رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عباس شومان يُشعل «صراع المشايخ» على عضوية «هيئة كبار العلماء»

عباس شومان
عباس شومان


تستعد هيئة كبار العلماء بـ«الأزهر الشريف» والتي تعد أكبر مرجعية سنية في العالم الإسلامي لاختيار أعضاء جدد من أجل إكمال النصاب القانوني والمقدر بـ«40» عضوًا.


وشهدت الهيئة رحيل «9» أفراد من أعضائها هم: الدكتور طه أبو كريشة، والدكتور محمد الراوي، والدكتور الأحمدي أبو النور، والدكتور إسماعيل الدفتار، والدكتور محمد مختار المهدي، والدكتور عبد اللطيف عبد الشافي، والدكتور القصبي زلط، والدكتور عبد الله الحسينى، وأنشئت هيئة كبار العلماء فى الأزهر الشريف عام 1911، فى عهد الشيخ سليم البشرى.


كانت الهيئة تضم شيوخ المذاهب الأربعة، وتم حلها عام 1961، إلى أن أُعيد إحياؤها عام 2012، فى عهد فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.


وتجتمع الهيئة بمقر مشيخة الأزهر أو المقر الذي يحدده شيخ الأزهر مرة على الأقل كل ثلاثة أشهر أو بناء على طلب مقدم إلى شيخ الأزهر من نصف عدد الأعضاء على الأقل، أو كلما دعت الضرورة لذلك بدعوة من شيخ الأزهر، وينعقد اجتماع الهيئة بحضور أغلبية عدد الأعضاء، وتصدر قراراتها بالأغلبية المطلقة للأعضاء الحاضرين.


وتختص الهيئة بالإشراف على مجمع البحوث الإسلامية والجامع الأزهر، والإشراف على الرسائل العلمية ومراجعة المناهج الدراسية في التعليم ما قبل الجامعي، ومراجعة جميع الفتاوى في الاستفتاءات التي ترد من المسلمين في جميع الأقطار إلى مشيخة الأزهر، بالإضافة إلى تنظيم طرق الوعظ والإرشاد والاتصال بالهيئات المختصة.


وتضم هيئة كبار العلماء «6» لجان مقسمة على النحو التالي: لجنة الدراسات العقدية، لجنة الدراسات الفقهية، لجنة التفسير وعلوم القرآن، لجنة السنة النبوية، لجنة الفكر الإسلامي والتيارات المعاصرة، لجنة التاريخ الإسلامي والحضارة. وتضم كل لجنة علمية من هذه اللجان من 4 إلى 6 أعضاء كل في تخصصه، ومن الباحثين كذلك.


وأهم الشروط للترشح لعضوية الهيئة، أن يكون المتقدم للترشح خريج إحدى جامعات الأزهر وحاصلًا على دكتوراه أو ماجستير من الكليات المتخصصة في الشئون الدينية الكاملة كالشريعة، وأن يكون سن المتقدم لا يقل عن 55 عاما، وألا يكون قد اتهم في إحدى القضايا المخلة بالشرف أو أي قضايا جنائية، وألا يكون المتقدم مقدمة ضده أي طعون داخل الجامعة.


وكشفت مصادر داخل الأزهر، أنه تُجرى، حاليًا، دراسة قبول أعضاء جدد بهيئة كبار العلماء، ممن سبق تقديم أوراقهم إلى الأمانة العامة للهيئة، مؤكدين أنه من المنتظر خلال الأيام المقبلة الإعلان عن أسماء جديدة بعضوية هيئة كبار العلماء.


وأشارت المصادر، إلى أنه تجرى دراسة ومراجعة مؤلفات ممن تقدم للعضوية، بمعرفة لجان سرية تحت إشراف الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالتعاون مع الدكتور عباس شومان، بصفته أمين عام للهيئة، مُؤكدين أنه لا تعارض بين كونه أمينًا عامًا للهيئة والتقدم للالتحاق بعضوية هيئة كبار العلماء.


ومن أبرز الأسماء المرشحة لعضوية هيئة كبار العلماء: الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية الحالى، والدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية، والدكتورة عبلة الكحلاوى، أستاذ الشريعة والفقه بالأزهر، والدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية، والعشرات من علماء الأزهر، وغالبيتهم ممن تم اختيارهم من قبل من قبل الطيب في قائمة الأزهر للفتوى منذ شهور، ومن أبرز أسماء الذين تقدموا بأوراق ترشحهم بالفعل وكان سببا في إثارة حالة من الجدل هو الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق والأمين العام لـ«هيئة كبار العلماء» حاليًا، وذلك بعدما ترددت أنباء عن تصعيد المشيخة له، كأمين عام لهيئة كبار العلماء فضلا عن تأهيله لمناصب أخرى ينتظر، حيث يدور حديث عن ترشيحه كمستشار ديني لشيخ الأزهر أو اختياره رئيس المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي، الأمر الذى فسره البعض بأن الأزهر يسعى إلى تمكين الأخير، كرد فعل على الإطاحة به من منصب وكيل الأزهر برفض التجديد له من قبل الجهات المعنية.


وكشفت المعلومات داخل الأزهر عن وجود حالة من التخوف لدى المرشحين من اختيار «شومان» وتجاهل الآخرين، موضحة أن اختيار عضوية هيئة كبار العلماء، يتم من خلال لجنة خاصة، تحت إشراف الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والأمين العام للهيئة، مشددين أنه عقب الاختيار تقوم الهيئة بإجراء تصويت لعموم الأعضاء على الاختيار، الأمر الذى يجعل من اختيار «شومان» عضوا بهيئة كبار العلماء، أمرا يفتقر للنزاهة والحيادية، وبالتالى فهناك حالة من القلق والريبة والمخاوف لدى كثير من علماء الأزهر من وقوع الاختيار على «شومان» عضوا بالهيئة، فى حين أن هناك العشرات من العلماء منهم من قدّم عشرات الأبحاث وعشرات المؤلفات، ولم يقع عليهم الاختيار حتى الآن، فضلا عن أن مؤلفات وكيل الأزهر السابق، لا تؤهله للالتحاق بالعضوية، فهي ليست على القدر الكافى لشروط الترشح للهيئة، بجانب ما يدور حوله ويتردد منذ سنوات بشأن انتمائه لـ«جماعة الإخوان»، إلا أن محبة شيخ الأزهر وثقته به كانت وراء التمسك في منصب وكيل الأزهر لسنوات ورفض ما يدور حولة من شائعات.


في الوقت نفسة أكدت المصادر أنه بجانب اختيار الدكتور عباس شومان في عضوية هيئة كبار العلماء، فإن أبرز الأسماء المؤكد اختيارها أيضًا الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية الحالي، والذي يتم إعداده لـ«خلافة الطيب» في منصب شيخ الأزهر، كما ينتظر اختيار الدكتورة عبلة الكحلاوي كأول سيدة في عضوية الهيئة، وإن كان هناك عدم تأكيد على ذلك، في حين كشفت المصادر، أن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف ليس ضمن الأسماء المرشحة للاختيار ضمن الأعضاء الجدد لـ«هيئة كبار العلماء»؛ نظرًا لعدم تقدمه بأوراق للهيئة، بجانب الصدام الخفي بين الطيب والوزير الدائر منذ سنوات.


من النسخة الورقية لـ«النبأ» العدد رقم 1500 الصادر بتاريخ 13 أكتوبر 2018