رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«النبأ» تكشف أسرر تعذيب وقتل طفل دار السلام على يد «جدته»

شارع كمال المنشاوي
شارع كمال المنشاوي بدار السلام محل الواقعة


«أعز الولد ولد الولد».. مثل شعبي شهير، لكنه لا ينطبق على جدة الطفل أحمد إسلام (أم والده)، لاتهامها بقتله بـ«طريقة وحشية فجة» بعد حفلة تعذيب ـما بين حرقه بالنار وتقليع أظافره والاعتداء عليه بالضرب ووضعه داخل الحمام عاريًا في شقتها الكائنة بمنطقة دار السلام جنوب القاهرة.

انتقل محرر «النبأ» إلى شارع كمال المنشاوي المتفرع من شارع الفتح بمنطقة دار السلام حيث منطقة المتهمة والمجني عليه والتقينا بالأهالي والجيران وشهود العيان، وسردو لنا أسرارا تكشف عن «جبروت امرأة» وصفها جيرانها بـ«الست القادرة» لقسوة قلبها على بكر نجلها. 

تقول إحدى الجيران تحفظت على عدم ذكر اسمها إن الطفل «أحمد إسلام»، يبلغ من العمر 7 سنوات، وشقيقه «نور» 4 سنوات، كانا يعيشان مع جدتهما «زينب. ع. أ» المتهمة بقتل الأول في شقتها بعد طلاق والدتهما التي تنازلت عن الطفلين، وتركتهما في جحيم والدة طليقها. 

وتضيف الجارة، إن أم الطفلين تزوجت من «أبو العيال» ولم تفِ السن القانوني للزواج، وهذا الأمر أدى لعدم استخراج شهادات ميلاد للطفلين حتى الآن وبعد عامين على زواجها بدأت الخلافات بينهما بسبب سوء معاملة حماتها لها، وطلبت الطلاق، فوافق الزوج على الطلاق مقابل تنازلها عن الطفلين. 

وتكمل: بدأ الزوج في تعاطي المواد المخدرة بعدما رفضت طليقته العودة له، وأصبح أبو العيال مدمنًا لـ«الهيرين» ودخل مصحة ليعالج من الإدمان لكنه خرج من المصحة قبل الحادث بفترة قصيرة فكانت أمه «ست قادرة وجبارة» في تعاملها مع حفيدها الأكبر لأنها كانت معتادة على ضربه بطريقة وحشية عكس معاملتها للطفل الأصغر (حلوة)، مرجحة أن سبب التفرقة في المعاملة بين الطفلين «إن أم العيال كانت تأخذ طفلها معها لما تغضب وتروح عند بيت أهلها وكانت حامل في الثاني، فالطفل تعلق بوالدته، وأن بعد الطلاق تركته للمتهمة فكان الطفل يسأل علي والدته ما أثار حفيظة جدته للتعدي عليه وتعذيبه، أما الثاني فأخذته من أمه (لحمة حمرة) وهي اللي ربته». 


وتتابع: «على الرغم من اعتداء المتهمة على حفيدها بهذه الطريقة إلا أن الطفل كان يقول لها (يا ماما وكان يحبها) ومن كثرة جبروت الجده استخدمت وسائل بشعة في تعذيبه، مرة خبطت دماغه في حائط الحمام وأخرى حرقته بالنار في جسمه واعتدائها عليه بالضرب باستمرار وضعته في الحمام عاريًا وقلعت أظافر يديه». 


والتقط أطراف الحديث شاهد عيان قائلًا: «إحنا كنا نسمع صوت بكاء الطفل هي وجدته تعذبه في الفجر أنا شاهدت جثت الطفل كانت ظاهره عليه آثار التعذيب كلها في حسمه حرق بالنار وأظافر مقلوعة، واتصلت قبل الحادث بالأمومة والطفولة لإنقاذ الطفل من جدته بسبب استمرارها في الاعتداء عليه بهذه الطريقة الوحشية». 


ويضيف لـ«النبأ»، أن المتهمة تسكن بالطابق الأول بمفردها مع الطفلين ولم تكف عن اعتدائها على الطفل الأكبر حتى اسقطته قتيلًا باستخدام ماسورة حديدة، وعللت ذلك بسبب تبوله اللإرادي، وصرحت النيابة بدفن الجثة، واستلم أحد أقارب المتهمة جثة الطفل وتم دفنها، وتم إيدع الطفل الثاني بدار الرعاية بعدما اكتشفت النيابة أن الطفلين ليس لديهم شهادات ميلاد. 


وتابع: «استدعت نيابة دار السلام الجزئية أم الطفلين للاستماع لأقوالها وتبين أنها تزوجت من آخر بعد طلاقها مباشرة وأنجبت طفلًا وأدلت بأقوالها وانصرفت»، مضيفًا أن الأسرة واجهت نهاية مآساوية تمثلت في «أن الجدة القاتلة مصيرها السجن أما الأب المدمن؛ فمات طفله البكر ودار الرعاية ملاذ للثاني، ووالدة الطفلين تنعم في عش الزوجية الجديد». 


وكشفت مناظرة نيابة دار السلام الجزئية، لجثة طفل قُتل على يد جدته بعد تعذيبه، وتبين أنه لا يتعدى عمره الـخمس سنوات، به إصابات عبارة عن كدمات متفرقة بالجسم، كما تبين وجود آثار ندبات قديمة في الفخذ والساقين، وحروق بالجسم وأنه قديم وليس مستحدثا. 


وجاء فى التقرير الطبي المبدئى، أن الكدمات المتفرقة ليست السبب في الوفاة، وأنها حدثت نتيجة هبوط في الدورة الدموية بسبب الخوف والقلق ما أدى لتوقف النبض. 


يذكر أن كشف الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة عن التفاصيل الكاملة في واقعة مقتل طفل على يد «جدته» بمنطقة دار السلام، تم ضبطها وإحالتها إلى النيابة العامة. 


بدأت أحداث الواقعة عندما تبلغ لقسم شرطة دار السلام (بمديرية أمن القاهرة) بالعثور على جثة الطفل «أحمد. إ. أ»، 7 سنوات - مقيم بدائرة القسم، وبه عدة إصابات متفرقة بجسده. 


ودلت تحريات ضباط وحدة مباحث القسم من خلال جمع المعلومات، إلى أن الطفل المتوفى يقيم صحبة شقيقه طرف جدته لوالده المدعوة «زينب. ع. أ»، 58 سنة، ربة منزل، ومقيمة بمحل البلاغ نظراً لانفصال والديهما منذ 4 سنوات، وعدم تواجد والده بصفة دائمة بالمنزل. 


وأضافت التحريات، أن المذكورة دائمة التعدى على الطفل وتعذيبه وأنها وراء ارتكاب الواقعة. 


وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطها، وبمواجهتها أقرت بقيامها بالتعدى على الطفل باستخدام ماسورة حديدية، وحال إيقاظه اكتشفت وفاته، وتم بإرشادها ضبط الأدوات المستخدمة فى ارتكاب الجريمة. 


واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة حيال تلك الواقعة وتم إحالة المتهمة إلى النيابة العامة لتتولى مباشرة التحقيقات والتي قررت حبسها 4 أيام على ذمة التحقيق، وجدد قاضي المعارضات حبسها لمدة 15 يومًا.