المشهد الأول
الأب نادر السيد موسى، حارس عقار فى شارع اللبينى بالمريوطية، متزوج، ولديه طفلان، وحالتهم المادية ليست على ما يرام، حملت زوجته للمرة الثالثة، ولم يكن معه من المال ما يكفي لسد متطلبات الولادة.
المشهد الثاني
قرر الأب أخذ زوجته ظهر الأربعاء الماضي، والتوجه بها إلى مستشفى "أم المصريين"، تحديدا بقسم الولادة المجاني منها، حتى تلد به.
المشهد الثالث
دخلت الأم غرفة الولادة، الساعة الثالثة عصرا، وانتظر الأب خارجها في توتر، فتعرف على "نورا" التي ادعت أن لها قريبة تلد بالداخل هي الأخرى، وكثر الحديث بينهما، وعلمت بظروفهم المادية الضعيفة، وكانت ترافق الأب زوجة أخيه، وأثناء حديث الثلاثة وتعارفهم معا، وضعت الأم مولدتها.
المشهد الرابع
خرجت الممرضة من الغرفة حاملة الطفلة التي لم تكف عن الصراخ، وطلبت من والدها شراء بعض المستلزمات، فأخذ طفلته بين يديه، ودخلت زوجة شقيقه لتطمئن على وضع الأم، وعندما لم يجد في جيبه ما يكفي لشراء ما يلزم، انتابته حالة من التوتر.
المشهد الخامس
عرضت المتهمة "نورا"، عليه أن تحمل عنه البنت إلى أن يعود بالأشياء، بعدما ترك بطاقته الشخصية رهان لأحد عاملي المستشفى، وأخذ منه مالا، لشراء المتطلبات، بنية أنه سيردهم له في وقت لاحق.
المشهد السادس
ذهب الأب لشراء الأشياء من الصيدلية كما طلب منه، وعندما عاد لم يجد المتهمة ولا ابنته، ظل يبحث عنهما ولم يترك مكانا في المستشفى إلا وسأل عنهما، ولكن دون جدوى.
المشهد السابع
انتاب الأب القلق على مصير ابنته، وظل يتذكر تلك الساعات القريبة التي تعرف فيها على هذه السيدة، حتى أنهم أكلا معها "كشري" كبداية تعارف طيبة فيما بينهم، ولكنه لم يشعر بنفسه إلا وهو يبلغ أمن المستشفى ويردد "بنتي اتخطفت، رجعولي بنتي".
المشهد الثامن
تم إبلاغ قسم الشرطة، وتفريغ الكاميرات، التي بينت كيفية خطف المتهمة للطفلة، حتى أن رجال المباحث شكوا في بداية الأمر، أن والد الطفلة له يد في خطفها، من خلال الأحاديث المتبادلة بينه وبين المتهمة قبل وقوع الحادث.
المشهد التاسع
أظهرت كاميرات المراقبة "التوك توك"، الذي استقلته المتهمة للهرب، فكان مكتوبا على ظهره "قل أعوذ برب الفلق"، وبتتبع مساره وضبط صاحبه، اتضح أنه لا علاقة له بها، وأنه قام بتوصيلها لكبري المنيب المعدني فقط، وأنها تشاجرت معه قبل نزولها.
المشهد العاشر
بمراجعة كاميرات المراقبة بالشوارع القريبة من كبري المنيب للمشاة، أوضحت إحداها شكل المتهمة، وهي تسير باتجاه أحد شوارع المنطقة، وقام رجال المباحث بسؤال الناس عنها، وكان من بينهم زوجها، الذي صعق بمجرد رؤيته لصورتها، وأخذهم لمسكنه، فتم القبض عليها بتهمة اختطافها للطفلة.
تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي الرائد مصطفى كمال، رئيس مباحث قسم شرطة الجيزة، بلاغا من عامل يفيد بخطف طفلته الرضيعة عقب دقائق من ولادتها من داخل مستشفي أم المصريين.
وبعمل التحريات تم التوصل إلى أن ربة منزل تدعي "نورا"، مقيمة بمنطقة الكنيسة بالطالبية، وراء خطف الطفلة، وتم القبض عليها، وبحوزتها الطفلة، وبمواجهتها أقرت بارتكابها الواقعة.
وأوضحت أنها كانت في المستشفى منذ الساعة الحادية عشر بهذا اليوم، لهذه النية لتأخرها في الحمل، ما جعلها توهم زوجها أنها حامل وسبق لها وأن خرجت ثلاث مرات قبل يوم الحادث، مدعية أنها متوجهة للوضع بالمستشفى وحاولت من قبل خطف طفل من نفس المستشفى لكنها فشلت، حتى تمكنت هذه المرة، وعادت لزوجها الذى سجلها فى الصحة باسم منة الله.
تحرر المحضر اللازم، وتم إعادة الطفلة لوالديها، وعرض المتهمة على النيابة العامة لتتولى التحقيقات.
الورقي
