رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الرئيس الصيني يفتتح منتدى الحزام والطريق.. و«السيسي» يؤكد اتساق أهداف مصر مع المبادرة

السيسي - أرشيفية
السيسي - أرشيفية

افتتح الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الجمعة، منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي هنا في العاصمة الصينية بكين وألقى خطابا رئيسيا في حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي ألقى ايضا كلمة شرح فيها رؤية مصر التنموية وأهميتها لمبادرة الحزام والطريق، وما يمكن أن تقدمه مصر للمبادرة بموقعها الجغرافي المتميز وعلاقاتها المتميزة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ أمام 37 رئيس دولة وحكومة حضروا المنتدى على ضرورة بناء بنية تحتية عالية الجودة، ومستدامة ومقاومة للمخاطر ومعقولة الأسعار وشاملة وسهلة الوصول ضمن مبادرة الحزام والطريق. 

وأكد أن مبادرة الحزام والطريق تهدف إلى التواصل وتعميق التعاون والجهود المشتركة من أجل التصدي للتحديات والمخاطر التي تواجه البشرية.

ودعا شي المشاركين في مبادرة الحزام والطريق إلى مواصلة دفع المبادرة باستمرار نحو مسار التنمية عالية الجودة، مؤكدا على أهمية التمسك بمبدأ التشاور الشامل والبناء المشترك،والمنافع المشتركة وضرورة الالتزام بالمناهج المنفتحة والخضراء والنزيهة.

وقال إنه بفضل الجهود المشتركة من قبل جميع الأطراف اتضحت معالم تواصل 6 ممرات و6 طرق والعديد من الموانئ في العديد من الدول، مضيفا أن الصين ستعمل مع الأطراف الأخرى لتعزيز تحالف المدن المستدامة وتحالفا دوليا للتنمية الخضراء تحت مبادرة الحزام والطريق.

وأوضح أنه تم تدشين عدد كبير من مشروعات التعاون، لافتا إلى مواءمة مبادرة الحزام والطريق وخطط التنمية والتعاون بالأمم المتحدة ورابطة دول الآسيان والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الاقتصادي أوروأسيوي وغيرها من المنظمات وكذلك الاستراتيجيات التنموية لدول العالم.

وقال الرئيس الصيني، إن مبادرة (الحزام والطريق) نجحت في إفساح مجالات جديد للنمو الاقتصادي العالمي، وتوفير منصة جديدة للتجارة والاستثمار الدوليين، فضلا عن تقديم مساهمات جديدة لزيادة رفاهية شعوب العالم. 

وقال إن البناء المشترك للحزام والطريق قد خلق أيضا منصة جديدة لحفز التجارة والاستثمار الدوليين، ووسع ممارسات جديدة لتحسين حوكمة الاقتصاد العالمي، علاوة على تقديم مساهمات جديدة في تعزيز رفاهية الشعب.

وأضاف الرئيس الصيني أن المبادرة أثبتت أنه يمكن توفير فرص جديدة للتنمية في دول العالم، وكذلك خلق آفاق جديدة للانفتاح والتنمية في الصين، مشيرا إلى أن التعاون الدولي في مبادرة الحزام والطريق سيلبي المتطلبات العصرية ويتفق أيضا مع رغبة شعوب العالم في حياة أفضل.

وأشار إلى ضرورة التركيز على المجالات ذات الأولوية المشتركة والعمل سويا على رسم خارطة طريق بكل دقة وجدية، بما يدفع مبادرة الحزام والطريق إلى التقدم وتقديم تنمية عالية الجودة، مشددا على ضرورة التمسك بمبادئ التشاور والتعاون والدعوة إلى التعددية والتعامل مع القضايا عبر التشاور بين الجميع.

وأكد الرئيس الصيني ضرورة العمل على تأسيس بنية تحتية لتهيئة مناخ خصب للاستثمار بالإضافة إلى مكافحة الفساد بدون أي تسامح أو تهاون، مشيرا إلى أنه تم إطلاق (بيجين) لتساعد مبادرة الحزام والطريق في بنائه بصورة نزيهة وعادلة قائمة على مبدأ التعاون مع الجميع، بالإضافة إلى تحسين معيشة الشعوب والتنمية المستدامة بمعايير عادلة وإدخال قواعد ومعايير مدعومة من قبل جميع الأطراف وحتى الشركات.

وأكد على ضرورة مواكبة الثورة الصناعية الرابعة والتمسك بفرص الرقمنة والإنترنت واستكشاف تقنيات وقطاعات وأنماط جديدة والبحث عن الشركات وسبل جديدة لتحقيق التنمية والنمو.

وأضاف الرئيس الصيني أيضا أنه ستتم مواصلة تنفيذ برنامج الإبداع العلمي التكنولوجي في إطار المبادرة، والعمل على بناء مناطق تكنولوجية، مشيرا إلى أنه سيتم العمل على تنفيذ برنامج تواصل بين المبدعين، ودعم 5 آلاف مبدع صيني وأجنبي خلال السنوات الخمس المقبلة، وسندعم الشركات حول العالم للتعاون في مجال الاتصالات بما يرفع مستوى تواصل الإنترنت.

وأكد أن الصين حريصة على تعزيز التعاون مع كافة دول العالم؛ لحماية حقوق الملكية الفكرية وتهيئة البيئة الصحيحة للابتكار والتنمية ودفع عملية التبادل والتعاون التقني بين مختلف الدول، وفقا لمبادئ السوق والقانون الدولي، وستقوم بتخفيض الضرائب الجمركية بشكل أكبر وإزالة كافة الحواجز والمعوقات الجمركية من أجل استقبال المنتجات العالية الجودة من كافة أنحاء العالم داخل الأسواق الصينية، مشيرا إلى حرص الصين على استيراد المنتجات الزراعية والمنتجات ذات الجودة العالية من أجل تعزيز التوازن التجاري العالمي.

ولفت إلى ضرورة تعزيز السياسات الاقتصادية في دول العالم، مؤكدا أن الصين تدعم وتشارك بقوة ي نشاط منظمة التجارة العالمية؛ للمساهمة في بناء قواعد اقتصادية وتجارية دولية على مستوى أعلى. وطالب الرئيس الصيني دول العالم بتوفير بيئة استثمارية مناسبة وتعامل عادل مع الشركات والوافدين الصينيين، وتوفير المناخ المناسب من أجل زيادة التعاون الدولي الاقتصادي.

من جانبه، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته بالمنتدى أن زيارته السادسة للصين، خلال خمس سنوات هي خير دليل على عمق العلاقات بين مصر والصين، وهو ما تمت ترجمته في إعلان الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين عام 2014، وتم تطبيقه على أرض الواقع عام 2016 من خلال برنامج تنفيذي لتعزيز تلك الشراكة خلال السنوات الخمس التالية.

وأشار الرئيس السيسي إلى حرصه على المشاركة في افتتاح أعمال المنتدى الدولي الثاني للحزام والطريق ينبع من اهتمام مصر بمبادرة الحزام والطريق، مؤكدا أن"أهداف المبادرة تتسق مع جهودنا في عدد من المشروعات العملاقة ذات العائد الكبير والفرص الاستثمارية المتنوعة، وفي مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس القائم على إنشاء مركز صناعي وتجاري ولوجستي".

كما توفر المبادرة فرصا واعدة للشركات الصينية والدول أطراف المبادرة وغيرها من مختلف دول العالم الراغبة في الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي كمركز للإنتاج، وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، خاصة لتلك الدول التي تربطنا بها اتفاقيات تجارة حرة لا سيما في المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا".

وأبدى الرئيس عبد الفتاح السيسي ترحيبه بتدشين شبكات جديدة وتعزيز الشراكات القائمة في إطار المبادرة مع الصين والأطراف الأخرى للمبادرة من أجل الإسهام في تعزيز جهود دول القارة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى معيشة المواطن الأفريقي، مستشهدا بتنفيذ ممر الشمال الجنوب (طريق القاهرة - كيب تاون)، الذي يهدف إلى زيادة معدلات تدفقات التجارة والاستثمار البيني.

ومن جانبه أكد رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد دعم بلاده الكامل لاستراتيجية الصين لتطوير "الحزام والطريق" والقائمة على بناء البنى التحتية لإحياء مسارات طريق الحرير القديمة التي تربط آسيا وأجزاء أخرى من العالم عبر السكك الحديدية والمطارات وخطوط الأنابيب وغيرها من الوسائل، مشددا على أن بلاده ستستفيد من مشاريع البنية التحتية الضخمة ذات الصلة.

وأشاد بمبادرة الحزام والطريق كفكرة عظيمة. 

وأكد على حرية المرور على طول الطرقات والممرات" المرتبطة بالمبادرة، وحذر من أن "المتاعب البيروقراطية سوف تبطيء سرعة السفر، لذلك من الضروري أن تكون هذه الممرات حرة ومفتوحة للجميع".

وشدد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة مواجهة الأزمات الناجمة عن نقص التمويل والتداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية .وقال إن قمة تعقد فى ظل ظروف دولية معقدة وفى مقدمتها تغيرات المناخ والتاثيرات السلبية التى تواجه النمو والتنمية الاقتصادية وارتفاع الديون .

وأضاف أن الأمم المتحدة تبذل جهودا مكثفة لتنفيذ أجندة 2030 التى تستهدف دعم التنمية الاقتصادية والسلام والأمن على المستوى العالمى .وأشار الى أنه توجد أيضا تطورات ايجابية على المستوى العالمى مثل تزايد دور الصين فى تعزيز قطاع الطاقة المتجددة ، واستثمارها أكثر من 120 مليار دولار فى تطوير مصادر الطاقة المتجددة ، علاوة على خططها الرامية الى بناء خطوط نقل كهرباء متطورة وهو ما يفتح المجال لدعم قطاع الطاقة المتجددة.

وقال إن غالبية الدول بدأت تدرك أهمية الاستثمار فى مصادر الطاقة المتجددة لمواجهة التغيرات المناخ. 

وأضاف أنه توجد فرصة مواتية لبناء مدن جديدة وتطوير الطاقة الجديدة لخفض انبعاثات الكربون لمواجهة التغيرات المناخية ، مشددا على أهمية حشد التمويل لمواجهة التغيرات المناخية التى تهدد حياة الملايين من سكان العالم .

وأكد الأمين العام أن المبادرة الصينية تتسق مع أجندة التنمية المستدامة 2030 ، داعيا ضرورة دعم الجهود الرامية الى التخفيف من المديونية وبناء القدرات فى مجال مواجهة التغيرات المناخية وتوفير فرص التمويل الأخضر.

وتحدث في افتتاح المنتدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء باكستان عمران خان والرئيس الكازخستاني السابق نورسلطان نزار باييف.