رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كيف ستكون العلاقات «الصينية - البرازيلية» بعد انتخاب «ترامب الاستوائي»؟

النبأ


انتخب اليميني يائير بولسونارو" ترامب الاستوائي" رئيسا للبرازيل. 

وعلى النقيض من السياسيين البرازيليين التقليديين، ادلى بولسونارو بتصريحات حادة ضد النساء والمثليين. 

كما تعهد بسحق الفساد والجريمة. 

غير أن سياسة بولسونارو تجاه الصين جذبت الانتباه خاصة أنه زار تايوان خلال الانتخابات واتهم الصين "بشراء البرازيل". 

لكن في الجزء الأخير من الحملة الانتخابية، بدأ في تغيير لهجته تجاه الصين، قائلا: "سوف نتعامل مع البلدان كافة والصين هي شريك استثنائي".

وترتبط البرازيل بعلاقة وطيدة مع الصين وازدهرت العلاقات بين البلدين ابان حكومة اليسار بقيادة حزب العمال البرازيلي. 

كما أن البلدين من أعضاء كتلة بريكس للاقتصادات الناشئة مع روسيا والهند وجنوب افريقيا.

ووسط تغيرات متزايدة في المشهد الدولي وتصاعد في الحمائية والاحادية والشعبوية، تتجه الأنظار إلى بولسونارو وسياسته الخارجية ولاسيما تجاه الصين، أكبر شريك تجاري لبلاده، فما هي حدود التغيير المتوقعة في العلاقة بين الشريكين الكبيرين?

يعتقد معظم المحللين هنا أنه من غير المعقول أن تستبدل الحكومة البرازيلية الجديدة تجارتها مع الصين بالتجارة مع الولايات المتحدة لاعتبارات عديدة أجملتها صحيفة جلوبال تايمز الصينية في الآتي:

أولا، التعاون بين الصين والبرازيل متبادل. فالصين هي أكبر شريك تجاري للبرازيل كما أن أكبر فائض تجاري للبرازيل مع دولة أخرى مسجل مع الصين. 

وفي عام 2017، حققت البرازيل فائضاً تجارياً بقيمة 20 مليار دولار مع الصين. 

والصين هي ايضا أكبر مشتر للفول الصويا والمعادن البرازيلية. وزادت الحرب التجارية الصينية- الأمريكية من صادرات فول الصويا البرازيلية إلى الصين. وبالتالي من غير المتصور أن تضحي حكومة بولسونارو الجديدة بالسوق الصينية.

ثانياً ، التركيز على انتخاب بولسونارو كان ينصب على سياساته ومواقفه الداخلية ولم تكن السياسة الخارجية نقطة أساسية، اذ كان عدم رضا البرازيليين يتمحور حول القضايا الداخلية وليس السياسة الخارجية. وقد اتسمت سياسة الحكومة اليسارية تجاه الولايات المتحدة بالاعتدال. ومن الصعب أن يتغير افتراض بولسونارو للخط السياسي الوطني في البرازيل. 

ثالثًا ، البرازيل قوة كبرى في أمريكا الجنوبية، والعلاقات بين الصين والبرازيل قائمة على المساواة. وعلى الرغم من التعاون الوثيق بين البلدين في الاقتصاد والتجارة ، إلا أن الصين لم تتدخل أبدًا في الشؤون الداخلية للبرازيل. ومن باب المصلحة الوطنية، فإن البرازيل من غير المتوقع أن تنتهج سياسات أحادية الجانب لأن الدبلوماسية المتوازنة والمتنوعة تصب في مصالحها العليا. ويقول المحللون ان الحفاظ على العلاقات الجيدة بين الصين والبرازيل سيساعد أيضاً البرازيل على التعامل مع الولايات المتحدة واكتساب المزيد من الاهتمام من واشنطن. 

رابعًا، خدم بولسونارو في الجيش وحكومة مدينة ريو دي جانيرو، وسيأخذ بعض الوقت للتأقلم مع السياسة الخارجية. 

وقد أثارت رحلته إلى تايوان خلال حملة الانتخابات الرئاسية غضب بكين. وإذا استمر في تجاهل مبدأ الصين الأساسي تجاه تايوان كجزء من الأراضي الصينية بعد توليه منصبه، فإنه سيكلف البرازيل على ما يبدو الكثير. فمع خروج العديد من بلدان أمريكا اللاتينية من تايوان، لن تحقق الجزيرة الصينية أي فوائد إضافية للبرازيل، وهو ما يجب أن يدركه بولسونارو وفريقه، وفقا لرأي المحللين.

ويميل العديد من المراقبين هنا في بكين إلى الاعتقاد بأن بولسونارو، الذي لم يسبق له زيارة الرئيسي الصيني، لا يعرف ما يكفي عن العملاق الشرقي، وهو أمر يستحق اهتمام بكين خاصة انه اعتقد على ما يبدو أن موقفًا غير ودي ازاء الشريك التجاري الأكبر في البرازيل سيساعده على الانتخاب.

ويرى المحللون أن التعاون التجاري الدولي للصين عزز التنمية الاقتصادية العالمية وجلب منافع ملموسة لشركائها. 

ومع توسع التعاون الاقتصادي الدولي للصين، فإن بناء قدراتها الشاملة يحتاج إلى اللحاق بتقييم أكثر صلابة للمخاطر خاصة مع تغيير الحكومات، مؤكدين ان تحسين سمعة الصين الاقتصادية باستمرار هو أمر حاسم أيضا لتوسيع التعاون الدولي الصيني على خلفية حملات التشويه المستمرة من جانب بعض السياسيين ووسائل الإعلام في الغرب.