رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«وثيقة» قديمة تكشف خطة إسرائيل لـ«تفكيك» 7 دول عربية كُبرى

خريطة توضيحية
خريطة توضيحية


أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بضم هضبة الجولان السورية المحتلة إلى السيادة الإسرائيلية، حالة من الجدل؛ لاسيما أن هذا القرار يأتي بعد شهور قليلة من قرار ضم مدينة القدس لإسرائيل، واعتبارها العاصمة الأبدية لها.


كما أن الحديث عن سعي إسرائيل والولايات المتحدة لضم المزيد من الأراضي العربية المحتلة، في إطار ما بات يعرف بصفقة القرن، يؤكد أن إسرائيل تسير بخطى ثابتة في تحقيق حلمها القديم «إسرائيل من النيل إلى الفرات».


دولة بدون حدود

يشير الكثير من الخبراء إلى أن عدم وجود حدود لدولة إسرائيل حتى الآن، يؤكد أن الدولة العبرية ماضية وبقوة في تحقيق حلمها القديم من النيل إلى الفرات.


وبحسب آباء الصهيونية وكذلك آباء اليهود المتطرفين، فإن الحدود المتخيلة لـ"إسرائيل" ليست ضمن نطاق فلسطين التاريخية فقط، وإنما تتجاوز ذلك، فالعلم الإسرائيلي الذي يحده من الأعلى والأسفل خطان أزرقان متوازيان يشيران إلى أن حلم الدولة الكبرى ممتد بين نهري النيل في مصر والفرات في العراق.


ويقول الخبراء، إن دولة الاحتلال حتى هذه اللحظة ترفض وبشكل قاطع ترسيم حدودها وأن تضع أي خارطة واضحة ورسمية لموقعها الجغرافي مع الدول المجاورة ولها، لأن ذلك يتنافى مع حلمها الكبير.


ويضيف الخبراء: "العقلية الإسرائيلية منذ بداية الاحتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، مبنية في الأساس على السرقة والعربدة والاستيطان، وتحاول من خلال التزوير والتضييق والحصار اللعب على ملف الخارطة الجغرافية الممتدة، وأخذ ما يمكن أخذه بقانون القوة والكذب.


ويتابع الخبراء: "لم يبقَ من القدس شيء، والدور الآن قادم على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية المقسمة لفئاتها الثلاث "أ" و"ب" و"ج" وخلال عام واحد فقط، فالمخطط الإسرائيلي الكبير سيسيطر على ما تبقى من الضفة ويضمها لسيادة الاحتلال".


ويقول الخبراء، إنه حسب خطة تيودور هيرتزل المعروفة، فإن «إسرائيل الكبرى» تمتد من حوض النيل إلى الفرات، وكل من يحدث في العالم العربي يصب في خانة الخطة الصهيونية للشرق الأوسط، وهذه الخطة تعني إضعاف الدول العربية المجاورة لإسرائيل وتفتيتها، كجزء من المشروع التوسعي الإسرائيلي، الذي يتضمن طرد الفلسطينيين، ومن ثم ضم كل من غزة والضفة الغربية لإسرائيل. وتشمل الخطة إنشاء عددًا من الدول الوكيلة، علمًا بأن إسرائيل الكبرى تشتمل على أجزاء من لبنان والأردن وسوريا والعراق وسيناء وأجزاء من السعودية، كما في الخريطة.


وأكد الباحث «إسرائيل شاهاك» أن المبدأ الذي وضعته خطة تيودور هرتزل المعروف بأبو الصهيونية العالمية فى خلق دولة «إسرائيل العظمى»، هو حجر الزاوية الأساسي فى أهداف حكومة بنيامين نتنياهو الحالية، وهو ما يعد دليلًا على تصريحات نتنياهو فى زيارته لأوغندا الأخيرة، والتى قال فيها إنه «حان الوقت لتوسع إسرائيل فى إفريقيا، وتوطيد العلاقات بعد زوال القوى العربية العظمى فى الشرق الأوسط»، قاصدًا الدعم العربى للدولة الفلسطينية الذى كان من ضمنه سوريا والعراق وليبيا، وأضاف نتنياهو «أنه لا يرمى إلى تحقيق أهدافه فى إفريقيا الآن، حيث إنها خطة وخطوات يستغرق تنفيذها ربما عشرات السنوات المقبلة، ويضع أساساتها وينشطها الآن».


وأضاف الباحث إسرائيل شاهاك، أن حرب العراق كانت هدفًا رئيسيًا فى الخطة الإسرائيلية، كانت العراق هى العقبة الكؤود والكبرى فى وجه دولة «إسرائيل العظمى» على حد تعبيره، وكان تفكيكها يمثل نقطة انطلاق «لبلقنتها هى وباقى الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط مجتمعين».


عقيدة من النيل إلى الفرات

في شهر فبراير 2018، كتب الكاتب الصحفي، عبد الناصر سلامة، مقالا في صحيفة المصري اليوم بعنوان «عقيدة من النيل إلى الفرات»، قال فيه:


العقيدة اليهودية، أو العقيدة الصهيونية، أو عقيدة إسرائيل الكبرى، تنطلق من تفسير توراتي، يزعم أن حدود الدولة الإسرائيلية تمتد من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في سوريا والعراق، سوف نجده مدونًا على مدخل الكنيست: «ولما تجلى الرب على إبراهام، منحه الأرض المقدسة من النيل إلى الفرات»، سوف نجده متداولًا في المناهج الدراسية: «في ذلك اليوم عقد الله ميثاقًا مع أبرام قائلًا: سأعطى نسلك هذه الأرض، من وادي العريش إلى النهر الكبير، نهر الفرات، أرض القينيين، والقنزيين، والقدمونيين، والحيثيين، والفرزيين، والرفائيين، والأموريين، والكنعانيين، والجرجاشيين، واليبوسيين».


هذا المخطط وضحت معالمه مبكرًا، منذ تحدث عن المشروع الإسرائيلى، مؤسس الصهيونية العالمية، «تيودور هيرتزل»، عام 1904، وأعلن صراحةً أن حدود دولة إسرائيل تمتد من «نهر مصر إلى الفرات»، وهو ما ردده صراحةً أيضا الحاخام فيشمان عام 1947، فى شهادته للجنة التحقيق الخاصة للأمم المتحدة، وظلت الأمور على هذا النحو حتى عام 2014، عندما تداول نشطاء إسرائيليون على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» خريطة، وصفوها بـ«مملكة إسرائيل الكبرى»، «مملكة داوود»، وتضم الخريطة مصر وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان وجزءًا من السعودية والعراق.


بدا أن المخطط الإسرائيلى قد تعثر على أرض الواقع، على الرغم من رعاية الولايات المتحدة الأمريكية له، انطلاقًا من مزاعم تتعلق بأمن إسرائيل، تم تغيير هذه الاستراتيجية بمخطط آخر ينطلق من تفتيت الدول العربية إلى دويلات صغيرة، تقوم على أساس العرق والدين، بما يحقق أيضًا سيطرة إسرائيلية من النيل إلى الفرات، وقد ظهرت بوادر مخطط المنظمة الصهيونية العالمية فى هذا الشأن، منذ عام 1982، من خلال رابطة خريجى الجامعات الأمريكية العرب، وكانت هذه الخطة تحت رعاية أرئيل شارون، رئيس الوزراء، وصحفى يُدعى عوديد يانون.


المخطط الإسرائيلى فى كل الأحوال يستبعد وجود دولة فلسطينية، ذلك أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، يصر على أن تكون أرض فلسطين التاريخية وطنًا قوميًا لليهود، انطلاقًا من وعد بلفور.


والمتابع للشأن الفلسطينى والإسرائيلى، بشكل خاص فى هذه المرحلة، سوف يكتشف أن هناك تسويقًا عربيًا أكثر منه دوليًا لضياع القضية، وليس تسويتها.


الأهم من ذلك هو المشروع الكارثى الذى ظهر على السطح فجأة أيضًا، بظهور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، المسمى «صفقة القرن»، والذى يتضمن الضغط على الفلسطينيين للقبول بالمخططات الصهيونية المشار إليها، والتى لا يقبلها العقل ولا المنطق، إرضاءً لذلك الوافد الأمريكى الجديد، وهو ما يجعلنا نتذكر ذلك اليوم الذى شدونا فيه جميعًا مع الفنانة الراحلة شادية: «سينا رجعت كاملة لينا، ومصر اليوم فى عيد»، ولا أعتقد أن هناك فى مصر مَن يقبل بغير الأعياد بديلًا، ولا بغير سيناء كاملةً أيضًا، ولتذهب خطط الصهاينة ومَن يقف وراءها إلى الجحيم.


تبادل الأراضي مع بلد الحرمين           

زعمت صحفية استقصائية بريطانية، عن معلومات جديدة عن تسوية القضية الفلسطينية الإسرائيلية، أو ما بات يعرف بصفقة القرن.


وقالت الصحيفة البريطانية، إن خطة جاريد كوشنر في صفقة القرن، تتضمن اقتراح تبادل للأراضي، يحصل بموجبه الفلسطينيون على أراض أردنية مقابل أرضهم، فيما يتم تعويض الأردنيين بأراض سعودية.


وأضافت الصحيفة: «الخطة شملت أيضا تبادل أراض، بحيث يقوم الأردن بإعطاء أراض للفلسطينيين مقابل الجزء الذي استوطنه الإسرائيليون من الضفة الغربية وغور الأردن. وفي المقابل، سيحصل الأردن على أراض من السعودية، التي ستستعيد بدورها جزيرتين في البحر الأحمر كانتا تحت السيادة المصرية منذ عام 1950».


مخطط إسرائيل لتحقيق حلم «من النيل إلى الفرات»

كشفت رابطة خريجي الجامعات الأمريكية العرب عن وثيقة ترجع إلى عام 1982، تقر خطة المنظمة الصهيونية العالمية للعمل على تفتيت الدول العربية المحيطة بإسرائيل، إلى دويلات صغيرة تقوم على أساس العرق والدين، على سبيل المثال دولة للشيعة، وأخرى للسنة، وثالثة للأكراد، وشملت هذه الدول: مصر والعراق وسوريا ولبنان واليمن والأردن والسعودية، وكانت هذه الخطة تحت رعاية أرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل الراحل، والصحفي الإسرائيلي أوديد يانون.


ونشر معهد «جلوبال ريسيرش الدولي للدراسات»، مقالين للباحثين ميشيل تشوفيدسكى، ومهدى داريوس نازيمورايا، حيث يشرحان فيهما تفاصيل تفكيك إسرائيل المتعمد للدول العربية في إعادة تشكيل جيوسياسى للمنطقة، بما يحقق أهدافها في الامتداد الجغرافي من النيل للفرات، وتستهدف خطة «يانون» محل البحثين تحطيم القوى العربية العسكرية، وتحويل الدول العربية إلى دويلات على غرار دول «البلقان» التي تقوم دولها الصغيرة على أساس ديني وعرقي ضمن ما أسماه الباحث خطة «بلقنة» الدول العربية.


كما تتضمن الخطة إعادة توطين وتوزيع الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة في كل من سيناء والأردن وبعض أجزاء السعودية، والعراق ولبنان، مع استبعاد وجود الدولة الفلسطينية نهائيا.


مشروع حلم إسرائيل الكبرى

يقول الدكتور سعيد اللاوندي الخبير في العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن كل القرارات السابقة التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سواء فيما يتعلق بضم القدس والجولان، أو اللاحقة التي تتعلق بضم الضفة الغربية وبعض الأراضي العربية، هو جزء لا يتجزأ من مشروع حلم إسرائيل الكبرى، من النيل إلى الفرات، مشيرا إلى أن هذا المشروع هو حلم إسرائيلي قديم يتجدد الآن ويتحقق على أرض الواقع، من خلال ما بات يعرف بـ«صفقة القرن»، لأن هذه الصفقة تبدأ بضم القدس والجولان، ثم اعتبار سيناء أرض للشعب الفلسطيني.


وأضاف «اللاوندي»، أن السبب في عدم وجود حدود لدولة إسرائيل حتى الآن، هو رغبة إسرائيل في التوسع، حتى تستطيع إقامة الدولة التي تحلم بها، من النيل إلى الفرات، مؤكدا على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعمل بشكل قوي على تحويل هذا الحلم إلى واقع، مستغلا الظروف التي تمر بها الدول العربية، ومستغلا حالة الضعف العربي.


من ناحيته، يقول اللواء عبد الرافع درويش الخبير العسكري والاستراتيجي، إنه من حق الرئيس الأمريكي أن يتخذ هذه القرارات، بسبب ضعف العرب وتشرذمهم، وأنه من حق إسرائيل أن تعمل على تحقيق حلمها، ومن حق العالم العربي أن يتفكك ويخسر، مؤكدا أن ما يحدث في العالم العربي يساعد إسرائيل على تحقيق حلمها القديم، من النيل إلى الفرات.


وأكد أن أمريكا لا تعرف إلا لغة القوة، وأن أمريكا لا تحترم إلا الأقوياء، والعرب الآن ضعفاء ومتشرذمون ومتفرقون، ولا يتعاملون مع القضية الفلسطينية على اعتبار أنها قضيتهم الأولى، وأن إسرائيل تخطط لتدمير العالم العربي كله من الداخل.