رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عاصمة كوكب التطور.. بكين ترنو للمستقبل بسلاح الذكاء الاصطناعي

بكين
بكين


بكين، عاصمة الصين، هي مزيج من القديم والجديد، فهناك أزقة الهوتونج القديمة حيث لا يزال الحلاقون يقطعون الشعر على الرصيف وناطحات السحاب المرتفعة في "سي بي دي" والمطاعم والأماكن الفاخرة في سانليتون.

يهيمن مبنى التلفزيون المركزي كواحد من العديد من المباني الحديثة على أفق العاصمة المتوسع، وقدما، يصبو المسؤولون إلى تحويلها ل"ميغا كابيتال " بدمجها مع بلدية تيانجين القريبة لاستيعاب 130 مليون نسمة، وفي وضعها الحالي تتوقف كل حياتك على بطارية هاتفك، إذا نفد الشحن منها تصبح واقعيا خارج الحياة.

تشتهر بكين بالمدينة المحرمة والمعابد القديمة والملاعب الأوليمبية والتلوث وغلاء أسعار السكن، كانت المدينة تاريخيا واحدة من أكبر المناطق الحضرية في العالم، حيث بلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة في عام 1800، مما جعل منها أكبر منطقة حضرية في العالم في ذلك الوقت.
  
وفي وقت لاحق من القرن التاسع عشر، انخفض عدد سكانها إلى أقل من مليون نسمة، حيث احتلت لندن وباريس ثم نيويورك مكانة بارزة.

ووصل عدد سكان بكين الى أقل من ٣ ملايين عام 1953، ومنذ ذلك الحين زاد عدد سكان المدينة أكثر من سبعة أضعاف ليصل الى 21 مليون ونصف نسمة في 2018.

وهذا الرقم يمثل تراجعا بنسبة 165 ألف عن مثيله في 2017 مع بدء حكومتها سياسة تحد من النمو السكاني. وبلغ عدد سكان بكين ذروته ليصل إلى 21.73 مليون نسمة في عام 2016.

تعد بكين واحدة من أربع "بلديات تدار مباشرة في الصين" أو "بلديات على مستوى مقاطعات"، إلى جانب شانغهاي وتشونغتشينغ وتيانجين. وهي منطقة حضرية متوسعة تبلغ مساحتها 1350 ميل مربع (3500 كيلومتر مربع). وتحتل المرتبة 12 من بين أكبر المناطق الحضرية في العالم، وهي أكبر من أي منطقة حضرية في الولايات المتحدة أو أوروبا باستثناء نيويورك.

وفي تلك المنطقة التي تلفها 6 طرق دائرية قبل افتتاح الدائري السابع الذي يبلغ طوله أكثر من 1000 كم ويشق مقاطعة خبي المجاورة، لا تزال هناك جيوب غير مطورة وخاصة في مناطق الضواحي، ما قد يؤدي إلى مزيد من التطور وزيادة في عدد السكان والكثافة.

باستثناء الطريق الدائري الأول الذي يلف المزار السياحي الشهير "المدينة المحرمة" وسط المدينة، جميع الطرق الدائرية طرق حرة وسريعة. ويضم الطريق الدائري الثاني اثنين من الأحياء القديمة هما سيتشينغ ودونغتشينغ. 

وتضم هاتان المنطقتان معظم مباني "الهوتونغ" القديمة المتبقية، التي تحمل الطراز الصيني القديم من الأبنية، بطابع صيني أصيل مجدد، إضافة إلى ميدان تيانانمن، وبرج الطبل وبرج الجرس ومعبد يونغخونغ لاما (البوذي). 

كما تضم هذه المناطق أبرز الحدائق الوطنية في الصين مثل بيهاي وهوهاي وتاورانتغ وجينغشان، والأخيرة تضم تلة كبيرة أعلاها نقطة منتصف العاصمة، وتعتبر مقصدا للراغبين في إلقاء نظرة بانورامية على العاصمة ومعالمها.

تتألف العاصمة من ست أحياء داخلية تقع بشكل عام ضمن الطريق الدائري الخامس، وتشمل أول الضواحي الدائرية منطقة تشاويانغ، موطن "حي الاعمال المركزي" أو "سي بي دي" والذي يعد أكبر تجمع للأبراج الشاهقة في المنطقة الحضرية.

ويصل طول أعلى ناطحة سحاب في ال "سي بي دي" الى 528 مترا وهي تشاينا تسون، وهي بناية حديثة اكتمل بناؤها في 2018، وتضم 108 أدوار متعددة الأغراض. ويأتي بعدها مبني برج تشاينا ورلد تاور بطول 330 مترا. 

وإجمالا يوجد 41 مبنى و4 تحت الإنشاء بارتفاع يزيد عن 150 مترا، واثنان ازيد من 300 متر. وتعد بكين رقم 30 على العالم من حيث عدد المباني المكتملة التي يصل ارتفاعها الى أكثر من 150 مترا، وتحتل المرتبة ال ٢٠ على صعيد قارة اسيا. وأول مبنى شيد بهذا الارتفاع هو كابيتال مانشن عام 1989. 

ومن الملاحظ أن كل هذه المباني الشاهقة بنيت في فترة لا تتجاوز 30 عاما فقط، ما يشير الى التطور المتسارع الذي شهدته المدينة، حيث كان أعلى مبنى في المدينة حتى عام 1986 هو فندق كونلون ويصل ارتفاعه الى 102 مترا فقط. 

ويخدم "سي بي دي" الواقع شرقي الدائري الثاني كواجهة مالية وتجارية لبكين، حيث توجد فيه مقرات شركات المال والأعمال الكبرى ويحتضن أفخم المولات التجارية والماركات العالمية والأبنية الأكثر ابداعا معماريا.

وتتعدد أحياء المال والأعمال في المدينة في كل اتجاه. ففي الجانب المقابل من "سي بي دي " على الدائري الثاني من ناحية الغرب، يوجد شارع مالي فاخر يتميز ببناياته الشاهقة ومقرات كبار البنوك والشركات وخدماته الوفيرة هو فوتشينمن. 

ويتم حاليا تشييد حي مالي اخر بين الدائري الثاني والثالث من ناحية الجنوب الغربي اسمه "ليتسه" تشيده نفس الشركة التي تتولى بناء حي المال والأعمال في العاصمة الإدارية بمصر. وقد قاربت على الانتهاء منه، ويتوقع أن يقدم اخر ما توصلت إليه التكنولوجيا من حلول الطاقة والتقنية والكفاءة وسط واحة خضراء وبحيرات صناعية.

وتتمتع بكين بنظام مواصلات متطور للغاية للسفر داخل المدينة وخارجها. ويوفر تنوع هائل لوسائل النقل داخل بكين راحة كبيرة وتجربة سفر مريحة. ويوجد بالعاصمة مطاران هما مطار العاصمة الدولي ومطار نانيوان، وتصل معظم الرحلات المحلية والدولية الى مطار العاصمة الدولي وتغادره. 

ومطار العاصمة هو أكبر مطار في الصين ، والأكثر ازدحاما في آسيا، وثاني أكثر المطارات ازدحاما في العالم بعد مطار اتلانتا بالولايات المتحدة وصممته المعمارية العراقية الراحلة زها حديد. ويتوقع ان يكون الأول في العالم في غضون 5 سنوات، ويبعد حوالي 25 كيلومترا (16 ميلا) شمال شرق وسط بكين بين الدائري الخامس والسادس. 

والمطار مربوط بشبكة طرق متنوعة منها محور بري سريع يقطع في مساره الدائري الخامس والرابع والثالث حتى الثاني لتوزيع الحركة المرورية، وخط مترو اكسبريس طوله 28 كم من صالة 3 ينقل الركاب الى شبكة المترو الداخلية التي تزيد الآن عن 20 خطا في الخدمة. 

وتستغرق الرحلة من المطار إلى محطة دونغتشينمن على الخط الثاني حوالي 20 دقيقة فقط ، وسعر التذكرة 25 يوانًا، ويمكن للمسافرين في دونغتشيمن الانتقال إلى الخط 2 أو الخط 13 أو 10.

وتتوفر أيضا خدمة حافلات خاصة بالمطار على مستوى عال تنقل المسافرين من والي المطار من مناطق عديدة ببكين وتغطي طرقا مختلفة ومعظم الفنادق الكبرى كل 30 دقيقة. 

يضاف إلى ذلك خدمة سيارات الأجرة. وتشكل سيارات الأجرة قائمة انتظار طويلة خارج قاعة الوصول، لكن سيارات الأجرة تتحرك بسرعة لذلك لن تحتاج إلى الانتظار طويلًا. فمن الممكن أن يمر السائق دون أن يأخذ أي راكب في حال لم يجد.

وهناك خدمة نقل خاصة خالية من المتاعب. اذ توجد شركات توفر خدمة الاستقبال في المطار حيث توفر لك دليلًا وسائقًا خاصًا يتحدث الإنجليزية. ويقوم دليلها بمقابلتك عند الخروج من المطار مع اسمك على لافتة، ولدى هذه الشركات خبرة في التعامل مع ظروف غير متوقعة مثل تعقب الأمتعة المفقودة ومشاكل التأشيرة. 

وعند الخروج من المطار تجد من الموظفين ما يمكن أن يوجهك إلى وجهتك الصحيحة حسب حجم امتعتك ويوفر لك السيارة المناسبة.
ومؤخرا، انتهت بكين حاليا من بناء مطارها الجديد وهو ايقونة معمارية على هيئة طائرة بدون طيار في حي داشينغ جنوبي العاصمة، وبدأ التشغيل التجريبي للمطار هذا الشهر. ومن المقرر ان يفتتح قريبا. وسيكون اول مطار يطبق فيه تكنولوجيا التعرف على الوجه ويتميز بتقنياته العالية من ناحية السلامة والامن.

وهناك أربع محطات سكك حديد رئيسية في بكين هي محطة بكين ومحطة بكين الغربية ومحطة بكين الجنوبية ومحطة بكين الشمالية، وتشبه تلك المحطات في بنائها المطارات وتوجد بها جميع الخدمات، وتنطلق من المحطتين الجنوبية والغربية القطارات الفائقة السرعة أو ما تسمى قطارات الرصاصة، وتسير بسرعة تصل إلى 350 كم وأكثر في الساعة. والمحطات مريحة للسفر من بكين بالقطار إلى المدن الرئيسية الأخرى.
 وتستغرق الرحلة من بكين الى تيانجين على بعد ٢٠٠ كم حوالي 30 دقيقة، تقريبا نفس المسافة من القاهرة إلى الإسكندرية.

وتتميز بكين بشبكة طرق واسعة وحديثة وخضراء مقسمة لحارات متعددة للسيارات والحافلات وحارت منفصلة على جانبيها للدراجات بأنواعها. ويلاحظ في الفترة الأخيرة ازدياد المكون الكهربائي على الطرق في العاصمة وخاصة مع خطط حكومة البلدية لتعزيز مكافحة الضباب الدخاني والحد من قضية التلوث المزمنة. وقد أثبتت حكومة البلدية قدرتها على مجابهة التحدي، ولاحظ المقيم بالعاصمة تحسنا كبيرا وملحوظا في جودة الهواء هذا العام مقارنة بما كان قبل عامين وثلاثة.

وتدعم الحكومة شراء السيارات الكهربائية بتقديم تسهيلات مثل الحصول على اللوحات دون انتظار القرعة. فالحصول على اللوحة للسيارة العادية يعد أمرا صعبا وتطبق الحكومة مبدأ القرعة، لذلك قد ينتظر المتقدم شهورا أو سنوات طويلة دون أن يحصل عليها. وفي حي داشينغ بالجنوب وهو حي ايكولوجي صديق للبيئة لا تعمل سوى سيارات أجرة كهربائية.

في بكين وانت بالشرق لن تصبح مضطرا إلى الذهاب إلى الغرب أو الشمال الى مركز تجاري بعينه أو وكيل لبيع السيارات أو حتى للترفيه، فكل دائري يتميز في جهاته الأربع بنفس الخدمات، فمثلا الدائري الثالث يتميز بتواجد مولات مواد البناء والأثاث في جهاته الأربع، والدائري الرابع يتميز بمولات تجمع منافذ الماركات المحلية والعالمية، والحال ينطبق على وكلاء السيارات حيث تحرص الحكومة على توزيع تلك الخدمات باتقان شديد لتيسير الوصول اليها, وهكذا المتاحف والأماكن الثقافية التي لم تعد تقتصر أماكن تواجدها على وسط المدينة، حيث تتوزع متاحف السيارات والقطارات والمتاحف الطبيعية والعلمية والثقافية على تلك الطرق المخدومة بشبكة حافلات سريعة، كما أن كل جهة من الجهات الأربع توجد بها الموانئ الجافة الخاصة بها؛ بين الدائري الخامس والسادس؛ لاستقبال شاحنات الامداد وتفريغ حمولتها لأنه غير مسموح بدخولها إلى المدينة.

تشتهر طوكيو بتقنيتها، وسول بالأزياء لكن بكين تشتهر بتاريخها وثقافتها وتقاليدها. فبكين مليئة بخيارات السفر الرائعة والمغامرة والبحث عن الإثارة. الى جانب تعريف المتعة يمكن العثور على تعريف للهدوء. في معبد السماء مثلا، الاثر الامبراطوري القابع وسط المدينة جنوبي ساحة تيانانمن يسبح الزائر مع أكثر من 600 عام من التاريخ ، يمكنه الوقوف على نفس خطوات الأباطرة والجيوش الإمبراطورية. يتعقب الخطوات القديمة ويمارس تاي تشي مع خبراء فنون القتال ويمكن أن يجرب الطائرات الورقية الصينية. 

وفي اماكن مثل سانليتون ووداكو يجب على الزائرين انتظار غروب الشمس في بكين لزيارتهما. 

فعلى الجانب الغربي من المدينة يجلب ووداكو أنفاس الشباب إلى المدينة القديمة، فهو مكان للتسوق والمطاعم العالمية اثناء النهار، ومكان لهواة حياة الليل في الحانات التي تعج بالحركة بعد حلول الظلام، ويمتلئ الحي بطلاب الجامعات الأجانب ومحبي الحياة الليلية. 

والسانليتون يشتهر بالسفارات والعروض الدولية وهو إلى حد بعيد يعتبر العاصمة الأجنبية للمدينة، وخلال الليل يضيء بنواديه الراقية ويوفر حياة ليلية متطورة من موسيقى الجاز والبلوز الى الرقص واشهى الأطباق.

وتجمع بحيرة هوهاي سحر الشرق والغرب في قالب واحد. اذ تحفل المنطقة بالمطاعم والخامات التي تقدم المشروبات والموسيقى على الطريقة الغربية في ظل الخلفيات المعمارية الصينية. وهي بحيرة شاسعة توفر للزائر نزهة حول بيئة مليئة بالاحتفالات الترفيهية، ويمكن تأجير قارب خاص في البحيرة أو القيام بجولة في عربة صينية تقليدية حول المحيط التاريخي المشبع بعبق الماضي وسحر الحاضر.

ولا تنبع شهرة شارع وانغ فو جينغ من التسوق أو الصور الفوتوغرافية الرائعة أو المأكولات المحلية أو الحياة الليلية أو الهدايا التذكارية التي يمكن شراؤها هناك، ولكن لأنه مزيج من كل شيء.

تعد بكين أيضًا مدينة ذات تاريخ طويل وتحفل بالعديد من المواقع التاريخية مثل السور العظيم، ومقابر مينغ ، والمدينة المحرمة، والقصر الصيفي، ناهيك عن القصور الصغيرة التي لا حصر لها ومنازل العديد من المسؤولين الحكوميين القدامى. وتقع الحكومة المركزية في قصر قديم يسمى قصر البحر المتوسط- الجنوبي ، وهي حديقة ملكية قديمة من عهد أسرة تشينغ.

تعتمد الحياة في بكين الآن اعتمادًا كبيرًا على الإنترنت. الدفع عبر الهاتف المحمول: يمكنك شراء الأشياء من أي متجر كبير أو صغير، وتناول الطعام في أي مطعم فاخر أو رخيص، واستدعاء سيارة ودفع الأجرة، واستئجار دراجة أو سيارة تشاركية او الدفع للحافلة او المترو، ودفع فواتير الكهرباء والغاز المياه بهاتفك فقط وتطبيقات مثل ويتشات أو اليباي. نادراً ما يحمل الشخص محفظة الآن، ولكن شاحن البطارية ضروري إذا كنت تريد البقاء على قيد الحياة.

التسوق في بكين معظمه عبر الإنترنت والتسليم في نفس اليوم. وتطور مواقع التسوق الصينية عبر الإنترنت مثل جي دي أو تي مول من خدماتها باستمرار. إذا اشتريت أي شيء عبر الإنترنت قبل الساعة 11 صباحا، فستحصل عليه بين الساعة 3 مساءً والخامسة مساء. أما بعد الساعة 11 مساءً، فستحصل عليه من الساعة 5 مساءً إلى الساعة 7 مساءً. 

وطلب الطعام عبر الإنترنت متاح بكثرة حيث يوجد نظام ترتيب لتناول الطعام في الخارج مثل بايدو تيك اوت، ويشمل مجموعة واسعة من المطاعم المعتمدة في جميع أنحاء بكين، بحيث يمكن لأي شخص طلب الطعام من المطعم بالقرب منه وتسليم الطعام إلى عتبة الباب عادة في حوالي 40 دقيقة إلى ساعة والدفع بالويتشات او اليباي بالطبع.

وبدأت الروبوتات تزاحم البشر بكثرة في المطاعم والمصانع والشركات ومواقع الخدمات وحتى المحال الإعلامي بعد استعانة وكالة شينخوا الرسمية بصحفيين روبوتات وموظفي استقبال.

وبكين هي مدينة سياسية من الدرجة الأولى ، لذا فإن العيش في بكين يتمتع ببعض التفرد حيث يتم تنظيم حفل لرفع العلم في ساحة تيانانمن مع الشروق والغروب. وبين الحين والآخر يكون هناك مؤتمر وطني أو زعيم أجنبي يأتي أو يغادر.

وبكين مدينة خضراء حيث تنتشر الاشجار والزهور بكثافة منسقة بأشكال وموضوعات مختلفة في الشوارع والميادين. وتتطور اجراءات الحكومة يوما بعد يوم لمواجهة التلوث، حدائق الغابات كثيرة، ومن غير المستغرب ان تجد الحكومة تقوم بهدم بعض المناطق القديمة واخراج سكانها الى مساكن اكثر تطورا بعد تعويضهم ويتم الاكتفاء بتحويل المكان الى حديقة تخدم اهالي المنطقة كمتنفس، معادلة تكررت بكثرة مؤخرا.

لا مكان بالمدينة للعشوائيات حيث قامت حكومة البلدية بإغلاق كافة المحلات والأكشاك الصغيرة  أسفل المباني وتطويقها بأسوار بعد ضمها داخل مجمعات سكنية)كمبوند( . وفي الضواحي الجديدة تغلب حلول الطاقة الجديدة وكفاءة الطاقة والمباني الصديقة للبيئة.

وأصبحت المدينة مركزًا للتكنولوجيا. وتخطط بكين لبناء حديقة لتطوير الذكاء الاصطناعي تبلغ مساحتها 13.8 مليار يوان (2.12 مليار دولار) في غرب المدينة، وفي الوقت تمضي الصين قدما لتحقيق طموحها لتصبح رائدة عالميا في هذا المجال في 2025. وحديقة الذكاء الاصطناعى ستضم ما يصل الى 400 شركة ويبلغ حجم انتاجها السنوي 50 مليار يوان.

تأتي خطة الصين لتعجيل تطوير الذكاء الاصطناعي وسط توترات متزايدة بين بكين والولايات المتحدة حول التطبيقات التنافسية للذكاء الاصطناعي.

تهدف الصين إلى تنمية الصناعة المحلية إلى أكثر من 150 مليار يوان بحلول عام 2020 و400 مليار يوان بحلول عام 2025، وفقا لمجلس الدولة.

وعلى المستوى المحلي، كشفت الصين النقاب عن سلسلة من الخطط لتعزيز المواهب والاستثمار والأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي، وحثت الشركات الخاصة والعامة والعسكرية على التعاون في تحقيق الأهداف الوطنية للذكاء الاصطناعي في خطة التنمية التي صدرت في عام 2017.

وستركز حديقة الذكاء الاصطناعي الجديدة على جذب الشركات التي تعمل على البيانات الضخمة والبيانات البيومترية والتعلم العميق والحوسبة السحابية. كما أصدرت بكين مؤخرًا مخططات لمنطقة السيارات ذاتية القيادة على مشارف المدينة، مكرسة لاختبار وتطوير السيارات المحلية ذاتية القيادة.

وفي الواقع، لقد تم وضع الأسس اللازمة للمدينة لتصبح مركزًا دوليًا للذكاء الاصطناعي قبل وقت طويل من المبادرات الحكومية الجديدة ، حيث توجد في بكين حاليًا مقرات العديد من شركات التكنولوجيا الرائدة في الصين. 

و"وادي السيليكون في بكين" في تشونغ قوان تسون موطن لعدد من عمالقة التكنولوجيا العالمية، بما في ذلك لينوفو وجوجل ومايكروسوفت، وتشتهر المنطقة أيضًا برعاية بعض الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا في الصين.

وتعد بكين أيضًا موطنًا لغالبية المدارس والمؤسسات الرائدة في البلاد، بما في ذلك جامعتي بكين وتسينغهوا الشهيرتين ومعهد بكين للتكنولوجيا والأكاديمية الصينية للعلوم ما يجعلها غنية بشكل خاص بالموارد الفكرية.