رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أزمة «سيناريوهات» تهدد مسلسلات رمضان

أحمد السقا
أحمد السقا


مؤلف «ولد الغلابة» يرضخ لـ«أحمد السقا» بشروط.. وزلزال «محمد رمضان» يشعل غضب عبد الرحيم كمال

علي ربيع يطلب إضافة مشاهد كوميدية فى «فكرة بمليون جنيه»

طارق الشناوى: خطف شركات الإنتاج لـ«السوبر ستارز» هو السبب.. والظاهرة ليست جديدة


في الوقت الذي من المقرر فيه أن يبدأ صناع الأعمال الدرامية الرمضانية في التصوير، استعدادًا للشهر الكريم، يعاني الكثير منهم من أزمة كبيرة، خاصة بعد ارتفاع معدلات الشد والجذب بين المخرجين والكُتاب وأبطال المسلسلات، وذلك بعدما أصبح البطل من الأمور الأساسية لأي مسلسل، بل إنه بات يتدخل في تفاصيل العمل للدرجة التي تسبب مشكلات عديدة داخل الكواليس، تؤثر بشكل أو آخر على سير وجودة هذا العمل.

البداية مع مسلسل "ولد الغلابة" للفنان أحمد السقا، فـ على الرغم من أن "السقا" لم يعتد على التدخل في تفاصيل عمل أي مخرج أو مؤلف، لكن يبدو أنه قرر فعل ذلك، مؤخرًا، لاسيما بعد الإخفاق المتكرر الذي تعرض له في أعماله الدرامية الأخيرة؛ إذ تذيل مسلسل "الحصان الأسود" قوائم المشاهدات لعام 2017، وأيضًا "ذهاب وعودة"، الذي عُرض عام 2015.

ودفع ذلك "السقا" إلى طلبه مراجعة حلقات المسلسل، الذي انتهى السيناريست أيمن سلامة من كتابتها، وضرورة عمل اجتماعات مستمرة للتدقيق في كل مشهد جديد تتم إضافته، حتى أنه منح نفسه الحق في إمكانية حذف أو إضافة ما يرى أنه يصب في مصلحة العمل.

الأمر لم يقتصر عند هذا الحد، بل أن أحمد السقا عقد اجتماعًا مع "سلامة" والمخرج محمد سامي، وراجع خلاله الخمس حلقات الأولى من المسلسل، واعترض على بعض الخطوط الدرامية الموجودة بالسيناريو، وطلب تعديلها، وهو ما نتج عنه نشوب خلاف بينه وبين المخرج والمؤلف، إلا أن المنتج صادق الصباح تدخل، وبالفعل تم تغيير بعض الأمور البسيطة التي لا تؤثر على ملامح المسلسل الرئيسية.

الأزمة نفسها تتكرر داخل كواليس مسلسل "زلزال" للفنان محمد رمضان، الذي تعود على الإشراف على كتابة كل جمله بأي عمل له، وإضافة بعض المشاهد والعبارات التي يجدها مُناسبة للشخصية التي يقدمها ضمن الأحداث.

إلا أن تصرفات "رمضان" لم تنل إعجاب السيناريست عبد الرحيم كمال بالطبع، الذي لا يرى أن أفعاله سوى "إهانة" لشخصيته الفنية.

وأبدى "كمال" اعتراضه الشديد على ما يفعله "الأسطورة"، وطلب منه عدم التدخل في عمله، أو تغيير أي شىء يكتبه، لكن "رمضان" استطاع أن يقنعه بوجهة نظره وببعض المشاهد التي يريد إضافتها، مبررًا ذلك بأنها تلفت أنظار الجمهور بشكل أكبر وتحقق أعلى المشاهدات، وهو ما استجاب له السيناريست، مشترطًا عليه أن يتولى كتابتها بنفس طريقة كتابته لبقية الحلقات.

أما مسلسل "فكرة بمليون جنيه" للفنان علي ربيع، فـ يواجه أزمة من طابع خاص، وإن كانت تتعلق بـ"السيناريو" أيضًا؛ فـ عندما تعاقد "علي" على المسلسل، لم يقرأ السيناريو الخاص به، واكتفى وقتها بمعرفة القصة وقراءة المعالجة فقط، ثم فوجئ عند قراءته له بأن الحلقات خالية من أي مشاهد كوميدية.

وطلب "ربيع" من المخرج وائل إحسان والسيناريست إياد إبراهيم، عقد جلسات عمل لهم معًا، وعرض عليهما خلالها إضافة بعض المشاهد الكوميدية "اللايت"، والتي تتناسب مع طبيعة الأعمال التي يقدمها والتي اعتاد عليها الجمهور منه.

من جانبه، رفض "إبراهيم" المشاهد التي اقترحها "علي"، وقال له إنها سطحية لن تضيف أي جديد للسيناريو، الأمر الذي أغضب الأخير بشدة، وجعله يطلب منه الاستعانة بكاتب كوميدي لمساعدته في هذا الأمر.

وفي السياق ذاته، قال الناقد الفني طارق الشناوي لـ"النبأ" إن هذه الظاهرة ليست جديدة على سوق الدراما، وإن السبب فيها هو جري شركات الإنتاج وراء خطف النجوم الكبار وإجراء التعاقدات الرسمية معهم حتى قبل الانتهاء من كتابة السيناريو وأحيانًا قبل اختيار المؤلف أو المخرج.

وتابع أن الإعلانات التلفزيونية ساهمت في زيادة انتشار هذه الظاهرة، وأن القنوات الفضائية أصبحت تتعامل مع المسلسلات على أنها مجرد "منتج" يهدف للربح ليس أكثر، مشيرًا إلى أن ذلك جعل اسم البطل هو وسيلة الدعاية التي تعتمد عليها للترويج لهذا المنتج.

ولفت "الشناوي" إلى أن ما يحدث، حاليًا، مجرد قلب لخطوات التعاقد على أي عمل جديد، مضيفًا أن الخطوات بالترتيب تبدأ بوجود سيناريو، ثم مخرج، ثم مؤلف، على أن "البطل" هو الخطوة الأخيرة، وليس العكس.