الورقي
«السجن أهون من العيشة هنا».. تفاصيل واقعة مقتل طالب على يد والدته بعد فشله دراسيًا بإمبابة
لم تدرك «صالحة» السيدة الأربعينية أن تعديها على نجلها «إسلام» بالضرب، سيكتب الفصل الأخير في حياة فلذة كبدها بين يديها، بسبب عدم تركيزه في دراسته وصحبته لأصدقاء السوء، ومنذ انفصالها عن زوجها وإقامتها برفقة أبنائها الثلاثة في شقة بسيطه في عقار مكون من 4 طوابق بشارع مراد المتفرع من ميدان الكيت كات في حي إمبابة، عمدت على تدبير مصروفات الأسرة، لتوفير حياة كريمة أملاً في تنشئتهم بشكل جيد واستكمال دراستهم وصولا إلى مرحلة الجامعة لتكون قد أدت رسالتها.
محرر«النبأ» انتقل إلى شارع مراد المتفرع من ميدان الكيت كات في حي إمبابة، لكشف ملابسات الواقعة من خلال الجيران بالمنطقة، في البداية رفض أحد أقارب الأسرة الحديث عن تفاصيل الواقعة وظل يردد:«سيبونا في حالنا و كفاية المصيبة اللي عندنا».
يقول «عادل» أحد شهود العيان: «يوم الأربع الماضي كنت قاعد في المحل، سمعت صوت شجار جاي من شقة أم إسلام بعد دقائق طلعت أشوف في إيه، لقيت إسلام مرمي على الأرض والأم جالسة تردد «السجن أهون من العيشة هنا»، و «مكنش في وقت خدت الواد بسرعة على أقرب مستشفى بس كان خلاص فارق الحياة، وهناك الموضوع اتكشف وتم التحفظ على الأم بعد الكشف عليه وتبين أن الجثة بها آثار خنق بمنطقة الرقبة».
التقط أطراف الحديث، أحد جيران المجني عليه، قائلًا: «كانت ست محترمة جداً، من يوم انفصالها عن زوجها وهي بتشتغل كتير، الصراحة محدش شاف منها حاجة وحشة خالص، وكانت محترمة مع الجميع، لكن النصيب أن يحصل كده، أصيبت من فترة بمرض نفسي، والله يسامح بنتها الكبيرة لأنها كانت سبب كل المشاكل دي».
بدأت الواقعة عندما تلقى قسم شرطة إمبابة، بلاغًا من مستشفى الموظفين بوصول طفل جثة هامدة، وتوجد في جسده آثار ضرب وخنق في الرقبة، على الفور انتقلت قوة أمنية تحت قيادة المقدم محمد ربيع، رئيس مباحث قسم إمبابة، وإشراف اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبد التواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، إلى مكان الواقعة.
وبالفحص والمعاينة تبين أن الجثة لطالب في المرحلة الإعدادية يدعى «إسلام»، وأن هناك أثر خنق حول الرقبة، وكدمات وسحجات في مختلف أنحاء جسده، وتبين من خلال التحريات والتحقيقات التي أجريت بمعرفة العميد عمرو طلعت رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، والمقدم محمد ربيع رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة، إلى أن وراء ارتكاب الواقعة والدة المجني عليه، وأنها هي التي حملت جثته إلى المستشفى وادعت إصابته بمرض مفاجئ أدى إلى وفاته.
وتمكنوا رجال المباحث من ضبط الأم، واعترفت بارتكاب الواقعة، بعد أن تغيب عن الامتحان ما دفعها لمعاقبته، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وأخطر اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد الوزير مدير أمن الجيزة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.
