رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تقارير أمنية وراء الحرب بين «الأوقاف» والدعوة السلفية

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف


تدور الآن «حرب ضروس» بين وزارة الأوقاف والقائمين على الدعوة السلفية بعد سيطرة الأولى على جميع المساجد ومنع العديد من دعاة السلفية من الخطابة، لاسيما بعد المشادات والكواليس التى شهدتها واقعة منع الشيخ سعيد رسلان، الداعية السلفى، من إلقاء الخطبة، قبل العدول عن القرار فيما بعد؛ لحصول «الشيخ» على تصريح بالخطابة من «الأوقاف».


فى نفس السياق، لم يستوعب الشيخ محمود حسان، شقيق الشيخ محمد حسان، قرار منعه من الخطابة في مسجد «أهل السنة» بقرية «دموة» بمحافظة الدقهلية، وتعامل على أن المسجد مسجده ولا يصح لأحد أن يعتلى المنبر غيره، حيث قام بإغلاق الميكروفون على الشيخ منصور السكرى، مدير التفتيش والمتابعة بمديرية أوقاف الدقهلية، أثناء إعطاء درس في المسجد عن الموت قبل تشييع جنازة عمة الشيخ محمد حسان.


ومن جانبه تقدم السكري، ببلاغ ضد الشيخ محمود حسان والشيخ محمد حسان، بمركز شرطة دكرنس بالدقهلية، قال فيه: «الشيخ محمود حسان اقتحم القبلة أثناء إلقائى درسا للمصلين، وكان معه شقيقه الشيخ محمد حسان والذي التزم الصمت ولم ينه شقيقه عما فعل، في إشارة إلى موافقته على ما قام به».


وتعود الحكاية عندما ألغى الشيخ طه زيادة، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الدقهلية، تكليف الشيخ منصور السكري، مدير عام التفتيش والمتابعة بالمديرية من منصبه، بعد حدوث مشادة بينه وبين شقيق الشيخ محمد حسان، بمسجد "أهل السنة" بقرية "دموه" مركز دكرنس.


بدأت القصة كما يرويها مصدر بوزارة الأوقاف، بتلقي أهالي قرية "دموه" نبأ وفاة عمة الداعية السلفي الشيخ محمد حسان بمقر إقامتها بمحافظة شمال سيناء، وتشييع الجثمان إلى مثواه الأخير من مسجد "أهل السنة" الذي أنشأه الداعية السلفي بالقرية التي تتبع مركز دكرنس بالدقهلية، قبل عدة سنوات.


وقال المصدر، وصل جثمان عمة الشيخ محمد حسان إلى مسجد «أهل السنة» في تمام الخامسة مساء الإثنين، وصل بعدها الداعية السلفي إلى القرية بثلاث ساعات تقريبا، وبمجرد وصوله كان الشيخ منصور السكري مدير عام المتابعة والتفتيش بمديرية الدقهلية يلقي كلمة عن فضل اتباع الجنائز، إلا أنها استغرقت وقتا طويلا، ما اضطر معه الناس إلى المطالبة بأداء صلاة الجنازة، بسبب قدوم الليل، إلا أنه لم يستجب، ما دفع محمود حسان شقيق الشيخ محمد حسان لـ«غلق ميكروفون» المسجد، واضطر مدير المتابعة للاستغاثة بالأهالي، وحدثت حالة من الفوضى بالمسجد، قبيل أداء صلاة الجنازة.


وتابع المصدر: «تم استدعاء مدير المتابعة بأوقاف الدقهلية إلى مكتب رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، لمعرفة القصة الحقيقية، وتحدث معه الشيخ جابر طايع، وادعى أنه يتعرض لاضطهاد من الشيخ محمد حسان وشقيقه».


وقال المصدر: «خلع مدير المتابعة والتفتيش بمديرية أوقاف ملابسه داخل مكتب رئيس القطاع الديني، وادعى أنه يتعرض لظلم بين على الرغم من أنه أحد الذين شاركوا في ثورة الـ30 من يونيو».


وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني، إن الواقعة أحيلت إليه من الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وانتهى التحقيق فيها إلى إلغاء تكليف الشيخ منصور السكري، وإعادته إلى عمله الأصلي كبير مفتشين بأوقاف منية النصر بالدقهلية.


الحرب بين الدعوة السلفية والأوقاف لم تنته بعد فقد هددت التيارات السلفية بفضح جميع مشايخ السلفيين الذين يقدمون اعتذارًا للوزارة ويستجيبوا لقرار منعهم من الخطابة بمساجدهم.


وأعلنت وزارة الأوقاف الحرب على جميع التيارات السلفية ومنعهم من الخطابة، فهناك قائمة طويلة بأشهر مشايخ السلفية سيتم منعهم حيث تضم القائمة ما يقرب من ألفين من مشايخ الدعوة السلفية في مصر.


حرب الوزارة ضد السلفيين جاءت عقب خروج تقارير تقارير أمنية كشفت عن سيطرة التيارات السلفية على 12% من مساجد الوزارة، أي ما يزيد عن 10 آلاف مسجد تابع لـ«وزارة الأوقاف»، من جملة 110 آلاف.


وجاءت تصريحات وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة؛ للتوافق مع تلك التقارير، حيث قال إن وزارة الأوقاف تحكم سيطرتها فقط على 90 % من المساجد، وقال الشيخ محمود عبد الحميد، مسؤول الدعوة السلفية بالإسكندرية في تصريحات سابقة له، إن الدعوة تمتلك الـ3 آلاف مسجد بعد أن كانت تسيطر على 300 مسجد من فترة ما بين 1977 و1981،


ووفقًا للتقرير أجريت عن أوضاع المساجد، والأفكار المنتشرة بداخلها، وسيطرة الجماعات السلفية والمتشددة على المنابر، فإنه لوحظ سيطرة التيارات السلفية والجمعيات الشرعية على منابر العديد من المساجد، وخاصة في المناطق الريفية والنجوع، والمنتشر فيها التيار السلفي بكثرة مثل محافظة مطروح والإسكندرية والبحيرة، كما أن الجماعات الإرهابية تستغل ذلك في نشر أفكار الجماعات الإرهابية، واستقطاب الشباب.


ورصد التقرير، أنه في حالة استمرار المزيد من فقدان الأوقاف والدولة السيطرة على المساجد، فإن ذلك يصب نحو زيادة الإرهاب، مطالبًا وزارة الأوقاف بالعمل على التطبيق الصارم لقانون الخطابة الذي يقضي بسجن من يصعد المنبر بدون تصريح من الأوقاف.


كما كشف التقرير، وجود مساجد وزوايا أهلية لم يتم ضمها للأوقاف منذ فترة كبيرة ومتحكم في منابرها التيارات السلفية والجماعات الإسلامية.


بدأت سيطرة السلفيين على المساجد منذ بداية فترة السبعينيات وتمكن مشايخ الدعوة السلفية من نشر منهج الدعوة السلفية وإنشاء مدرسة سلفية عرفت بعد ذلك باسم الدعوة السلفية، وفي 4 سنوات فقط من الفترة 1977 إلى 1981 استحوذت الدعوة السلفية على 300 مسجد خاص بمشايخها وأبنائها وأقاموا فعالياتهم الخاصة في هذه المساجد، كما تم استغلالها في الوصول لشريحة أكبر من الناس لإقناعهم بالمنهج السلفي، ومن عام 1981 وحتى الآن وصل عدد المساجد الخاصة بالدعوة السلفية "سلفية الإسكندرية" إلى 3 آلاف مسجد.


وكشفت تقارير أخرى، قائمة المساجد التي تقع تحت سيطرة التيارات السلفية، وتضم القائمة محافظ الإسكندرية، وتبدأ سيطرة السلفيين على المساجد من دائرة المنتزه، التى يتواجد فيها عدد من رموز الدعوة السلفية، أبرزهم الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، حيث يسيطر السلفيون على مساجد الخلفاء الراشدين بأبي سليمان، والإيمان، والحمد، وخورشيد، والتوحيد، والمراغى، والصالحين، وعباد الرحمن، وأبو بكر الصديق في المعمورة.


أما في دائرة مينا البصل، فيسيطر السلفيون على مساجد المأوى، والمتراس والبخارى، والكوثر، وفي دائرة محرم بك يفرض السلفيون نفوذهم على مسجد أبو هريرة، أما فى دائرة العجمي فيسيطرون على مسجد خير الله في الهانوفيل، ورياض الصالحين في شارع الجمعية.


من النسخة الورقية لـ«النبأ» العدد رقم 1500 الصادر بتاريخ 13 أكتوبر 2018