رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«تحذير».. «الألبان» لا تحمى من هشاشة العظام وتتسبب فى «الكسور» أحيانًا

أشعة عظام - أرشيفية
أشعة عظام - أرشيفية

تحرص الأمهات دائمًا على تناول أطفالهن كميات كبيرة من الألبان؛ حتى تعمل هذه المنتجات على تزويد أطفالهن بالكالسيوم اللازم لحماية عظام هؤلاء الأبناء من الهشاشة، أو التعرض للكسور، ويزيد الاهتمام بهذا الأمر مع بداية الدراسة، وزيادة فترات المذاكرة؛ حرصا على مستقبل الأبناء، هكذا تعتقد العديد من الأمهات والسيدات.


لكن المفاجأة الخطيرة التى لا تعلمها أغلب الأمهات، أن الأبحاث والدراسات العلمية أثبتت أن هناك أضرارا لهذه الألبان، وقد تصل للإضرار بالعظام؛ لأن غالبية الألبان التى تكون متداولة فى الأسواق لا تكون مطابقة للجهاز الهضمى.


هشاشة العظام

أولًا لابد من معرفة أن هشاشة العظام كما يعرفها العلم، هو "مرض روماتيزمي يتسبب في انخفاض كثافة العظام، أو رقاقتها بالهيكل العظمي"، وكشفت الأبحاث العلمية أن هذا المرض يصيب نصف السيدات، وثلث الرجال فوق سن السبعين، ويتسبب فى آلام شديدة، ثم تأتى الخطورة الكبيرة، وهى التعرض للكسور التي تؤدي لإعاقة عمل الشخص، ومن هنا يبدأ التأثير على مستقبله.


والعظام السليمة مكونة من نسيج صلب قوي، ولكنه يشبه الإسفنج في احتوائه على ملايين الفراغات، أو المسام الصغيرة، وتكبر هذه الفراغات مع الإصابة بهشاشة العظام، وبالتالي تقل كثافة العظام، وتضعف وتصبح هشة، ويحدث الكسر بسبب سقطة بسيطة خاصة على عظام الساعد، أو الفخذ، أو الورك، ويصل الأمر في بعض الحالات لتكسر العظام الهشة من مجرد السعال الشديد.


ويؤدي تعرض العظام السليمة لضربة قوية تفوق تحملها؛لتكسرها، أو تفتتها، أو إزاحتها عن المعصم حسب كل حادثة.


الألبان والكالسيوم

وتمثل الألبان خطورة على عظام الجسم؛ فقد تبين أن جسم الانسان لا يتمكن أحيانا من امتصاص الكالسيوم الموجود في الألبان، خاصة إذا كانت تلك الألبان مبسترة، كما بينت العديد من التقارير الطبية المنشورة، أن هذه الألبان تستنزف الكالسيوم الموجود في العظام.


هذه المعلومات الطبية قد تفاجئ المواطنين والمهتمين بصحة أولادهم، خصوصا فى فترة الدراسة والمذاكرة، ولكن التفسير العلمى لهذه النتائج، والمعلومات الخطيرة، كما تشير الأبحاث العلمية، يتركز فى أن البروتين الحيواني الموجود بالحليب، يزيد من رقم حموضة الجسم، فيبدأ الجسم في عمل إجراء تصحيحي، وهو معادلة التأثير الحامضي بآخر قاعدي، وبما أن الكالسيوم معادل قاعدي ممتاز، فيأتي الجسم بمادة قاعدية مناسبة من الكالسيوم الموجود أصلا بالعظام" د".


وبعد معادلة الحموضة فإن الكالسيوم الذي يتم سحبه من العظام، يخرج من الجسم من خلال البول، لتكون المحصلة في حدوث عجز في كمية الكالسيوم الموجودة بالجسم، وبالتالي تزيد فرص حدوث الكسور، وهشاشة العظام، وهي حقيقة علمية يجب على كل الأمهات معرفتها والاهتمام بها؛ضمانا لمستقبل أولادهم.


وكشفت العديد من الإحصائيات أن الدول الأقل استهلاكا لمنتجات الألبان، تكون أقل في معدلات حوادث كسور العظام من غيرها.


كما أن ترقق العظام لا ينشأ بسبب تدني مستوى الكالسيوم، بل عندما يختل التوازن بين عمليات بناء العظام، وعمليات ضمورها، والحليب لا يساعد في هذه الحالة بل على العكس، إذ قد تؤدي زيادة استهلاك الحليب إلى المزيد من كسور العظام؛ لأنه يعيق عملية امتصاص الجسم لفيتامين "د" المهم للعظام.


ويوضح الدكتور جمال حسن، أستاذ أمراض العظام، أن الخلايا البانية في جسم الإنسان تحتاج لوجود كميات من الكالسيوم، والفوسفور كمواد أساسية لكي تعيد بناء العظام، كما يساعدها في العمل وجود فيتامين "د"، وبعض الهرمونات.


ويمكن الحصول على الكالسيوم من المنتجات الغنية به مثل" الجبن – الزبادي – الكرنب – البروكلي -اللفت – السمسم – الشوفان – فول الصويا – التين المجفف – القنبيط – البرتقال – السلمون – السردين – الجمبري – عصير البرتقال – الفاصوليا – البازلاء – الخضروات الورقية".


أما بالنسبة لمصادر الحصول على فيتامين "د"، فإنها متوفرة فى ضوء الشمس، والمكملات الغذائية، ومصادر غذائية مثل "البيض – الجبن -الزبدة – السمكالروبيان والمحار- المكملات الغذائية".


ويؤكد «جمال» أن الدراسات الحديثة لا تعني أن منتجات الألبان تسبب هشاشة العظام، ولكنها تشير إلى أن منتجات الألبان لا تحمينا من هشاشة العظام كما اعتدنا الإيمان بذلك منذ طفولتنا.


كما تكشف العديد من الأبحاث أن تناول الفاكهة، والخضراوات، هو الذي يحمى جسم الإنسان بقوة من هشاشة العظام.


ومن ناحية أخرى يشير الدكتور مصطفى عبد الحليم، استشاري طب الأطفال، إلى أن الطفل لا يحتاج للحليب بعد عمر السنتين، وجميع الكائنات حولنا تتوقف عن شرب الحليب بعد سن الرضاعة، فحمض اللاكتيز هو الحمض المسئول عن امتصاص الحليب في جسم الإنسان، ويتوقف الجسم عن إفراز هذا الحمض بحلول السنة الثالثة، فاستهلاك الحليب بعد السنة الثالثة يثقل الجسم باعتباره مادة صعب هضمها وتحليلها.


كما أن منتجات الألبان، والمشتقات الحيوانية (لبن-زبادي-لبنة-بيض-كريمة-زبدة) تستنزف الكالسيوم الموجود في جسم الأطفال، وليس العكس، حيث يعمل الحليب على تحميض الدم، مما يجعل الدم في حالة دفاع عن نفسه، فيحاول أن يعود للحالة الأساسية وهي "القلوية"، وأفضل عنصر معادل للحمضية هو "الكالسيوم"، فيبدأ الجسم في رد فعل ذكي بامتصاص الكالسيوم الموجود في العظام؛لإنقاذ الدم، وهذا يعني أن كل مرة يتناول طفلك الحليب يحدث امتصاص الجسم للكالسيوم المخزون في العظام، وبالتالي ينضب الكالسيوم من عظام الجسم؛ ما يسبب هشاشة وضعفا عامًا في التركيبة العظمية، كما يعتبر الحليب التجاري ضار للجسم؛ فهو يحتوي على كالسيوم مزيف غير قابل للامتصاص في الجسم، حيث أنه مصنع، وغير معرف بالنسبة لنظام الجسم.