رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

في الذكرى الـ12 لإعدامة.. الكشف عن اسرار جديدة عن حياة صدام حسين.. تفاصيل زنزانته ولحظات قاسية قبل إعدامه.. وابنته رغد تنشر نص رسالة جديدة له..حكاية قتل 5 آلاف شخص في يوم واحد

النبأ

 

كشف عدد من الصحف العالمية والمواقع الالكترونية اسرارا جديدة عن حياة الرئيس الراحل صدام حسين، وذلك في الذكرى الثانية عشر لإعدامه.   

صدام حسين وحراسه الأمريكيون

فقد نشر موقع روسيا اليوم تقريرا، نقلا عن موقع«بي بي سي»، قال فيه:

بعد مرور 12 عاما على إعدامه، لا تزال تفاصيل وأسرار سجن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وما دار في الكواليس لم تتكشف كلها، رغم ما تثيره حياة هذا الرجل ونهايته من اهتمام واسع.

في الذكرى الـ12 لإعدامه كشف كتاب الضابط في الجيش الأمريكي، ويل باردنويربر، الذي يحمل عنوان "صدام حسين وحراسه الأمريكيون.. سجين قصره"، كواليس من سجن صدام حسين وعلاقته بحراسه الأمريكيين، نشرها موقع "BBC".

بعض مما جاء في الكتاب أن مجموعة "السوبر 12" وهو اسم أطلقته على نفسها مجموعة متكونة من 12 عسكريا أمريكيا كلفوا بحراسة صدام أثناء سجنه والتحقيق معه، وحتى آخر لحظات في حياته ودخوله إلى قاعة الإعدام.

حرصت واشنطن على الحفاظ على حياة صدام حسين وضمان محاكمته، لتظهر حريصة على تطبيق العدالة وليس الانتقام، ولذلك أوكلت مهمة حراسة الرئيس الراحل إلى جنود أمريكيين.

يقول مؤلف الكتاب إنه مع مرور الوقت نشأت بعض الألفة بين الحراس وصدام الذي لم تكن تبدو عليه علامات "الشر" حسب قول أحد الحراس. وتطورت العلاقة بين بعض الحراس وصدام إلى نوع من الصداقة خلال فترة قصيرة.

استغرب الحراس رضا صدام على ظروف اعتقاله في سجن صغير بدلا من قصوره الفارهة العديدة.

ويروي الكاتب أن صدام كان يستمتع كثيرا بالجلوس على كرسي صغير خارج الزنزانة وأمامه مائدة صغيرة عليها علم عراقي صغير، يكتب عليها ويدخن سيجار كوهيبا الكوبي الفاخر، الذي كان حريصا على تخزينه في علب خاصة للحفاظ على رطوبة السيجار.

كان صدام في السجن يهتم كثيرا بطعامه، يتناول فطوره على مراحل، في البداية يتناول العجة (أوملية) وبعدها قطعة حلوى، ويختتم فطوره بالفاكهة، وأحيانا يرفض تناول العجة إذا لم تعجبه.

وكشف الكاتب أن صدام كان يتوقف عن البحث عن محطة راديو أخرى، إذا تمكن من سماع المطربة الأمريكية ماري بليج، وكان يمازح حراسه عند ركوبه الدراجة الهوائية، التي كان يسميها "المهرة" ويقول إنه غزال يقوي سيقانه عبر ممارسة الرياضة كي يتمكن لاحقا من القفز فوق أسوار السجن.

وكان صدام يبدي اهتماما بالحياة الخاصة للحراس ويسألهم عن أفراد أسرهم إلى درجة أنه كتب قصيدة لزوجة أحدهم، خاصة وأن العديد من الحراس متزوجين ولديهم أطفال، فكان يتبادل الأحاديث معهم عن المشاكل، التي يواجهها الآباء مع الأبناء وبعض الحوادث الطريفة، التي عايشها.

وتحدث صدام عن إضرامه النار في كل سيارات ابنه عدي، الذي أقدم على إطلاق النار على رواد أحد النوادي الليلية في بغداد فقتل وأصاب العشرات وهو ما أثار غضب صدام حسين.

وتحدث حارس آخر أن صدام كان يتمتع بأفضل ما يمكن أن يحصل عليه سجين وقال: "كنت على قناعة بأنه لو استطاع أنصاره الوصول إليه من أجل تحريره فلن يلحق بنا الأذى فقد كنا على علاقة جيدة معه".

وأشار إلى أن صدام كان خلال جلسات المحاكمة شخصية أخرى، وكان غير معني بالدفاع عن نفسه، بل كان يتحدث وكأنه يوجه كلامه لمن سيكتب التاريخ لاحقا ويلقي الضوء على الإرث الذي تركه، مضيفا أن صدام كان يعلم أن نتيجة المحاكمة شبه محسومة والكل كان على يقين تقريبا بأنه يواجه الموت.

ويوضح الكاتب أنه مهما كانت التحديات والمشاكل التي واجهها الحراس أثناء حراسة صدام "لكن اللحظة الأقسى كانت في نهاية مهمتهم، فالإحساس بأنك لعبت دورا في موت شخص تعرفت عليه وعايشته لفترة أشد وطأة من إطلاق النار على شخص لا تعرفه من مسافة بعيدة، لا أقول إن إطلاق النار على شخص أمر سهل لكنه حتما يختلف عن معايشة شخص على مدار الساعة مثل هؤلاء الحراس وفي النهاية تسلمه إلى الآخرين كي يقتلوه".

وأضاف أن الحراس لم يروا عملية الإعدام لكنهم شاهدوا الظلال وصرير فتح الباب الذي كان يقف عليه صدام و سقوطه وطقطقة خلع رقبته.

وتابع: "بعد دخوله سمعنا بعض الضجيج وتلاه صراخ بعدها سمعنا صوت سقوط شيء على الأرض. بعدها شاهدته محمولا على الأكتاف. كما قام البعض بالبصق عليه وركله وسمعنا صوت إطلاق نار. كانت لحظات مشحونة للغاية. كانت مهمتنا حماية شخص وجرى تدريبنا على ذلك وبعدها تقوم بتسليم الشخص الذي كنت تحميه كي يقتله الآخرون ويتعرض للركل ويبصق عليه بعد موته. شعرت بالاحترام نحوه بعد موته".

حكاية قتل 5 آلاف شخص في يوم واحد

ونشر موقع «سبوتنيك» الروسي، تقريرا عن هذه الذكرى قال فيها:

"شخصية قوية وصبر طويل ونادرا ما يصاب بالإحباط أو اليأس... إنسان عنيد ودائما ما يفرض رأيه ويصمد أمام الحياة... فهو دائما محب للتملك والسيطرة المطلقة"... كلها صفات يتميز بها مواليد برج"الثور"، الذي ينتمي له الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ويبدو أنه خير دليل على صدق نبوءات "علم الأبراج والفلك".

ولد الرئيس العراقي في 28 أبريل/ نيسان من عام 1937، بمدينة تكريت، ودرس القانون في جامعة بغداد وتخرج فيها عام 1968. تزوج من ثلاث سيدات وأنجب 6 أبناء.

بدأ حياته السياسية في عام 1956 عندما شارك في انقلاب فاشل للإطاحة بالملك فيصل الثاني ورئيس الوزراء نوري السعيد، ثم انضم رسميا إلى حزب "البعث الاشتراكي". إلى أن قتل الملك فيصل في انقلاب بقيادة عبد الكريم قاسم، في 14 يوليو/تموز 1958.

وفي عام 1959، حاول صدام حسين وآخرون اغتيال عبد الكريم قاسم، الذي يعتبر أول حاكم عراقي بعد الحكم الملكي. لكن محاولتهم فشلت وقتل معظم المهاجمين. وهرب حسين إلى سوريا. إلى أن سمع عنه الرئيس المصري جمال عبد الناصر ورتب له السفر إلى القاهرة.

وبعد سقوط عبد الكريم قاسم، تولى حزب "البعث" الحكومة، وعاد صدام حسين إلى وطنه، قبل أن تتم الإطاحة بحكومة "البعث" في عام 1963.

وبعد تغيير الحكومة، اعتقل صدام حسين عام 1964، وقضى عامان في السجن، قبل أن يتمكن من الهروب. وتقديرا من قادة حزب "البعث" في العراق وسوريا لصموده قررت القيادة في عام 1966 انتخابه أمين سر القيادة القطرية للحزب وهو لا يزال في السجن.

وفي 17 يوليو/ تموز 1968  أصبح اللواء أحمد حسن البكر من حزب "البعث" رئيسا جديدا للعراق، وتولى صدام حسين منصب سكرتير ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة.

وفي عام 1974، ثار الأكراد في الشمال بدعم من شاه إيران الذي تؤيده الإدارة الأمريكية. وقد دفع الصراع الحكومة العراقية إلى طاولة المفاوضات مع إيران، ووافقت على تقاسم السيطرة على شط العرب، وهو الممر المائي الواقع جنوبي العراق وجنوب غربي إيران، مقابل ذلك أوقف شاه إيران تقديم الدعم المادي للأكراد في شمال العراق مما مكن النظام العراقي من إخماد الانتفاضة الكردية.

وفي 16 يوليو 1979، أصبح صدام خامس رئيس للعراق بعد  تقاعد الرئيس أحمد حسن البكر. وبعد اندلاع الثورة في إيران، شعر صدام حسين بالقلق من إمكانية وصول تأثيرها إلى بلاده، فأمر بطرد 40 ألف مسلم شيعي وإعدام آية الله محمد البكر الصدر، وهو حليف لآية الله الخميني، وذلك ردا على دعوة الخميني للإطاحة بالنظام البعثي المسلم السني.

واستمر التوتر بين إيران والعراق، إلى أن شن صدام حسين حربا جوية على إيران في عام 1980، واستمرت 8 سنوات، راح ضحيتها نحو مليون قتيل.

وبعد سنتين من بدء الحرب مع إيران، أي في عام 1982، أعلن الرئيس صدام تعرضه لمحاولة اغتيال في أثناء وجوده في قرية "الدجيل" شمالي العراق، التي تسكنها أغلبية شيعية.

وفي اليوم التالي لمحاولة الاغتيال الفاشلة دخلت قوات الجيش والحرس الخاص والحرس الجمهوري وبدأت تمشيط البساتين التي قصفتها بالصواريخ والطائرات ثم بدأت حملة اعتقالات استمرت لعدة أشهر، وشملت عددا كبيرا من الرجال والأطفال والنساء.

وقال شهود عيان، من أبناء القرية، إن أكثر من 250 شخصا من أبناء الدجيل أعدموا، بينهم ثمانية أطفال، وتم احتجاز ثماني عائلات مكونة من 612 فردا، وإزالة مساحات تقدر بـ 75 ألف دونم، وطمر نهر الدجيل، في عملية عرفت فيما بعد باسم "مذبحة الدجيل"، وهي القضية التي أدين فيها الرئيس الراحل وصدر بحقه حكم الإعدام.

وفتحت السلطات العراقية التحقيق في الواقعة، إلى أن قضت المحكمة بإعدام 143 سكان بلدة الدجيل، ودمرت ممتلكات عديدة، بينما حكم على الناجين بالنفي في الداخل لمدة أربعة أعوام.

وعلى الرغم من بشاعة مجزرة "الدجيل"، إلا أنها لا تعتبر الأسوأ في تاريخ الرئيس العراقي. ففي 16 مارس/ آذار 1988 أمر صدام بشن هجوم بالغاز السام على الأكراد في مدينة حلبجة شمالي العراق، ما أسفر عن موت أكثر من 5 آلاف شخص في يوم واحد، فيما يعتبر أسوأ هجوم بالغاز على مدنيين في التاريخ الحديث.

ووقع الهجوم فيما كانت الحرب مع إيران تشارف على الانتهاء، لدى سيطرة قوات البشمركة الكردية على مدينة حلبجة في إقليم كردستان العراق. ورد الجيش العراقي بقصف المدينة، ما أرغم المقاتلين الأكراد على الانسحاب، تاركين ورائهم النساء والاطفال. وفتحت إيران آنذاك أبوابها للجرحى الأكراد لتلقي العلاج في مستشفياتها.

وبعد عامين من "مجزرة حلبجة"، قرر الرئيس صدام، في أغسطس/آب 1990، غزو الكويت، لتندلع حرب الخليج الثانية. وفي 17 يناير/ كانون الثاني 1991 أطلقت الولايات المتحدة، التي قادت تحالف من 34 دولة، عملية "عاصفة الصحراء" لتحرير الكويت.

وردا على العملية، التي شنتها واشنطن، أمر صدام حسين بإطلاق أول 8 صواريخ من نوع "سكود" على إسرائيل أصابت تل أبيب وحيفا، قبل أن يضيف إليها 30 صاروخا آخر خلال الأيام التالية، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وتمركزت الأهداف في تل أبيب وميناء حيفا والنقب.

ونجحت العملية العسكرية، التي قادتها واشنطن ضد العراق، وخرجت القوات العراقية من الكويت، لكن صدام حسين بقى في السلطة، وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول 1995 أعيد انتخابه رئيسا.

وفي 16 ديسمبر/كانون الأول 1998، شنت بريطانيا والولايات المتحدة ضربات جوية ضد العراق، تحت اسم عملية "ثعلب الصحراء"، ردا على رفض العراق التعاون مع مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة.

وأعلن العراق، أكثر من مرة، أنه لا يمتلك أسلحة  كيميائية أو نووية أو بيولوجية. وفي عام 2002، سلم وزير الخارجية العراقي ناجي صبري رسالة إلى الأمم المتحدة من الرئيس صدام حسين تفيد بأن العراق ليس لديه أي من أنواع الأسلحة المحرمة.

وفي نفس العام أعيد انتخاب صدام حسين لولاية مدتها سبع سنوات بنسبة 100% من الأصوات العراقية، وفقا لأرقام أعلنتها الحكومة العراقية.

كما شهد العام نفسه، تبني مجلس الأمن بالإجماع القرار رقم 1441 الذي يحدد عمليات التفتيش الصارمة الجديدة للأسلحة ويهدد "بالعواقب الوخيمة" إذا أخفق العراق في الامتثال. ووافق العراق في غضون أسابيع وبالفعل وصل المفتشون لأداء عملهم.

وفي مارس 2003، دخلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق تحت مسمى عملية "تحرير العراق". وفي 13 ديسمبر/ كانون الأول من نفس العام، تم القبض على صدام حسين. وظهر لأول مرة في المحكمة عام 2004، ووجهت له تهم تتعلق بغزو الكويت والهجوم على قرية الأكراد بالغاز السام، ولكنه رفض الاعتراف بالمحكمة باعتبارها محكمة "الاحتلال".

وأدانته المحكمة في أول قضية جنائية ضده، وكانت خاصة بمذبحة قرية "الدجيل"، وحكم عليه بالإعدام، في 23 يوليو/تموز 2006. وتم تنفيذ الحكم في 30 ديسمبر/كانون الأول من نفس العام.

رغد تكشف عن رسالة جديدة لوالدها

وكشفت رغد صدام حسين عن رسالة وجهها والدها للشعب العراقي، يوم 26 ديسمبر أي قبل إعدامه بـ4 أيام.

وكتبت ابنة صدام حسين على "تويتر" اليوم الأحد 30 ديسمبر / كانون الأول الجاري، أوردت فيها نص رسالة الرئيس العراقي الأسبق، التي وجهها للشعب العراقي في 26 ديسمبر عام 2006".

وتقول رسالة صدام حسين: "أيّها الشعب الوفي الكريم أستودعكم ونفسي عند الرب الرحيم، الذي لا تضيع عنده وديعة ولا يخيب ظن مؤمن صادق أمين"، مضيفا: "الله أكبر".

وبحسب التدوينة، ختم الرئيس العراقي الأسبق رسالته بـ"صدام حسين رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة المجاهدة بغداد 26 / 12 / 2006".