رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«10» أزمات اقتصادية تهدد مصر بعد اندلاع الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

رئيسا أمريكا والصين
رئيسا أمريكا والصين - أرشيفية


منذ اندلاع الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، أكبر دولتين اقتصاديتين في العالم، وبدأت تتأثر معدلات النمو للتجارة الدولية ومعدلات التصنيع وتدفقات رؤوس الأموال والاستثمار الأجنبي المباشر في كثير من دول العالم.


والحرب التجارية تعنى فرض رسوم جمركية بين دولتين أو أكثر بهدف تحقيق منافع اقتصادية، وحماية الصناعة الوطنية ورفع معدل التصدير، وفرض الهيمنة الاقتصادية.


ويبلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة الأمريكية نحو 19 تريليونا – ألف مليار دولار - فى حين يبلغ حجم الناتج المحلى للصين نحو 12 تريليون دولار، والأخير يحقق نموًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة.


وتمتلك الصين أكبر احتياطي من النقد الأجنبى فى العالم، بأكثر من 3 تريليونات دولار، وقيمة احتياطيات «بكين»، من الذهب تسجل 78.525 مليار دولار، مما يجعلها أبرز الدول المؤثرة فى القرار الاقتصادى العالمى.


من المتوقع أن ينخفض معدل نمو الاقتصاد العالمى إلى 2.9% عام 2019 من نسبة 3%، بسبب ارتفاع مخاطر التوترات التجارية وتراجع معدلات التجارة والتصنيع على الصعيد العالمى.


وفي سياق الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، شهدت مصر حالة من الاضطراب في أسعار الذهب والدولار، ووصل سعر الذهب إلى مستويات تاريخية، وتخطي حاجز الـ700 جنيه لأول مرة، بينما سعر الدولار في البنوك يشهد حالة من التذبذب صعودًا وهبوطًا بمقدار 5 قروش خلال الفترة الحالية.


وأكد خبراء اقتصاديون، أن هناك تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على مصر؛ في حالة اتساع نطاق الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، لافتين أن التأثيرات المباشرة ستكون في ارتفاع سعر الصرف، ارتفاع سعر الذهب، وهبوط البورصة، بينما التأثيرات غير المباشرة، والتي ستظهر على المدى الطويل، انخفاض حجم التجارة العالمية، بالإضافة إلى انخفاض التصدير، والاستيراد، وجذب الاستثمارات، وانخفاض إيرادات قناة السويس، وتوقف تدفقات رؤوس الأموال، بجانب ارتفاع أسعار بعض السلع والخدمات.


وفي هذا السياق، قال الدكتور صلاح الدين فهمي، أستاذ الاقتصاد بـ«جامعة الأزهر»، إن مصر جزء من العالم، وبالتالي ستصاب بأي تغييرات خارجية وخاصة مع وجود حرب تجارية بين أكبر دولتين في اقتصاديًا.


وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن الصراعات القائمة بين أمريكا والصين تسببت في ارتفاع أسعار الذهب في مصر خلال الفترة الماضية وتذبذب سعر الدولار في البنوك، وهبوط «حاد» في البورصة.


وأشار «فهمي»، إلى أنه في حالة استمرار الصراعات ستكون هناك صعوبة في جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، متوقعًا توقف انتقال رؤوس الأموال إلى مصر لفترة معينة.


وأوضح أستاذ الاقتصاد، أن الحرب التجارية بين الصين وأمريكا مجرد نزاعات ومشادات لن تصل إلى حالة حرب، بل ستتم تسويتها قريبًا، قائلًا: «لذلك التأثيرات على مصر خفيفة ومؤقتة، ولم نصل إلى حد الصدامات الكبرى».


ومن ناحيته، قال عمرو الجوهري، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بـ«مجلس النواب»، إن البرلمان سيناقش في جلساته القادمة مدى تأثير الحرب التجارية بين الصين وأمريكا على مصر، متابعًا: «هذا أحد الموضوعات الأساسية في اللجنة الاقتصادية».


وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه عند توقف التجارة العالمية أو حدوث بها اضطرابات، ستؤدي إلى توقف الاستثمارات، قائلًا: «الاستثمارات تأتي للتصنيع والتصدير للخارج، فعند توقف التجارة سيؤثر سلبًا على الاستثمارات الأجنبية في مصر».


وأشار «الجوهري»، إلى أن مصر تستهدف زيادة حجم التبادل التجاري بينها وبين الدول الأخرى وزيادة إيرادات قناة السويس، ومع استمرار الصراعات بين أمريكا والصين ستنخفض إيرادات قناة السويس، بالإضافة إلى زيادة أسعار بعض السلع والخدمات بعد رفع الضريبة الجمركية.


وطالب النائب بضرورة وجود حوار عالمي، لإنهاء النزاعات بين الصين وأمريكا وخاصة أن الوضع الاقتصادي والعالمي في مأزق، قائلًا: «أمريكا تهدف إلى زيادة مواردها بعد ارتفاع الدين الداخلي لها، بينما باقي الدول تسعى إلى توقف التعامل بالدولار مثل روسيا والصين».


وأوضح عضو لجنة الشئون الاقتصادية، أن العلاقة مصر بالصين أو بأمريكا، لن تتأثر بالحرب التجارية بينها، لاسيما أن مصالح مصر مع الدول الأخرى مصالح طبيعية مشتركة.


وأكد أن جميع دول العالم بحاجة لمصر، لموقعها الاستراتيجي المتميز، وقناة السويس، متابعًا: «ومصر تحتاج الغرب أيضًا لوجود عدد من الاتفاقيات والشراكة التي تجمعهما لذلك لن ننفصل عن العالم».