رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هل يمكن أن يتحكم الروبوت في عمليات الولادة؟

عملية ولادة
عملية ولادة


قام الباحثون بتطوير روبوتات الذكاء الاصطناعي التي وجدوا أنها آمنة وفعالة لاستخدامها أثناء الولادة، ولكن هل يعني هذا تخلي كامل عن الأطباء البشر في عملية المخاض؟

باتت أساليب الذكاء الاصطناعى قوية - قادرة على أي شيء - من تحليل البيانات الفيزيائية إلى الكشف عن الأورام أو المساعدة في علاج مرض السكري، كما تكشف خوارزميات الذكاء الاصطناعي عن تحليل أنماط التسوق، بل والكشف عن حمل النساء قبل أن تعلم!!

يتحقق ذلك من خلال الخوارزميات المُصممة على اكتشاف العلاقات ضمن كميات كبيرة من البيانات، فهذا النظام الذكي يمكنه قراءة حركات الأم والجنين بشكل مستمر، وأنماط التنفس والإشارات الحيوية مثل معدل ضربات القلب أو ضغط الدم؛ ليجعله يكتشف في النهاية حمل الأم من عدمه.

من خلال التعلم يومًا بعد يوم، سيصبح أكثر دقة في تحديد مجموعة الأنماط التي تؤدي في النهاية إلى النتيجة، وهو ما قد يقلل من التدخلات غير الضرورية ووفيات الأمهات، بما يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية.

مؤخرًا، قام مجموعة من الباحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بتطوير روبوتات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تساعد في غرفة العمل. وفي دراستهم التي شارك فيها أطباء وممرضون، وجدوا أن توصيات الروبوت قد قبلت بنسبة 90 في المائة من الوقت وأن عدد الأخطاء متشابه سواء كان الروبوت موجودًا أم لا. على هذا الأساس، اقترحوا أنه يجب أن يكون آمنًا وفعالًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي أثناء الولادة.

ومع ذلك ، يثير هذا أيضًا السؤال - إذا لم تكن التكنولوجيا أفضل من الخبرة البشرية ، فلماذا نستخدمها؟ خاصة وأن البشر يلتقطون مجموعة من الإشارات الدقيقة التي لا يمكن للآلات إدراكها. على سبيل المثال ، أظهرت تجربة سريرية، أن استخدام البرامج الإلكترونية المصممة لتحسين عملية اتخاذ القرار في عمليات توليد النساء، لم يُحسن من النتائج السريرية عند مقارنتها بتجربة الخبراء.

أبرز الفوارق بين عملية الولادة من خلال التكنولوجيا، والولادة من خلال القابلات، هي عملية التفاعل والدعم العاطفي، حيث أن تجربة الولادة مهمة للغاية لها تأثير على الأبوة والأمومة واحترام الذات.

وقد تم الاعتراف مؤخرًا بأن الدعم النفسي والعاطفي الإنساني لا يحسنان نتائج صحة الولادات لكل من النساء والرضع فحسب، بل قد يكون له آثار طويلة المدى في حياة الراشدين حديثي الولادة.