رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بحث «أزهرى» يكشف تفاصيل العلاقات «الجنسية» فى الجنة

خالد الجندي - أرشيفية
خالد الجندي - أرشيفية


ألقى الشيخ خالد الجندى، الداعية الشهير، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، حجرا فى المياه الراكدة؛ ليفجر ما أطلق عليه فتنة «الجنس فى الجنة»، بنفيه وجود علاقات جنسية فى الجنة، واختفاء الأعضاء التناسلية، وبطلان مهمتها، وتلاشى هذه الأعضاء بتوقف وظيفتها، نافيا مسألة الزواج من حور العين، أو التناسل، أو وجود الحيض والنفاس والولادة، والاستحلام، والشهوة، و«التغوط» وهى الحاجة إلى دخول دورة المياه.


وأثارت تصريحات «الجندى» ردود فعل علماء الدين فى خلاف كامل مع «الجندى» فى خناقة على «الحور العين»، وحول الحياة داخل الجنة؛ فقد كشف بحث كامل للدكتور أحمد على عثمان، أستاذ سيكولوجية الأديان بالجامعة الأمريكية المفتوحة، جميع التفاصيل بخصوص الحياة الكاملة داخل الجنة، وذكر عثمان، أن شهوة العاطفة لا الحاجة هى التي تقود المؤمن في الجنة لـ«طلب الملذات»، فما يطلبه المؤمن من أكل وشرب فى الجنة، ليس بسبب الجوع بل من باب شهوة العاطفة أنه يريد التلذذ بطعم الأكل لأن الجنة لا يوجد فيها جوع بل للتلذذ بشهوة العاطفة.


وأضاف «عثمان» فى بحثه أن العلاقات الجنسية موجودة فى الجنة بنفس الطريقة وهى التلذذ بنعيم الجنة للمؤمن، ولمن ترك الحرام فى الدنيا لوجه الله فيمنحه الله إياه للتنعم والتلذذ به ومنه الحور العين، وأن يعطى الرجل الواحد قوة 100 رجل فى الجماع، بنص أحاديث ثابتة فى مسألة قوة العلاقة، أما وجود الحور العين والعلاقة نفسها فدل عليه قوله تعالى: "وزوجناهم بحور عين"، و"وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ" ما يدل على وجود شهوة، ووجود حور عين، مضيفا قد يختلف شكل العلاقة لكنها موجودة بشهوة موجودة فى الإنسان.


ولفت، إلى ما رواه الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْجِمَاعِ"، مدللا بالحديث على وجود الجماع، والعلاقة الجنسية بل ومضاعفتها فى الجنة.


وتابع أن العلاقات الجنسية فى الجنة موجودة بنصوص القرآن والأحاديث، ولم ينكرها أحد بل هناك اتفاق حولها، ولا يوجد خلاف فى هذه الأمور بين العلماء إلا فى القدرة على الإنجاب من عدمه، ونصت أحاديث نبوية على أن الإنجاب يكون تلبية لرغبة الرجل بأن يأتيه الطفل فى ساعة مكتملا.


وأضاف أنَّ العُلَماء اختلفوا في ذلك، فقال بَعْضهم هناك توالد ونسْل، مُسْتَدِلِّين بحديثٍ رَوَاه التِّرمذي بسند حسن: “المؤمن إذا اشتهى الوَلَد في الجنة كان حمله ووضعه وسِنُّه في ساعة كما يَشْتهي” قال الترمذي: اختلف أهل العلم في هذا، فقال بعضهم: في الجَنَّة جماع ولا يكون ولد، وهو مروي عن طاووس وعن مُجاهد والنخعي، وقال إسحاق بن إبراهيم في هذا الحديث: إذا اشتهى ولكن لا يشتهي، لافتا إلى أن هناك رأييْن في التَّوالد، قال بعضهم: لا توالد، وقال بعضهم الآخر: فيه توالد ولكن إذا اشتهى الرجل ذلك، ويكون الحمل والوضع والسن ـ الذي يريده الإنسان طِفْلًا أو شابًا مثلًا ـ في ساعة أي زمن وَجيز، وهذا الكلام قيل: إنه موقوف لم يُرفع إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم، وقيل: مرفوع إليه بإسناد حسن، أو كالمرفوع إليه؛ لأنه لا مجال فيه للرأي.


ولقد ورد أن الإنسان فى الجنة يتزوج من الحور العين بما شاء، ربما يتزوج الانسان من الحور العين 10 أو 20 أو 50، مع زوجته فى الدنيا وتكون زوجته فى الدنيا هى سيدتهم، والحور العين كما قال ربنا لم يطمسهن إنس قبلهم ولا جان، وخلقهم الله تبارك تعالى لأهل الجنة وهم فى الجنة.


وأضاف الدكتور عثمان، أن حياة الانسان فى الجنة أنهم لا يتغوطون ولا يتبولون كما يحدث فى الدنيا ويأكلون ما يشاءون من الثمار والفواكه وما لذ وطاب، إلا أن هذه الفضلات تخرج على هيئة عرق وريح هذا العرق كريح المسك، والإنسان فى الجنة بمجرد أن يطرأ على باله نوع معين من الفاكهة أو الطعام أو النساء يأتيه، وليس فى الجنة حقيقة حياة جنسية مثل حياتنا من جماع ومنى وما إلى ذلك، وإنما هى شهوة قدرها الله تبارك وتعالى لمن اراد به خيرا ودخل الجنة، فيعيش فى الجنة يتلذذ بكل نعيمها وكل ما حرم منها فى الدنيا يجدها فى الآخرة.


وعن أعمار من في الجنة، قال الدكتور عثمان، إنّ الأعمار ستكون نفس عمر سيدنا موسى، وهي 33 عاما، وبجمال سيدنا يوسف، والزوج سوف يتزوج زوجته التي كانت في الدنيا، أما في حالة زواج المرأة من أكثر من رجل في الدنيا ففي الجنة عليها اختيار الزوج الذي تزوجه في الجنة من بين أزواجها جميعا، كما أن الرجل يعيش مع زوجاته الأربعة أو التي تزوجهن في الدنيا كما هما في الجنة، بجانب الحور العين طبعا، التي تخدمهم هو وزوجته في الدنيا، كما أن مريض الدنيا سوف يشفى من جميع الأمراض التي ابتلي بها في الدنيا ويصبح بكامل صحتة كما ولد في الدنيا، وسيكون كاملا.


وعن المرأة التي لم تتزوج في الدنيا، ذكر البحث، أنه إذا لم تتزوج في الدنيا فإن الله تعالى يزوجها ما تقر به عينها في الجنَّة، فالنعيم ليس مقصورًا على الذكور، وإنما هو للذكور والإناث، ومن جملة النعيم: الزواج.. وليس في الجنة أعزب.


وعن صور الحياة داخل الجنة، ذكر البحث، أن صورة أهل الجنّة هي صورة في غاية الجمال والبهاء والتألّق والنضرة، فأهل الجنّة جردٌ مرد مكحلين، ومعنى مرد أي أنهم مجردون من الشعر على وجوههم وأجسادهم، كما أن الكحل يزين عيونهم ويمدها بقوة الإبصار، وهم بالعمر والسنّ في ذروة الفتّوة والقوّة، حيث يكونون في عمر ثلاثة وثلاثين، وهو عمر سيّدنا المسيح عليه السّلام حينما رفعه الله إليه.


كما أنّ من جوانب حياة الإنسان في الجنّة أنّه لا يسأم ولا يملّ، فهو بعيدٌ عن آفات النّفس، التي يعانيها الإنسان في الدّنيا، حيث يضجر أحيانًا ويقلق أحيانًا أخرى، فهو في صحة نفسية كاملة.


كما أن أهل الجنة لا ينامون كما ينام أهل الدنيا، ذلك لأن النّوم هو الموتة الصغرى، وأن أهل الجنة لا ينبغي لهم الموت، فقد أكرمهم الله تعالى بأن منحهم الخلود الأبدي، بعيدا عن التفكير في هواجس الأجل المؤقت والموت المتربص.


وليس في الجنة تكليف بطاعة أحد، أو إلزام بفعل ما، وإنما فيها النعيم الذي لا ينقطع، يتقلب فيه أهلها بكرة وعشيا.


وقد مَنّ الله تعالى على أهل الجنة بغلمان مخلَّدين يخدمونهم، فلا يحتاج أحد من أهل الجنة إلى خدمة زوجته أو ابنه أو غيرهما، ولا وجود لتلك المهام المعيشية التي لا بد فيها من الخدمة، كالعجن والخبز.


فإذا دخل أهل الجنة الجنة فلا تعب ولا نصب، ولا هم ولا حزن، وإنما هو النعيم المقيم، نسأل الله تعالى أن نكون من أهلها.


أما بالنسبة للأقارب فلا ريب أن أهل الجنة لهم ما يشاءون فيها، ومن نعيمهم أن يروا أقاربهم في الجنة من أخوات وآباء وأمهات، والله جلّ وعلا أخبر سبحانه وتعالى أنه يرفع إلى أهل الجنة ذريتهم، فهو جل وعلا يجمع بينهم وبين ذريتهم وإن كانت ذرياتهم أقل منهم عملاًَ، ومن تمام نعيم الوالدين أن ترفع إليهم ذرياتهم، ولهذا قال: "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ".


فالله تعالى يلحق بهم ذرياتهم لإكمال نعيمهم، وهكذا بقية الأقارب وبقية الأرحام إذا شاء المؤمن أن يراهم؛ لأنه سبحانه يعطي لأهل الجنة ما يشاءون، فإذا أراد زيد أن يرى خاله أو عمه وهو في الجنة أو ابن عمه إذا رغب في ذلك رآه وجمع الله بينه وبينه؛ لأن الله تعالى قال: "لَهُم مَّا يَشَاؤونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ووَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ".


وتكون المرأة مع زوجها في الجنة، بل ومع ذريتها من البنين والبنات إذا كانوا من أهل الإسلام ويدل على هذا قول الله تعالى "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ"


وردت بعض ظواهر الأدلة في الكتاب والسنة التي تدل على إلحاق الزوج بزوجته، أو الزوجة بزوجها، إذا كان أحدهما في درجة أدنى من الآخر.