رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

زكاة الفطر تفجر الحرب بين «ابن الحوينى» ومشايخ الأزهر والأوقاف

الحوينى ونجله - أرشيفية
الحوينى ونجله - أرشيفية


اشتعلت الخلافات بين دار الإفتاء و«الأزهريين» من ناحية وبين التيارات السلفية، على خلفية هجوم الأخيرة على دار الإفتاء؛ بسبب تحديدها قيمة زكاة الفطر لهذا العام بـ«13» جنيهًا، والاكتفاء بإخراجها مالًا، وهو ما رفضه السلفيون.


الخلاف أثار الجدل مجددًا على قيمة الزكاة، وهل يكون ماديًا أم حبوبًا فقط، كما أعاد الخلاف مجددا داخل الأزهر وتحديدًا هيئة كبار العلماء ومطالبة الأخيرة بضرورة العودة للسنوات الماضية وقيام الهيئة بالتشاور وأخذ الرأي في قيمة الزكاة وسط انتقادات الشارع لارتفاع قيمتها هذا العام عن العام الماضي، حيث كانت لا تتعدى الـ«8» جنيهات.


بدأت الأزمة عندما خرج حاتم الحويني، نجل الداعية السلفي الشهير أبى إسحاق الحوينى، والذى تطاول على علماء الأزهر، وتهكم على فتوى مفتي الديار المصرية الدكتور شوقى علام، والخاصة بتحديد مقدار زكاة الفطر لعام 1440 هجريا بحد أدنى 13 جنيهًا مع جواز إخراجها مالا، حيث سبق لأبيه إبى إسحاق الحوينى الداعية السلفى بتوجيه السباب لـ«مفتى» جمهورية مصر الأسبق الأستاذ الدكتور على جمعة.


وعلق نجل الحوينى على فتوى مفتى الجمهورية قائلا: «يا أخي حاجة غريبة! أكن المفتي ها يدفعها من جيبه! يا أخي ده زكاة للمستطيع! يعني بالمقدار ومفهاش تيسير وتعسير! اللي يقدر يدفع واللي ما يقدرش لا حرج عليه! بل يأخذ منها كمان!".


وتابع: "بالراحة كده علشان نفهم.. قال ﷺ: «فَرَض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زكاةَ الفِطر مِن رمضان على الناس، صاعًا مِن تمر، أو صاعًا من شَعير، على كلِّ حُر أو عبد، ذكر أو أنثى مِن المسلمين»، لحد كده الكلام تمام، طيب هو إيه الصاع ده؟ الصاع: هو وحدة قياس تستخدم لقياس الحجم، وهو من المكاييل التي كانت تُستعمل في القديم لكيل المواد المختلفة وخاصة المواد الغذائيّة".


طيب مقداره كام بالكيلو في واقعنا دلوقتي؟ يقدّر الصاع على أنّه يساوي تقريبًا (2.035) كيلو جرامًا تقريبًا، وهناك من قال إنّ الصاع الواحد يعادل ما مقداره (2.6) كيلو جرامًا تقريبًا، وقد تمت عمليات التقدير هذه بناءً على أنّ (المد) يعادل مـلء يدي رجل واحد، ومن هنا كان المد يقترب تقريبًا من حوالي (650) جرامًا، وإذا علمنا أنّ الصاع الواحد يساوي تقريبًا أربعة أمداد، فإنّ كتلة الصاع الواحد تقدّر تقرييًا حينئذ بـ(4 650 جرامًا = 2.6 كيلو جرامًا)، يعني 3 كيلو إلا 400 جرام تقريبًا (نقول 3 كيلو جرام)، طيب براحة كده كيلو الأرز في مصر بكام؟ كيلو التمر (البلح) بكام؟، احسب انت علشان تعرف إن 13 جنيهًا تضليل وخداع بدعوى التيسير! أقل شيء (شوف أسعارها في بلدك واحسب على أساسها)، هكذا انتهى رد نجل الحوينى.


الأمر لم يتوقف عند ذلك فقط، فقد فقط قال الداعية السلفي سامح عبد الحميد حمودة، إنه يجوز إخراج زكاة الفطر بالمكرونة.


وأضاف عبر حسابه على فيس بوك: "لأن زكاة الفطر تُخرج من طعام أهل البلد، والمكرونة من طعامنا، ولا يُشترط فيما يخرج في زكاة الفطر أن يكون خارجا من الأرض، لأن الصحابة أخرجوا (الأقط) أي اللبن المُجفف اليابس، وهو ليس مما يخرج من الأرض".


هجوم السلفيين على المفتي، تسبب في غضب كبير لدى الأوساط الأزهرية والمؤسسات الدينية، حيث أعلنوا التوحد بجانب المفتي، وأصدر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف قرارًا، بالتنبيه على جميع مساجد مصر بما جاء فى فتوى دار الإفتاء المصرية من تحديد زكاة الفطر لهذا العام رمضان 1440هــ بقيمة 13 جنيها، بالتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية برئاسة الإمام الأكبر الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.


وشمل التنبيه أن تكون قيمة الزكاة «13» جنيهًا كحدٍّ أدنى عن كل فرد، وأنها اختارت الأخذ برأى الإمام أبى حنيفة فى جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب؛ تيسيرًا على الفقراء فى قضاء حاجاتهم ومطالبهم.


كما أعلن مجمع البحوث الإسلامية مساندته لفتوى المفتي، وقال المجمع، إن الذين يقفون على حرفية النص، ويقولون لا يجوز أن تخرج القيمة، ولا بد أن تخرج الحبوب.


فهذا رأي مغلوط لا يستقيم قطعا في زماننا هذا وإنما يختلف هذا بمراعاة الحال والمقام والعادة والمجتمع ولابد من بيان عدة نقاط: في ذلك عدة نقاط:


النقطة الأولى: ما كان قوتا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح في زماننا الآن فاكهة فالتمر كان قوتا رئيسيا يعيش عليه الناس في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولكن في زماننا لا تستطيع أنت ولا أنا ولا يستطيع أي مسلم أن يظل يعيش كل يوم على التمر.


النقطة الثانية: ما كان يخرج في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يعتبر قوتا أصبح في زماننا علفا للحيوان فالشعير كان يأكله الصحابة ويصنعون منه الخبز ولكن في زماننا لا نأكل الشعير وإنما يأكله الحيوان بل بعض الحيوانات تترفع عن أكل الشعير.