رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تعرف على « الرجل الآلي» الذي تصدر الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التونسية

النبأ

كشفت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة التونسية عن مفاجأة، بتأهل المرشحين قيس سعيد ونبيل القروي اللذين لم يتوليا سابقا مسؤوليات حكومية للدور الثاني، وتراجع مرشحي الحكومة والأحزاب.

ووفق النتائج التقديرية، تقدم المرشح المستقل سعيد بـ 19.50% من الأصوات، فيما جاء رئيس حزب "قلب تونس"، الموقوف نبيل القروي، في المرتبة الثانية بنسبة 15.5%، فيما حل مرشح "حركة النهضة" عبد الفتاح مورو ثالثا بـ11%. أما وزير الدفاع السابق المرشح المستقل عبد الكريم الزبيدي، فحل رابعا بـ9.4%، وبعده رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد بـ 7.5%، ثمّ الصافي سعيد بـ7.5%.

من هما المرشحان المتقدمان للدورة الثانية؟

قيس سعيد الذي خاض الانتخابات الرئاسية المبكرة كمستقل، ولد عام 1958 بتونس العاصمة واختص بالقانون الدستوري، وساهم الأكاديمي في إعداد مشروع تعديل ميثاق جامعة الدول العربية، إلى جانب تدريسه في عدد من الجامعات التونسية.

وكان قيس سعيد قد اختار عبارة "الشعب يريد" شعارا لحملته الانتخابية، لتلخص تمسكه بأهداف ثورة يناير 2011، التي قامت أساسا ضد منظومة سياسية حكمت تونس لعقود عدة وكان من نتائجها انتشار الفساد والفاسدين في البلاد.

وتقول الناشطة في المجتمع المدني، نوال غريبي، إن مرشحها في هذه الانتخابات رجل قانون بامتياز لكنه أيضا رجل دولة بامتياز، "أستاذنا نتفق جميعا على مدى صدقه و حبه الوطن، فقد قدم أمام طلبته ثم أمام الشعب التونسي حلولا عملية لإنقاذ تونس مما هي عليه".

وترى غريبي، أن "قيس سعيد هو السياسي الأكثر شعبية بين التونسيين وخاصة في صفوف الشباب الذي فقد ثقته في كل السياسيين في الساحة السياسية من حكومة ومعارضة"، وتعتقد  أن الشباب يستعيد اليوم ثقته في قيس سعيد ويدعمونه بعد سنين من مقاطعة المشاركة في الحياة السياسية والانتخابات". يذكر أن العديد من الشباب أنشئوا صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لمساندة قيس سعيد.

عرف قيس سعيد أولا في كليات الحقوق بسوسة وتونس بصدقه وأمانته ووطنيته، وطريقة كلامه التي عرف بها صارت مضرب تندر وإعجاب لدى العديد من الفئات وحرصه على الشفافية إلى درجة أنه رفض التمويل العمومي للمرشحين للرئاسة بحجة أن المال العام هو حق للشعب التونسي فقط، وهذا زاد من شعبيته.

وكانت مداخلاته تروج في وسائل التواصل الاجتماعي نتيجة الانبهار بثقافة قانونية واسعة تلامس وقائع قانونية وسياسية بجدية وطرح أكاديمي يقدم مبادرات تشريعية لمسائل خلافية.

ويلقب أستاذ القانون الدستوري سعيد بـ"الروبوكوب (الرجل الآلي)" ويتحدث باسترسال حرصاً منه على أن تكون حملته معتمدةً على التواصل المباشر مع الناخبين.

ويقول الصحفي كريم البوعلي "خلال حملته الانتخابية، لم يعول قيس سعيد على رجال أعمال أو مؤسسات، بل عوّل على ترسانة من المتطوعين الشباب الذين انخرطوا في حملته تشجيعا لشخصية مستقلة تحظى باحترام من أوساط أكاديمية واجتماعية وسياسية لعدم انخراطها في المسائل الجدلية والمواقف الشعبوية".

ويرى الصحفي حمدي الزايدي أن: "المرشح الرئاسي قيس سعيد بات يعتبر ظاهرة تستحق الدرس والبحث عن أسباب تصدره للمراتب الأولى".