رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سر التراجع عن المشاركة في «صكوك الأضاحى» رغم إغراءات «الأوقاف»

وزير الأوقاف - أرشيفية
وزير الأوقاف - أرشيفية


تشهد «سوق الأضاحي» في البلاد حالة من الركود قبل عيد الأضحى، في ظل عدم قدرة كثير من المصريين على الشراء بسبب تدني الدخول، بينما ارتفعت أسعار الصكوك في الجمعيات الخيرية ومؤسسات العمل الخيري، لعيد الأضحى هذا العام، بنسب وصلت لـ12%، مقارنة بأسعار العام الماضي، بحيث تراوحت أسعار صكوك اللحوم المستوردة هذا العام بين 1800 و2250 جنيهًا للصك، كما تراوح سعر صك اللحم البلدي بين 3000 و3300 جنيه للصك.


ويبلغ متوسط سعر كيلو اللحوم الحمراء نحو 130 جنيهًا، لكن سعره يصل في المجمعات التابعة لـ«وزارتي التموين والزراعة»، وبعض المحافظات إلى ما بين 80 جنيهًا و100 جنيه للكيلو جرام. 


فيما تطرح وزارة التموين بالتعاون مع وزارة الأوقاف، صكًا بقيمة 1500 جنيه.


ويزن صك الأضحية 27 كيلو جراما، تسمح الجمعيات الخيرية لصاحب الصك بالحصول على ثلث الأضحية أي حوالي 9 كيلو جرامات.


ونظرا لتراجع الإقبال هذا العام على صكوك الأضاحي، فقد لجأت الوزارات والجمعيات الأهلية لتخفيض قيمة الصك، ولأول مرة نجد خللًا كبيرًا في قيمة صك الأضاحى بين جهة وأخرى. 


وتستعرض «النبأ» في التقرير التالي تفاوت قيمة صك الأضحي لهذا العام ولأول مرة، وسر تراجع المواطنين على الإقبال على صك الأضاحى.

 

البداية عندما أعلنت «وزارة الأوقاف»، أنّ قيمة «صك الأضاحي» هذا العام 1800 جنيه، في حدود ما تأتي به وزارة الأوقاف من أبقار سودانية ويتم ذبحها، وهذا الأمر مدروس دراسة شرعية جيدة.


وقال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة إن هناك نقطة هامة وهي أن قيمة الصك 1800 جنيه بحد أدنى ١٨ كيلو لحما صافيا يتم توزيعها على الفقراء، وأن الصك الذي يخرج من المتبرع يذهب إلى يد الفقير، ولا توجد أي إعلانات ولا أي مصاريف إعلانات ولا مصاريف إدارية. 


وأضاف "أن ما يميز ذلك هو أن الأضحية تذهب بالكامل للفقراء في أقصي المناطق الشعبية والأكثر فقرًا، مشيرا إلى أن هذا يدخل ضمن خطة الدولة المتكاملة في توفير الحماية الاجتماعية وحياة كريمة للأسر الأكثر احتياجا. 


وأوضح: "أن عملية الصكوك تمر بعملية محاسبية شديدة الدقة، بدءًا من التصاريح وأختام من وزارة التضامن والأوقاف، ثم الآذن بالطباعة الصكوك بمطابع الأميرية من أجل أن تكون محكمة برقم خاص غير قابل للتكرار"، مشيرًا إلى "أن من الأسبوع المقبل سيتم ختم الصكوك من التضامن.


وأشار إلى أنه في العام الماضي احتلت محافظة الإسكندرية المرتبة الثانية بعد القاهرة من حيث مبالغ جمع الصكوك، وأننا نأمل هذا العام البدء في المنظومة مبكرًا.


وتابع "أنا في أول سنة في جمع الصكوك الأضاحي جمعنا حوالي ٣٢ مليون، وفي العام الثاني جمعنا ٤٨ مليون، وأما السنة الماضية فجمعنا ٦٤ مليون، وأننا نستهدف هذا العام١٠٠ مليون جنيه".


ولجذب المواطنين على شراء صك الأضاحي، فقد قررت الأوقاف، تحويل 20% من جميع فوائض حسابات مجالس الإدارات بالمساجد إلى حساب صكوك الأضاحي الموحد بالبنك المركزي (2 22222 4509)، وتسليم صورة أمر الدفع إلى مدير الإدارة الواقع في نطاقها المسجد وبلا أي استثناءات في ذلك للصالح العام، ولصالح الأسر الأولى بالرعاية. 


وطالبت الوزارة جميع المديريات بموافاتها ببيان تفصيلي بجميع حسابات مجالس الإدارات وما تم في ذلك، مؤكدة أن أي مجلس إدارة لا ينفذ ذلك سيتم تحويل 50% من إجمالي حساباته لحساب المشروع دون أي استثناءات في هذا الأمر.


وقالت وزارة الأوقاف إنه بلغ إجمالي مبيعات صكوك الأضاحي 11 مليونًا و318 ألفًا، و400 جنيه، وتعد مديرية أوقاف القاهرة رائدة في مشروع صكوك الأضاحي حيث حققت الألف صك الأولى.


من جانبها حددت مؤسسة مصر الخير سعر الصك 3.300 ج. مقابل 27 كيلو لحما صافيا يستلم المتبرع منهم 9 كيلو نصيبه الشرعي في الأضحية وتنوب عنه المؤسسة فى توزيع 18 كيلو على المستحقين في جميع محافظات مصر،كما أن المؤسسة تقدم خدمة التوصيل للمنازل بتكلفة 100 جنية للتوصيل لأي مكان ولأي عدد من الصكوك، ويشترط أن يكون التوصيل لنقطة واحدة.


أما جمعية رسالة الخيرية، فقد أعلنت أن صك الأضحية لهذا العام بـ 1800 جنيه بحيث يكون متوسط حجم العجل 350 كجم والصافي 160 كجم حيث يمثل قيمة الصك 17 العجل يتم ذبح العجول بدءا من أول ايام العيد وفى خلال ايام التشريق طبقا للشريعة الاسلامية وتحت اشراف لجنة فنية. 


وارتفع سعر صك الأضحية في بنك الطعام المصري خلال عيد الاضحى المبارك 2018 إلى 3 آلاف جنيه للعجل البلدي، مقابل 2650 جنيهًا العام الماضي، بارتفاع نحو 8.5%، فيما بلغ سعر الصك للحم المستورد إلى 1900 جنيه، مقابل 1850 جنيهًا في العام الماضي، ويمثل الصك الواحد قيمة خروف أو سُبع (17) عجلا. طبقًا للشريعة الإسلامية، ويقول البنك إن النسبة الأكبر من الذبح تكون عجول، لأن صافي لحومها تمكنه من زيادة عدد المستفيدين، وبالنسبة لصك العجل البلدي، فإن الذبح والتوزيع يتم في مصر خلال أيام عيد الأضحى.


أما صك الأضحية المستورد، فإن الذبح يتم خلال أيام العيد خارج مصر في (السودان والهند واستراليا) طبقًا للشريعة الإسلامية، في مجازر معتمدة من الحكومة وهيئة الخدمات البيطرية لوزارة الزراعة، مع حضور مندوب من بنك الطعام، بحسب موقع البنك الإلكتروني.


توفر جمعية الأورمان 3 أنواع من الصكوك، الأول للعجول المستوردة الصغيرة بقيمة 1950 جنيهًا، مقارنة مع 1490 جنيهًا العام الماضي، بزيادة حوالي 27.5%.


والنوع الثاني للصكوك، هو عبارة عن عجول كبيرة مستوردة، بمبلغ 2250 جنيهًا، وهو نوع صك جديد لم يكون متوفرًا العام الماضي.


والنوع الثالث هو عبارة عن عجول بلدي، بسعر 3100 جنيه، مقابل 2850 جنيهًا العام الماضي بزيادة 8%.


وكانت جمعية الأورمان وفرت العام الماضي نظام لتقسيط ثمن صك الأضحية، لمدة تصل إلى 12 شهرا، بحد أدنى 160 جنيها شهريا، ولكن هذا النظام لم يعد متوفرًا هذا العام.


على الجانب الآخر حرصت المؤسسات الخيرية والجمعيات الأهلية على نشر فتاوى دار الإفتاء الصادرة عام 2012 والتي تؤكد جواز التضحية عن طريق صك الاضاحي، وقالت أمانة الفتوي بدار الإفتاء، إن الصك نوع من أنواع الوكالة، وهي جائزة في النيابة عن الذابح في الأضحية، حيث يجوز لمن صَعُبَ عليه إقامةُ سُنَّة الأضحية بنفسه أن يُنيب عنه الجمعية الخيرية أو غيرها عن طريق هذا الصك أو نحوه، وعلى الجمعية الخيرية عمل ما يلزم لاختيار الأضاحي وذبحها وتوزيعها طبقًا للأحكام الشرعية.


كما حرصت وزارة الأوقاف من خلال أئمة المساجد على ضرورة حث المواطنين على الإقبال على صك الأضاحي، وأن هناك مكافأة كبيرة للإدارات التي تقوم بجمع نسبة كبيرة من الصكوك، وسط المطالبة بالتأكيد على عدم وجود فساد في عملية توزيع لحوم الصكوك.