رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مصطفى مدبولى.. «5» وزيرات «خلوا رقبة» رئيس الحكومة «زى السمسمة»

مصطفى مدبولى - أرشيفية
مصطفى مدبولى - أرشيفية


بين الحين والآخر، تشنّ مواقع «السوشيال ميديا» حربًا على أعضاء حكومة مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء؛ فلا يفلت تصريح وزير أو «حركة يد» من وزيرة من تلك الحرب الإليكترونية التى «تُحرج المهندس»؛ لاسيما أنّ الأخير مسئول عن اختيار هؤلاء فى الحكومة واستمرارهم فى مناصبهم.


الحديث السابق يؤكده الهجوم على سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، بعد نشرها صورة في حسابها على موقع «انستجرام» تجمعها بوزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي، ووزيرة التخطيط والإصلاح الإداري هالة السعيد بحفل المغنية الأمريكية «جينفير لوبيز» بالساحل الشمالي.


وانطلقت سهام «السوشيال ميديا» من كل حدب وصوب، وسرعان ما أصبحت الوزيرات في مرمى النيران، وتلقفت قنوات الإعلام المغرضة الإشارة لتصب مزيد من الزيت على النيران المشتعلة؛ لاسيما أن حفلة المغنية الأمريكية واجهت معارضة شديدة، وأطلقت الدعوات لإلغائها بدعوى أن تلك المغنية أقامت حفًلا قبل حفلتها في مصر بـ«تل أبيب».


كما تعرضت نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، لهجوم بعدما نشر صحفي مصري في كندا على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مقطعًا مصورًا ظهرت فيه «مكرم» وهي تتحدث إلى الجالية المصرية في كندا، قائلة: «لأننا ما عندناش غير بلد واحدة مصر اللى بتضمنا كلنا، ومصر اللي بتقربنا كلنا، ومهما اتغربنا ومهما روحنا وجينا، هتفضل البلد دي ساكنة في قلبنا، ومنستحملش ولا كلمة عليها، أي حد يقول برة كلمة على بلدنا؟.. يتقطع».


اشتعال «السوشيال ميديا» وهجوم قنوات الإخوان جعل نبيلة مكرم تسارع بتوضيح تصريحاتها في مقطع فيديو، مؤكدة أن الدولة المصرية لا تهدد أبناءها بل تتواصل معهم وتساندهم وتلبي احتياجاتهم وترد على استفساراتهم وتطمئن المصريين في الخارج على بلدهم، متابعة أن هذا هو ما تقوم به الوزارة وما تحرص عليه من منطلق عملها خلال حديثها مع الجاليات المصرية.


وأكدت أن ما حدث من ذكر مصطلح «نقطع رقبته» لم يقصد به أي عنف، ولكن جاء بعد أن قالت الوزيرة: «من يسيء لمصر.. ماذا نفعل معه؟، فجاء رد أحد الحضور: نقطع رقبته»، مضيفة أن هذه كلمة دارجة في العامية المصرية تعني شدة الغضب ممن يفعل ذلك.


ولم تكن وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد بعيدة عن مرمى نيران «السوشيال ميديا» بعدما تصدر «هاشتاج» يطالب بإقالتها، ووصل للمركز الأول فى التداول على الموقع، بعد تصريحات للوزيرة هاجمت فيها الصيادلة، وتحدثت أيضًا عن وزن العاملين فى منظومة التأمين الصحي وملابسهم.


وكانت الوزيرة خلال زيارتها لمستشفيات منظومة التأمين الصحى الشامل ببورسعيد، التقت الصيادلة، وهاجمتهم قائلة، إن غياب الصيادلة لا يشعرها بأزمة، وأن غياب ممرضة واحدة يكون مؤثرًا، بينما غياب ١٠٠ صيدلى لن تشعر به.


وأضافت أن التمريض فني ومعنى ويفيد المنظومة لكن مظهره ليس جيدا، بينما الصيادلة مظهرهم جيد ولكن ليس لديهم علم ولا مهارات، وانتقدت المستوى التعليمي للصيادلة، وقالت إن ما يدرسونه ليس له فائدة، ونصحتهم بمشاهدة حلقات اليوتيوب عن الصيدلة الإكلينيكية أو الذهاب لمستشفى ٥٧٣٥٧.


من ناحيته، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بـ«الجامعة الأمريكية»، إن غياب الإعلام القوي للحكومة يترك الساحة لدخول أطراف أخرى للملعب، لافتًا إلى أنّ هناك «3» مصادر لتقييم أداء الحكومة بعيدة عن الإعلام الرسمي للدولة؛ ومنها: مواقع التواصل الاجتماعي وهى أقواهم؛ لأنها تتيح للأفراد النقد بصورة مباشرة، ورغم ذلك إلا أنه في أحيان كثيرة يكون النقد موجهًا وليس ببعيد عن الأجهزة المخابراتية والتنظيمات الدولية، وأيضًا هناك قنوات الإخوان، وأخيرًا الإعلام الأجنبي.


وتابع: «كل هؤلاء يدخلون المعركة للنيل من الدولة التي تعطى لهؤلاء في بعض الأحيان الفرصة لمهاجمتها من خلال بعض السياسات غير المدروسة، كل ذلك يجعل رئيس الوزراء في مرمى نيران النقد خاصة أن طرق الحكومة فى تعظيم موارد الدولة لا تخرج عن فرض مزيد من الضرائب على المواطنين».


واستطرد «صادق»: أفعال الحكومة هي من تعطي الفرصة للهجوم عليها وليس القرارات فحسب، بل هناك وزراء في حكومة الدكتور مصطفي مدبولي ليس لديهم الحنكة السياسية ويجب أن يتم تدريبهم لمواجهة الإعلام.


واستكمل: يجب على البعض أن يحذروا ويعرفوا جيدًا ماذا يقولون ومتى حتى لا يضطرون للخروج بعد ذلك للدفاع عن أنفسهم، ووقتها يكون موقفهم ضعيفًا بعدما تم اصطياد كلماتهم وتحويلها إلى قنابل في مواجهة الحكومة، أيضًا يجب أن يكون هناك مكتب إعلامي محترف بكل وزارة يعي جيدًا دوره ويكون متفاعلا مع الأحداث الجارية بحيث لا يترك الفرصة لمن «يصطاد في الماء العكر» ويسارع بتصويب الأمر قبل استفحاله أو توضيح النقاط المبهمة في تلك القرارات.