رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

محمد نجم: مجانية التعليم «كلام على ورق».. وهؤلاء يقودون الحرب ضد الوزير (حوار)

النبأ


قال محمد نجم، الأمين العام لـ«ائتلاف تمرد معلمي مصر»، إنّ وزير التعليم الحالي الدكتور طارق شوقي، يواجه حملة شرسة من بعض المعزولين من مناصبهم والمتضررين من المنظومة التعليمية الجديدة، مشيرًا إلى أنه من أفضل الوزراء الذين تقلدوا هذا المنصب في العشر سنوات الأخيرة.


وأكد «نجم» في حوار لـ«النبأ» استحالة منع ظاهرة الدروس الخصوصية، وأنه لا توجد دولة بالعالم استطاعت القضاء على هذه الأزمة، مشيرًا إلى أن أزمات المعلمين المرتبطة بتدني الرواتب وكذلك أزمة المغتربين، تمثل 99% من مشكلات هذه الفئة التى تضم مليون مواطن.


كيف ترى أداء الدكتور طارق شوقى؟

هو أفضل وزير جاء في هذا المنصب في العشر سنوات الأخيرة، خاصة في تعامله مع قضايا المعلمين، فهو الوحيد الذي جعل أبوابه مفتوحة وعلى تواصل معنا على مدار الـ«24» ساعة، وهو ما ظهر في استجابته لمطلبنا بتعيين نائب لشئون المعلمين، محمد عمر، وهو شخص معروف بعلاقته الجيدة مع المعلمين.


لكن «شوقى» وصف المعلمين بالحرامية؟

غير صحيح، فلم يحدث أن خرجت مثل هذه التصريحات عنه، وهو بالفعل أوضح أنه تم تحريف تصريحاته، وتلاعب بالألفاظ من جانب وسائل الإعلام «شغل صحافة»، وما يثبت كذب هذا التصريح أن المعلمين ليس لهم علاقة بالماديات التى تناولها في توصيفه بالحرامية وكان المقصود بها «الدواوين»، وفي النهاية نحن لنا الفعل وليس الكلام، و«شوقى» قدم خدمات كثيرة لنا منذ فترة توليه.


إذن هل تعتقد أن هناك حملة ممنهجة ضد طارق شوقى؟

نعم، فهناك حرب من داخل الوزارة مصدرها إما المعزولون من مناصبهم، الذين يعتبرونه عدوًا لهم، وكذلك المدرسين الرافضين لموقف الوزير من الدروس الخصوصية الذين يغذون حالة الرفض لدى الطلاب وأولياء الأمور بهدف خلق رهبة من النظام الجديد، «يلعبوا في دماغهم»؛ لأنها تهدد الدروس الخصوصية التى تعد مصدر أكل عيشهم، بالإضافة إلى المطابع الخاصة التي ستتضرر بعد تحويل المناهج إلى محتوى رقمي.


ولكن هناك اعتراضات على النظام الجديد؟

طبيعى أن تكون هناك مخاوف من أي نظام جديد، رغم الشكاوى المتكررة من النظام القديم الذي لا يوجد أسوأ منه على الإطلاق، ويجب علينا أن ننتظر ونجرب، «مش هنخسر حاجة اكتر من كده»، كما يجب على أولياء الأمور أن يساعدوا في نجاح هذه التجربة، «بدل ما يدوا أبناءهم دروسًا خصوصية»، يساعدون في تزويد المدارس بالمقاعد، خاصة أن الوزير فاتح بابه للجميع ولكن تبقى هناك أزمة أن ولي الأمر يريد أن يلحق ابنه بكليات القمة دون النظر إلى حجم تحصيله العلمي.


البعض شكك في نجاح هذه المنظومة في ظل وجود أزمات الكثافة داخل الفصول.. ما تعليقك؟

ليس صحيحًا، فليست كل المدارس تعاني من زيادة في كثافة التلاميذ بالفصول، فالأغلبية العظمى لا توجد بها هذه المشاكل، فهناك تعليمات من الإدارة بألاّ يتجاوز عدد التلاميذ عن 50 طالبًا، وفي الوقت الحالي أصبح من الندرة أن نجد عكس ذلك، وبالتالي في ظل عدم القدرة المادية على توفير 300 مليار جنيه، تكون الأولوية للأزمات الكبيرة وهي إصلاح منظومة التعليم، عبر تعديل المناهج، أما الخطوات التالية تأتي تباعًا.


كم تنفق مصر على التعليم؟

العام الماضي تم إنفاق 80 مليار جنيه، منها 90% منها أجور ومرتبات للمعلمين، على الرغم أن الدخل القومي ينص على إنفاق 4% من الدخل القومي في الوقت الذي ننفق فيه ما لا يتجاوز 2%، وهذا ليس جيدًا ولكنه يعتمد على الظروف الحالية للبلاد، هو ما يستوجب على الوزارة الاستثمار حتى تدر دخلا، على سبيل المثال تخصيص بنك للمعلمين، وعمل إعلانات على أسوار المدارس، وكذلك الاستثمار في التعليم الفنى فهناك مدرسة زراعية بالزقازيق تدخل ربحًا مليون جنيه سنويا بالإضافة إلى مشاركة القطاع الخاص ورجال الأعمال.


هل يعنى ذلك أنك مؤيد لحديث طارق شوقي حول عدم مجانية التعليم؟

لا أحد يستطيع إلغاء مجانية التعليم، ولكن التعليم في مصر حاليا ليس كذلك، وكلام على الورق، الجميع يتكبد الأموال في الدروس الخصوصية، كما أن الثانوية العامة بنظامها التراكمي ليس صعبا وتعتمد على إخراج الطالب المتميز، لذلك أصبح مطلب تغيير الفكر المجتمعي وثقافة ولي الأمر حول الكليات ومسمياتها ضرورة ملحة.


ولكن هناك ذبذبة في تصريحات الوزير؟

ليس صحيحًا.. ولكن الأزمة تتعلق في حرص الوزير على المشاركة المجتمعية،  "في حاجات دكتور طارق عملها ماكنش مقتنع بيها وعملها إرضاء لأولياء الأمور"، مثل أزمة المستوى الرفيع، وكذلك امتحان أولى ثانوي التجريبي الذي تم عمله بنظام الـopen book، حتى يكونوا سندا له، لأنه لا يستطيع العمل بمفرده، ولكن نحن كمعلمين معلومات النظام الجديد واضحة لدينا، والتابلت موجود بالمخازن منذ فترة طويلة ولكن الأزمة في عدم  تزويد الفصول بشبكات الإنترنت ووزير الاتصالات تأخر في تسليمها.


هناك انتقادات توجه لـ«تمرد» بالعمل لصالح رجال النظام.. كيف ترى ذلك؟

نحن كيان غير مرتبط بالسياسة، وموجودون من قبل عام 2009 وقبل قيام حركة «تمرد» التى ارتبط اسمها بالسياسة، ونستهدف القضاء على السلبيات الإدارية التي تُمارس ضد المعلم، من ترقيات ورواتب وتعاملنا مع جميع الوزراء السابقين، ولكن لماذا نتظاهر والدكتور طارق فاتح لنا بابه 24 ساعة، وساهم في حل مشاكل كثيرة؟،  كما أنه من الطبيعي أن تتم مهاجمة كل إنسان ناجح، وأن يكون لنا أعداء "غيرانين مننا، ويقولوا إننا بايعين القضية" ولكن لا نلفت لهم.


لماذا فتح طارق شوقي بابه لتمرد فقط في الوقت الذي تشتكي بعض الكيانات الأخرى من تجاهل مطالبهم؟

الوزير فاتح مكتبه للكل، والدليل على ذلك تعيينه نائبًا خاصًا بشئون المعلمين وقد خصص يوم الثلاثاء لمقابلة جميع المعلمين، وليس تمرد فقط، فنحن ليس لدينا مصلحة شخصية، ولا نتقاضى أموالا، ونصرف من جيوبنا.


هل يعنى ذلك أنه تم حل جميع مشاكل المعلمين؟

ليس كذلك، فهناك أزمات تتعلق بالرواتب التي لا تتجاوز الـ3000 جنيه، الأمر الذي يضطره للعمل بمهن أخرى، أو إعطاء دروسًا خصوصية، وهذه أزمة لا يملك فيها طارق شوقي أي إرادة، ولو أي وزير بخلاف طارق شوقي، لن يستطيع حلها "مش بإيده"، لأنها أزمة أكبر منه، ولكنها في يد البرلمان والحكومة والمالية وتحتاج إلى تغيير فكر دولة، خاصة أن عدد المعلمين كبير جدًا، ويصل لـ«مليون معلم»، بالإضافة إلى مشكلات الاغتراب، وتغيير المسمى الوظيفى.


ولكن هناك اتهامات للوزير بإهدار منحة البنك الدولي الخاصة بالتعليم؟

ليس صحيحًا.. مسألة الإهدار ليست بهذه السهولة فهناك جهاز مركزي للمحاسبات، وحكومة، وكل مليم يتم صرفه وفق خطة، هو لديه خطة ويريد أن ينافس بالمدارس الحكومية التعليم الخاص ولكن الأزمة تتعلق بولى الأمر، في النهاية أهم مشكلتين للمعلم هما المرتب وتقليل الاغتراب، إذ يمثلون 99% وبذلك ما تم حله لا يزيد عن الـ1% جميعها مشاكل إدارية.


البعض يقلل من فرص نجاح إنشاء وقف لدعم منظومة التعليم.. كيف ترى ذلك؟

هذه الفكرة جيدة، ومن الممكن أن تحقق جدواها إذا وجدت دعمًا من الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي على غرار ما حدث بصندوق «تحيا مصر»، بالإضافة إلى ضرورة قيام الإعلام بدوره التوعوي وحث المواطنين على المشاركة في هذه المبادرات، خاصة أن بعضهم لديهم الوعى ويشاركون بقوة وهو ما ظهر في بعض الحالات في هذه الحالة سيكون مشروع الوقف ناجحًا.


من المسئول عن أزمات التعليم في مصر؟

لا يوجد شخص مسئول بعينه، فكل وزراء التعليم الذين مروا في تاريخ مصر «معذورون»، لأنها عملية مشتركة الجميع يتحمل نتائجها الحالية «ما ينفعش نشيّلها لحد»، حتى ولى الأمر بأفكاره البالية ساهم فيها.


كيف قرأت القرارات الأخيرة بإحالة معلمين للنيابة لنشرهم انتقادات للوزارة على صفحاتهم الشخصية؟

هناك فرق بين النقد والتجاوز، والأخير القانون يعاقب عليه، لأنها تسيء للمعلمين، وواقعة إحالة المعلمين للنيابة ليست الوزارة المتسببة فيها، فهناك كتاب دوري ينص على الجزاءات وكذلك إحالتهم للجهات الإدارية وهي جهة محايدة، فلم يحدث في تاريخ الوزارة، أن تمت إحالة شخص للنيابة، فهناك أشخاص يعشقون العيش في دور البطولة، عبر المزايدات.


كم تقيم نسبة احترام الوزارة للمعلمين؟

الموظفون يعملون في الفترة الحالية لخدمة المعلمين، ففكر الوازرة تغير كثيرا، ولكن هناك اعتداءات على المدرسين من جانب أولياء الأمور خاصة في ظل لائحة الانضباط المدرسي القديمة وغير الكافية، ونائب الوزير وعدنا بتعديلها ووضع عقوبات حازمة في القانون، وأنا لدىّ اقتراح يتضمن عمل حرس وأمن وعساكر في الجيش بكل مدرسة على غرار حرس الجامعة وهذا ما يحد من حدوث اعتداءات سواء من طلاب أو أولياء أمور على المعلمين.


كيف ترى الحملة التى يقودها طارق شوقي ضد الدروس الخصوصية؟

لا تستطيع دولة في العالم أن تمنع الدروس الخصوصية، ومن يتحدث عن غير ذلك يكذب، ولكن نحن بحاجة إلى تقنين وأن نعمل برؤية، فهناك ظواهر غريبة تتعلق بأن بعضهم غير منتمين للمهنة من الأساس، وغير خريجى كليات التربية، لذا من الممكن منح تراخيص للمعلمين بشأن إعطاء دروس خصوصية.