رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

محللون: الواقعية الصينية تغلب التفاؤل الأمريكي والصفقة التجارية لن تحل جميع الخلافات

الرئيس الصيني ونظيره
الرئيس الصيني ونظيره الأمريكي

اقتربت الصين والولايات المتحدة من إبرام صفقة تجارية شاملة يتوقع أن تضع حدا لنزاعهما التجاري الذي أشعلته واشنطن بفرض المزيد من الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، لكن من غير الواضح أن تحل الصفقة كل النزاعات بينهما، حسبما يعتقد محللون صينيون.

وبنبرة مزجت بين التفاؤل والحذر، اختتم كبار المفاوضين التجاريين من الجانبين الجولة الأخيرة من المحادثات في واشنطن، وكانت المحادثات، التي اختتمت يوم الجمعة هي التاسعة من نوعها منذ دخول الجانبين في حرب جمركية أثرت على الاقتصاد العالمي لأكثر من عام.

ومن المقرر، حسبما أفاد مدير المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض لاري كودلو، أن يستمر الاتصال بين المفاوضين هاتفيا الأسبوع الحالي.

وفي آخر جولتين من المفاوضات في بكين وواشنطن، أحرز الجانبان تقدما ملموسا باتجاه التغلب على خلافاتهما التجارية. 

ووفقا لمصادر مطلعة، ناقش الجانبان نص اتفاقية حول نقل التكنولوجيا وحماية حقوق الملكية الفكرية والتدابير غير الجمركية وصناعة الخدمات والزراعة والميزان التجاري وآلية التنفيذ.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية الصينية، إنه تم إحراز "تقدم جديد" بشأن نص اتفاق حول هذه القضايا المذكورة،
وتشير تقارير متوازية من كلا الجانبين إلى انه تم إنجاز 90 بالمائة من المهمة، بما في ذلك نص ومضمون صفقة مقبولة من كلا الجانبين، لكن لم يذكر أي من بكين أو واشنطن موعدا نهائيا للصفقة.

وبغض النظر عن ماهية تلك الصفقة جيدة أم سيئة، إلا أن جميع التقارير الصادرة عن الإعلام الرسمي الصيني تؤكد أنها باتت قريبة جدا ومؤكدة.

وقالت صحيفة "جلوبال تايمز"، المقربة من الحزب الشيوعي الحاكم: "سيتم توقيع صفقة ليس هناك شك في ذلك كلا الجانبين مقتنعان بأن الخلاف التجاري لا يمكن أن يظل مشكلة عالقة، إنهما يسابقان الوقت وليست هناك عقبات كبيرة".

مع ذلك، حذر هوه جيان قوه، نائب رئيس الجمعية الصينية لدراسات منظمة التجارة العالمية، في تصريحات إعلامية، من أنه على الرغم من أن توقيع الصفقة ليس سوى "مسألة وقت"، إلا أن احتمال فشل الصفقة مازال ممكنا وفي حال ذلك ستدفع الولايات المتحدة ثمنا باهظا لذلك.

وقال "هوه"، " إذا لم تستطع تسع جولات من المفاوضات الرفيعة المستوى التوصل إلى اتفاق، سيصبح الجانب الأمريكي المسئول عن ذلك"، مشيرا إلى أن الصين أظهرت إخلاصها في عملية التفاوض.

وأضاف أن "التزام الصين بالتوصل إلى اتفاق ثابت لأنها تعتقد أن معالجة الخلاف التجاري مفيد للتنمية الاقتصادية في الصين والعلاقات الصينية الأمريكية والاستقرار الاقتصادي العالمي".

إيجابيات وأضرار 

وشهدت أسواق الأسهم في الصين والولايات المتحدة ارتفاعًا طفيفًا، يوم الخميس قبل المحادثات، حيث توقع عاملون في الصناعة أن تستمر الأسواق في الارتفاع يوم الإثنين.

واستجابت بورصة شيكاغو للحبوب إيجابيا وارتفع فول الصويا إلى أكثر من 1 في المائة معززا بحالة التفاؤل بشأن محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.

وقال مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في وكالة موديز للتحليلات، إن الاقتصاد العالمي "من المرجح للغاية" أن يسقط في حالة ركود إذا فشلت الولايات المتحدة والصين في التوصل إلى اتفاق تجاري في غضون ثلاثة أشهر.

وأوضح أنه إذا تعطلت المحادثات بين الولايات المتحدة والصين وانتهت دون اتفاق تجاري، فإن ذلك قد يؤذي معنويات العمل بشكل أكبر ويؤدي إلى خفض الشركات للاستقدام، وسترتفع البطالة مما يؤدي إلى فقدان المستهلكين ثقتهم في الاقتصاد.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أشاد يوم الجمعة بالجولة الأخيرة من المناقشات ووصفها بأنها حققت "نجاحا كبيرا"، وقال ترامب إنه يمكن الإعلان عن صفقة في الأسابيع الأربعة إلى الستة المقبلة، حسبما ذكرت وسائل الإعلام.

وفي الوقت نفسه، حث المحللون على توخي الحذر من تعقيد الاحتكاكات التجارية غير المسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرين إلى أن تغييرات تحدث في اللحظة الأخيرة ، مثل سعي الولايات المتحدة الي رفع مطالب جديدة بينما مع تسارع الجانبان للتوصل إلى اتفاق نهائي.

وقالوا إن الصفقة لا تعني نهاية كل الخلافات أو بداية علاقات مظفرة بين أكبر اقتصادين مطالبين بالتحلي بالواقعية.