رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

إسرائيل تعيش «3» أيام من الرعب بعد زيارة «نيكسون» لمصر

صورة للزيارة - أرشيفية
صورة للزيارة - أرشيفية


فى ربيع 1974، وجّه الرئيس أنور السادات الدعوة للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون لزيارة مصر بعد مرور عدة أشهر من نصر أكتوبر المجيد، وقبل «نيكسون» الدعوة ليكون أول رئيس أمريكي في التاريخ يزور مصر رسميًا.

هبطت طائرة «نيكسون» في مطار القاهرة يوم الأحد 12 يونيو 1974، وكان على رأس مستقبليه الرئيس أنور السادات وكبار رجال الدولة.

وبدهائه السياسي أراد الرئيس «السادات» أن يكون الاستقبال رسميًا وشعبيًا وقرر أن يستقل سيارة مكشوفة مع الرئيس الأمريكى على طول الطريق من المطار وحتى القصر الجمهوري.

والطريف أن «السادات» تعهد لحرس الرئيس «نيكسون» بالحفاظ على حياته بعد أن اعترض طاقم حراسته على ركوبه سيارة مكشوفة.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فمع اليوم التالي للزيارة استقل الرئيسان القطار الرئاسي من القاهرة للإسكندرية واصطف الملايين على طول الطريق لتحية الرئيس الأمريكي الذي أصابه الذهول من حفاوة الاستقبال، حيث كان القطار يتوقف في المحطات المختلفة ليتسنى للمواطنين تحية «السادات» وضيفه الرئيس الأمريكي.

وعلى هامش الزيارة اصطحب «السادات» ضيفه في جولة بمنطقة الأهرامات وفوجئ «نيكسون» بهذا الاستقبال الحافل خاصة أنه منذ أشهر قليلة كان يمد إسرائيل بالسلاح والعتاد في حرب أكتوبر فكان بمثابة العدو الأول لمصر.

ولكنها سياسة والأحوال تتبدل، استمرت الزيارة 3 أيام وحققت نتائج هامة للغاية، وانزعجت إسرائيل بشدة من حفاوة استقبال «نيكسون» بالقاهرة وشعرت أنه ربما يؤدي ذلك لتغيير في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.

وكان من ضمن نتائج زيارة «نيكسون» لمصر إلغاء الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف زيارته لمصر بعد زيارة «نيكسون».

ولكن تبقى أهم النتائج أن هذه الزيارة كانت نقطة تحول في العلاقات «المصرية - الأمريكية»، وبدأت مصر تتحول بوصلتها السياسية للمعسكر الغربي بعد تلك الزيارة وبعد أقل من عامين وبالتحديد في 29 مارس 1976 ألغى «السادات» معاهدة الصداقة مع الاتحاد السوفيتي، وبدأ «السادات» يردد أن 99٪ من أوراق اللعبة في يد أمريكا.

ولكن هذه الزيارة كانت شؤمًا على «نيكسون» فبعد أقل من شهرين وبالتحديد في 8 أغسطس 1974 وقعت فضيحة «ووترجيت» وتم إجبار الرئيس «نيكسون» على الاستقالة من منصبه، وتولى الرئاسة نائبه جيرالد فورد ولم يمكث في الرئاسة سوى عامين وبضعة أشهر وخسر انتخابات الرئاسة في نوفمبر 1976 أمام المرشح الديمقراطي جيمي كارتر.