رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل تعدي «أب» على ابنتيه جسديا وقتل إحداهن في عين شمس

النبأ


عاش سكان شارع أبوسريع غباشي، بمنطقة عين شمس، يومين من أصعب ما يمكن، وهم يروون على بعضهم انعدام الضمير لدى "ياسر"، الذي ضحى بإحدى ابنتيه في لحظة، بعد وصلة تعذيب لم يتحملها جسدها الصغير، من الضرب تارة بالعصا، وأخرى بماسورة حديدية، بعد ربطها بالحبال، لكي تفقد قدرتها على المقاومة، وعندما فعلت، سكن جسدها الصغير، ليعلن صعود روحها لبارئها، رحمة لها على كل ما تحملت من أنواع التعذيب المختلفة على يد والداها، منذ انفصاله عن الأم، تاركة أشقائها، في حياة خلت من أمان الأب، وحنان الأم، ومن واقعة سيظل تأثيرها عليهم لوقت طويل، هكذا وبكل أسى وصفت إحدى جارات المجني عليها، ما حدث ل"سلوى"، الطفلة التي لا ذنب لها في الحياة، سوى أنها من أم تركتها مع أب لا يرحم، قرر الانتقام منها في تعذيب أولادها.

وتتابع: " ياسر وهيام اتجوزوا من 14 سنة، ربنا رزقهم بكريم، 13 عاما، وسلوى وسلمى، توأم، 11 سنة، يسكنون في المنطقة منذ زمن، وعلمنا أنهما انفصلا عن بعضهما منذ ما يقرب من ال 5 سنوات، لسوء الأحوال المادية، وزيادة تكاليف المعيشة، فهو لم يستغن عما كان يدمنه، ما جعل زوجته تستصعب استكمال الحياة معه، وبعد طلاقهما، لم نعد نرى الأطفال كثيرا، حتى أنهم تركوا التعليم، نظرا لعدم توافر تكاليفه مع أبيهم، فوصل به الحال أن باع "عفش بيته" كله، إلا سرير واحد، ابنه كريم ما كملش ال 13 سنة، واشتغل في فرن، كان يريد الهرب هو أيضا من تعذيب والده وضربه المستمر لهم، على كل ما هو تافه".

والتقطت أطراف الحديث، شاهدة أخرى على الواقعة، مشيرة إلى أنها سمعت صراخ سلمى، وهي تستغيث بها يوم الجمعة الماضي، وكانت في حالة يرثى لها، ترتجف، خائفة على ما رأت من موت أختها أمام عينيها، وهي عاجزة عن الدفاع أو الصراخ، انتظرت حتى نزل والدها لتبلغ الجيران بسرعة إنقاذ شقيقتها، ولكن بعدما فات الأوان، وأصبحت أختها جثة هامدة، كان واضح عليها أنها ماتت متأثرة من العذاب والضرب منذ ساعات طويلة".

من جانبه، أوضح "علي"، أحد قاطني الشارع، مسرح الجريمة، ل"النبأ"، أنه لا يصدق ما وصلت إليه هذه العائلة الصغيرة، التي يتمنى غيرهم ولو ولدا واحدا، قائلا:"عيالهم مؤدبين، وهاديين جدا، لو مشيوا قدامك ما تصدقش إنهم ولادهم، ازاي هان عليه يموت بنته بإيده، لما طلبت تشوف والدتها، ماهي أمها ومن حقها تطمن عليها، فعلا الشرب بيوصل لحاجات كتير، لدرجة ممكن تقتل حتة منك وأنت مغيب، ومنعدم الإحساس، ضيع بيته وأولاده، واللي عاش منهم هيتعقد من كل سنين المر والعذاب اللي شافوها معاه، وهما لسه صغيرين، كان شيء فوق طاقتهم، ربنا يتولاهم ويرحم اللي ماتت".

وتحكي إحدى جارات المجني عليها ل"النبأ": " بعد سماع صراخ الجيران على البنت، دخلت أشوفها لقيت الشقة فاضية من أثاث البيت، والطفلة ميتة، ومتغطية كلها بملابس كتير،  وأختها منهارة، وبتقول "بابا ضربها ومشي، وهي نامت ومابتصحاش، قولتلها مشي وما بتصحاش، أختي ماتت، بابا حطها على السرير بعد ما ربطها وضربها، وغطاها بالهدوم وقالي إنها نايمة"، وعرفت من جارتي إنها سمعتها بتستغيث بيهم وتقول نفس الكلام دا من شدة صدمتها، ولما كسروا الشقة لقيوهم على هذا الوضع، وأخوهم ما كانش معاهم، وشكل أبوهم هرب بعد عملته على بلده في البحيرة".

تعود بداية الواقعة عندما أبلغ جيران الضحية قسم الشرطة، فحضر رجال الأمن، وتأكدوا من وفاة الطفلة "سلوى"، وعند سماعهم لأقوال شقيقتها بتعذيب والديهم لها بعد توثيقها بالحبال، والتعدي عليها بالضرب، مستخدما "ماسورة حديدية"، لطلبها زيارة طليقته، فقدت الابنة على إثرها حياتها، فقام بفك قيدها ووضعها على السرير، وتغطيتها بالملابس، وترك المنزل، فاستغاثت هي بالجيران، بعدما رأت أختها لا تستفيق بعد مرور وقت طويل من ذهاب الأب، وأتت أقوال الشهود مؤكدة على ذلك، وفقا لما ورد في تحقيقات النيابة.

وبعمل التحريات اللازمة، تم إلقاء القبض على المتهم، وعرضه على النيابة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد و "اغتصاب" المجني عليها وشقيقتها، بعدما قالت طفلته إن والدها تعدى عليها وشقيقتها جنسيًا واغتصبهما عدة مرات، مبررة سبب قتله لشقيقتها لكثرة طلبها الذهاب لرؤية والدتهما وخوفه من افتضاح أمره.

فأمرت النيابة بتشريح جثة المجني عليها وصرحت بدفنها، وبعرض الطفلة الثانية على الطب الشرعي لبيان ما بها من إصابات.