رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعد «17» سنة زواج.. محام يقتل زوجته أمام أطفاله في بولاق الدكرور (صور)

العقار محل الواقعة
العقار محل الواقعة



محام قتل زوجته أمام أعين أطفاله الثلاثة، ببولاق الدكرور، الاثنين الماضي، انتقلت «النبأ» لمكان الحادث لتتبين من الجيران ما حدث داخل العقار الذي شهد على وصلة تعذيب لم تتوقف منذ ما يقرب من العقدين حتى لفظت الزوجة أنفاسها الأخيرة بين يدي زوجها وتحت أعين اطفالها بعدما شهدوا ما فعل والدهم بها، ولم يستطيعوا التدخل لمنعه لقلة حيلتهم، وبطش والدهم الذي لا ينتهي.


تقطن الشقة (محل الواقعة) في الطابق الثاني، من العقار، الذي كان يوما ما مليئا بساكنيه، ولكن لم يرضى، «السيد محمد» أن يتشارك مع أخوته فيه، بعد موت والديهم، واستطاع طردهم منه، مستغلا في ذلك مهنته (المحاماة) التي طالما استخدم حيلها في الضرر بغيره، فلم تسلم زوجته ولا اخوته من أذاه، حتى أصاب أطفاله بحالة نفسية سيئة لما تركه في نفوسهم من رهبة منه ومن أفعاله مع الجميع حتى والدتهم، على حد وصف أحد الجيران.




شعرت جارت الضحية بشيء من عدم التصديق وهي تروي مدى الأسى التي عاشته صديقتها طيلة حياتها مع ذلك الرجل، وانتهت بالمأساة الأكبر بموتها، مرددة: "ألا يكفي ما تحملته، أم أن هذا كان بمثابة رصاصة الرحمة لها؟"، أوضحت الجارة، أن الضحية "صفاء"، في عقدها الرابع، لم تتحصل سوى على شهادة الإعدادية من التعليم، ماتت والدتها منذ زمن بعيد وتزوج والدها، عملت بأحد مكاتب المحاماة، حتى تعرف زوجها عليها وتمت الزيجة بينهما، رزقهما الله بثلاثة ابناء، عبد الرحمن، سيف، مصطفى، يتدرجوا في التعليم بداية من المرحلة الثانوية، والإعداية، والابتدائية على التوالي.




والتقط أطراف الحديث أحد الجيران، موضحا أن الجاني، منذ ما يقرب من العشرين عاما، وهو يمتهن المحاماة، ويستغلها بطريقة لا يرضى عنها الله، حتى أنه اصطحب والده المسن، وأجبره على التنازل له عن املاكه، واستطاع طرد باقي أخوته من بيت ابيهم ليسكنه مع أسرته دونهم، مضيفا أنه تزوج من ام أولاده منذ 17 عام تقريبا، ولم يكف يوما عن تعذيبها، وهي لم تستطع ترك ابنائها بمفردهم معه، ولم يكن لها مأوى غير بيت أبيها، ولكنها تعلم أن زوجة والدها لن تتحملها بأطفالها طيلة العمر، بالإضافة لتعليمها المتوسط الذي يضعف فرصة حصولها على وظيفة جيدة تمكنها من الإنفاق على ابنائها دون أن تحتاج لأحد، فرضيت وتحملت ولكن الحياة أبت أن تتركها تتألم دون جدوى، فماتت صاحبة الأخلاق الطيبة، وتركت خلفها من تحملت لأجلهم كل ذلك العذاب.




أكد بعض الجيران، أنهم اعتادوا سماع صوت المجني عليها تصرخ من شدة الألم والعذاب، وضرب زوجها لها حتى وصل به الحال لاستخدام النيران وحرق جسدها، ويوم الاثنين الماضي، سمعوا صوتها يصرخ، ولم يستطع احدا التدخل، لأنهم لا يحبوا هذا الرجل ولم يمكنهم من التدخل في حياته بأي شكل كان، وسرعان ما هبط صوت صراخها، ليعلوا صراخ أخر من ابنائها، وتصل سيارة الإسعاف وتصطحبها للمشفى، وهناك لفظت أنفاسها الأخيرة، وجاء رجال الشرطة للمعاينة، وبعد مغادرتهم تركوا "أمين شرطة" على باب العقار حتى الآن، وعلمنا بعد ذلك أن زوجها عذبها وفقدت الوعي فقام بطلب الإسعاف لينجدها، ولكن إرادة الله كانت قد نفذت.




تعود البداية لتلقي قسم شرطة بولاق الدكرور إشارة من إدارة شرطة النجدة بوفاة سيدة بشقة بالعقار سكنها، وعُثر على جثة "صفاء ت." في عقدها الرابع، ترتدي كامل ملابسها وفيها إصابات عبارة عن جرح قطعي بالجبهة وآثار حرق بالقدم اليمنى.



وبسؤال أبنائها الثلاثة قرروا حدوث مشاجرة بينها وبين والدهم «السيد. م» 46 سنة، محامٍ، بسبب خلافات زوجية بينهما، وأنه اعتدى عليها بقطعة خشبية محدثًا إصاباتها التي أودت بحياتها.


تحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأمرت النيابة بحبس المتهم 15 يوما على ذمة التحقيق، علي أن يراعى له التجديد في وقت لاحق.