رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الدكتور عبد الرحمن حماد: فنان «نمبر وان» من الأسباب الرئيسية في زيادة نسب التعاطي والعنف بمصر (حوار)

 الدكتور عبد الرحمن
الدكتور عبد الرحمن حماد


الإعلام سبب التخوف من العلاج بـ«الصدمات الكهربائية»


الحشيش يسبب زيادة «هرمونات الأنوثة» عند الرجال وكثافة الشعر وخشونة الصوت «للنساء»


هذه «4» نصائح مهمة لمن يستخدمون الإنترنت فترات طويلة


سوهاج وأسيوط لا يوجد بهما آسرة لـ«علاج الإدمان»

القاهرة هي المحافظة رقم «1» في نسبة «المتعاطين»


وفاة «3» ملايين شخص بسبب إدمان «الخمور»


«متعاطو الحشيش» أكثر الناس عرضة لـ«حوادث الطرق».. لهذا السبب


هذا هو السر فى سحب الهواتف من نزلاء مستشفى العباسية


«الهيروين» يخرج من المثلث الذهبي «إيران - باكستان - أفغانستان»


الربط بين زيادة القدرة الجنسية والمخدرات «وهم»


قال الدكتور عبد الرحمن حماد، مؤسس وحدة الإدمان بمستشفى العباسية للصحة النفسية والمدير السابق لها، إن هناك علاقة كبيرة جدًا بين الدراما، وزيادة عدد «مدمنى المخدرات»، لافتًا إلى أن هناك فنانًا شهيرًا  «نمبر وان» ومن الأسباب الرئيسية فى زيادة نسب التعاطى، وتفاقم العنف الذى شهدته مصر فى الآونة الأخيرة.


وأضاف «حماد» فى حواره لـ«النبأ»، أن الإعلام وراء التخوف من العلاج بـ«الصدمات الكهربائية»، لافتًا إلى وجود محافظات لا توجد بها آسرة لـ«علاج الإدمان» مثل سوهاج وأسيوط، وأن الذين يتعاطون «الحشيش» هم أكثر الناس عرضة لـ«حوادث الطرق».


وأكد أن الضغوط المعيشية لها تأثيرات كبيرة على الصحة النفسية وتتسبب فى «الاضطرابات»، وأن المشاكل السياسية من الممكن أن تؤدي لذلك، فـ«الأمراض النفسية» بمصر في إطار النسب العالمية، وإلى نص الحوار:


لماذا هناك أزمة في الرعاية النفسية بمصر؟

بالطبع توجد أزمة؛ فقد خرج تقرير دولي يوضح أن ما يتم صرفة بالخارج على مريض الإدمان هو «50» دولارًا لكل مريض، أما بالنسبة لعدد الآسرة ففي الدول الغنية يتاح لكل 100 شخص «7» آسرة للعلاج على عكس الدول الفقيرة التى أظهر التقرير أنه لكل «6» أشخاص فيها يتاح لشخص واحد فقط العلاج أما دول إفريقيا يتاح العلاج لشخص واحد من ثمانية عشر شخصًا فنقص الآسرة ليس بمصر مصر وتقديم الرعاية مشكلة بأغلب دول العالم.


وهل توجد بدائل لتعويض هذا النقص؟

نعم توجد عدة بدائل منها ما يسمى ببرامج «العلاج الخارجي المكثف» وهذه برامج عالمية مشهورة، وتعتمد على العلاج الخارجي، ولا تتطلب حجز المريض، ولكن يستلزم تردده مرتين لثلاثة مرات، ويتم إجراء تحليل دوري له، أيضًا يجب التوسع في خدمات العيادة الخارجية فبعض المحافظات لا يوجد بها آسرة لعلاج الإدمان مثل محافظتى سوهاج وأسيوط، برغم أن بهما أعداد ليست بالقليلة من متعاطي المخدرات، ومن الممكن أن يكون هناك طبيب بالوحدة الصحية يفحص للمرة الأولى.


ما المحافظات التي بها نسبة مرتفعة من المدمنين؟

التقرير الأخير لـ«وزارة الصحة» يشير إلى أن البحر الأحمر تأتي على رأس المحافظات التي بها نسبة مرتفعة من متعاطي المخدرات وعادة المحافظات الساحلية والحدودية تحديدًا تكون بها نسب مرتفعة لسهولة وصول المخدرات إليها عن المحافظات الأخرى تاليها القاهرة، ولكن من وجهة نظرى فإن القاهرة هي رقم «1» في نسبة المتعاطين.


هل هناك فرق فى البرنامج العلاجي الخاص بالمخدرات والخمر؟

الأبحاث تفرق بين المخدرات والخمر، وبحسب آخر تقرير دولي فإن أكثر من «3» ملايين شخص ماتوا بسبب إدمان «الخمور»، وأن كل دقيقة يموت «6» أشخاص؛ بسبب الخمر، ثلث من النساء والضعف من الرجال، بخلاف الدول الإسلامية التي تلعب الثقافات والعادات دورًا في هذا الأمر، فإدمان المخدرات أعلى من «الخمور» رغم أن بعض الدول العربية مصرح بها بيع الخمور ولكن البعض يفرق بينهما فهناك من يأتي إلينا معترفًا بشربه للمخدرات، وينفي بشدة شربه للخمر؛ لأنه حرام بل هناك من يحافظ على الصلاة، ورغم ذلك يتعاطى «الحشيش»؛ لأنه من وجهة نظره لا حرمانية في ذلك بزعم أنه نبات من النباتات الطبيعية.


هل الترامادول والحشيش لهما فوائد جنسية أم أن الربط بينهما خرافة؟

زيادة القدرة الجنسية من أهم أسباب الارتفاع في نسبة تعاطي المخدرات رغم أن هذا الأمر «وهم»، فتأثير الحشيش يكون على الإدراك الزمني والمكاني، والمتعاطى يتوهم أن وقت الممارسة قد طال، وهذا فعليًا لم يحدث؛ بل له أضرار كثيرة ومنها «التثدي» لدى الرجال ويقلل هرمون الذكورة ويرفع من هرمون الأنوثة هذا بخلاف أنهم أكثر عرضة للعقم  ونقص الحيوانات المنوية وتشوه الأجنة فمعظم المخدرات لها نفس هذه الأضرار ومع الاستمرار في تناولها لفترة طويلة يحدث الضعف الجنسي ونفس الأمر ينطبق على «الخمور».


تعاطي الرجال للحشيش يترتب عليه «تثدي».. هل بذلك يكون مفيدًا للنساء؟

بالنسبة للنساء يحدث لهم عكس ذلك؛ فالمرأة المتعاطية يحدث لها اضطراب في الدورة الشهرية بجانب ظهور علامات الذكورة مثل ظهور الشعر بكثرة بأماكن مختلفة من جسدها بجانب خشونة صوتها.


هل الحشيش له فوائد؟

هذا السؤال سيكون محل نقاش وأبحاث طوال السنوات المقبلة؛ خاصة أن بعض الدول أجازت تداوله كما حدث بدولة كندا، وأيضا تبحث دولة لبنان هذا الأمر، فاستخدام «الحشيش» للأغراض الطبية والترويجية سيكون محل نقاش، ففوائده بحسب الأبحاث أنه مضاد للقيء، ومفيد لمريض السرطان بعد «الجرعة الكيماوية» أما غير ذلك فهو دعاية للشركات المنتجة للحشيش والتي تروج أن له فوائد طبية عديدة، وتلك الفوائد أمام أضراره الكثيرة جدا لا تقارن والتي منها نقص معدل الذكاء هذا بالنسبة لمن يتعاطونه في سن مبكرة فهؤلاء ينقص ذكاؤهم بمقدار «10» درجات عن أقرانهم، ويترتب على ذلك تعثر دراسي، فضلًا عن التأثير على الحالة النفسية وعلى الإدراك الزماني والمكاني ومتعاطوه هم أكثر عرضه لحوادث الطرق؛ لأنهم يرون المسافة «قريبة» فيحدث الصدام.


هل هناك علاقة بين المخدرات وزيادة الجرائم العنيفة التي تشهدها مصر حاليًا؟

أظهرت الدراسة التي أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية حول علاقة «الحشيش» بازدياد الجرائم بمصر علاقته المباشرة بذلك، وتلك الدراسة أجريت على «5» آلاف شخص من نزلاء المؤسسة العقابية وهم «أحداث» وتعاطي المخدرات له علاقة بجرائم التحرش والاغتصاب والجرائم الأسرية.


بماذا تنصح من يقضون أوقاتًا طويلة أمام الإنترنت بحكم عملهم؟

أولًا يجب تقنين الاستخدام؛ بمعنى أنه بمجرد الانتهاء من العمل يتركون أجهزة «الإنترنت»، ثم ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن ساعة يوميًا، والمشاركة الاجتماعية كالذهاب للمسجد للصلاة  أو تخصيص وقت محدد للتجمع العائلي وللأصدقاء، كل تلك الأشياء وإن بدت بسيطة فهي لا تعزل الفرد عن الآخرين، ولكن إن ترك نفسه للتكنولوجيا فسوف تسحبه تدريجيًا دون أن يدرى للعزلة ويترتب على ذلك مشاكل نفسية وصحية مثل الاكتئاب والسمنة وآلام المفاصل.


هل توجد أعشاب طبيعية تكافح الاكتئاب؟

لا توجد أشياء مثبتة علميًا على حد علمي تقوم بذلك، وإن كانت هناك «أقاويل» بأن الشيكولاتة لها دور في ذلك.


هل الاكتئاب له تأثيرات عضوية؟

نعم يوجد فرع  في الاضطرابات النفسية تحت اسم «السيكوسوماتيك»، وهى الخاصة بالمشاكل المترتبة على التعب النفسي، وما لها من تأثيرات عضوية على باقي أجزاء الجسد فبعض الأمراض العضوية يكون منشأها نفسي.


لماذا لا يتم تقديم خدمات دعم نفسي في المؤسسات المختلفة وأماكن العمل؟

هذا شيء ضروري للغاية؛ فخدمات الصحة النفسية ليست «رفاهية»، فالمعاناة من المرض النفسي بدرجاته المختلفة تؤثر على جودة العمل، ولذلك تقديم الدعم النفسي له يترتب عليه إيجابية في العمل.


هل مصر من الدول المهتمة بمكافحة الأمراض النفسية؟

توجد جهود ملموسة وإن كان الاهتمام منصبًا على مكافحة الإدمان وفي هذا الشأن يبذل جهد غير عادي للحد من التأثيرات السلبية التى تصيب المجتمع واستقراره سواء المستوى الاجتماعي كالتحرش وأمان الأفراد أو ازدياد الجرائم والحوادث أو على المستوى الاقتصادي بسحب الدولارات من السوق لشرائه وقلة العملة الصعبة تؤدي لمشاكل اقتصادية جمة فتعاطى المخدرات يترتب عليه فقد في الإنتاجية ولا نستطيع تحديد حجم تلك التجارة بمصر على وجه الدقة ولكن لو قارنا هذا الأمر بدولة مثل أمريكا سنعرف حجم التأثيرات السلبية التي تصيب المجتمعات على المستوى الاقتصادي فحسب تقرير خرج عام 2016 يوضح أن الفقد في الإنتاج بلغ 120 مليار دولار هذا الفقد لا يلفت إليه أحد بمصر فكثير من العمالة الماهرة بمصر أصبح مستواهم متدنٍ للغاية بسبب تعاطي المخدرات.


هل المصريون يعانون من هوس جنسى أم من الكبت.. وما تأثير هذا على سلوكياتهم؟

الكبت الجنسي رغبات تنتظر الخروج؛ ولذلك نرى المتحرش أول ما تأتيه الفرصة يقوم بتلك الأفعال التي تلبي رغباته، أما الهوس الجنسي فمن الممكن أن يتمثل فى مشاهدة الأفلام الإباحية بكثرة ونحن كمصريين لا نختلف عن كثير من دول العالم، وقد نكون في مرتبة متقدمة من ناحية مشاهدة الأفلام الإباحية، وهذا من جراء أننا مجتمع محافظ على عكس الدول الغريبة التي مسموح بها ممارسة تلك الأفعال بالأماكن العامة، ورغم ذلك فهم أيضًا يشاهدون تلك الأفلام بنسبة قد تفوقنا كثيرًا.


هل المناخ بمصر يؤدى للإصابة بالأمراض النفسية؟

بالطبع؛ فالضغوط المعيشية لها تأثيرات كبيرة على الصحة النفسية وتتسبب فى الاضطرابات، والمشاكل السياسية من الممكن أن تؤدي لذلك، فـ«الأمراض النفسية» بمصر في إطار النسب العالمية، على عكس إدمان المخدرات فصندوق مكافحة الإدمان ذكر أن نسبة إدمان المخدرات بمصر وهي 10% ضعف النسب العالمية التي تكون في حدود 5.7% فلدينا بالفعل مشكلة في عدد المتعاطين للمخدرات بجانب مشكلة ونقص في الخدمات، فهذه حقيقة لا يمكن إنكارها.


تعاني مصر نقصًا في الكوادر المؤهلة للتعامل مع المرضى خاصة مستشفى العباسية للأمراض النفسية والعصبية.. ما تعليقك؟

بالعكس.. هناك طاقم طبي على أعلى مستوى وأنا من الممكن أن أتكلم عن تجربتي، فأنا كنت رئيسًا لوحدة الإدمان بتلك المستشفى، وكانت نسبة التردد على الوحدة في حدود «500» حالة شهريًا، وعدد الآسرة «60» سريرًا، وفي خلال عام واحد وصلت نسبة التردد إلى «3» آلاف حالة شهرية، وارتفع عدد الأسرة 150 سريرًا ونسبة الإشغال وصلت إلي 95%، وكان علاج المريض بأجر رمزي جنيها واحدًا فكيف يكون هناك نقص في الرعاية المقدمة وارتفعت الأعداد بهذه الطريقة ففي بعض الأحيان كانت هناك قوائم انتظار بالشهور نظرًا لقلة عدد الآسرة رغم مضاعفة عددها.


ولكن هناك شكاوى من فريق التمريض بالمستشفى  على وجه الخصوص.. ما ردك؟

الأعداد التى تتردد على «مستشفى العباسية» فاقت أى عدد آخر سواء الحكومية أو الخاصة، وهذا يدل على أن هناك فريقًا طبيًا معالجًا على أعلى مستوى، ويشهد على ذلك حفلات التعافي التي ألقي الإعلام الضوء عليها، فمستشفي العباسية تقدم «حزمة» من الرعاية الصحية لن تجدها فى أى مستشفى آخر سواء ما تقدمه العيادات الخارجية أو الطب الشرعي النفسي أو أقسام الأطفال والمراهقين، فمستشفى العباسية أكبر صرح بالشرق الأوسط  وما يقدم به جهودًا كبيرة للغاية وخدمة لن تراها بمستشفيات أخرى رغم قلة الإمكانيات والكوادر.


ولكن رغم ذلك يتم تهريب المخدرات داخل عنبر السيدات بالمستشفى؟

من الجائز أن يحدث ذلك الأمر، ولا أستطيع إنكاره.


لماذا يتم سحب الهواتف من المرضى فى المستشفى؟

أسباب كثيرة ومنها أننا نريدهم التركيز في البرنامج العلاجي؛ لأنه من المعتاد أن متعاطي المخدرات لا يأتي للعلاج إلا بعدما يعاني من خسائر عدة على كل الأصعدة، ثانيًا تلك الهواتف عليهم أرقام «الديلر» ونحن بذلك نترك همزة وصل بينهم لا يجب أن تكون.


لماذا قدمت استقالتك رغم الإشادة بما كنت تقوم به أثناء توليك وحدة الإدمان بالمستشفى؟

قدمت استقالتي لأن بيئة العمل لم تعد صالحة فكأن هناك صدام بين الحين والآخر مع رؤسائي بالعمل فهناك من يتصور أن نجاح من يعمل تحت إمرتك يأخذ من رصيدك ويهدد مكانتك فكلما ازداد نجاحك كلما ازداد أعداؤك وهذا الأمر لا يساعد على العمل بل يقوض الجهود المبذولة.


هل تؤثر الدراما تأثيرًا سلبيًا على النشء وتلعب دورًا في زيادة عدد مدمني المخدرات؟

علاقة كبيرة جدًا؛ فالقائمون على الدراما يسلطون الضوء على خط يربط بين الإبداع وتعاطي المخدرات وجرت العادة في المشاهد الدرامية بالتركيز على هذا الربط فنرى الشاعر يخرج أفضل أشعاره وهو بيده «سيجارة الحشيش»، وكذلك الرسام والموسيقار فجميعهم، لا يبدعون إلا بعد «تظبيط الدماغ»، وكذلك فإن هناك ممثلًا شهيرًا  «نمبر وان» ومن الأسباب الرئيسية في ازدياد نسب التعاطي وتفاقم نسب العنف التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة.


لماذا يتخوف المريض من العلاج بالصدمات الكهربائية؟

هذا التخوف سببه الإعلام الذى عرض هذا الأمر بشكل سيئ للغاية، رغم أنه من أنجح العلاجات النفسية، ويتم تحت تخدير كلي، ولا يشعر المريض بأية آلام.


لماذا زادت نسبة تعاطي المدمنين للمخدرات المخلقة خاصة الاستروكس والفودود؟

المخدرات المخلقة من التحديات  الكبيرة أمام العالم فمنذ فترة ماضية، كانت أشهر أنواع المخدرات هي الحشيش والأفيون والهيروين والكوكايين وتلك الأنواع معروفة لدى أجهزة الرقابة بكل تفاصيلها وأشكالها على عكس المخدرات المخلقة؛ فالمعلومات عنها شحيحة؛ فتقرير المخدرات العالمى أوضح أن المخاطر غير متوقعة نتيجة تعاطي المخدرات المخلقة فتلك المخدرات ظهرت منذ عشرة أعوام، وتم اكتشاف 803 مادة جديدة، فهي كارثة بكل المقاييس لأن تحليلات المخدرات يكون وفق جدول مواد محددة أنت تعرفها وتعرف أنواعها وأشكالها على عكس ذلك النوع، فأحدث دراسة بأمريكا أظهرت أن ولاية ميريلاند كانت نسبة الوفيات بها مرتفعة نتيجة تعاطي «القنبيات» المصنعة «سبايسي» وتلك القنبيات مثل الاستروكس لدينا.


هل أصبحت المخدرات سلاحًا قويًا في الحروب بين الدول؟

أنا شبهت ما يحدث في أمريكا الآن من وقوف الصين وراء المواد المخدرة التخليقية المسببة لوفاة المتعاطين على الفور بأنه انتقام لما قامت به بريطانيا وأمريكا في حرب الأفيون الأولى والثانية على الصين؛ فحرب الأفيون كانت من المنتجات البريطانية آنذاك وكانت الدولة العظمة تريد تصريف منتجاتها خاصة أن تلك التجارة لاقت روجًا هائلًا وأنعشت الاقتصاد البريطاني بقوة وبعد تجريم تجارة الأفيون ومنع دخوله للصين من قبل الإمبراطور الصيني لم تجد بريطانيا بدًا من شن حرب على الصين بزعم حرية التجارة وبعد انتصارها في الحرب أرغمت الصين على توقيع اتفاقيات مجحفة ولكن كل ذلك لم ينعش تجارة الأفيون كما كانت تربو بريطانيا بسبب حظر استيراده وعادة الكرة مرة أخرى لشن حرب على الصين ولكن هذه المرة بدعم دول أخرى مثل فرنسا وأمريكا بجانب بريطانيا وتم توقيع اتفاقيات أخرى كان ضمنها وجود الأفيون كسلعة معترف بها واليوم أرى أن الصين ترد الصاع لدول أوروبا وأمريكا لأن المواد المخدرة التخليقية تصنع بالصين ودول شرق آسيا.


ما التحديات التى تواجهنا بسبب المخدرات التخليقية؟

أولًا أنها زهيدة الثمن ويترتب على ذلك تعاطي صغار السن لها، ثانيًا أنها لا تظهر في تحاليل المخدرات، ثالثًا أجهزة المكافحة تفاجئ بين الحين والآخر بمواد جديدة لم تكن مدرجة فـ«مخدر الفودو» كان في بدايته يباع بمحال العطارة وكان مكتوبًا عليه لا يصلح للاستخدام الآدمى، ولكن بعد انتشاره على أنه بـ«يظبط الدماغ» أصبح كثيرًا من مدمني اليوم يتعاطونه مع الاستروكس بنسب أكثر من تعاطي الحشيش والترامادول.


وما الفرق بين الاستروكس والفودو؟

«الاستروكس» يُصنع فى مصر، وتلك الخلطة تحتوى على «الكيتامين» المخدر، وبحسب مكافحة المخدرات، يوجد بالاستروكس نسبة من بودرة الصراصير وسم الفئران، أما «الفودو» فهو منتج أجنبي تم تصنيعه لتهدئة وتخدير الحيوانات المفترسة وليس للإنسان.


هل توجد مسارات محددة لجلب المخدرات من الخارج لمصر؟

نعم.. فـ«الهيروين» يخرج من المثلث الذهبي «إيران - باكستان - أفغانستان» ويمر على الخليج العربي ومنها إلي قناة السويس إلي أوروبا أما «الكوكايين» فهو يخرج من أمريكا اللاتينية وتخزن بـ«غرب إفريقيا»، ومنها إلى أوروبا وأمريكا.