صاحبة مبادرة «احتواء مصابي الحروق» تكشف معاناة ضحايا حادث محطة مصر بعد خروجهم من المستشفى «فيديو وصور»
صاحبة مبادرة «احتواء مصابي الحروق» تكشف عن معاناة ضحايا حادث محطة مصر بعد خروجهم من المستشفى
بعد حادث محطة مصر، الذي وقع، الأربعاء الماضي، وأسفر عن وفاة أكثر من عشرين شخصا، وإصابة ما يزيد عن الخمسين بحروق بليغة، شوهت ملامحهم، يمكنك أن تتخيل شكل حياة التي سيعيشها المصابون عقب التعافي، بعدما تتعرف على «هند البنا»، أحد مصابي الحروق، ومؤسسة حملة«احتواء مصابي الحروق».
تعرضت «البنا» لحادث حريق منذ عشرين عاما، في منزل أبيها، ومن وقتها وهي تواجه التنمر في حياتها، ومعاناة رفض الناس لها، نتيجة ما خلفه الحادث من آثار لازالت موجودة على جسدها حتى قررت أن تنظم مبادرة منذ ما يقرب من أربعة أشهر، أطلقت عليها اسم «احتواء لمصابي الحروق».
حصلت «هند» على بكالوريوس خدمة اجتماعية، إلا أنها لم تحصل على وظيفة، وتأخر زواجها بسبب إصابة يديها.
وتكمل «البنا» قصتها: «أحزنني التعامل مع الحملة بكل هذا الهدوء، جئت من الإسكندرية إلى القاهرة لدعم مصابي الحروق، ولتأهيلهم مسبقا لكمية التنمر التي سيتعرضون لها عاجلا أم أجلا، أنا متطوعة، وحملتي تقوم على الجهود الذاتية، بالإضافة لجهود بعض الناس، لا أملك المال الذي يساعدني على فتح مقر للحملة، حملتي قائمة على التبرعات ولا تقتصر على توزيع البسكوت والعصير، بل هدفي هو دعمهم، هو محاولة مني _حتى لو صغيرة_ لتغيير مزاجهم النفسي، «حملة احتواء لمصابي الحروق»، تدرك جيدا أن مصابي الحروق لا يحتاجون فقط للدعم النفسي، بل أيضا للعلاج لمدة طويلة، يمكن أن تستمر لشهور، وللمال والعمل، لصعوبة إيجاد فرص عمل جيدة ومناسبة لمصابي الحروق تتناسب مع مؤهلاتهم وليس مع إصابتهم».
وتتابع: «نتيجة للحرق الذي تعرض له مصابي الحروق، أصبح يصنف من المعاقين، لذا أطالب المجتمع المدني والحكومة من خلال حملتي «احتواء لمصابي الحروق»، بضرورة الالتفات لمصابي الحروق، وإعطاؤهم حقوقهم، أنا كمثال لمصابي الحروق، نتيجة لتشويه يدي، ومع أنني أحمل شهادة «بكالوريوس خدمة اجتماعية»، لا أعمل، ولم أتزوج، أكتب أحيانا، وأغني أحيانا، في محاولة مني للتخفيف عن نفسي، ومع ذلك كل هذا لا يمنع كوني أصبحت درجة ثانية في المجتمع، كم مرة ارتبطت ويعتذر لي عن عدم تقبل والدته أو إخوته لإصابتي، وهنا يكمن السؤال متى سيقوم المجتمع والناس والدولة بدعم مصابي الحروق نفسيا وماديا؟».
وتتساءل «هند»: «هل ستوفر لهم الدولة عمل؟، أو تضمن لهم زواجهم بشكل طبيعي؟، والإجابة عن هذه الأسئلة هي الهدف الأساسي من المبادرة «احتواء لمصابي الحروق»، والتي تختلف عن حملات أي مؤسسة أخرى التي تتوقف على كونها للعلاج فقط، فهدفي هو التأهيل النفسي، لمواجهة عدم توفير فرص العمل أو الزواج، أو تعليم حرف، لتأمين مستقبل أفضل لنا، هدفنا هو أن يتقبلنا المجتمع، يقوم الإعلام بتقديمنا بشكل يليق بنا كأناس طبيعيين، لا باعتبارنا منفرين، لا يحب الكثير من المجتمع أن يشاهد صور لنا، فمثلا أثناء عرض أي مسلسل مصري، واحتوائه لعنصر مصابي حروق، وعرضه بالشكل الذي يليق به، كنوع من تسليط الضوء عليه، سيوفر لنا الكثير من الجهد لتقبل مجتمعنا لنا كجزء منه، يتعاملون معنا بشكل طبيعي، مصاب الحروق هو إنسان مثلك، وليس عفريت لتخاف من التعامل معه، تقبلني بإصابتي ألا يكفيني معاناتي النفسية والجسدية، وكمية التنمر التي أتعرض لها؟، احتووا مصابي الحروق، لأن حقهم مهدر».
وبعد أن قامت الحملة بقيادة «البنا» مع أعضاء المبادرة المتطوعين لها، بالتجول على مستشفيات المصابين، حتى استقر بهم الحال بمستشفى الحسين، اختتمت «هند» حديثها وهي تبكي، على مصابي حريق محطة مصر، باعتبارها أكثر من يشعر بمعاناتهم، وبمدى صعوبة مواجهة الحياة والمجتمع بعد الأثر الذي سيبقى معهم حتى بعد فترة العلاج، متمنيةأن تحقق هدف حملتها في تقبل المجتمع لمصابي الحروق على أنهم جزء منه، لا كونهم مواطنين من الدرجة الثانية.