رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

ستات أخر زمن.. تخلصت من طفلتها الرضيعة بـ«طريقة بشعة» بعد معايرة زوجها لها بـ«خلفة البنات»

تعبيرية - بريشة دسوقي
تعبيرية - بريشة دسوقي البغدادي



«على باب الجامع» وإلقاءها بـ«مياه النيل» أبرز محاولات «الأم القاتلة»


-  «فيلم أكشن» خطة المتهمة للهروب من العدالة


بدأت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار عبد البديع الحسيني،وعضوية المستشارين سيف الله كسيبة ومحروس حلمى وحاتم عبدالفتاح بسكرتارية رفاعى فهمى وحسام كمال نظر القضية رقم «17784» لسنة 2018 جنايات حدائق القبة، المتهمة فيها رشا عبد المرضي محمد أحمد، 32 سنة، ربة منزل، بقتل رضيعتها زينب أيمن عبده محمد، عمدًا مع سبق الإصرار، بأن بيتت النية وعقدت العزم على قتلها وأعدت لهذا الغرض كيسا بلاستيك و«خرقة بالية» وجابت بها الطرقات لتنفيذ مأربها وتوجهت بها على مكان قصي وما إن ظفرت بها وحيده بمسرح جريمتها حتى أحكمت قبضتها بقوة على أنفها وفمها بـ«خرقة بالية» وقذفتها أرضًا قاصدة من ذلك إزهاق روحها فأحدثت بها الإصابات التي أودت بحياتها.


أثناء تواجد المقدم عمرو الحسيني، رئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة، بمكتبه لمباشرة مهام عمله بديوان القسم، حضرت إليه المتهمة وزوجها أيمن عبده محمد إبراهيم، 51 سنة، صاحب معرض موبيليات، وأبلغته بأنها أثناء استقلالها «توك توك» قام قائده ومجهولون بتخديرها وخطف نجلتها الرضيعة، بينما قرر «الزوج» أنه أثناء تواجده بمنزله ورد إليه اتصال على هاتفه المحمول من زوجته وقررت له أنها تعرضت للتخدير وخطفت نجلته الرضيعة ذات العشرين يومًا، فتوجه لمقابلتها بمنطقة سكة الوايلي التابعة لدائرة القسم من أمام عيادة النساء والتوليد الخاصة بها.



وبمناقشة «الزوجة» قررت أنها شعرت بنزيف دموي إثر الولادة القيصرية ورغبت في الكشف الطبي لدى طبيبها الخاص وهو الدكتور محمد نوارة حيث قامت بترك بناتها «ملك» 6 سنوات، و«بهية» سناتان، رفقه زوجها وتوجهت هي ورضيعها مستقلة «توك توك» إلى مقر عيادة الطبيب وأنها حال قيامها بمحاسبة «السائق» تبين عدم وجود «فكة» لديه فطلبت منه الانتظار وتوجهت للعيادة وطلبت من الممرضة مئة جنيه «فكة» إلا إنها لم تجد معها، وحال عودتها لـ«التوك توك» فوجئت بوجود سيدة تجلس بالمقعد الخلفي بالمركبة قررت لها أن لديها «فكة» وحال إعطائها المبلغ قامت تلك السيدة بجذبها هي ورضيعتها «زينب» وقامت برش وجهها بمادة أفقدتها الوعي.



وأضافت أنها استفاقت عقب ذلك وفوجئت بأنها متواجدة بمنطقة سرايا القبة فاستعانت بهاتف أحد المارة وقامت بالاتصال بزوجها لإبلاغه بالواقعة وخطف ابنته، وأشارت إلى إنها تعرضت لواقعة سرقة حقيبتها ونقودها وأوراقها.



على الفور تم إخطار اللواء أشرف الجندي، مدير مباحث القاهرة، وقام بالانتقال وضباط وحدة مباحث القسم؛ للوقوف على حقيقة البلاغ، وسرعة استعادة الرضيعة لأسرتها.



وباصطحاب «الزوجة» والانتقال إلى مقر العيادة تم التقابل مع سحر عطية إبراهيم، سكرتيرة الطبيب، التي قررت أنها كانت متواجدة بالعيادة وأن «المُبلغة» حضرت إليها في الساعة الخامسة والنصف تقريبًا ودخلت العيادة في حالة طبيعية وطلبت منها تسجيل اسمها بدفتر الكشف، وسألت عن دورها فقررت لها بأن الكشف حالًا لعدم وجود مرضى آخرين إلا أنها انصرفت من أمامها بحجة إحضار قيمة الكشف من «التوك توك» مؤكدة أن «المُبلغة» كانت تحمل رضيع بيدها ولم تسأل عن «فكة» كما أنها لم تدفع ثمن الكشف وانصرفت ولم تعد.



وبالتقابل مع الطبيب محمد محمود نوار، طبيب أمراض النساء، قرر أنه تلقى اتصالا هاتفيا في الساعة الثامنة من رجل ادعى أنه زوج المريضة «رشا» وسأل عن حقيقة حضورها للعيادة فأجابه بعدم حضور سيدة بذلك الاسم، وأنه حال مراجعته للسكرتارية قررت أنها مثبتة لديها بدفتر الكشف إلا إنها لم تحضر ولم تقم بدفع قيمته.



وباستكمال الفحص بالمنطقة المجاورة والجيران المحيطين وكاميرات المراقبة المتواجدة بمحيط العيادة، تبين وجود ازدحام بالشارع وتوقف حركة المرور، وأمكن التوصل لوجود أشخاص متواجدين بالمنطقة بحكم طبيعة عملهم مما تأكد عدم وجود بلاغات أو ما هو غير طبيعي بالمنطقة وقت الحادث كما أدعت السيدة.



كما أمكن التوصل لتصوير «المُبلغة» خلال رصد عدسة كاميرات المراقبة لسوبر ماركت «أسواق القبة» وهي تحمل رضيع بيدها والدخول لتلك الأسواق، حيث تمت مقابلة عبد العظيم شعبان عطية، صاحب السوبر ماركت، وبسؤاله قرر أن السيدة قد حضرت له وقامت بشراء كيس أسود كبير إلا أنه قرر لها عدم وجود طلبها فانصرفت عقب ذلك.



وأكد «عطية» عدم وجود ثمة ملامح أو تعبيرات تدل على تعرض السيدة لمكروه في هذا الوقت، وتبين من خلال توقيت رصد الكاميرات أنها في حوالي الساعة الخامسة وخمسة وثلاثين دقيقة.


وبمواجهة «المُبلغة» بما أسفر عنه مناقشة الشهود، ظهرت عليها علامات الارتباك الشديد فتوجه «رجال المباحث» إلى شارع ابن سندر بالزيتون، والذي قرر زوجها أنه حضر إليها في ذلك المكان، وبالبحث عن مالك الهاتف الذي تحدثت منه الزوجة، تبين أنه يدعى أحمد محمد عبد العزيز أحمد، 55 سنة، حارس عقار، الذي قرر أنه أثناء تواجده أمام العقار محل عمله حضرت له «المُبلغة» وقامت بالجلوس على مقعد أمام العقار وكانت تبكي، وطلبت منه أن تستخدم هاتفه للاتصال بزوجها، وروت له أنها قد تعرضت لواقعة تهديد وخطف رضيعتها وأنها استفاقت بمكان مجاور وأنه هو أول من شاهدته عقب استفاقتها.


وبإجراء التحريات بمنطقة سكنها، دلت على أن زوجها مسجل خطر (فرض سيطرة) وسبق اتهامه في عدة قضايا، كما توصلت إلى وجود خلافات أسرية دائمة بينهما.



وبعدما توصل الفحص إلى عدم صحة ما جاء بأقوالها في البلاغ، تمت مواجهتها فتبين زيادة ارتباكها وبدأت تجهش بالبكاء، وطلبت التحدث بعيدًا عن زوجها خشية من بطشه بها.


وبالابتعاد عن «الزوج» ومناقشتها قررت أنها تعاني من خلافات مع زوجها بسبب أن خلفتها دائمًا إناث وأنه دائم التشاجر معها غير مكترثً لآلامها وما تعرضه له من آلام الحمل والوضع وعملية الجراحة القيصرية، وأضافت أن زوجها منقطع عن العمل ويعتمد في دخله على بعض المعاملات المشبوهة في تجارة المخدرات، وأنها ضاقت بالعيش معه خاصة عقب تعرض الرضيعة لوعكة صحية وإصابتها بمرض «الصفراء» ووضعها بحضانة مستشفى خاص بأرض الجولف والتي كلفها قرابة الـ«900» جنيه في اليوم الواحد.



وأوضحت أنها سبق لها وفاة نجلها «محمد» عن عمر «34» يومًا بسبب عيب خلقي بالقلب ووضعه بذات المستشفى، وأن زوجها دائمًا يعايرها بذلك وأنه يصرف تلك المصاريف عبثًا، وأنه في الآونة الأخيرة لم يكترث لآلام النفاس رغم متابعتها لرضيعتها وأنها أمام تلك الضغوط النفسية تولدت لديها فكرة التخلص من الرضيعة وأنها قامت باختلاق البلاغ لإيهام الزوج والشرطة باختطاف الطفلة، وأنها كانت تنوي في البداية التخلص منها بوضعها داخل كيس بلاستيك وإلقائها أمام مسجد الحسين بمنطقة الجمالية حتى يتولى أهالي الخير دفن الرضيعة إلا إنها قامت باستقلال سيارة أجرة وتوجهت إلى منطقة الجمالية وشاهدت ازدحاما شديدا وتواجد أفراد شرطة فقامت بالجلوس لدى أحد بائعى الشاي بجوار نقطة الشرطة، وقامت بطلب «كوب يانسون» ودفعت عشرة جنيهات قيمة هذا المشروب.



وتابعت إنها اختمرت لديها فكرة استقلال سيارة والتوجه إلى منطقة كورنيش قصر النيل إلا أنه لكثرة المتواجدين على الكورنيش منعها من إتمام جريمتها بإلقاء الطفلة في النيل، فتوجهت إلى منطقة سرايا القبة نظرًا لما بها من هدوء وعقدت العزم وبيتت النية على قتل الرضيعة والتخلص منها بمدخل أحد العقارات بالمنطقة، وبالفعل قامت بإلقائها بأحد العقارات ثم اختلقت واقعة تعرضها للخطف، وقامت بتحديد مكان إلقاء الطفلة ثم قامت بكتم أنفاسها باستخدام «كوفرتة» إلى أن تأكد لها وفاتها عقب سكون جسدها.


ثم قامت بوضعها داخل الكيس الأسود وألقتها بـ«سلة قمامة» أمام إحدى الشقق السكنية بالعقار ثم انصرفت عقب ذلك وقامت بالتخلص من حقيبتها و«الكوفرتة» الخاصة بالطفلة.


وأبدت «الأم القاتلة» استعدادها للإرشاد عن مكان تخلصها من المجني عليها واصطحبها «رجال المباحث» إلى العقار الهادئ رقم «5» بممر الريحاني بشارع ابن سندر، التابع لدائرة قسم شرطة الزيتون.



وأشارت إلى أنها تخلصت من المجني عليها ما بين الطابق الرابع والخامس، وبالصعود رفقتها لمناظرة سلة القمامة ومكان الإلقاء تم العثور على جثة الطفلة على السلم، وتبين وجود آثار نهش حيواني بوجه الطفلة.


تم التحفظ على المكان حتى مناظرة النيابة، واصطحاب المتهمة للتأكد مما أدلت به.



وأمام المستشار أحمد هاني، وكيل النائب العام بنيابة حوادث غرب القاهرة الكلية، قررت أنها تزوجت منذ سبعة أعوام ورزقت منه ببنتين وولد في عام 2014، وتوفي أوائل عام 2015 عن عمر يناهز «34» يومًا.


وتابعت أنها عاشت مع زوجها ظروفا صعبة وتعرضت لإهانات وضرب منه، وفي شهر ديسمبر 2017 رزقت بـ«الطفلة الرضيعة» وبعمل «سونار» اكتشف الزوج أنها بنت فغضب بشدة وبدأ في الاعتداء عليها بالضرب.



وفي سبتمبر الماضي وضعت البنت قيصريًا، وتمت تسميتها بـ«زينب» وبعد خمسة أيام مرضت الطفلة بسبب الصفراء ودخلت الحضانة وكان زوجها يشعر بضيق بسبب إصابة نجلته بالصفراء ودخلت الحضانة وكان زوجها يشعر بضيق حال صرفه على الطفلة لكونها بنت، مشيرة إلى إنها بعد مرور عشرين يومًا فكرت في التخلص من الرضيعة.


وتابعت: «حاولت التخلص من الجنين عن طريق الضرب بالقوة على بطني وحاولت إجراء عملية شفط للجنين لكنها فشلت أكثر من مرة».


وثبت تقرير الطب الشرعي أنه بتشريح جثمان الطفلة، تبين أن الوفاة نتجت عن مجموعة من الإصابات والكسور بعظام الجمجمة والوجه والأضلاع ووجود نزيف على سطح المخ.