رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«البزنس الخفى» للسحر والشعوذة عبر «السوشيال ميديا».. (ملف شامل)

السحر والشعوذة
السحر والشعوذة


خلال السنوات الأخيرة، لم يقتصر عمل مواقع «السوشيال ميديا» على العلاقات الاجتماعية، أو الاهتمام بالشأن السياسي؛ بل أصبحت تلك المواقع «سوقًا واسعة» للوصول لأكبر عدد من الناس، ومن هنا بدأ بعض «المشعوذين» فى استغلال هذه المواقع للترويج للدجل، عن طريق إنشاء صفحات بأسماء وهمية للنصب على المواطنين، والاستيلاء على أموالهم.


وعلى الرغم من سقوط العديد من «الدجالين» يوميًا فى قبضة الأمن بتهمة النصب على المواطنين، أو هتك عرض سيدات وممارسة الرذيلة معهن بحجة استخراج الجن من أجسادهن، فإننا نجد العديد من البسطاء يسعون دائما وراء تلك الخرافات لتحقيق أحلامهم.


ورصدت «النبأ» وجود بعض الصفحات على «فيس بوك» تضع أرقامًا خاصة بـ«الدجالين»، وإيهام المواطنين بقدرة هؤلاء على قضاء حوائجهم، ومنها صفحة «جلب الحبيب في أسرع وقت» للشيخ الروحاني الفرعوني الكبير والتي يضع فيها رقم هاتفه ويزعم بقدرته على جلب المحبة والطاعة وسلب الإرادة، تسخير خدام، فك السحر، فتح كنوز، صرف خدام، فك أسر السجن، رد المخطوفين، رد الغائبين الطافشين الغاضبين. 


وكان الشيخ الروحاني الفرعوني صاحب الحساب يختتم منشوراته دائما على الصفحة بقوله: «بصمتنا وقدرتنا في العالم.. لا يضاهينا روحانيون ولا سحرة».


كما رصدت «النبأ» صفحة «جلب الحبيب» للدكتور أشرف الريان، على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، ونشرت الصفحة العديد من «البوستات» عن جلب الحبيب للخطبة والزواج، موافقة الأسرة على الشريك، عودة الحبيب الغضبان، علاج سحر تعطيل الزواج، رد المطلقة، زواج الأرملة، الألفة بين الزوجين، جلب الزبون بالتجارة، زرع الهيبة والمحبة والقبول فى قلب من يراك، عقد الألسنة على كلمة نعم، كشف السارق، عودة المسروقات، الدخول على الحكام وأرباب المناصب، تسهيل المعاملات، طريقة وكيفية التفرقة بين الزوجين وإعادة الحبيب وكلمات وطلاسم غير معروفة.


كما أنشأت الشيخة الروحانية أم خالد على موقع التواصل الاجتماعي صفحة باسم: «السحر العجيب لجلب الحبيب» تعلن فيها عن قدرتها على رد المطلقة لزوجها وفك الربط وزواج العانس والتفريق بين الزوجين وعلاج السحر والعقم.


وفى دراسة صدرت عن المركز القومى للبحوث الجنائية، مؤخرًا، كشفت الكارثة وهى أن المصريين ينفقون ما يقرب من «25 مليار» جنيه سنويًا على قراءة الغيب وفك السحر والعلاج من الجان، فيما بلغت نسبة انتشار الدجل والشعوذة إلى أن أصبح هناك دجال لكل 1540 مواطنًا، كما أن هناك أكثر من 300 ألف شخص فى مصر يدعون العلاج من الأمراض بواسطة تحضير الأرواح.


وتكشف الوقائع التالية العديد من الكوارث التى ترتبت على اعتقاد المواطنين فى السحر والشعوذة.


الجنس مقابل فك السحر

ألقت مباحث الجيزة القبض على نصاب ادعى أنه معالج روحانى للنصب على المواطنين، والاستيلاء على أموالهم ومعاشرة السيدات جنسيًا، مقابل مبالغ مالية.


وردت معلومات للإدارة العامة لـ«مكافحة الآداب» مفادها قيام شخص بإنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» باسم «مجدي يوسف» يقوم من خلالها بالإعلان عن قدرته على تسخير الجان، وكذا صفحة باسم «صبحي جرجس» تمارس نفس الأعمال الخاصة بالدجل والشعوذة. 


تم الدفع بمصدر سري (سيدة) لإجراء المحادثات على تلك الصفحات المشار إليها، فتجاوب معها على خاصية الرسائل "ماسنجر" منشئ صفحة "صبحي جرجس"، وفور بدء المحادثة، بدأ في الإعلان عن قدرته على رد زوجها وإعادته لبيت الزوجية بتسخير الجان، وأنه لابد من الكتابة بقلم أحمر على كامل الجسد خاصة أماكن العفة واستخدام النجاسة كعمل سفلي وطلب ممارسة الجنس مع المصدر داخل منزلها، وأنه يجب عقب ذلك أن يتحصل منها على سلسلة ذهبية «ليعزم» عليها لمدة ثلاثة أيام وأرسل رقم هاتف خلال المحادثات. 


وخلال الاتصالات الهاتفية أكد المتهم أن صفحة «مجدي يوسف» هي امتداد لصفحة «صبحي جرجس»، وأنه يمارس من خلالها نشاطه.


وتم تحديد موعد اللقاء في الساعات الأولى فجرا بشارع جامعة الدول العربية بدائرة قسم شرطة العجوزة، وفور حضوره ومن خلال الاتصالات الهاتفية وتعارف كل منهما على الآخر، بدأ الدجال في التحدث وإقناعها بقدرته على  تسخير الجان، وأخرج هاتفه، وعرض صورًا لأعماله السفلية بعضها يحمل دماءً. 


وبعد التأكد من شخص المتحرى عنه، ضبطت الأجهزة الأمنية هذا الدجال، وتبين أنه يدعى عادل علي زغلول ومقيم بالفيوم وتبين سابقة اتهامه في القضية رقم 7704 لسنة 2003 جنح الفيوم "ضرب" وبتفتيشه عثر معه على هاتف محمول وكذا حجاب خاص بأعمال الدجل والشعوذة وقلم أحمر فلوماستر وعلبة واقي ذكري ومبلغ مالي 100جنيه.



وبمواجهة المتهم بما أسفر عنه الضبط أقر بإنه أنشأ الصفحات المشار إليها وغيرها من الصفحات على «فيس بوك» للنصب على المواطنين خاصة السيدات وإدعاء قدرته على تلك الأعمال بشرط ممارسة الجنس معهم دون مقابل؛ إشباعا لرغباته الجنسية وكذا يتحصل منهم على مصوغات ذهبية بادعاء إعادتها إليهم. 


وأكد أنه يستخدم القلم لكتابة بعض الطلاسم على أجساد النساء والواقي الذكري للاستخدام الجنسي والأعمال السفلية مع النساء وأن الهاتف المحمول يستخدمه في ذلك النشاط المؤثم، ونشر صفحاته على «فيس بوك»، وعقد وترتيب اللقاءات الجنسية المؤثمة ونشر أعمال الدجل والشعوذة والنصب على النسوة والرجال بهدف الحصول على أموال.


وتبين أن المتهم عاشر ما يقرب من 6 سيدات منذ أن احترف الشعوذة، معللًا ذلك بأنها طلبات الجن، وأن أسلوبه في فك العمل هو «الجسد الملاصق للجسد».


تم تحرير المحضر رقم 2230 لسنة 2019 جنح العجوزة وعرض المتهم على النيابة العامة لاتخاذ شئونها.


جلب الحبيب بتصوير النساء عاريات

ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الشيخ التيجانى المغربي الدجال بتهمة النصب على المواطنين بدعوى فك السحر وتصوير ضحاياه من النساء عراة لابتزازهن.


وتبين أن المتهم يقوم بنشر إعلانات على بعض وسائل الإعلام يدعى فيها قدرته على "جلب الحبيب ورد واسترجاع الحبيب والزواج والمحبة والمودة بين المتخاصمين وعلاج السحر وفك الربط وجلب قلوب وعقول الناس إليك وجلب الحظ والقبول وإرجاع المطلقة ورد الغائب وزواج العانس" على خلاف الحقيقة وبحوزته كتب عن السحر والشعوذة و"سي دي" يحتوي مضمونه على الإعلانات التي تُذاع بالفضائيات، بالإضافة إلى كتابين عن السحر والدجل ومبلغ 600 دولار ويدعى فيها قدرته على "جلب الحبيب ورد واسترجاع الحبيب والزواج والمحبة والمودة بين المتخاصمين وعلاج السحر وفك الربط وجلب قلوب وعقول الناس إليك وجلب الحظ والقبول ارجاع المطلقة ورد الغائب وزواج العانس".


دجال يهتك عرض فتاة

هتك دجال عرض فتاة بمنطقة السيدة زينب بعد إيهامها بقدرته على حل مشاكل أسرتها، وتبين أن المتهم يقوم بالنصب على المواطنين من خلال إيهامهم عن طريق حساب خاص له على مواقع التواصل الاجتماعي بقدرته على حل مشاكلهم الاجتماعية والعائلية باستخدام السحر والشعوذة مقابل مبالغ مالية، وقام بمعاشرتها جنسيًّا عدة مرات وإجبارها على التوقيع على عقد زواج عُرفي بينهما.


حفلات الطبل والمزمار حتى مطلع الفجر  

أعمال سحرية مختلفة مدون عليها طلاسم وقنفد محنط وأحجار مجهولة المصدر، كانت هذه جزء من أدوات أحد أكبر أباطرة السحر والشعوذة فى الشرقية ويدعى "إبراهيم.م" والمشهور بلقب "الششتاوى"، حيث استغل إقامته فى قرية شنبارة الميمونة التابعة لدائرة مركز الزقازيق، للترويج لنفسه داخل القرية واستقطاب بعض الأهالى الذين ظنوا أن لديه الخلاص لمشاكلهم بعد إيهامهم بقدرته الخارقة على فك أعمال السحر وعمل الأحجبة وجلب الحبيب، مقابل مبالغ مالية.


وتمكن ضباط مباحث الآداب بمديرية أمن الشرقية، من إلقاء القبض على دجال تخصص في النصب على المواطنين وإقناعهم بجلب الحبيب وإيذاء الأشخاص، وبحوزته هاتفا محمول عليهما عدد من المقاطع الجنسية وضبط بمنزل المتهم عدد كبير من الأعمال السحرية المختلفة "عظام مدون عليها طلاسم وعدد كبير من الأحجبة والصور لأشخاص مجهولين، وكتب الأعمال السفلية وأعمال الربط وجلب الحبيب وإيذاء الأشخاص، وملابس نساء، وصور ومقاطع مخلة بالآداب العامة".


وبمواجهة المتهم اعترف بالنصب على المواطنين، وأنه يبدأ عمله بحفلات الطبل والمزمار والبخور؛ حيث يتم إنارة الشموع من بداية الليل وحتى مطلع الفجر، فضلًا عن قيامه بالأعمال السفلية.


وتحرر المحضر رقم 31748 جنح مركز أبو كبير.


في مقابر القليوبية.. قضاء ليلة ساخنة بهدف الإنجاب

حكاية الدجل والشعوذة بالقليوبية تبدأ من «تل اليهودية»، وهى منطقة أثرية تقع بين مدينتى شبين القناطر والخانكة، بعدما شاع بين بعض الأهالى أن ممارسة طقوس معينة من تخطى الأحجار الفرعونية وممارسة الجنس عليها، ومن ثم غسل الملابس الداخلية الخاصة بصاحبة المُشكلة بواسطة إبريق فُخار، بدعوى أن كسر الإبريق بعد ذلك على الحجر السحري يؤدى إلى حدوث الحمل للعاقرات والباحثات عن الحمل والإنجاب.


ويسرد عادل البيومى، أحد أهالي المنطقة حقيقة قصة "الحجر السحرى" الموجود بالمنطقة، والذى ذاع صيته بأنه أحد أسباب الحمل والإنجاب للعديد من السيدات اللاتى يأتين إلى تل اليهودية، قائلًا إن تلك المنطقة كانت فى الأصل عبارة عن مقابر وأن هناك العديد من القصص التى سمع بها، ولكنه لم يرَ حتى الآن حقيقة واحدة منهم تؤكد ما يُشاع من أن أى سيدة تحلم بالحمل والإنجاب عليها أن تصعد إلى «الحجر السحري» بعد ممارسة طقوس معينة؛ كالطواف حول هذا الحجر «7» مرات والاغتسال فوقه، ومن ثم قضاء ليلة ساخنة مع زوجها أملًا فى مباركة الحجر وحدوث الحمل، حيث إن هناك العديد من الفتيات أتين إلى المكان ومارسن كل الطقوس، ولكن لم يتحقق حلمهن.  


أكفان الموتى والملابس الداخلية أخطر طريقة لإيذاء الناس بالسحر

إيذاء الناس بالسحر، والزعم بالقدرة على تزويج الفتيات وجلب الحبيب خلال ساعات، كان أسهل طريق لشهرة "خيرى.ع.ع" 39 عامًا، نجار، ليكون أخطر دجال فى عزبة "صديق" بمركز أبو كبير بالشرقية، لكنه كان السبب نفسه فى تعدد الشكاوى من ضحاياه إلى أجهزة الأمن التى تمكنت من القبض عليه وتحرير محضر رقم 9718 جُنح مركز شرطة أبو كبير لسنة 2017.


قوات الأمن داهمت منزل خيرى الدجال، وكانت المفاجأة حيث عُثرت على أجزاء من أكفان الموتى ومجموعة كبيرة من الكتب والكشاكيل تحتوى على طلاسم وخزعبلات خاصة بأعمال السحر والدجل والشعوذة، بالإضافة إلى مجموعة من الأقلام والعطور والسوائل المجهولة، وملابس داخلية لرجال ونساء، فضلًا عن عدد كبير من الصور الشخصية لأشخاص مجهولين.


مارس الرذيلة 12 مرة مع الضحية 

تمكن رجال مباحث قسم أول شرم الشيخ من القبض على دجال، ادعى قدرته على إخراج الجان وفك الأعمال وزعم أنه «مغربى الجنسية» للنصب على السيدات ومارس الجنس مع سيدة داخل شقتها «12» مرة. 


وتبين أنّ المتهم دجال وقام بالنصب على السيدات من خلال مواقع التواصل الاجتماعى باسم "الشيخ محمد المغربى" لممارسة الرذيلة معهن.


تسخير الجن

ألقت أجهزة الأمن بالإسكندرية القبض على دجال لقيامه بالنصب على المواطنين وإيهامهم بقدرته على تسخير الجان لإنهاء مشاكلهم وشفاء المرضى عن طريق قراءة الكف والفنجان وقراءة الطالع، نظير تقاضيه مبالغ مالية من المواطنين وإيهامهم بقدرته على تسخير الجان لإنهاء مشاكلهم وشفاء المرضى عن طريق قراءة الكف والفنجان وقراءة الطالع، نظير تقاضيه مبالغ مالية.


فرخة سوداء "غطيس" مطالب دجالي البحيرة

"روتان" و"حسين".. اثنان من أشهر مُدعى الدجل والشعوذة فى البحيرة، ممن تمكنوا من النصب على الكثير من البسطاء، بعد إقناعهم بقدرتهم على حل مشكلات الزواج، وجلب الحبيب للعوانس، وفك المربوط ليلة الدخلة، وعلاج المسحور، وإخراج الجن من الملبوس، وغيرها من وسائل وطرق النصب على الأهالي وإيهامهم بقدرة السحر وأهمية الدجل والشعوذة. 


"الفرخة السوداء الغطيس بتندبح للجن المُكلف بالعمل، وقتها يتفك العمل على طول، إلى جانب وجود طلاسم وعزائم لفك أى سحر سفلى، ولما الحالة تشفى اللى بتدفعه حلاوة أنا باخده.. مش بتفق على مبلغ معين".. بهذه الكلمات وقف "روتان" 55 عامًا، عاطل، مقيم بقرية "العكريشة" بكفر الدوار، أمام النيابة العامة، يسرد تفاصيل شهرته وقدرته على الإيقاع بضحاياه.


وأشار "روتان"، إلى أنه يستخدم كتب الجن والكتب المسيحية والصليب والبخور فى فك المربوط وعلاج المسحور، وأن أشهر طلباته من مرضاه فرخة سوداء غطيس مفيهاش ولا ريشة بيضاء، و150 جنيهًا.


وعثر بحوزته على كمية كبيرة من الكتب الخاصة بتحضير الجان، وكتب مسيحية وصليب وبخور وأقلام وأحبار، وتحرر محضر رقم 8961 جنح قسم كفر الدوار وبالعرض على النيابة أمرت باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.


هل توجد مادة بالقانون تعاقب على السحر والشعوذة؟

أكدّ المستشار القانوني أحمد رمضان أنه لا توجد مادة فى قانون العقوبات تجرم السحر والشعوذة والدجل بشكل مباشر، ويتم التعامل مع هذه الجرائم بموجب المادة 336 من قانون العقوبات، مؤكدًا أن العقوبة المقررة لجرائم الدجل والشعوذة والنصب تبدأ من 24 ساعة حبس إلى 3 سنوات.


وأبدى رمضان من خلال حديثه لـ«النبأ» رضاه عن العقوبة مشددًا على أنها رادعة وكافية للجريمة، مطالبا المحقق بالتأكد من توافر جانب الرضا والقوة فى الجرائم الخاصة بتعرض بعض السيدات القاصرات فى العلم والثقافة والدين لعمليات ابتزاز جنسى بغرض الإنجاب.


وتابع رمضان: «إذا ثبت أن المشعوذ مارس الجنس مع ضحاياها دون رغبتهن وتحت القوة أو باستخدام المخدر، فإن القضية تتحول من جنحة نصب إلى جناية هتك عرض وقد تصل إلى جريمة اغتصاب"، منوهًا بأن هناك بعض المترددات على الدجالين لأكثر من مرة على الرغم من تعرضها لممارسات جنسية وحرصها إلى العودة مرة أخرى، لافتًا إلى أن تلك الحالات تكون العلاقة الجنسية بالرضا بين الطرفين ولا يوجد بها أركان جريمة الاغتصاب بالقوة.


وطالب المحامى، بالتفريق بين أمرين فى ظهور بعض المفسرين للأحلام وظهور الدجالين على وسائل الإعلام، مؤكدًا أن تفسير الأحلام من العلوم لها أساس دينى، وهناك أحاديث نبوية تتحدث عنها، لكن الدجالين الذين تتم استضافتهم على بعض القنوات للقيام بالسحر والشعوذة ليس عليهم جرم واضح ولا يدخل فى نطاق النصب لعدم وجود مجنى عليه، مطالبًا بمحاسبة مستضيفيهم وفقا لقانون الإعلام الجديد لعدم الاعتماد على هذه المواد لجذب المواطنين.


«قس» يتحدث عن «السحر الأسود»

وأكد القس بولس جورج، راعى كنيسة مار مرقس للأقباط الأرثوذكس بمصر الجديدة، أن ممارسى السحر الأسود هم أشخاص يتعبدون الشيطان، وينكرون الإيمان، ما يجعل الشيطان يمنحهم بعض القوة، وضرب المثال بسحرة فرعون، وعالمى السحر، الذين حاولوا أن يستخدموا هذه القوة للإضرار بالمؤمنين.


وأوضح القس بولس أن قوة أصغر طفل مسيحي يخرج من المعمودية تستطيع أن تسحق كل مملكة الشيطان وسحره، وأضاف أن الشيطان لا يستطيع أن يؤثر فى أى إنسان إلا إذا خاف منه، ما يجعله ينجح فى التسلط عليه، مذكرًا بما يقال فى الأمثال الشعبية «بأن اللى يخاف من العفريت يطلع له».


وتؤمن الكنيسة المصرية بأن الشيطان لا يستطيع معارضة الأوامر التي يعطيها القساوسة والرهبان، نظرًا لاستعانتهم باسم الرب، ما يجعله مجبرًا على الخروج من جسد الإنسان، الذى أصابه بالمس.


كما تعتبر الكنيسة أن المزامير التى كتبها داود، نبى الله، والمدونة فى الإنجيل، هى شفرة لقهر أى شيطان مهما كانت قوته، وتؤمن الكنيسة بقدرة هذه الآيات على طرد السحر، مهما كان حجمه، خاصة أن الرهبان يؤكدون أن بعض المزامير تمتاز بقوة خاصة على طرد الشياطين، وتثير رعبهم، ومنها المزمور رقم 93، الذي يبدأ بـ«الرب قد ملك»، والمزمور 151 الذى يقول: «أنا الصغير فى إخوتي»، ذلك إلى جانب رش المياه المقدسة على وجه الممسوس 3 مرات مع تلاوة «المزامير».  


وترى الكنيسة المصرية أن هناك قديسين يتمتعون بالقدرة على مساعدة القساوسة فى إخراج الشياطين، منهم رئيس الملائكة ميخائيل، والشهيد مار جرجس، والقديس أنطونيوس الكبير، ما يجعل الشمامسة يحرصون على ترتيل المدائح لهؤلاء القديسين، أثناء قيام القس أو الراعى بفك السحر، أو إخراج الشيطان من جسد الممسوس.


قائمة بآباء الكنيسة يفكون «السحر»

ويشتهر بعض آباء الكنيسة بالقدرة على فك السحر والأعمال، نظرًا لتمتعهم بالقدرة على طرد الشياطين، بعد أن أنعم عليهم الله بذلك.


ويأتى على رأس القائمة القس مكاري يونان، راعي الكنيسة المرقسية الكبرى برمسيس، الذي ولد باسم صبري يونان عبدالملك، بسوهاج، وحصل على درجة البكالوريوس من كلية العلوم والتربية عام 1957، وسيم كاهنًا بأسيوط عام 1976. 


واعتاد القس مكارى إخراج الشياطين مجاهرة من رعايا الكنيسة، فى اجتماعه بهم، يوم الجمعة من كل أسبوع.


وفى نفس القائمة، يأتى القمص سمعان إبراهيم، راعى دير سمعان الخراز بالمقطم، الذى يبلغ من العمر 74 عامًا، الذى يخرج الشياطين مجاهرة، أثناء اجتماعه برعايا الكنيسة، يوم الخميس من كل أسبوع، بالإضافة إلى القس الراحل داود وهبة، راعى كنيسة مار مرقس، والأنبا شنودة، رئيس المتوحدين بمنطقة 15 مايو بحلوان ويعد القس الراحل إميل بطرس «راعى الكنيسة الرسولية بالشرابية السابق» أحد أشهر القساوسة فى عالم صرف «الأرواح النجسة»، حيث كان يأتي له السائلون من مختلف محافظات مصر وبالأخص الصعيد، وينتظرونه فى طوابير لساعات متواصلة حتى يأتي دورهم لكى ينالوا بركة الصلاة ولمسته الشافية، وكان معروفًا بصوته «الجهورى» الذى ينتهر به العفاريت ويسقط «الممسوس» على الأرض ليبدأ معه جلسته الروحية، ثم يكمل نجله «يوثام» مسيرته مع بعض قساوسة الكنيسة الآخرين، بالإضافة إلى القس عزيز مرجان «راعي الكنيسة الخمسينية بشبرا» الذى يعتمد على التراتيل والتصفيق وأحيانا التمايل بالجسد من قبل الحاضرين بما يشبه «الزار الشعبى» حتى يبرأ الممسوس أو المصاب بالأمراض النفسية. 

 

أيضًا القس سامح موريس راعى كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية، والذى يحرص على متابعة الحالات بنفسه من خلال طاقم سكرتاريته الخاص ووحدة عمليات تابعة له تصنف الحالات بالترتيب بعد فحصها من، حيث درجة الأهمية والأولوية فى الحصول على موعد مقابلة معه للخضوع للصلاة.