رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«جثة جمال خاشقجي» الورقة الأخيرة في مخطط تركيع السعودية

النبأ


«اللاوندي»: لن يتم العثور على الجثة والقضية سوف تنتهى بابرام صفقة كبرى بين تركيا والسعودية وأمريكا

رغم مرور أكثر من شهر على قتله داخل قنصلية بلاده في اسطنبول باعتراف المملكة العربية السعودية، لا تزال عمليات البحث عن جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، جارية وسط مطالبات تركية ودولية للرياض بالكشف عن مكان الجثة، حيث تم وضع عدد من السيناريوهات للكشف عن هذا اللغز الذي حير العالم، لاسيما وأن الكثير من الخبراء يؤكدون على أن العثور على الجثة سيزيل الكثير عن الغموض الذي يلف مقتل الصحفي السعودي، ويساهم في الوصول إلى الشخص الذي اصدر الأمر بقتله.

ويشير الكثير من الخبراء والمراقبون إلى أن تصميم الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وتركيا على العثور على جثة الصحفي جمال خاشقجي هدفه ممارسة المزيد من الضغط على المملكة العربية السعودية من أجل الحصول على المزيد من الأموال منها، وأن جثة الصحفي السعودي هي أخر ورقة في يد هذه الدول من أجل تركيع المملكة وابتزازها.

أذيبت في الحمض بعد تقطيعها

فقد قال ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يعتقد أن جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي قد أذيبت في الحمض بعد تقطيعها.

وأضاف "الاستنتاج المنطقي الوحيد هو أن من قتلوا الصحفي السعودي في إسطنبول شوهوا جثته حتى لا يتركوا أثرا".

وقال أقطاي لصحيفة "حريات" التركية إن "السبب وراء تقطيع جثة خاشقجي هو الرغبة بإذابة أعضائه بسهولة أكبر"، مضيفا "الآن نرى أنهم لم يقطعوا جسده فقط بل حولوه إلى بخار".

وقالت النيابة العامة في اسطنبول في بيان لها إنه "وفقا لخطة أعدت مسبقا، خنق الضحية جمال خاشقجي حتى الموت ما إن دخل إلى القنصلية"، مضيفة أن "جثة الضحية قطعت وتم التخلص منها"، ولكن البيان لم يوضح أين تم التخلص من الجثة المقطعة ولا كيف حصل ذلك.

أذيبت في حمض الأكسيد

كما أعلن مسؤول تركي لصحيفة "واشنطن بوست"، أن السلطات التركية تحقق في احتمال أن تكون بقايا الجثة قد ذوبت في الأسيد داخل القنصلية أو في مقر إقامة القنصل الذي يقع قربها، مؤكدا العثور على "أدلة بيولوجية" في حديقة القنصلية تشير إلى أن عملية التخلص من الجثة تمت في مكان غير بعيد من المكان الذي قتل فيه خاشقجي، مضيفا "جثة خاشقجي لم تحتج لأن تدفن".

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست"، عن مسؤول تركي، قوله إن سلطات بلاده تعتقد أن جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي تم تقطيعها، جرى التخلص منها باستخدام مادة الأسيد.

ورجح المسؤول التركي المقرب من التحقيقات للصحيفة الأمريكية أن تكون تلك العملية قد تمت، إما داخل قنصلية السعودية في إسطنبول أو في منزل القنصل الواقع على بعد نحو 200 متر من مبنى القنصلية.

وتعليقاً على تلك الأنباء، استبعد مصدر أمني تركي احتمال التخلص من جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي باستخدام مادة الأسيد، مؤكداً أن سلطات الأمن التركي تقيّم كافة الاحتمالات المتعلقة بجريمة القتل.

وقال المصدر في تصريح خاص لوكالة "سبوتنيك": "تجري سلطات الأمن التركية والنيابة العامة تحقيقات واسعة في جريمة قتل خاشقجي وفي هذا الإطار يتم تقييم الجريمة من كل النواحي والبحث في الاحتمالات كافة بما فيها احتمال التخلص من جثة خاشقجي عن طريق استخدام مادة الأسيد".

وأضاف: "هناك إشاعات كثيرة حول قضية قتل خاشقجي والتخلص من جثته عن طريق استخدام مادة الأسيد بعد تقطيعها، إلا أنني أراه احتمالاً ضعيفاً، وهو أحد الاحتمالات التي تقف عندها سلطات الأمن".

وتابع: "لم تتمكن سلطات الأمن من العثور على جثة خاشقجي حتى الآن، ولا يوجد أي شيء واضح حتى اللحظة حول مصيرها". 

وقد تناقل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي خبرا لصحيفة تركية كشفت فيه عن وجود عينات جمعها محققون أتراك من مجاري الصرف الصحي بالقرب من القنصلية السعودية في إسطنبول أظهرت وجود آثار لمادة "الأسيد" (حمض الكبريت).

وتناقل المستخدمون خبر الصحيفة التي قالت في تقريرها، إن قتلة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، تخلصوا من جثته المقطعة، بعد إذابتها بـ "الأسيد"، في مجاري الصرف الصحي. ووصفوها بالجريمة التي فاقت كل تصور لبشاعتها ووحشية من قام بها.

سلمت إلى متعاون محلي

كما نشرت وسائل إعلام تركية رسمية نقلا عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم، روايات عديدة بشأن ما يمكن أن يكون قد حل بالجثة.

وفي حين يقول بعض هذه الروايات إن الجثة لفت في سجادة ونقلت كما هي إلى خارج القنصلية، تؤكد روايات أخرى أن أفراد كتيبة الإعدام السعودية الـ 15 أخرجوا الجثة من القنصلية إربا إربا بعدما وضعوها في حقائب عدة.

بالمقابل نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤول سعودي لم تسمه أن "الجثة سلمت إلى متعاون محلي" تولى بنفسه التخلص منها، ودعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مرارا الرياض إلى تسمية هذا "المتعاون المحلي".

وفي بيانها نقلت النيابة العامة التركية عن النائب العام السعودي سعود بن عبد الله بن مبارك المعجب قوله للمسؤولين الأتراك الذين التقاهم في اسطنبول إن الرياض لم تدل بأي إعلان رسمي يفيد بوجود "متعاون محلي".

تفتيش الغابات وشبكات الصرف

وفي بداية القضية فتش المحققون الأتراك القنصلية ومقر إقامة القنصل، ثم انتقلوا لتفتيش غابة شاسعة تقع في ضاحية اسطنبول.

بعدها فتش المحققون سيارة تابعة للقنصلية السعودية عثروا عليها متروكة في موقف للسيارات في المدينة.

كذلك، تفقد المحققون شبكات الصرف الصحي التابعة للقنصلية.

نقلت إلى الرياض

ذكر موقع "ميدل إيست أي" البريطاني، أنّ جزءاً من جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قد يكون نقل إلى الرياض بواسطة العقيد السابق في المخابرات السعودية ماهر مطرب .

و نقل الموقع البريطاني عن مصادر إنّ "السلطات التركية تعتقد أنه تم نقل جزء من الجثة خارج تركيا بواسطة الحراس الشخصيين لولي العهد محمد بن سلمان، تحديدا ماهر عبد العزيز مطرب، العقيد السابق في الاستخبارات السعودية".

وأضافت المصادر أنّ "مطرب"، أحد المشتبه بتورطهم في مقتل خاشقجي "قد يكون حمل جزء من الجثة في حقيبة كبيرة، شوهدت بحوزته عند مغادرته مطار أتاتورك (بإسطنبول)" يوم وقوع الحادثة.

وبحسب المصادر، لم يتم فحص حقائب "مطرب" أثناء مروره بقاعة كبار الشخصيات في مطار أتاتورك، كما لم تخضع طائرته الخاصة للتفتيش، لحمله جواز سفر دبلوماسي.

وأشارت المصادر إلى أنّ "مطرب"، كان على عجلة من أمره خلال مغادرته المطار ذلك اليوم.

وكانت  شبكة "سي إن إن" الأميركية أن ماهر مطرب، "لعب دورا محوريا في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي".

واستندت الشبكة في معلوماتها على مصدر تقول إنه مقرب من التحقيق التركي في تلك القضية، إضافة إلى شريط مصور نقلت فحواه وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أظهر تواجد "مطرب" داخل قنصلية بلاده في اسطنبول يوم اختفاء خاشقجي، وإنه وصل إلى القنصلية قبل نحو 3 ساعات من وصول خاشقجي.

نجلاه يطالبان بدفن الجثة في المدينة المنورة

كما وجَّه نجلا الصحفي ​جمال خاشقجي​، صلاح وعبد الله خاشقجي، نداءً لإعادة جثمان والدهما، الذي قتل في القنصلية ​السعودية​ في ​اسطنبول.

وفي مقابلة مع قناة "CNN" وصفا والدهما بأنه "شجاع وسخي وشجاع للغاية"، مشيرين الى أنهما تعرضا لأسابيع من الألم وعدم اليقين بعد اختفائه وموته.

وأكدا أنه بدون العثور على جثة والدهم، فإن "الأسرة غير قادرة على إنهاء حزنها".

وقال صلاح "كل ما نريده الآن هو دفنه في في ​المدينة المنورة​ مع باقي أفراد عائلته"، مضيفا: "تحدثت عن ذلك مع السلطات السعودية، وآمل فقط أن يحدث ذلك قريباً".

كما طالبت خطيبة جمال خاشقجي، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدم فسح المجال للتستر على عملية قتل خطيبها، وناشدته بتحقيق العدالة ومعرفة مكان وجود جثة خاشقجي.

الكلب ميلو

قررت السلطات التركية الاستعانة بالكلب الشهير «ميلو» للكشف عن لغز اختفاء جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث يعرف «ميلو» بنجاحه الباهر في حل ألغاز قضايا البحث عن المفقودين، مما دفع السلطات التركية لضمه إلى الفريق الخاص الذي شكّلته مديرية أمن إسطنبول للكشف عن مكان اختفاء جثة خاشقجي.

وسجل الكلب "ميلو"  مرات عديدة نجاحًا ملحوظًا في العثور على جثث ضحايا، في عدة ولايات تركية، بشكل سريع ومنقطع النظير.

وحسب مصادر أمنية، فإنّ الكلب "ميلو" قد أبدى ردة فعل قوية عند اقترابه من منزل القنصل، إلا أن السلطات السعودية لم تسمح حتى الآن بتفتيش بئر عميقة داخل منزل القنصل، ممّا يدفع للاعتقاد بأنّ جثة خاشقجي لا تزال داخل منزل القنصل السعودي المجاور لمقر القنصلية في إسطنبول.

ضغوط دولية

جددت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، دعوتها إلى الرياض للكشف عن مكان جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

كما طالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان مرارا، السعودية بالكشف عن مكان جثمان الصحفي جمال خاشقجي، كما دعا الرئيس التركي السلطات السعودية إلى الكشف عن المتعاون التركي المحلي الذي قيل إن جثة خاشقجي سُلّمت له.

وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، جيمس سلاك، إن التقارير التي تفيد بالعثور على أجزاء من جثة الصحفي السعودي المقتول جمال خاشقجي مزعجة للغاية.

وقال جيمس سلاك: "أنا على علم بالتقارير، وهي مزعجة للغاية… مكان جثة السيد خاشقجي هو أحد الأسئلة التي نحتاج لإجابات عنها كما ننتظر النتائج الكاملة للتحقيق التركي".

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، روبرت بالادينو، إنه يجب تحديد مكان رفات الصحفي السعودي جمال خاشقجي وإعادته لأسرته من أجل دفنه في أسرع وقت ممكن.

 

يقول الدكتور سعيد اللاوندي خبير الشئون الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن البحث عن جثة الصحفي جمال خاشقجي هو من قبيل ذر الرماد في العيون، مؤكدا على أن هذه القضية سوف تنتهي بابرام صفقة كبرى بين السعودية وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن تركيا هي من أكبر الرابحين من هذه الأزمة، مستبعدا تماما الاقتراب من الأمير محمد بن سلمان بسبب علاقته القوية بالولايات المتحدة الأمريكية، ومرونته في التعامل مع إسرائيل.