رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

اتفاق الهدنة «الأمريكية - الصينية» التجارية فى عيون المسؤولين والإعلام والخبراء

النبأ


لا يتوقع أن تتوقف تأثيرات الهدنة التجارية التي توصل إليها زعيما الصين والولايات المتحدة على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين مؤخرا عند طمأنة المستثمرين فحسب، ولكنها ستضع البيئة السياسية العالمية على سكة الاستقرار وقد تجنب الصين والولايات المتحدة حربا باردة سياسية أو مواجهة عسكرية.

وأعلنت الصين والولايات المتحدة عن وقف إطلاق نار تجاري عقب اجتماع بين الرئيس شي جين بينغ والرئيس دونالد ترامب على هامش قمة بوينس إيرس يوم السبت.

ورغم أن الاتفاق مؤقت مدته ٩٠ يوما فقط، إلا أن تأثيره مهم جدا على الأقل من وجهة نظر صينية، حيث استقبل الاتفاق بترحيب كبير من قبل المسؤولين والخبراء ووسائل الإعلام الصينية، واتفقت معظم الآراء على أن أبعاده تتجاوز التأثيرات الاقتصادية إلى السياسية وحتى العسكرية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ إن "التوافق الذى تم التوصل إليه خلال الاجتماع له أهمية كبيرة حيث إنه لم يوقف بشكل فعال التوسع المتزايد فى الخلافات التجارية بين الصين والولايات المتحدة فحسب، ولكنه خلق أيضا رؤى جديدة للتعاون".

وقال جينغ في مؤتمر صحفي يوم الإثنين إن الجانبين سيكثفان المفاوضات لإعادة علاقاتهما التجارية إلى المسار الطبيعي وتحقيق نتائج مفيدة للجانبين.

ونشرت صحيفة الشعب اليومية تعليقين تصدرا صفحاتها يوم الاثنين، قائلة إنه طالما التزمت الصين والولايات المتحدة بموقف مخلص، لن توجد بينهما مشكلة بدون حل.

وكتبت في تعليق: "ليس أمراً مرعباً أن يواجه البلدان مشاكل. لكن المهم هو حل القضايا من خلال المحادثات والمفاوضات".

وأضافت أن الاجتماع بين كبار القادة يثبت مرة أخرى أن المصالح المشتركة بين الصين والولايات المتحدة أكبر من النزاعات بينهما، وأن الحاجة إلى التعاون تفوق خلافاتهم.

وقال التعليق إن الدولتين لديهما "حكمة سياسية" كافية لتطوير العلاقات الثنائية دون مواجهات وصراعات.

وقال خبراء صينيون لصحيفة "جلوبال تايمز" يوم الإثنين إن الهدنة قد تحبط الانكماش الاقتصادي وتقوي المناخ السياسي العالمي.

ونقلت عن يانغ دي لونغ كبير الاقتصاديين في شركة إدارة الأموال "فريست سيفرونت " التي تتخذ من مدينة شنتشن مقرا لها قوله إن نتائج القمة جاءت كإغاثة للمستثمرين العالميين.

وأعرب يانغ عن اعتقاده بأن الاتفاق سيعزز ثقة المستثمرين بشكل ملحوظ في النمو الاقتصادي العالمي ويحفز النمو الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين بطريقة ايجابية.

كما استجابت الأسواق العالمية، يوم الإثنين، بشكل نشط للهدنة التجارية بين الصين والولايات المتحدة، حيث ارتفعت الأسهم في البر الرئيسي الصيني والأسواق العالمية يوم الإثنين واستقر سعر اليوان.

وارتفع مؤشر شانغهاى المركب بنسبة 2.57 فى المائة ليصل إلى 2654.8 نقطة بينما ارتفع مؤشر شنتشن المجمع 3.34 فى المائة ليصل الى 7938.47 نقطة. وارتفع ما يقرب من 100 سهم إلى حد التداول اليومي البالغ 10 في المائة يوم الاثنين.

وقال تشو يو، مدير مركز أبحاث التمويل الدولي في أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية، إن النزاع التجاري المستمر منذ شهور أدى بالفعل إلى تراجع الاقتصاد العالمي، مما أدى إلى انخفاض أسعار النفط وتسبب في اضطراب الأسواق المالية العالمية.

وقال تشو إن "الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين سوف ترسل إشارات متفائلة إلى الأسواق العالمية من شأنها أن تساعد فى منع تدهور الأوضاع الاقتصادية العالمية".

وأشار تشو إلى أنه من المهم سياسياً أن تحافظ الصين والولايات المتحدة على علاقات اقتصادية جيدة ومستقرة حيث يمكن أن تؤدي الحرب الباردة الاقتصادية إلى حرب باردة سياسية أو حتى مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة والصين.

وقال تشو لصحيفة جلوبال تايمز يوم الاثنين "اذا تحولت النزاعات التجارية الى مواجهة سياسية فسينتج عنها بيئة دبلوماسية عالمية متوترة ومحفوفة بالمخاطر. الهدنة التجارية بين البلدين مفيدة في الحفاظ على بيئة سياسية عالمية مستقرة."

في الوقت نفسه، حذر الخبراء من أن 90 يومًا قصيرة للغاية لتسوية قضايا مثل نقل التكنولوجيا وحماية الملكية الفكرية والحواجز غير التعريفية.

وقال تشانغ جيا دونغ، مدير مركز دراسات جنوب آسيا في جامعة فودان في شانغهاي، إن البلدين سيتمكنان من التوصل إلى اتفاقيات تجارية محددة ، مثل شراء الصين المزيد من فول الصويا من الولايات المتحدة خلال 90 يومًا.

وأضاف: «أعتقد أن الصين والولايات المتحدة ستوقعان على بعض الاتفاقات الإطارية بشأن قضايا مثل حماية الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا خلال الهدنة التجارية لكن الحل الاساسي للمشكلات يحتاج الى مزيد من الوقت."

وقال إن هدنة الـ90 يومًا تُظهر أن النزاعات التجارية بين الصين والولايات المتحدة لديها مجال للتغيير وقد تمتد محادثات التجارة إلى ما بعد التسعين يومًا.

وأكد تشو أنه من المحتمل أن يقدم ترامب مزيدا من التنازلات وأن يمنح الصين مزيدا من الوقت لتسوية القضايا التجارية حيث أن التأثيرات الضارة للنزاع قد ظهرت بالفعل على الولايات المتحدة.