رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق يكشف لـ«النبأ» حقيقة تورط الموساد الإسرائيلي في اغتيال العالم المصري أبو بكر عبد المنعم في المغرب

النبأ

لهذه الأسباب.. ليس من مصلحة إسرائيل اغتيال العالم المصري

مصر لم تدخل في برنامج سري خطير للسلاح النووي منذ عهد عبد الناصر

هذه هي علاقتي بيحيى المشد ومصطفى مشرفة

تم تهديدي بالقتل في ليبيا قبل عملي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية

لا يوجد مصريون يشاركون في برامج سرية داخل مصر أو خارجها

هناك قلق إسرائيلي حقيقي من مشروع الضبعة والاغتيالات لن توقفه

كارثة 25 يناير كانت السبب في عدم خروج حلم المصريين للنور

الضغوط السياسية التي كانت تمارس على مبارك السبب في توقف مشروع الضبعة

دائما أقدم النصح للرئيس السيسي في مشروع الضبعة

هذه هي أسباب تأخر مصر في دخول العصر النووي

                  

استبعد الدكتور خبير الطاقة بالأمم المتحدة وكبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا، تورط إسرائيل أو الموساد إسرائيل في اغتيال العالم المصري الدكتور أبو بكر عبد المنعم، الذي توفي في دولة المغرب.

وأكد «أبو شادي» في حواره مع "النبأ" ردا على الجدل الدائر حول موضوع وفاة هذا العالم المصري، أن هناك أسبابا كثيرة تؤكد على استبعاد أي شبهة جنائية في وفاة العالم المصري، منها أنه رجل كبير ولا يشغل أي منصب رسمي في الدولة، بالإضافة إلى أنه لا علاقة له بمشروع الضبعة النووي. مشيرا إلى أن الدكتور أبو بكر توفي بصورة طبيعية كما يحدث لأي شخص عادي.

وتطرق كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، في حواره مع "النبأ" إلى الكثير من الملفات المهمة لاسيما المتعلقة بمشروع النهضة والبرنامج النووي الإيراني ودخول المملكة العربية السعودية عصر الطاقة النووية.. وإلى تفاصيل الحوار

في البداية ما تعليقكم على وفاة العالم النووي الراحل الدكتور أبو بكر عبد المنعم رئيس الشبكة القومية للمرصد الإشعاعي بهيئة الرقابة النووية في ظروف غامضة؟

السفير المصري في المغرب أكد أن الوفاة كانت طبيعية، وأكد أنه اطلع على كل التحقيقات والفحوصات وكلها أثبتت أن الرجل مات بالسكتة القلبية، والسلطات المغربية قامت بتشريح الجثة أخذت عينات وأكدت أن سبب الوفاة هو سكتة قلبية، وبالتالي وفاة الدكتور مختار شيء عادي وطبيعي، مثله مثل أي شخص عادي يموت بالسكتة القلبية، وبالتالي أنا لا أرى أي شبهة جنائية حول هذا الموضوع.

لكن البعض وخاصة على شبكات وسائل التواصل الاجتماعي وجه أصابع الاتهام للمخابرات الإسرائيلية والموساد الإسرائيلي ويستندون إلى السوابق الإسرائيلية في اغتيال العلماء المصريين؟ 

أنا استبعد موضوع تورط الموساد الإسرائيلي في هذا الموضوع تماما لعدة أسباب منها، أن الدكتور أبو بكر رجل كبير في السن حيث يقترب من السبعين، وهو الآن على المعاش ولا يمارس أي عمل رسمي وليس له أي منصب رسمي في الدولة، ولا يمثل أي خطورة على إسرائيل، وليست له علاقة مباشرة بموضوع السلاح النووي وغير متخصص في موضوع المفاعلات النووية، إذا لم تغتاله إسرائيل وهو لا يمثل أي خطر عليه؟




التشكيك في إسرائيل جاء بسبب أن وفاته جاءت بعد تناوله لكوب من عصير البرتقال؟ 

وهل كل واحد يموت بعد تناول كوب عصير يعنى بالضرورة أنه تم تسميمه؟، هذا شيء عادي ويمكن أن يحدث مع أي شخص، وليس دليلا على أن إسرائيل أو الموساد هو من يقف وراء وفاته.

لكن البعض يقول إنه كان مكلفا منذ عام 2015 إلى جانب خبراء آخرين، بدراسة الآثار المحتملة للمفاعلات النووية في بوشهر بإيران وفي ديمونة بإسرائيل. ألا يثير ذلك الشك والريبة أو على الأقل يطرح تساؤلات؟

هذا كلام ساذج وسطحي، كما قلت الدكتور أبو بكر رجل كبير وليست له علاقة بالأبحاث النووية أو المفاعلات النووية، ولا يعمل في شيء خطير، وأنا كنت أعرفه شخصيا، هو رجل خريج علوم ومتخصص في الإشعاعات والتلوث البيئي، ولا علاقة له من قريب أو بعيد بالسلاح النووي، وهو الآن على المعاش منذ ما يقرب من عشر سنوات، وتقريبا هو شغال مع نفسه عمل حر، وهو نفسه اصدر تقريرا أكد فيه أنه لا يوجد أي تأثير على مصر من الإشعاعات المتسربة من مفاعل ديمونة، وبالتالي ليس هناك سبب يدفع إسرائيل لقتله أو اغتياله، ومع احترامي الشديد له "من هو حتى تخاف منه إسرائيل؟"، إسرائيل تغتال عالما مثل الدكتور يحيي المشد، مؤسس البرنامج النووي الخطير جدا والمهم جدا في العراق وهو ما حدث بالفعل.





يعني أنت تستبعد أي دور لإسرائيل أو للموساد في وفاة الدكتور أبو بكر؟

نعم، وهذا ما أكدته الجهات المعنية في كل من مصر والمغرب، والتي استبعدت أي شبهة جنائية في وفاة الدكتور أبو بكر، لا مصلحة ولا حاجة لإسرائيل في تصفيته أو اغتياله لأنه لا يمثل أي خطر عليها، لكن المصريين دائما يعملون من الحبة قبة، ويحبون دائما الأفكار الرنانة وغير العادية ويجرون وراءها.

لكن مصر على أعتاب الدخول إلى عصر الطاقة النووية بمشروع الضبعة؟

 الرجل لا علاقة له بمشروع الضبعة النووي، وهو لا يشغل أي منصب رسمي في مصر الآن، هو فقط يحضر المؤتمرات التي تتم دعوته لها، سواء في الداخل أو في الخارج، وفي حدود علمي هو يعيش في شبه عزلة، ومشروع الضبعة مشروع نووي سلمي وليس عسكري، مصر لا يوجد لديها برنامج سري خطير وليس لديها قنبلة ذرية، منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر مصر لم تدخل في أي برنامج نووي عسكري، لا يوجد أي شخص داخل مصر مشارك في أي برنامج خطير يؤدي لقتله أو تصفيته، المصرون لديهم أحلام للدخول في المجال النووي، ولكنهم لم يقوموا بذلك حتى الآن، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم يفكر في الدخول في البرنامج النووي لأنه كان مشغولا بالحروب والمشاكل التي دخل فيها، ولم يستطع الوصول إلى معلومات دقيقة بخصوص النشاط النووي الإسرائيلي، مصر لم تدخل في الموضوع النووي العسكري، ولم تخالف الاتفاق النووي الذي قامت بتوقيعه، وما قاله محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا الصدد كلام سياسي وأكاذيب ضد مصر، مصر لم تقم بالدخول في أي مشروع خطير في هذا المجال، يحيي المشد تم اغتياله لأنه ذهب للعراق، والعراق كان لديه برنامج عسكري سري، أنا تم تهديدي بالقتل بعد أن ذهبت إلى ليبيا وكانت هناك حراسة مشددة مفروضة على، ومكثت هناك سنتين أيام القذافي، وكانت هناك خطورة على حياتي، حتى تم حل الموقف وقدموا لي عرضا كبيرا للذهاب للوكالة الدولية للطاقة الذرية من اجل الابتعاد عن ليبيا، وبالتالي الاغتيال لا يحدث إلا لأشخاص لديهم قدرات ويمثلون خطورة كبيرة، لكن لا يوجد مصريين داخل مصر أو خارجها يعملون في برامج سرية، وهذا ما استطيع أن أؤكده مليونا في المائة، لم يحدث وعلى مدى ستين سنة ومن أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أن دخلت مصر في أي مشروع سري للسلاح النووي، رغم أن أغلب المصريين يحلمون ويتمنون ذلك لكنه لم يحدث، أما العلماء المصريون الموجودون في الخارج فلن يتم اغتيالهم إلا في مواقف معينة، وهذه المواقف لا أحب الإفصاح عنها الآن.






لكن هل تنكر أن هناك قلقا إسرائيليا من مشروع الضبعة؟

بالتأكيد هناك قلق إسرائيلي من قيام مصر بتنفيذ مشروع الضبعة، لكن الاغتيالات لن توقف هذا المشروع، الذي يوقف مشروع الضبعة السياسة، طول عمر الغرب وإسرائيل وأمريكا كانوا بيوقفوا البرنامج النووي المصري، الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حاول أكثر من مرة تنفيذ مشروع الضبعة لكن كانت هناك ضغوط سياسية تمارس عليها فيتم وقف المشروع، وعندما أراد تنفيذه في 2007 و2010 قامت كارثة 25 يناير في 2011، فهل هناك علاقة أو ارتباط بين 25 يناير 2011 وبين بدء مصر فعليا اعتماد الشركة التي كانت ستقوم بتنفيذ المشروع، الأسبوع التي قامت فيه أحداث 25 يناير كان سيتم التوقيع مع الشركة التي كانت ستقوم بتنفيذ مشروع الضبعة،والغريب أنه في 2006 أعلن جمال مبارك نجل الرئيس السبق محمد حسني مبارك أن مصر ستعيد النظر في برنامجها النووي مرة أخرى، وهذا الإعلان أثار استغرابي الشديد، فمن هو جمال مبارك حتى يقول هذا الكلام؟ هو مجرد أمين عام مساعد في حزب، هذا الكلام لا يصدر إلا عن رئيس جمهورية،  لكن بعدها وفي إبريل 2007 قام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بتصحيح ما قاله جمال، وأعلن عن عودة مشروع الضبعة، وبالفعل تم اختيار الشركة التي ستقوم بتنفيذ المشروع وهي شركة روسية، وبالفعل باشرت الشركة عملها وقدمت تقريرا أكدت فيه صلاحية المكان لإقامة المشروع، وكان سيتم طرح المناقصة الخاص بالمحطة النووية في الأسبوع آخر يناير 2011، وكان مبارك جادا جدا هذه المرة، ولكن المشروع توقف بسبب أحداث 25 يناير، لذلك أتمنى ألا يتم وقف هذا المشروع مرة أخرى.

لكنه متوقف بالفعل؟

منذ أيام قليلة اجتمع الرئيس السيسي بكل من وزير الكهرباء ورئيس المحطات النووية لمعرفة سير العمل في مشروع الضبعة، وهذا شيء جيد، وأعتقد أن البدء في تنفيذ المشروع سيكون في نهاية هذا العام أو بداية العام القادم.

هذه معلومات أم تخمينات؟

أنا دائما أنصح الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقد أرسلت له رسالة نصحته فيها بضرورة دخول مصر بالأمر المباشر مع شركة روساتوم الروسية لأنه من دراستي لكل شركات العالم، أنا أعرفهم كلهم وأعرف مفاعلات العالم كلها ، وهذا ما حدث بالفعل وتم التعاقد مع الشركة، واعتقد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استمع إلى معظم النصائح اللي أنا قلتها، ووقعنا الاتفاق السياسي الأول وبعدين الاتفاق التنفيذي وشغالين، بس أنا ليس لي أي دور مباشر في هذا الموضوع، دوري يقتصر فقط على النصح، من وقت لآخر أعطيهم بعض التقارير وبعض النصائح الفنية باعتبار أنني مهندس تصميم المفاعلات النووية.

لماذا هذه الشركة بالتحديد؟

الأساس في اختيار الشركة الروسية بالدرجة الأولى هو التميز الفني، حيث قامت بتصميم وبناء وتشغيل عشرات المفاعلات الحديثة من مفاعلات القدرة المائية VVER في جميع أنحاء العالم، ومن أحدث أنواع تلك المفاعلات كل من VVER-1000 وVVER-1200، وهناك حاليًا ما يقرب من 60 مفاعلا من هذا النوع يعملون بكل كفاءة، هذا بخلاف عشرات المفاعلات الأخرى التي مازالت تحت الإنشاء أو في مرحلة التعاقد، والتصميم الجديد لشركة روساتوم من الجيل الثالث المطور يحتوي على عوامل أمان عالية جدا حيث تمتلك روسيا خبرة كبيرة في هذا النوع من المفاعلات، حيث تتصدر روسيا عمليات بناء المفاعلات النووية الحديثة علي مستوى العالم وتحتل شركة روساتوم المركز الأول من حيث عدد مشاريع بناء المفاعلات النووية المنفذة في وقت واحد.

وشركة روساتوم قامت بتطوير 8 مستويات للأمان في هذه المفاعلات لضمان أقصى معايير الأمان والسلامة، حتى في حالة حدوث أي عطل في المعدات، من ناحية أخرى تتوافق جميع المكونات والتطبيقات التكنولوجية المستخدمة في محطة الضبعة النووية مع معايير ومتطلبات السلامة العالمية كافة، وعلى وجه الخصوص أحدث تقنيات مفاعلات VVER-1200 من الجيل الثالث المطور، والتي اجتازت العديد من عمليات التفتيش من قِبَل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمنظمات الدولية الأخرى، كما خضعت لأقصى اختبارات التحمل تحت أقصى الظروف وأكثرها تطرفًا، بما يتجاوز تلك الظروف المتعرضة لها محطة فوكوشيما النووية في اليابان، وهي تكنولوجيا تعمل بكل نجاح في روسيا الآن.

لكن لماذا تأخرت مصر في الدخول في العصر النووي من وجهة نظرك؟

بسبب نقص الخبرة والإهمال المتعمد لمشاريع مصر النووية منذ أكثر من 50 سنة، لكن أخيرا بدأت الأمور تعود إلى طبيعتها بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة مصر، حيث أولى الاهتمام بمشروع مصر النووي القادم وهو مشروع الضبعة الذي يحمل الكثير من الخير للبلاد، وهو حلم جميل راود المصريين منذ عشرات السنين وهو في غاية الأهمية لتوفير الطاقة الكهربائية لمصر بصورة مستمرة ورخيصة، وأتمنى استكمال هذا المشروع والتغلب على أي معوقات تعترضه.

 لكن هناك تخوفات من إنشاء المفاعل تتعلق بعوامل الأمان خاصة.. فما ردك؟

لا توجد مخاطر جراء بناء المفاعل النووي في الضبعة،  والتصميم الجديد لشركة روساتوم يحتوي على عوامل أمان عالية جدا، بالإضافة إلى أن الروس لديهم خبرة كبيرة في هذا النوع من المفاعلات، حيث تشغل روسيا 45 مفاعلًا من هذا النوع منذ سنين طويلة ولم تحدث لديهم أي مشاكل، وهناك 8 أنظمة أمان وعلى الأقل هناك أربعة مستويات في المفاعل الجديد، حتى إذا حدثت مشكلة في المستوى الأول يكون هناك مستوى آخر، كما أن نظام الأمان في المفاعل النووي الذي سيُبنى في مصر لن يتأثر بالزلازل أو الطائرات أو الصواريخ، أو عبث بشري من الداخل، وهناك نظام دفاع ذاتي للمفاعل ضد الحوادث الإرهابية، حتى في حالة إذا ما تمكن إرهابي من الدخول إليه.

لكن الشهر الماضي شهدت روسيا انفجارا نوويا مما أدي لمقتل خمسة موظفين من شركة روساتوم النووية الروسية التي ستقوم بتنفيذ مشروع الضبعة في الانفجار مما اثر تخوف الكثيرين وطرح الكثير من الأسئلة؟

هذا خبر مدسوس سياسيا، لان الإيحاء بحادثه تفجير نووية هي أكذوبة مدسوسة من أجهزة مخابراتية حيث يوجد حوالي 100 محطة رصد إشعاعي تابعة لمنظمة حظر التجارب النووية الدولية منها 4 محطات في روسيا حول منطقة حادثه الصاروخ بالإضافة لمحطات أخري في دول مجاورة للبحر الأبيض في الشمال الأوروبي والذي حدثت به الحادثة مثل فنلندا والسويد والنرويج وغيرها، فلا يعقل أن الأمم المتحدة ودول الجوار الغربية وروسيا نفسها تشارك في أكاذيب عن كارثة نووية بحجم تشرنوبيل كما تدعي الأجهزة الأمريكية وإعلامها، كذا الادعاء بارتفاع المستوي الإشعاعي في المنطقة لأكثر من 10 أمثال قيمته العادية، حتى أن الحكومة الروسية أصدرت امرا بإجلاء السكان من المنطقة وهو ما نفته روسيا، وهذا الخبر يدل علي سذاجة ناشريه لان من يفهم في الأرقام المنشورة وهي في مدي الميكروسيفر، وهي وحدة إشعاع صغيرة جدا لا تقارن بأرقام حادثة تشرنوبيل والتي وصلت لملايين السيفير منذ بداية الحادثة، ولا يمكن أن تتعلق الحادثة بمفاعلات قوية نووية انشطارية أو قنابل ذرية لان هناك منظمة دولية اسمها حظر التجارب الذرية تمتلك مئات من محطات رصد أي تفجير نووي موزعة علي كافة أنحاء العالم ولا يمكن ألا ترصد هذه الحادثة لو كانت تفجيرا نوويا.

في ظل إصرار المملكة العربية السعودية على امتلاك التكنولوجيا النووية مثل إيران هل ترى أن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على سباق نووي؟

السعودية ترى أن إيران تستخدم الطاقة النووية السلمية لبناء قدراتها بحيث تستطيع في وقت من الأوقات تصنيع سلاح نووي، لذلك بدأت السعودية الدخول في هذا المجال وعقدت اتفاقيات مع أكثر من دولة للدخول في المفاعلات النووية الصغيرة المحدودة، وقامت بعمل اتفاقيات مع كوريا الجنوبية ومع روسيا وقريبا سوف تبدأ في تنفيذ هذه الاتفاقيات، والإمارات لديها 4 مفاعلات نووية على وشك التشغيل، فهذه الدول ترى أن الطاقة النووية هي المستقبل، لأنها من ارخص مصادر الطاقة، وفي نفس الوقت ترى فيها عامل ردع مثل تركيا وإيران، وأتمنى أن تنضم مصر لهذه الدول وتقوم بتنفيذ مشروع الضبعة قريبا.

وماذا عن البرنامج النووي الإيراني وإلى أين وصل في ظل التجاذبات الحالية بين أمريكا وإيران؟

بدأت إيران تخطيها للحدود المقيدة في الاتفاق عقب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي بصوره أحادية عام 2018، وقد بدأت إيران خطوتها الأولي بتخطي حدود الاتفاق من أول يوليو الماضي عندما أعلنت عدم التزامها بالحد الأقصى لتخزين اليورانيوم المخصب وهو 300 كج وتبعتها بالخطوة الثانية بتخطي حد التخصيب 3.67% والوصول لدرجة 4.5%، أما الخطوة الثالثة فكانت مرتبطة بتقييد تطوير وتشغيل الوحدات المتقدمة من وحدات الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بدءا من النوع الرابع والنوع السادس، وتمتلك إيران حاليا أكثر من عشرين ألف وحدة اغلبها من النوع الأول المحدود القدرة وحوالي ألف وحدة من النوع الثاني وأكثر من 400 وحدة تحت التطوير ل 6 أنواع متقدمة من النوع الرابع إلي الثامن، وأعلنت إيران أيضا أنها تهدف مستقبلا للوصول لصناعة مليون وحدة تخصيب وإنها ستتعاون مع الصين في استكمال مفاعل أراك للماء الثقيل وكذا بناء مفاعل ثاني للقدرة الكهربية، وحثي تترك إيران الباب مفتوحا لإعادة التزامها بالاتفاق في حالة إعادة الولايات المتحدة النظر في تطبيق العقوبات فإن إيران أعلنت استمرار التزامها بعدد من بنود الاتفاق منها، الاستمرار في تطبيق اتفاق البروتوكول الإضافي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو الاتفاق الذي يسمح لمفتشي الوكالة بالتفتيش علي مواقع غير نووية إنها ستستمر في تطبيق بند الشفافية والمراقبة ومن ثم ستسمح بكاميرات الوكالة والتفتيش المفاجئ للمفتشين وغيرهم، إنها لن ترفع نسبة التخصيب من 4.5% إلي 20% في الوقت الحالي لعدم الحاجة له إلا لو صدر قرار سياسي بذلك، إنها لن تزيد عدد وحدات الطرد العاملة من النوع الأول عن 5060 وحدة في ناتانز وهو الحد الأقصى في الاتفاق وكذا عن 1044 وحدة في فوردو، إنها لن تعالج الوقود النووي المستهلك (لفصل البلوتونيوم) من مفاعل بوشهر وهو أحد أهم قيود الاتفاق لمده 15 عاما علي أن يشحن كل هذا الوقود خارج البلاد، وإيران لها بالفعل اتفاق مع روسيا بهذا الخصوص، ورغم هذه الالتزامات فان إيران أعلنت أنها ستتمهل مده شهرين قبل أن تبدأ التخطي الفني الرابع وستكون خطوة كبيرة بحيث لا يكون هناك فرصه للعودة مرة أخري للاتفاق النووي وهو رسالة قوية للدول الغربية في الاتفاق للتخلص أو الالتفاف علي العقوبات الأمريكية أو لفتح الباب لمفاوضات جديدة من مركز قوة اكبر.

حدثنا عن علاقتك بكل من الدكتور مصطفى مشرفة والدكتور يحيي المشد وهم من علماء مصر الكبار في مجال الطاقة النووية اللذين تم اغتيالهما؟

الدكتور مصطفى مشرفة من القامات المصرية المشرفة، حصل على الدكتوراه وهو صفير في السن، دخل في عمل أبحاث في نظرية النسبية ومن هنا جاءت العلاقة بينه وبين انشتاين، حيث كان على اتصال به وعلى علاقة علمية به، لم يدخل في مجال الخطورة مثل القنابل الذرية لم يدخل فيها بشكل علمي، من القامات العلمية الفذة، وكان اصغر عميد لكلية العلوم، وكان له اتجاهات سلمية للطاقة الذرية، وكان من المعارضين للقنابل الذرية التي ضربت هيروشيما وناجازاكي في اليابان، وبالتالي خالف فيها انشتاين الذي لقب  بأبو القنبلة الذرية في بداياته، وكان الدكتور مصطفى مشرفة يركز على الطاقة النووية السلمية، وله 25 بحثا علميا منشورة في الطاقة النووية السلمية، وهو احد القامات العليمة الكبيرة وكان ابرز القامات في مجال العلوم الفيزيائية النظرية.

أما العالم الكبير يحيي المشد، فهو خريج هندسة الإسكندرية قسم كهرباء، وكان مهندس شاطر جدا، دخل في الحياة العملية في شركة اتصالات وعمل فيها 4 سنوات، حتى جاءت له الفرصة للذهاب في بعثة تبع الطاقة الذرية المصرية إلى روسيا وحصل من موسكو على الماجستير والدكتوراه، وشارك في بناء المفاعل النووي في انشاص وهو أول مفاعل نووي في الشرق الأوسط كله، وكان تخصصه المفاعلات وأنا سرت على هداه، وكان مسئول المفاعلات في وكالة الطاقة الذرية المصرية، وشارك في تأسيس مركز البحوث النووية في انشاس وبناء المفاعل النووي الصغير في انشاص، اشرف على أعداد خرافية في رسائل الماجستير والدكتوراه، وأنا كنت أحد الذين تتلمذوا على يديه، وقد اشرف على رسالتي الماجستير والدكتوراه اللذين حصلت عليهما من جامعة الإسكندرية، وكل الذين تتلمذوا على يديه سافروا للخارج وبصفة خاصة لأمريكا وكندا وأوربا، ترك مصر وذهب للعراق وكان هو رقم واحد في البرنامج النووي العراقي المتعلق بالمفاعلات النووية، علاقتي قوية جدا به وبأسرته وكنت دائما أزوره في منزله في الإسكندرية، وقد تعلمت منه الكثير والكثير.

كلمة أخيرة؟

المصريون فيهم قامات كثيرة كبيرة، لما يدخلون في تحد يثبتون كفاءة عالية جدا.