رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار أوهام الشعور بـ«الجن» وكتم الأنفاس أثناء النوم بـ«الليل»

فتاة نائمة - أرشيفية
فتاة نائمة - أرشيفية


حالة من القلق «تنتاب» العديد من الأشخاص أثناء «النوم»، يشعُر معها النائم بأنه غير قادر على الحركة على الرغم من أنه مُستيقظ أو أنه يتوهم ذلك؛ بل ويظن أن هُناك «جن» يُحاول أن يكتم أنفاسه، كنوع من أنواع السحر الذي يُصيب بالأذى، إلا أن هذا الشعور يرجع إلى الإصابة بأحد الأمراض النادرة والتي تُصيب ما يقرب من 5% من البشر، هذا المرض يُعرف باسم «الجاثوم» أو اضطراب «شلل النوم».


وعن تعريف هذا المرض وأهم أعراضه والأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به، يقول الدكتور عمرو شليل، استشاري العلاج النفسي والصحة النفسية ببورسعيد: إن مرض «الجاثوم» أو اضطراب «شلل النوم» كما يُطلق عليه، هو عبارة عن «اضطراب فسيولوجي» يجعل الشخص المُصاب به يستقيظ بشكل جزئي أثناء فترة نومه الأولى، في الوقت الذي يبقى فيه جسده مُستغرقًا في النوم، وتستمر هذه الحالة من بضعة ثواني إلى عدة دقائق، يُختبر فيها المُصاب بأعنف المُشكلات النفسية وبشكل كبير، ثم بعد ذلك يعود إلى حالته الطبيعية ويستكمل نومه.

ويُواصل استشاري الصحة النفسية بأن هذا المرض يُصيب حوالي 5% من البشر بشكل دوري ومستمر ودائم، ما يعمل على حرمانهم من طعم النوم المُريح، بسبب القلق والذُعر والإرهاق والانتباه طوال الليل خوفًا من وهم الشعور بالجن أو أن أحدًا يُحاول كتم أنفاسه أو يكون أسيرًا له.

وأضاف أنه توجد العديد من المُعتقدات الخاطئة لدى البعض أن ما يحدث من اضطراب وخوف أثناء النوم هو نتيجة وجود «جن» يؤثر على الإنسان أثناء نومه أو نوع من أنواع السحر الذي يصيب بالأذى، ما يؤثر على حياته ونومه بشكل غير طبيعي.

ويكشف استشاري الصحة النفسية عن التعريف العلمي الصحيح لـ«مرض الجاثوم» بأنه حالة من الشلل المؤقت التي تُصيب الجسم أثناء النوم وبعده، في الوقت الذي يكون فيه الدماغ قد استيقظ، ويظُن المُصاب بأنه لا يزال يحلُم ويُعزز هذا الانطباع عدم قُدرة جسده على عدم القيام بأي نوع من أنواع الحركة أو الحديث أو حتى القيام بأية إيماءة مهما كانت صغيرة، يُضاف إلى ذلك بقايا «هلوسات» النوم والتخيُلات المُرتبطة بأجزاء الغُرفة التي يُقيم بها.

وأكد أن «شلل النوم» أكثر حالات الاضطرابات التي تحدث للإنسان خلال نومه إزعاجًا له، حيثُ يُصيب عضلات الجسم جميعها بحالة من الشلل التام، في لحظات معينة من النوم قد تكون في بدايته أو نهايته، كما يمكن للأشخاص أن يصابوا ببعض «الهلوسات» سواء السمعية أم البصرية، ما يجعله يرى ويسمع أشكالًا وأصواتًا لا تمت للواقع بصلة.

وتابع: هذه الأمور تبث في النفس شعورًا بالخوف والاضطراب والقلق، حيث يحدث في هذه الحالة فصل تام للعقل عن الجسد ويظل العقل في حالة يقظة يستطيع من خلاله أن يرى ما حوله في ذاكرته عن كل شيء في غرفة نومه أو سريره ولكن يظل الجسد في حالة خمول كامل ولا يستطيع أن ينفذ تعليمات المخ وإشاراته للإيقاظ لأن في هذا الوقت يكون الجسد قد استسلم للنوم بشكل كامل والعقل مازال في حالة يقظة كاملة ما يزيد من حدوث شلل النوم أو المعروف بـ (الجاثوم).

وعن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض الخطير يُشير استشاري العلاج النفسي، إلى أن أهم الأسباب هى:  

التعرض المستمر للضغوط الحياتية الشديدة والمستمرة والإرهاق والإنهاك النفسي المُستمر. 

النوم بطريقة غير مُناسبة و غير مُريحة. 

القلق المستمر والتفكير السلبي الدائم، نحو الشخصية وجلد الذات ورفض الواقع الذي يعيش فيه.

التجديدات الفجائية في أنماط الحياة وأسلوب العيش واختلاف البيئة، والتي عادة ما تُصيب الفتيات عند الزواج خاصة بعد انتقالها إلى منزل الزوجية، والخطير في الأمر أن البعض وقتها قد يفسره أنه سحر أو جن أو أي نوع من الخرافات وهي ليست حقيقية.

الاستخدام المُفرط والعشوائي أو غير المسئول للعقاقير المنومة والأدوية المهدئة. 

استخدام الإناث والذكور «السوشيال ميديا» بشكل مبالغ فيه في غرفة مظلمة ما يؤثر على الجهاز العصبي ويجعل أجسادهم في حالة خمول تنتظر النوم ثم يأتي النوم وهم في حالة يقظة عقلية فيحدث شلل النوم.

تعاطي المخدرات وعقاقير الهلوسة المختلفة، والإفراط في شرب الكحول.

ويختتم «شليل» بأن أفضل أنواع العلاج الأساسي لهذا المرض هو اتباع الحياة الصحية كالالتزام بمواعيد النوم المُحددة، والنوم على الجانبين الأيمن أو الأيسر، والمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية، والابتعاد عن الضغوطات النفسية والتوتر، وعدم السهر إلى أوقات متأخرة من الليل، والتخلص من القلق، وتجنب أي مواقف توتر وقلق يواجهها الإنسان قبل النوم.