رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل مذهلة عن «أم الكتاب» وأعظم سورة فى القرآن

القرآن الكريم - أرشيفية
القرآن الكريم - أرشيفية


ما من يومٍ يمر إلا وتتجلى حكمة الخالق جل وعلى، في حقائق كونية مبهرة، منها وجود نظام رقمي يشمل جميع كلمات القرآن وآياته وسوره، ويعتمد هذا النظام على الرقم سبعة، الأكثر تميزًا في القرآن الكريم، فتلك التناسقات السباعية في مسألة تستحق التفكير والتأمل، فقال سبحانه وتعالى: (الله الذي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) (سورة الطلاق: الآية 12)، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية هذا الرقم، وتكرر الرقم سبعة في القصص القرآني فهذا يشهد على وحدانية الله سبحانه تعالى.


كما أن للرقم سبعة حظ وافر في الأحاديث النبوية الشريفة، ولا يقتصر ذكر الرقم سبعة على الحياة الدنيا فقط بل نجد له حضورًا في الآخرة.


سورة الفاتحة هى أعظم سورة في القرآن الكريم، وقد قال في حقها المصطفى صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسه بيده ما أنزل مثلها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان وهي السبع مثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته) (رواه الأمام أحمد)، وبما أن المولى تبارك وتعالى هو الذي سمى هذه السورة بالسبع المثاني، فقد جاءت جميع الحقائق الرقمية فيها تشكيل أعدادًا من مضاعفات الرقم سبعة.


وهنا نوجه سؤلًا لكل من يشك بصدق هذا القرآن: إذا كان القرآن من صنع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، كما يدعى المبطلون فكيف استطاع النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم أن يرتب كلمات وحروف سورة الفاتحة، بحيث تشكل نظامًا معقدًا يقوم على الرقم سبعة، ويسميها بالسبع المثاني؟ بل كيف استطاع رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام أن يأتي بمعادلات رقمية تعجز أحدث أجهزة القرن الواحد والعشرين عن الإتيان بمثلها؟ وكلمة مثاني تكررت في القرآن مرتين بالضبط في الآيتين:


( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (سورة الحجر: الآية 87 )، المرة الثانية قال تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا مثاني) (سورة الزمر: الآية23)، إذًا كلمة "مثاني" استخدمت في القرآن مرة للحديث عن الفاتحة، وهي السبع المثاني، ومرة لوصف القرآن؛ فهو كتاب مثاني، فإن العدد الذي يمثل أرقام الآيتين 23-87، هو عدد يقبل القسمة على الرقم سبعة.


ويذكر الشيخ محمد رشيد في كتاب "تفسير المنار": معنى كونها مثاني أنها تثنى وتعاد في كل ركعة من الصلاة، لفرضيتها فيها كما تقدم.


وقيل معناه: أنها يثنى فيها على الله تعالى بما أمره، وقيل غير ذلك، وقد فصلها السيوطي في الدر المنثور: قد روى الطبري بإسنادين جيدين عن عمر ثم عن على، قال: "السبع المثاني فاتحة الكتاب – تثنى في كل ركعة"، زاد عن عمر وبإسناد منقطع عن ابن مسعود مثله، وبإسناد حسن عن ابن عباس، كما إنهم يقولون: إنها السبع الطول ( جمع طولي مؤنث أطول )، قال: لقد أنزلت هذه الآية، وما نزل من الطول شيء، ويوضح "رشيد": يعني أن سورة الحجر التي فيها هذه الآية قد نزلت بمكة قبل السور السبع الطول: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام والأعراف، ويونس كما قال بعضهم في السابعة: إنها سورة يونس، قال آخرون: هي الأنفال، وبراءة - وعدهما سورة واحدة - وقال بعضهم: إن الراوي نسي السابعة، والقول بأنها السبع الطول، رواه النسائي والطبري.


ويقول عبد الدائم الكحيل في كتاب "إشراقات الرقم سبعة" إن هنالك حضورا للرقم سبعة في أول سورة من القرآن، في آيات سورة الفاتحة التي افتتح الله تعالى بها كتابه، وجعلها سبع آيات.


والسبع مثاني هي سورة الفاتحة وهي أعظم سورة في القرآن كما رأينا، وهى سبع آيات، وعدد الحروف الألف بائية، التي تتألف منها هذه السورة هو21 حرفًا، وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة، ويحدثنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، فيقول: (الحمد لله رب العالمين هي السبع مثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)، إنها أم الكتاب، وهى السبع مثاني وهي سورة الفاتحة، حتى أن الله تعالى قد ذكرها على ذكر القرآن بخطابه للحبيب الأعظم كما في ما سبق أنها السورة التي لا تصح الصلاة إلا بها، فلا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب، فسورة الفاتحة هي عبارة عن نص محكم من الكلمات والأحرف.


ويواصل الكحيل، قد قمت بدراسة هذا النص الكريم؛ فتبين بما لا يقبل شك أن أساس النظام الرقمي لحروف السورة وكلماتها يقوم على الرقم سبعة، وهذا أمر بديهي؛ لأن الله تعالى هو الذي سمى هذه السورة بالسبع مثاني، ولو سرنا عبر آيات القرآن الكريم، فإننا نرى نظامًا متكاملًا يكشف لنا سر تسمية الفاتحة بأم القرآن.


وهو ارتباطها الوثيق مع القرآن، إن هذه النتائج الرقمية لو كانت عن طريق المصادفة لما رأينا هذا الأحكام المعجز، وقد حاولت جاهدًا الحصول على أي نظام في مقاطع من الشعر والأدب، ولكن لم أحصل على ذلك، فقد تجد مقطعًا من قصيدة فيه عدد من مضاعفات الرقم سبعة بالمصادفة، وقد تجد في مقطع آخر عدد من مضاعفات الرقم سبعة، ولكن هيهات أن تحصل على عشرة أعداد جميعها من مضاعفات الرقم سبعة، فكيف إذا علمنا أن سورة الفاتحة التي لا تتجاوز 3 أسطر مئات العمليات الرياضية.


وجميعها جاءت منضبطة مع الرقم سبعة والسؤال: من الذي ضبط هذه الأرقام وأحكامها؟، تتجلى عظمة هذه السورة أنك كيفما نظرت إليها تجدها محكمة تتعدد الطرق العد والإحصاء، ويستمر النظام المحكم ليشهد على أن كل حرف من القرآن هو من الله سبحانه وتعالى، ونطرح سؤال على كل من يشك بالقرآن: هل يستطيع البشر أن يأتوا بــ31 كلمة مثل الفاتحة؟ فرقم سورة الفاتحة 1، وعدد آياتها 7، وعدد كلماتها 31، وعندما نصف هذه الأعداد نجد عددًا من مضاعفات الرقم سبعة: إن العدد 3171 من مضاعفات الرقم سبعة 453×7= 3171.


الجنة والنار والسواد

من عجائب القرآن الكريم، الذي لا تنقطع عجائبه، اللون "الأسود" والذي تكرر ذكره في القرآن سبع مرات نفس عدد أبواب جهنم، وتكررت كلمة "أبواب" في القرآن الكريم في 15 مرة، أي حاصل جمع عدد أبواب الجنة إلى عدد أبواب النار؛ فتكون النتيجة 15، فهل يعقل أن تكون مصادفة؟، ويذكر الكحيل في كتاب "إشراقات الرقم سبعة": إنه جاء تكرار كلمة "جهنم" في القرآن الكريم كله 77 مرة، وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة أيضًا.


وعن أبواب جهنم السبعة، يقول الله تعالى: (وأن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منها جزء مقسوم) (سورة الحجر: الآية 44)، وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يجعل لجهنم سبعة أبواب، لتكون جزاءً لكل من يكفر بخالق السموات السبع، أما عن عذاب الله في ذلك اليوم فنجد حضورًا للرقم سبعة، يقول عز وجل: (ثم في سلسلة زرعها سبعون زراعًا فاسلكوه) (سورة الحاقة: الآية 69).


وكما جاء في كتاب "فتاوى دار الإفتاء المصرية": أن للنار سبعة أبواب وذكر أن الباب الأول اسمه: جهنم، والثاني: لظى، والثالث: سقر، والرابع: الحطمة، والخامس: الجحيم، والسادس: السعير، والسابع: الهاوية، وهى أسماء مأخوذة من طبقات جهنم، والله أعلم بالحقيقة.


وأضاف الدكتور عمر سليمان في كتاب "اليوم الآخر الجنة والنار" أن ابن كثير شرح الآية السابقة وقال فيها: (أي قد كتب لكل باب منها جزء من أتباع إبليس، يدخلونه لا محيد لهم عنه، وأجارنا الله منها، وكل يدخل من باب بحسب عمله، ويستقر في درك بحسب عمله).


وللجنة أبواب، يدخل منها المؤمنون، كما يدخل منها الملائكة (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ) (سورة ص: الآية50)، (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) (سورة الرعد:الآية 23)، وأخبرنا الحق تبارك وتعالى أن هذه الأبواب تفتح عندما يصل المؤمنون إليها، وتستقبلهم الملائكة محييه بسلامة الوصول: (حتى إذا جاءها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فأدخلوها خلدين) (سورة الزمر: الآية73).