رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«سم ست الكل» وراء النهاية المأساوية.. كواليس وفاة طفلتين على يد «الأم» فى الشرابية

النبأ


الساعة تدق الواحدة بعد منتصف الليل، والشارع كعادته هادئ بحارة عاشور المبلط، التابعة لمنطقة الشرابية، وفجأة انقلب الشارع رأسًا على عقب، ليستيقظ النائم ويهرول المستيقظ على أصوات صراخ، لا يعلم مصدرها ولا سببها أحد، وعند نزولهم للشارع شاهدوا مالم يكن في الحسبان، أم تصرخ على بناتها وهما بين الحياة والموت، بعد أن وضعت لهم السم بيدها، والأب يهرول مسرعًا عله يستطيع إنقاذهما من موت محقق، وجيران في حيرة من أمرهم لا يقبل عقلهم تصديق ما حدث.


تقول «سناء»، من سكان الشارع: «كانت ليلة مرعبة لم نتخيل يومًا ما أن هذا المبنى الذي لم يمر ثلاث سنوات على بنائه سيحمل واقعة تهتز المنطقة كلها من هول حدوثها، فلم يكن في حسبان سكان المنطقة أن تنتهي حياة الزوجين اللذين لم يكملا عامهما الأول في مسكنهما بذات المنطقة، بهذه النهاية المأساوية، التي قضت على حياة الطفلتين، فالأولى فارقت الحياة فور وصولها المستشفى، ولحقت بها شقيقتها بالأمس بعد مكوثها أربعة أيام في حالة حرجة، لتكتمل مصيبة الأب في فقدان الزوجة التي تدعى (مريم.م) وكذلك الأبناء دفعة واحدة، بعد التحفظ على الأم بمستشفى الأمراض العقلية.


ويضيف "محمود.م"، أحد سكان المنطقة: إن ما يعلمه عن الحادث أن الزوجة وضعت السم لبناتها ثم طلبت زوجها في التليفون لتخبره بفعلتها، ما جعله يهرول لإنقاذهما ولكن القدر لعب لعبته وكان قد فات الأوان، سكان الحارة لا يعلمون الكثير عن حياة الزوجين، فهما لم يكن لهما أي اختلاط من أي نوع بأحد من سكان المنطقة، ولكن يوم الحادث سمعنا أقاويل كثيرة ومنها أن الأم تعاني أزمة نفسية حادة، تجعلها غير مؤهلة لتربية الأطفال.

ويكمل "محمود"، حديثه قائلا: «سمعت ما حدث عندما أستيقظت صباح السبت وأخبرني أحد جيراني ما وقع ليلًا وكنت غاضبة كثيرا لمصير هؤلاء الأطفال، ولكن ما باليد حيلة، ولا نعلم عن تلك السيدة غير أنها منتقبة وانتقلت برفقة زوجها وابنتها الكبرى التي كانت حينها تبلغ العامين، ثم وضعت ابنتها الصغيرة بعد شهور قليلة من سكنها معنا في الحارة، وتدور أقوال كثيرة عن حالتها النفسية التي تدهورت نتيجة اعتقالها من أيام الثورة وتعرضها للتعذيب ولكني لا أصدق هذه الرواية عنها نظرًا لعدم معرفة الجيران عن حياتها، إذا فكيف لهم أن يعلموا بأمر كهذا.



والتقط أحد الجيران أطراف الحديث ليؤكد على كلام جاره محمود ويضيف أن معرفته بالزوج الذي يدعى عمرو تنحصر في كونه يعمل فى صيانة الهواتف المحمولة، ولا أحد يعلم عنهما سوى أنهما يقطنان بالطابق السادس من المنزل، ولم نسمع عنهما ولا منهما شيئًا قبل يوم الحادث المأساوي، الذي سمعنا فيه صوت صراخ الأم وعندما تجمع أهالى المنطقة علموا بقيامها بتسميم أطفالها وكان فى ذلك الوقت موجودًا والد الطفلتين واصطحبهما على الفور إلى المستشفى ولكنهم علموا بوفاة الطفلة الرضيعة عقب وصولها المستشفى، موضحًا أن السيدة قامت بدس السم فى اللبن لطفلتيها ثم اتصلت على زوجها وأخبرته أنها قامت بتسميم أطفالها، ثم نزلت إلى الشارع تستغيث بالجيران.

تعود تفاصيل الواقعة بتلقى اللواء أشرف الجندى مدير مباحث القاهرة إخطار من اللواء كريم البحيرى رئيس مباحث قسم شرطة الشرابية يفيد بورود بلاغ من "عمرو.م"، 35سنة، عامل بمحل عامل بتلقيه مكالمة من زوجته "مريم م"، تخبره أنها تخلصت من طفلتيهما، وبالانتقال والفحص تبين وضع الأم سم فئران للطفلتين، الأولى لم تبلغ من العمر عامًا والثانية عامين ونصف العام تقريبًا.


وقررت النيابة تسليم المجني عليها لوالدها وصرحت بدفنها، وإيداع ربة منزل مستشفى العباسية للأمراض النفسية والعصبية، لإعداد تقرير حول حالتها الصحية والنفسية، في اتهامها بوضع "سم فئران" في الطعام لطفلتيها بالشرابية، واعترفت المتهمة خلال التحقيقات التي أشرف عليها حاتم فاضل المحامي العام الأول، بوضع "سم فئران" لطفلتيها في الطعام، وأطعمتهما، وتبين من التحقيقات أن المتهمة غير مدركة لتصرفاتها لأنها تعاني من مرض نفسي.



شارع الواقعة