رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

المؤرخ الكنسي نشأت زقلمة: دير الأنبا بيشوي ينتج مسلسل «بابا العرب» بـ«50» مليون جنيه.. وهذا النجم سيكون بطل العمل (حوار)

البابا شنودة الثالث
البابا شنودة الثالث



قال المؤرخ الكنسي نشأت زقلمة مؤلف مسلسل «بابا العرب» إن العمل استغرق منه حوالي «9» أعوام لجمع المادة التاريخية لسيرة قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية الـ«117» وبطريرك الكرازة المرقسية، مؤكدًا أنه كان شخصية غير عادية وأجمع العالم على حبه.




وكشف «زقلمة» خلال حواره لـ«النبأ» عن العديد من كواليس كتابة وتجهيز العمل بالإضافة إلى تفاصيل الحصول على الموافقات الكنسية والحكومية لإنتاج المسلسل وكذلك اختيار بطل العمل والممثلين المشاركين فيه، وإلى نص الحوار..




هل تم الانتهاء من كتابة الحلقات بشكل كامل؟

بالفعل.. تم الانتهاء من كتابة حلقات مسلسل بابا العرب بشكل كامل في نهاية شهر يناير الماضي، وتمت مراجعته من قِبل الهيئة العامة للرقابة على المصنفات الفنية.




وماذا عن الجهة المنتجة للعمل؟

سيتم إنتاج العمل تحت إشراف دير الأنبا بيشوي برعاية الأنبا صرابامون أسقف ورئيس الدير، بتكلفة مبدئية 50 مليون جنيه قابلة للزيادة.



هل تم الوقوف بشكل نهائي على أماكن التصوير؟

ننتظر حتى الآن موافقة المخرج ثم نتفق سويًا عقب ذلك على أماكن التصوير المقررة، ولكن من المؤكد تصوير بعض المشاهد خارج البلاد فمن المعروف أن قداسة البابا شنودة الثالث «لف قارات العالم كله».




وماذا عن اسم العمل وهل تم الاستقرار عليه؟

اخترنا للمسلسل اسم «بابا العرب» فهذا اللقب أطلقته عليه الصحافة السورية في حياته حال زيارته عام 1997 إلى مُخيم اليرموك أكبر مخيمات الفلسطينيين في سوريا والتقى باللاجئين وأعرب لهم عن ثقته في العودة إلى بلادهم.




أطلعنا عن كواليس اختيار بطل العمل والممثلين المشاركين فيه؟

الكنيسة استقرت على اختيار الفنان ماجد الكدواني لتجسيد دور البابا شنودة الثالث، فهو وافق على المبدأ لكنه طلب إعطائه فرصة للاستعداد للدور، فهو يشعر بهيبة الشخصية التي سيجسدها وهو ما جعلني أثق فيه لشعوره بالمسئولية وأهمية العمل، أما باقي فريق العمل من الممثلين سيتولى مسئولية اختياره مخرج العمل كما هو مُتعارف عليه.




هل تتدخل الكنيسة في اختيار أبطال العمل والممثلين المشاركين، وماذا عن وجود مواصفات خاصة في عملية الترشيح؟

مخرج العمل هو المسئول الأول عن أي اختيارات فنية، ولكن للكنيسة الحق في تحديد بطل العمل فقط، فالبابا شنودة شخصية تاريخية ويُمثل الكنيسة المصرية ولها أن تختار من يجسد شخصيته، وكذلك تتدخل في اختيار مخرج قدير بالعمل وحجمه.


وبالنسبة للممثلين المشاركين في العمل فهذه مسئولية المخرج وليس أحد سواه، فله مُطلق الحرية في اختيار ما يشاء سواء كان قبطيا أو مسلما، فالكنيسة لا تعترض على مشاركة أي مسلم في هذا العمل ونود أن يشارك جميع فناني مصر في هذا المسلسل، والبابا كان معروفا عنه حبه للجميع، فهو عمل يحتوي على ملحمة تاريخية للوحدة الوطنية.




حدثتنا عن انتظاركم لموافقة أحد المخرجين لتنفيذ العمل، فمن هو؟

تواصلنا مع المخرجة ساندرا نشأت ورفضت في بادئة الأمر وبتواصل قيادات دير الأنبا بيشوي أفادت أنها ستُعيد تفكيرها وننتظر ردها النهائي.


والحقيقة أنا أشفق على مخرج العمل لأن مهمته ستكون صعبة جدًا لوجود معظم الشخصيات بالعمل على قيد الحياة وهو ما سيتعب المخرج والممثلين للوصول إلى الواقعية في العمل.




وماذا عن موقف البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية من إنتاج عمل فني يتناول سيرته؟

جاءتني الفكرة في البداية في حياة البابا وعبارة عن فيلم سينمائي يتناول جزءا من حياته لوجوده على قيد الحياة يبدأ من الطفولة حتى رسامته أسقفا للتعليم في سبتمبر عام 1962، وبالفعل قمنا بكتابة السيناريو وبعرضه على الكنيسة طالبوا بعرضه على البابا شنودة للحصول على موافقته، وبالفعل نجحت في لقاء البابا وقمت بعرض الأمر عليه وبعد قراءته التي استغرقت أسبوعا كاملا، وأعجبه بشدة لكنه شعر بالحرج من إذاعته في حياته وطلب أن يتم خروج العمل للنور عقب وفاته، وهو ما اعتبرته نوعا من أشكال التواضع الشديد المعروف عنه.


بالمناسبة تم بالفعل إنتاج العمل كفيلم تسجيلي تحت اسم «الراعي» بإنتاج من دير الأنبا بيشوي وخرج للنور عقب وفاة البابا شنودة لكنه لم يتناول الفترة التي يعلمها الجميع وهي الحقبة التي تُوج فيها للجلوس على الكرسي الباباوي، فالعمل الأول تناول حياة نظير جيد الاسم الذي ولد به قبل أن يصبح بطريرك وطالبوا بعمل كامل لحياته، هنا واجهنا المشكلة الكبرى فمن الصعب خروج فيلم سينمائي مدته لا تزيد على ساعة ونصف يتناول حياة البابا والتي تقارب الـ«90» عامًا وجاءت من هنا فكرة المسلسل.




وماذا عن كتابة العمل ومن القائم على السيناريو والحوار؟

تم الاتفاق مع الدكتور عطا الله توفيق على كتابة السيناريو والتي استغرقت حوالي «25» شهرًا بداية من شهر نهاية أكتوبر عام 2016 حتى ديسمبر 2018، وتوليت أنا جمع المادة التاريخية في الفترة من عام 2007 وحتى بداية كتابة السيناريو.


وبالنسبة لبداية بحثي كانت عندما قمت بعمل موسوعة تاريخية تحت مسمى «باعث النهضة الكنيسية المعاصر» والتي انتهيت من أول جزء فيها عام 2007، واطلع عليه البابا قبل وفاته وعجبه جدًا، ثم قمت بالانتهاء من إنجاز «18» جزءا استعنت بهم في جمع المادة التاريخية للمسلسل.


وأنوه إلى أن العمل بأكمله لا يحتوي على مشهد واحد من وحي خيال المؤلف فجميع أحداثه من واقع حياة البابا، فجميع المادة الموجودة قالها البابا بالحرف الواحد.




من المتعارف عليه داخل الكنيسة استحالة خروج أي عمل للنور يتناول حياة البطاركة دون الحصول على بعض الموافقات نود أن نتعرف على آخر المستجدات في هذا الشأن؟

بعد الانتهاء من كتابة الحلقات كاملة وبلغت «34» حلقة، قمنا بتقديمها إلى لجنة المصنفات الكنسية بالمجمع المقدس برئاسة الأنبا مارتيروس أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد، وتمت الموافقة عليها واستلمنا منهم جواب موجهه إلى الهيئة العامة للرقابة على المصنفات الفنية والتي وافقت عليه بدورها بعد مراجعته على دفعتين استغرقوا ثلاثة أشهر، كما حصلنا على شهادة إيداع من المجلس الأعلى للثقافة وشهادة ترخيص من نقابة المهن السينمائية، وإثبات تاريخي من الشهر العقاري، وحصلنا لأول مرة في تاريخ الكنيسة المصرية على ترخيص من الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية في يناير 2019 بـ«العرض عام» للمسلسل على جميع القنوات الفضائية.




وماذا عن موقف البابا تواضروس الثاني من العمل؟

العمل بأكمله يتم تنفيذه تحت رعاية وإشراف قداسة البابا تواضروس الثاني ويستحوذ على اهتمامه وتشجيعه الدائم لهذا العمل فهو أكبر إنتاج درامي في تاريخ الكنيسة المصرية.

 



89 سنة عاشها البابا شنودة في مصر شهدت خلالها مواقفا وعصورا مختلفة، كيف يتناول العمل ذلك؟

المسلسل يتناول حياة البابا شنودة والتي تم تقسيمها على أربعة مراحل، تتمثل الأولى منذ ولادة نظير جيد روفائيل عام 1923 وتبلغ حوالي ثلاثين عامًا، يليها المرحلة الثانية وتتناول حياة الراهب أنطونيس السرياني والتي بلغت حوالي «8» سنوات، ثم تأتي مرحلة رسامته أول أسقف للتعليم وتستغرق حوالي تسعة أعوام، لتاتي المرحلة الأخيرة برسامة البابا شنودة بطريريك وتجليسه على الكرسي الباباوي والتي بلغت حوالي «40» عامًا وحتى وفاته في مارس 2012.




وكيف تم تناول المواقف السياسية في حياته؟

المسلسل مش سياسي على الإطلاق، والبابا لم يكن سياسيًا قط، فهو رجل وطني مخلص لوطنه لم يترك وطنه في أي موقف على مدار حياته، وابتعدنا عن السياسة تمامًا.




هل تم التواصل إلى اتفاق نهائي مع أي من القنوات الفضائية لعرض العمل؟

بالفعل قمنا بالاتصال ببعض القنوات التلفزيونية وأبدوا استعدادهم لذلك، ولكنهم ينتظرون تحديد بطل العمل والمخرج، فمن الصعب إبرام أي تعاقد مع قنوات دون الانتهاء من تحديد أبطال العمل وبدء التصوير.




كلمة أخيرة


أود توجيه خالص الشكر إلى قداسة البابا تواضروس الثاني لرعاية هذا العمل، كما أرغب في شكر نيافة الأنبا صرابامون أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي لتنفيذه للمسلسل، والثناء على متابعة الراهب القمص بموا الأنبا بيشوي، منذ لحظة البداية، وكذلك لجنة المصنفات الكنسية برئاسة الأنبا مارتيروس على الموافقة والسماح لخروج هذا العمل الضخم للنور، وكذلك جميع العاملين بالإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية وسرعة إصدار التراخيص اللازمة.