبح حديث الساعة، مما يجعله مطلوبا لأعمال فنية لأنه بهذا الشكل يذّكر الميديا والوسط بأنه موجود وله شعبية.


أضافت استاذ علم النفس السياسي والاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، لـ«النبأ»، أنه مما لاشك فيه وجود أزمة قيم تساعد بشكل كبير في أن يكون هناك تحرر من الأدبيات والقيم المعتادة عليها بأنه يجوز أو لا يجوز يكون أو لا يجب أن يكون ليس فقط على المستوى الفني أو الفنانين حتى الجمهور العام أصبح عنده فراغ فكري، في الأول كان ممكن يحب يقرأ كتاب أو يحضر ندوة ثقافية ينمي قدراته عنده اهتمامات ذات قيمة، لكن حاليًا الدخول على الانترنت يضيع وقت من منطلق احيانا الترفيه أو التطفل على معرفة أخبار الفنانين فهناك مشكلة وهو الأمر الذي يحتاج لمشروع ثقافي ينهض بعقلية المواطن المصري يجعله لا يهتم لكن إذا كان هناك إهمال وعدم اهتمام فلا يكون هناك تنافسية على الميديا بأن يكون فيه جذب انتباه طول الوقت للحصول على شعبية أو مال.


وأكدت «فايد» أنه يجب أن نتجه إلى الجمهور العام ونحاول نعمل نوعا من النهضة الثقافية والفكرية ويكون عندهم أهداف واهتمامات أرقى من هذا، فضلًا عن أن يوجد فراغ في المواقع الإلكترونية، فلا يوجد مواقع فيها جذب انتباه لموضوعات مهمة شيقة تأخذ المواطن ليهتم بها بدلًا من الاهتمام بالهزل الذي يقوم به الفنانون يصل للتشاجر وأحيانًا يكون فيه ألفاظ بذيئة مع أنه في الماضي الفنان كان أرقى من كده يكون نموذجًا يتم عمل تحذير وتأهيل له على أنه يكون مثالا يحتذى به لأن البطل ده ممكن الجمهور العام يقلده، فكان زمان البطل النبيل الشهم «دلوقتي تسأله يقولك يعني أيه نبيل وأيه شهم يعني أيه شرف أساسا» لأن هذه القيم تراجعت.

وتابعت: «لكي لا تكون هذه المظاهر موجودة على الميديا يجب أن يكون هناك نشاط ثقافي تتعاون فيه جميع الأجهزة المعنية سواء تعليم أو إعلام أو المؤسسة الدينية لخلق مناخ ثقافي صحي راقي ضد الهزل الذي يحدث على شبكات التواصل»، مؤكدة أن الانترنت أصبح يمثل خطورة بالغة لدرجة أنه يجب على متخذي القرار والمسئولين والمؤسسات المعنية توضع استراتيجية للمواجهة والترقية بالمناخ الثقافي العام عشان الناس لا تنحدر ولا تنجذب إلى اللامعقول.