رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالصور| موجة جفاف تجتاح منازل قرية "جرفس" بالفيوم.. والمسئولين في "الطراوة"

صور لاطفال قرية جرفس
صور لاطفال قرية جرفس اثناء نقل المياه


كل قطرة مياه تسقط على الأرض صنعها الله الذي اتقن كل شئ، فالماء هو شريان حياة لجميع الكائنات الحية التي تعيش على وجه الأرض، سواء إنسان أو حيوان أو نبات،  فلماذا نمنعها عن البشر الذين هم في أشد الحاجة إليه، خاصة في ظل موجة الحر الشديدة التي تضرب البلاد؟

يعاني أهالي قرية "جرفس" التابعة لمركز سنورس بالفيوم، من انقطاع شبه مستمر لمياه الشرب في بعض المناطق بالقرية، منذ ما يقرب من شهر، رغم ذهابهم  لتقديم عدة شكاوى للمسئولين عن شركة مياه الشرب والصرف الصحي التابعة لمركز سنورس، لكن دون جدوى أو تحرك يذكر من قبل المسئولين، الأمر الذي يضعهم تحت ضغط نفسي شديد؛ بسبب الخوف على حياة أطفالهم ونسائهم وشيوخهم، من انتشار الأمراض المستوطنة والأوبئة بسبب التلوث الناتج عن نقص المياه في المنازل.

ورصدت جريدة "النبأ " هذه المشكلة التي يتعرض لها أهالي قرية جرفس بشكل يومي، على لسان بعض الأهالي من أبناء القرية.  

"محمود محمد قرني" يعمل نقاش من أهالي قرية جرفس يروى لـ " النبأ" معاناته بسبب الانقطاع المستمر  لمياه الشرب، حيث أكد بأن مشكة انقطاع المياه في القرية فاقت كل الحدود، وأنهم يعيشون الآن أصعب أيام حياتهم بسبب النقص الشديد لمياه الشرب في منازلهم، مشيرا إلى أنهم يذهبون كل يوم هم وأطفالهم ونسائهم إلى مركز سنورس تارة سيرًا على الأقدام وتارة أخري بالتروسيكلات؛ من أجل ملء المياه في "جراكن و براميل بلاستيك" لسد احتياجاتهم اليومية.

وتابع قرني "بالامس وعند عودتي من العمل، مكثت للفجر أمام موتور المياه الموجود بالمنزل منتظرا، على أمل أن تصل مياه كي أقضي حاجتي من استحمام وخلافه، لكن دون جدوى، مشيرا إلى أنهم تعرضوا لمثل هذا الموقف منذ فترة، وتجمع بعض أهالي القرية وقاموا بقطع طريق الفيوم القاهرة أمام حركة سير السيارات، وعليها تدخل محافظ الفيوم فور سماعه بالخبر، وعادت المياه للمنازل، كما كانت من قبل في نفس اللحظة قبل انصرافهم إلى منازلهم، وبالأمس اتفق بعض  الأهالي على تكرار هذا الموضوع، بالقيام  بالتجمهر أمام الوحدة المحلية التابعة للقرية، والذهاب إلى طريق الفيوم القاهرة لقطعه أمام حركة السيارات  احتجاجا منهم علي قطع المياه وعدم أهتمام المسئولين بمعاناتهم، لكن تدخل العقلاء من ابناء القرية ومنعوا هذه الخطوة علي أمل أن يتحرك المسئولين".

وأشار قرني، إلى أن تعداد سكان قرية جرفس يتعدى 8 آلاف نسمة، والأغلبية تعاني من مشكلة  نقص المياه، عدا بعض المناطق الموجودة علي طريق الفيوم، نظرا لاشتراكهم في خط منفصل عن باقي خطوط القرية  القادم من مدينة الفيوم لسنورس، أما المنازل الموجودة في قلب القرية فهي تعاني الأمرين بسبب انقطاع المياه بصفة دائمة منذ 28 يوم وهي الأكثر تعدادا للسكان.

وأوضح "قرني"، أنه إلى الآن لم يظهر سبب مقنع لانقطاع المياه، فالبعض أكد لهم بأن هناك بعض الأشخاص يتحكمون في عملية فتح وغلق المياه على حسب مزاجهم،  والبعض الآخر أكد لهم بأن هناك عمليات صيانة تُجرى للخط، دون أن يقدم لهم أحدا دليل قاطع على سبب هذه المشكلة.

أما إسماعيل إبراهيم مرسي موظف بشركة بترول من أهالي قرية جرفس، أكد أن موضوع انقطاع المياه بالقرية، بدء قبل العيد بحوالي 10 أيام  تقريبا، ولم يأتي سوي ساعة واحدة قبل الفجر، ومنذ هذا التوقيت لم نراها في منازلنا، وأشار بانه لا يعلم أين ذهبت المياه التي كانت متواجدة في منازل القرية بصفة مستمرة.

وأوضح "مرسي" أن زوجته كل يوم تقطع مسافة تتعدى النصف كيلو متر ذهاب وعودة سيرا علي الأقدام؛ من أجل إحضار المياه من مركز سنورس، مشيرا إلى أن زوجته بدأت تمرض بسبب المجهود الذي تبذله من أجل إحضار المياه.

وتابع مرسي، "في بعض الأحيان أستأجر "تروسيكل" بمبلغ 30 جنيه، من أجل الذهاب به إلي مركز سنورس لملء براميل المياه ذات الحجم الكبير"، ولفت إلى أن دورة المياه في المنزل أصبحت لا تطاق بسبب الرائحة الكريهة المنبعثة منها بسبب نقص المياه، وأضاف بأنه يعاني من إصابة في قدمه تمنعه من الجلوس على قاعدة "الحمام البلدي"، ومصمم له خصيصا حمام "فرنجي"  في المنزل لقضاء حاجته، وهذه النوعية من الحمامات تحتاج إلى مياه بشكل مستمر.

وتابع مرسي، أنه ذهب مع أهل القرية ذهبوا إلى أحد أعضاء البرلمان بدائرة مركز سنورس، للاستنجاد به، إلا أنه أبى ولم يقدم لهم شيء، ولا زالت مشكلة انقطاع المياه مستمرة في القرية، مطالبا المسئولين سرعة التحرك لإنقاذهم من هذه المعاناة التي يتعرضون لها بشكل يومي.

وقالت "زينب المغني" فتاة، مقيمة بقرية جرفس، أن مشكلة المياه تؤرق جميع أهالي قريتنا، وتداعياتها أصبحت تشكل خطرا داهما علينا كأسر وعلى صحة الأطفال، مشيرة بأن المياه تحولت إلى أماكن أخرى، يقطن بها أعضاء البرلمان، قائلةً "يعني بصراحة كدا إحنا اتسرقنا بس بصنعة لطافة لحساب ناس آخرين مهمة في القرية".

وتابعت المغني بأنهم أرسلوا عدة شكاوي للمسئولين في شركة مياه الشرب بسنورس، ولم يرد عليهم أحد، ومنهم شخصية لها ثقلها السياسي في الفيوم، وأشارت إلى أن خطوط المياه بالقرية تنقسم إلى  4 خطوط وجميعهم يعملون بكفائة عالية، عدا الخط الخاص بمنطقتهم دائما عطلان.

واختممت المغني، أنهم منذ يومين تجمع عدد 40 فرد من أهالي القرية وحرروا شكوي بأسمائهم، وقدموها إلى الجهات المعنية بسنورس؛ من أجل وجود حل جزري لمشكلة انقطاع المياه، وأشارت إلى أن بعض القرى المجاورة، والتي تتغذى من نفس الخط تعاني الأمرين  أيضًا، من انقطاع المياه بشكل مستمر.