رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

اللمسات الأخيرة لـ«هندسة» صفقة القرن على يد «الشياطين الأربعة» فى الكونجرس

النبأ


يومًا بعد يوم، تتضح حقيقة المؤامرة الكبرى التي تحاك للعرب جميعًا وليس لفلسطين وحدها؛ بعد أن تم رسم مخطط تدشين الحلم الصهيوني بإقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات من خلال مشروع المائة عام الذي روج له تحت مسمى غامض هو صفقة القرن؛ حتى يفطن العرب إلى المفهوم الحقيقي للمخطط الذى يبدأ بفلسطين أولا ثم سوريا ولبنان لينتقل إلى تحقيق الأطماع الصهيونية في العراق ويتوج المخطط الشيطاني في النهاية بالوصول لمصر (من النيل إلى الفرات).


من يعرف حقيقة المخطط (الصهيوأمريكي) حتى ينفي هذا الكلام الأقرب دون غيره إلى الحقيقة؟ إن الاسم (تعسيت هامائة) والتوقيت المحدد للإعلان (5 يونيو 2019) عن الصفعة (صفقة القرن) أكبر دليل على محتواها الذي لن يعلن بأكمله بل يتم تنفيذه كعادة اليهود الصهاينة تدريجيا والعرب في غفلتهم.


وكشف تقرير نشرته صحيفة «والا» العبرية على موقعها الإلكتروني أن هناك أربعة أشخاص فقط في البيت الأبيض هم الذين يعرفون تفاصيل «اتفاقية القرن – مشروع المائة» بالإضافة إلى الرئيس دونالد ترامب الذي يتم إطلاعه على تطورات الخطة عند الضرورة ويتم الحفاظ على سرية المشروع الذي يعتقد قلة داخل الإدارة الأمريكية أنه سينجح ــ بحسب الصحيفة ــ التي أضافت  تعتقد المصادر المعنية بالموضوع أنه سيتم نشره بعد تشكيل ائتلاف نتنياهو الجديد شهر يونيو.


ويتوقع مساعدون للرئيس أن يقوم ترامب بنشر الخطة بمجرد قيام نتنياهو بتشكيل ائتلاف جديد، وقال المسئولون إنه على الرغم من الانتقادات لتدابير الإدارة حتى الآن، فإن الخطة تتطلب تنازلات من كلا الجانبين.


ورغم أن حقيقة خطة السلام تظل سرًا غير معتاد في البيت الأبيض لكن المسودات والقرارت الإدارية والمحادثات السرية والمناقشات الداخلية تجد طريقها إلى الصفحات الأولى من الصحف.


وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولًا كبيرًا في الإدارة الأمريكية قال إنه تم الحفاظ على السرية "للتأكد من أن الناس سيتعاملون معها بعقل مفتوح" وأن أربعة أشخاص فقط يتولون صياغة المشروع  وهم (جاريد كوشنر صهر ترامب، وجرينبلات، والسفير الأمريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان ومساعد كوشنر، آفي بيركوفيتش) ويتم إطلاع ترامب بانتظام على المحتوى، لكنه ربما لم يقرأ المشروع بالكامل.


وقال المسؤول الكبير: «يتم اطلاعه في حالة حدوث شيء مثير للاهتمام أو وجود فكرة يريدون رأيه فيها وفقًا لمسئولين أمريكيين، يتم دائمًا إطلاع نائب الرئيس مايك بينس ومستشار الأمن القومي جون بولتون وبومباو على الخطة، لكنهم لا يشاركون في صياغتها ويتركونها لكوشنر، وهي تتناول القضايا الأساسية، مثل وضع القدس، ومساعدة الفلسطينيين على تعزيز اقتصادهم لكن من غير معروف ما إذا كانت الخطة ستشمل بوضوح قيام دولة فلسطينية أم لا.


وألمح التقرير إلى أن السرية المحاط بها المشروع  دفعت حتى ترامب، المعروف بالإفراط في تصريحاته إلى التغيير ولم يكن مندفعا في كشف تفاصيل البرنامج بسبب حساسيته. وقال مسئول كبير في البيت الأبيض إن الرئيس أخبر مبعوثيه في الشرق الأوسط، "إذا كنت تستطيع القيام بذلك، فستكون أكبر مفاوضين في التاريخ". وأن السرية التي تحيط بتفاصيل الخطة، حتى في مراحلها الأخيرة، تجعل من الصعب على دول الخليج، معرفة محتوياتها قبل الالتزام بإعطاء الفلسطينيين الكثير من المال.  


وفي نفس الأسبوع نشرت نفس الصحيفة تقريرا ضم معلومات أكثر خطورة لا ترتبط هذه المرة بمعرفة الأشخاص المسئولين عن صياغة خطة ترامب أو موعد إعلانها بل عن استبعاد حل الدولتين حيث ذكر التقرير أنّ المسئولين في الإدارة الأمريكية قدروا أن خطة السلام الأمريكية لا تستند إلى حل الدولتين، بل المتوقع أن تشمل الاعتراف بـ "الحكم الذاتي" الفلسطيني.


وقالوا تتضمن خطة سلام حكومة ترامب مقترحات عملية لتحسين حياة الفلسطينيين، ولكنها ستمنع على الأرجح إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة إلى جانب إسرائيل من خلال المشروع، سيحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترك بصمته على الصراع مع التركيز على القضايا الأمنية الإسرائيلية وأن ترامب أخبر أصدقائه أنه يريد أن ينحرف عن الافتراضات التقليدية حول حل النزاع.


ووفقا للأشخاص الذين تحدثت مع موظفي كوشنير، سيتضمن برنامج التنمية الاقتصادية للفلسطينيين والاعتراف من جانب إسرائيل بالحكم الذاتي "وليس دولة فلسطينية ذات سيادة " لكن يعتقد معظم الخبراء أن فرص نجاح كوشنر منخفضة، بعد فشل الجهود المدعومة من الولايات المتحدة في حل المشكلة.


وفي صحيفة هآرتس كتب (زئيفي بارئيل) الآن وقد وضحت الرؤية وسقطت الكتل الحكومية التالية في مكانها الصحيح، فقد حان دور المارد الأمريكي للخروج من القمقم وإملاء شروط الانتداب الأمريكي.


سيتم نشر "خطة القرن"، مثل الرؤية الفخمة لرؤية الرئيس ترامب للسلام في الشرق الأوسط، أخيرًا.


وفقا للتلميحات التي ترافق ميلاد الصفقة وآخرها فلن يشمل الحل الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.


يبدو أن هذه خطة ستعترف فيها الولايات المتحدة (بإسرائيل الكبرى)، والتي لن تشمل فقط مرتفعات الجولان، بل ضم "كتل" من الضفة الغربية.


مثل هذا المخطط سيثير بالتأكيد مواطني إسرائيل والشعب اليهودي في جميع أنحاء العالم، لأنه لا يتطلب موافقة الفلسطينيين أو تعاونهم. إذا تم رفضه، فلن يمنع أي شيء ترامب من جعل خطته إملاءً يمكن لإسرائيل أن تتبناه دون الحاجة إلى دفع مبلغ كبير أو دفع أي مبلغ على الإطلاق.