رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالأسماء.. «مؤلفات الإخوان» تُفجر أزمة فى معرض الكتاب

معرض الكتاب
معرض الكتاب


تَواصَلَ الإقبال الكثيف على ركن الفتوى بجناح الأزهر الشريف، بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب، في دَورته الخمسين؛ من روّاد المعرِض الذين يحرصون على استفتاء علماء الأزهر في أمور دينهم ودنياهم.


ودارت أبرزُ المسائل التي استقبلها ركن الفتوى، على مدار الأيام الماضية، حول الطلاق وأسبابه؛ حيث قام أعضاء ركن الفتوى بالرد عليها، فضلًا عن التَّوعية بخطورة الطلاق، وتَوضيح الأسس السليمة لبناء أسرةٍ سعيدة ومستقرة، مُقَدِّمين للأسر التوجيهَ والإرشاد والنصح، مع الحَثّ على التفاهم والحوار، والتعرُّف على الحقوق والواجبات قبل وبعد الزواج.


وحرّر أعضاء الركن استماراتٍ للأسر التي عجزتْ عن حلّ مشاكلهم الأسرية؛ لتحويلها فيما بعدُ إلى وحدة "لَمّ الشَّمْل"، بمركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، وتركزت أسئلة رواد المعرض فيما يخص الأسرة، (حيث جاءت أسئلة الطلاق والزواج في المقدمة)، ومنها هل يقع طلاق الغضبان، والحائض وأثناء كون الزوجة حاملا، هل يجوز قول الخطيب لخطبتة كلمة الحب في التلفون، هل يحوز للفتاة السعي لتزويج نفسها، وحدود لبس الفتاة أمام خطيبها، كما شملت الأسئلة بعض الأمور الاقتصادية، مثل: الاستفادة مِنَ البنوك بواسطة ديوان تشغيل الشباب، وهل هي حرام ام حلال، وكذلك حول دفع الزكاة لصندوق تحيا مصر،والمبادرات التي أطلقها الرئيس مثل حياة كريمة ونور الحياة وغيرها.


وكانت أبرز الأسئلة التي تسببت في جدل بركن الفتوى بمعرض الكتاب وتم تحولها للجنة الفتوى الرئيسية بالأزهر، هى: هل يجوز التبرع بمال الوقف لدعم مبادرات الخير التي أطلقها الرئيس السيسي، وكذلك التبرع بمال الوقف لصندوق تحيا مصر، باعتبار أنّ مال الوقف لا يمكن التعرض له. كما تضمنت الأسئلة: هل تعد إقامة مسجد الفتاح العليم بهذا الشكل تبذيرًا للمال العام في دولة تعانى من أزمة اقتصادية، وهل تجوز الاستفادة من أموال تبرعات المساجد لصندوق تحيا مصر، وهل التبرع لصندوق تحيا مصر يعتبر صدقة جارية، هل يجوز التبرع لبناء كنيسة.


على الجانب الآخر تعرض جناح الأزهر لأكبر كمية من الشائعات بين رواد المعرض هذا العام، ومن أبرز تلك الشائعات غياب كتب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، من جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، بجانب كتابات الشيخين الإمام محمد الغزالى والشيخ محمد سيد طنطاوى.


وهو ما نفته مشيخة الأزهر، حيث إن جناح الأزهر الشريف، يحتوى ركنين للبيع الأول خاص بالأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية، وهو لا تتواجد فيه بالفعل أى عناوين للشيخين السالف ذكرهما، حيث يعرض بعض العناوين لأبى حامد الغزالى للدكتور محمد عمارة والشيخ مصطفى عبد الرازق والدكتور عباس شومان، والإمام المراغى، جابر العلوانى، ومحيى الدين عفيفى الذى ضم الركن أكثر من عنوان له.


بينما يضم الجناح ركنا خاصا بمجلس حكماء المسلمين، والذى ضم عناوين للشيخ أحمد الطيب والشيخ محمد الغزالى والدكتور حمدى زقزوق، وبسؤال المسئول عن جناح مجلس الحكماء أكد أن المجلس هيئة مستقلة عن الأزهر، وأنه موجود ضمن جناح المشيخة كون الإمام الأكبر هو رئيسه.


أما الجزء المخصص للاطلاع فهو جناح الأزهر الرئيسى، فقد احتوى كتابات للدكتور حمدي زقزوق، والدكتور مصطفى محمود، وعباس شومان، محمد عمارة.


وخلت القائمة الأزهرية من أسماء بارزة فى حقل الدعوة الإسلامية، على رأسهم للدكتور عبد المتعال الصعيدى، الذى يعد أحد المجددين فى الفقه الإسلامى الحديث.


ومن الملاحظ أيضًا غياب مؤلفات والدكتور جاد الحق على جاد الحق.


وكانت أبرز المؤلفات والكتب الصادرة تحت اسم مجمع البحوث الإسلامية هى «دراسات عن القرآن الكريم» للدكتور محمود شلتوت، و«الفكر الجهادى وخطره على السلم المجتمعى» للدكتور محمد رشاد محمد، و«مفهوم دار الإسلام ودار الحرب» لكوكبة من علماء المجمع.


كما صدر تحت إشراف وتقديم الدكتور محيى الدين عفيفى، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية عدد من الإصدارات، منها «نظرات فى معنى السنة والبدعة»، و«تصحيح المفاهيم»، وعدد من مؤلفات كبار العلماء بالأزهر، أما الدكتور عباس شومان، الوكيل السابق للأزهر الشريف أمين عام هيئة كبار العلماء، فكان حاضرًا بمؤلفاته التي حملت عناوين: «المعارضة المسلحة»، و«المغيث فى المواريث» و«نظرات فى التجديد» و«المفسدون فى الأرض».


كما كان كتاب "أهل السنة والجماعة"، لفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، على رأس الإصدارات التي تشهد إقبالًا كبيرًا من جانب روّاد الجناح، وهو يتناول مفهوم أهل السنة والجماعة والفئات المُتضمَّنة تحت مظلّته، وأبرز مفرداته وخصائصه، فضلًا عن الركائز الفكرية والعَقَديّة لمنهج أهل السنة والجماعة، وتأكيد فضيلة الإمام الأكبر على تَبَنّي الأزهر الشريف لتلك الأسس الفكرية الوسطية، وعلى رأسها: تَحاشي تكفير المسلمين، والسعي لجمع كلمة الأمة الإسلامية وتوحيدها.


كما يعتبر كتاب "علم أصول الفقه"، للعلّامة الراحل الشيخ عبد الوهاب خلّاف، من كبار علماء الأزهر الشريف، ضمن الكتب الأكثر رواجًا في ركن مجلس حكماء المسلمين.


ويُقَدِّم كتاب "أصول الفقه" نظرةً شاملة للقواعد كافّةً، التي يعتمد عليها الفقيه في استنباط الأحكام الشرعية، حيث تناوَلَ المؤلف دليل الكتاب والسنة والإجماع والقياس، كما تَعَرّض للأدلة المُختلَف فيها، وأفردَ بابًا خاصًّا بالقواعد الأصولية اللغوية. ويتميّز أسلوب الكتاب بالسهولة والوضوح في تقديم معلوماته؛ لأن المؤلف كتَبَه بالأساس ليستفيدَ منه طلبة كليات الحقوق بالجامعات المصرية، في فترة الخمسينيات.


أما جناح وزارة الأوقاف، و«المجلس الأعلى للشئون الإسلامية»، الذى يقع فى مواجهة الجناح الأزهرى، فحدث إصداراته هذا العام بكتب جديدة لوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وعلى رأسها «حماية الكنائس، وحديث الروح، وبناء الوعى، ونحو تجديد الفكر الدينى، وداعش والإخوان والتآمر على القدس»، بالإضافة إلى كتاب تقاسم تأليفه مع مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام وهو «قواعد الفقه الكلية».


وأصدرت دار الإفتاء مجموعة متميزة من الكتب، على رأسها: «تنظيم النسل وتحديده فى الإسلام»، و«فتاوى الشباب» و«فقه الجندية»، و«مسيرة الفتوى فى الديار المصرية»، و«أحكام المسافر»، و«الفتاوى الطبية»، و«موسوعة الفتاوى الإسلامية» و«موسوعة الفتاوى المؤصلة».


في الوقت نفسه، أكدت اللجنة المشرفة على جناح الأزهر والأوقاف بمعرض الكتاب، أنه تم تمشيط جميع الكتب المعروضة في الجناحين، وأنه تم التأكد من عدم وجود مؤلفات تخص جماعة الإخوان المسلمين أو أحد من أنصارهم أو وجود كتب تروج لأفكارهم أو أفكار التيارات السلفية وأن كتب ومؤلفات المتعلقة بالفتاوى والشرعية تم استبعاد كل ما هو مشدد منها، أو تحتوي على أفكار شاذة وغريبة، من ناحية اخرى قامت لجنة المتابعة بمعرض المكاتب بمصادرة جميع كتب الإخوان التي تم ضبطها، حيث كانت جماعة الإخوان المسلمين تشارك بمجموعة كتب في معرض الكتاب الدولي بأرض المعارض، على الرغم من امتناع دور النشر المصرية طباعة أى عمل للجماعة.


وقالت مصادر إن "دار المفكرون الدولية للنشر والتوزيع" هي من قامت بنشر عدد كبير للجماعة من الأعمال والتي شاركت بها في المعرض.


أول العناصر الإخوانية التي نشرت لها تلك الدار "هبة زكريا" الصحفية الإخوانية في تركيا والتي قدمت محاضر ضد قادة الجماعة في تركيا بسبب الاعتداء عليها لمعارضتها للمرشد المؤقت محمود عزت، حيث لها كتاب يعرف باسم "التوازن في التغطية الإعلامية قيمة قرآنية".


القيادي الإخواني الثاني الذي نشرت له الدار كتاب له هو وصفي عاشور أبو زيد القيادي الإخواني البارز الهارب في تركيا، ويعرف الكتاب باسم "نحو تفسير مقاصدي للقرآن الكريم – رؤية تأسيسية"، ليس هذا فحسب بل يوجد كتاب نشرته الدار للقيادي الإخواني السجين صلاح سلطان والد محمد سلطان الذي تنازل عن الجنسية المصرية من أجل الخروج من السجن والسفر لأمريكا، ويعرف كتابه باسم "امتياز المرأة على الرجل في الميراث والنفقة" وقدم لهذا الكتاب الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي المقرب من الجماعة.


وهناك كتب لـ«محمد يسري إبراهيم»، أمين عام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح الذي أسستها جماعة الإخوان لتجمع تيار الإسلام السياسي وصاحب أول بيان رافض لثورة 30 يونيو المؤيد للمعزول محمد مرسي مشارك في المعرض أيضا عبر دار منبثقة عن دار "المفكرون" تعرف باسم دار "البيان" وكتابيه يعرفا باسم "فتح الباري على مختصر صحيح البخاري" و"غنيمة المؤمن من مختصر مسلم".


الدار نشرت أيضا كتب سلمان العودة الداعية السعودي المقرب من الإخوان، وكذلك محمد جلال القصاص القيادي بالجبهة السلفية الذي سجن وتم الإفراج عنه عام 2015 عبر كتاب يعرف باسم "أثر المشاركة السياسية على الفكر السلفي في مصر".


كما تم مصادرة كتب لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين والمرشد الأول لها "حسن البنا"، واكتشفت لجان المتابعة للأجنحة وجود 5 نسخ من كتاب "الأقوال المأثورة لحسن البنا" في جناح دار الرشاد المغربية، حيث تمت مصادرة النسخ على الفور وتحذير دار النشر بغلق الجناح في حالة تكرار الأمر.


واكتفت إدارة المعرض بالتحذير فقط كون الدار غير مصرية، ولم تكن على علم بمنع مثل تلك الكتب في مصر.