رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أزمة خطيرة بين البابا تواضروس والإنجيليين بسبب «أسد الكنيسة الأرثوذكسية»

تواضروس - أرشيفية
تواضروس - أرشيفية


يلوح صدام فى «الأفق» بين الكنيستين الإنجيلية والأرثوذكسية؛ خاصة بعد البيان الذى أصدرته الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمنشأة الزعفرانة فى المنيا بشأن أحداث التعدى على بعض المسيحيين، وهم يصلون.


البيان الصادر من قبل الكنيسة الإنجيلية، أثار جدلا واسعًا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، والذى أكد أن الكنيسة الإنجيلية بمنشأة زعفرانة هي الوحيدة بالقرية، وبدأت ممارسة الشعائر الدينية بها منذ ما يزيد على 100 عام، مضيفة فى البيان أنها حصلت على موافقة محافظ المنيا على قرار بهدم وإعادة بنائها، وجارِ العمل في ذلك.


وتابع البيان: «يمارس أبناء زعفرانة من الأقباط الإنجيليين الشعائر الدينية في الكنيسة بحرية تامة، كما تتمتع بعلاقات مجتمعية متميزة مع أبناء القرية».


البيان وضع الكنيسة الإرثوذكسية فى مأزق كبير ودفع البعض إلى مهاجمة الأنبا مكاريوس أسقف المنيا وأبو قرقاص، بأنه يثير الفتنة فى المنيا، وكان من أصحاب هذا الرأى، الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة «الدستور»، ومذيع برنامج «90 دقيقة» على فضائية «المحور»، والذي قال إن الأنبا مكاريوس، خالف قرار المجمع المقدس الذي قضى بإغلاق صفحات الآباء على «فيس بوك» و«تويتر».


وطالب «الباز» البابا تواضروس، بمحاكمة الأنبا مكاريوس، لمخالفته القرار، قائلًا: «أين لجنة المحاكمات الكنسية، من مخالفته قرار مجمع الكنيسة؟"، "لا يمكن أن نترك البلد يحركها شخص بفكره، يظن أنه يحمي الدين الأرثوذكسي، وأنه أسد الأرثوذكسية الجديد، من الأولى أن يأخذ البابا قرارًا أن يخرج الأنبا مكاريوس من مطرانية المنيا، ويأتي آخر أكثر هدوء».


تصريحات «الباز» دفعت المستشار نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، مع عدد من النشطاء المسلمين والمسيحيين إلى تقديم بلاغ للمستشار نبيل أحمد صادق، النائب العام، ضده، يتهمونه بإثارة الفتنة والعمل على شق صف رجال الكنيسة من الداخل، مؤكدين أن الباز يعمل على تأليب قيادات الكنيسة على الشعب والشعب على قيادات الكنيسة وليست تلك هي المرة الأولى وإنما الباز كاره للأقباط منذ أن هاجم البابا شنودة الراحل ولولا حكمة الأقباط لكان الباز داخل السجون.


بعد الهجوم على الأنبا مكاريوس دشن بعض من المسيحيين، «هشتاج» على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى تحت عنوان «ندعم_الأنبا_مكاريوس»، معلنين عن تضامنهم الكامل مع الأنبا مكاريوس، مؤكدين أن هناك فتنة ضده يقودها البعض نظرًا لقيامه بالتصدي لمحاولة التعدى على المسيحيين بالصعيد.


الأنبا مكاريوس دخل على الخط للتعقيب على بيان الكنيسة، بالقول: «نحن دائما نسعى للسلام والتهدئة ولكننا نرفض الذل والهوان والذمية والتنازل عن الحقوق، سواء توجد كنيسة بروتستانتية أم لا فهو أمر لا نناقشه وما يعنينا هو توفير مكان لأولادنا للصلاة فيها، إذ ليس هناك مبرر للانتقال الى قرية أخرى للصلاة هناك».


مصدر مسئول بالكنيسة الأرثوذكسية، كشف لـ«النبأ»، كواليس ما يدور داخل الكنيسة بعد هذه الأزمة الحالية بينها وبين الكنيسة الإنجيلية مضيفا أن الكنيسة أعطت تعليمات لجميع القيادات الكنيسة بعدم الحديث إلى وسائل الإعلام عن هذه الأزمة، منعا لزيادة الفجوة بين الطوائف وخاصة أن البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، يسعى إلى الوحدة بين الكنائس والقضاء على أية خلافات بينهم.


وأضاف المصدر أن البابا تواضروس الثانى سيصدر أوامر خلال هذه الفترة لحل هذه المشكلة، مشيرا إلى أن الأيام ستشهد انتهاء الأزمة وذلك عن طريق اعتذار الكنيسة الإنجيلية عما بدر من الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمنشأة الزعفرانة بالمنيا، لافتا إلى الكنيسة تؤكد على تطبيق القانون والسماح بالحصول على تصاريح لبناء دورة عبادة للأقباط.


من جانبه قال هانى عزت المصرى، منسق رابطة منكوبى الأحوال الشخصية للأقباط الشخصية، إن ما حدث من الكنيسة الإنجيلية بالمنيا، نوع من المواجهة «الرخيصة» ردا على كثير من هجوم كثير من أساقفة وكهنة الارثوذكس على طبيعة وتقاليد الكنائس الانجيلية وكثير من المناوشات فى عصر البابا السابق، متابعا بالقول: «كذلك ما حدث من قبل من منع الصلاة على موتى انجيليين بالكنيسة الارثوذكسية قد يكون بتوجيه لمحاولة التهدئة ولكنه أسلوب رخيص».


وأضاف «عزت» فى تصريح خاص لـ«النبأ»، أن ما حدث من «تراشق» عبر مواقع التواصل الاجتماعى لن يؤدى إلاّ إلى  مزيد من «التوتر»، أو يقضى على الوحدة بين الطوائف، وخاصة أن البابا تواضروس يأتى برسالة سلام للجميع، مشيرا إلى أن البابا كان من قبل قام بمحاسبة كاهن انتشر له فيديو يحرم على الأقباط الأرثوذكس الذهاب لكنائس البروتوستانت، متابعا بالقول: «لو لم يريدون التوحد هم الخاسرون لأن الأرثوذكس يمثلون أكثر من ٩٩% من أقباط مصر».


وفيما يتعلق بالهجوم على الأنبا «مكاريوس»، وأنه يثير الفتنة فى المنيا، أكد «عزت»، أن الأنبا مكاريوس صوت حق قوى ولكن ليس على هوى البعض من خونة الوطن ومثيرى الفتنة، مشيرا إلى أن الإعلامى الذى أعلن المطالبة بعزله هو يجهل تماما طبيعة الأحداث، مؤكدا أنّ الأسقف لا يعزل إلا بموته أو بتقديم استقالته إذا قبلت.


وأشار إلى أنّ من يوجه هذه الاتهامات إلى الأنبا مكاريوس ينتمى لجهات متطرفة أو له أغراض شخصية ويوافق على الاحتقان الطائفى بالمنيا، مضيفا أن البابا تواضروس لا يشغل باله بمثل هذه الأمور أو يرد عليها.